آدم سميث (Adam Smith)
فئة : أعلام
ولد الفيلسوف وعالم الاقتصاد الاسكتلندي آدم سميث سنة 1723في كيركالدي، وكان يلقّب بـ "أبو الاقتصاد السياسي"، اعترافا بمدى إسهامه في نشأة هذا العلم وتطوّره؛ فهو المؤسّس الأوّل للاتّجاه الكلاسيكي في عالم الاقتصاد.
درس سميث الفلسفة في جامعة غلاسكو على يد الفيلسوف الأخلاقي هتشسون ثمّ انتقل إلى جامعة أكسفورد، حيث درس الآداب والفلسفة. وعُيّن إثر تخرجه أستاذاً للآداب في غلاسكو، وشغل سنة 1753 كرسي أستاذية الفلسفة، وكان يجمع بين تدريس الاقتصاد السياسي والفلسفة. وأصدر سنة 1759 كتابه عن " نظرية الشعور الأخلاقي؛ " فكان سببا في شهرته. إلاّ أنّه توقّف عن التدريس سنة 1764، واشتغل وصياً ومستشاراً لدوق بوكليه، وانتقل معه مدّة عامين إلى فرنسا، حيث أتيحت له فرصة اللقاء برجلين مختصّين في ما يسمّى بالاقتصاد الطبيعي، وهما (الفيزيوقراط) فرانسوا كينيه وتورغو وكان لآرائهما الاقتصادية تأثير بالغ فيه، تجلّى خاصّة في مقولته "الطبيعي" وفي دفاعه عن مبدإ الحرّيّة الاقتصاديّة.
إثر عودته من فرنسا، تمّ تعيينه مفوضاً للجمارك ورسوم الملح في اسكتلنده، وانكبّ على إتمام كتابه حول "ثروة الأمم"، وتمكّن من إصداره سنة 1776 تحت عنوان "بحوث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها". وفيه اهتمّ بآليّات النموّ الاقتصادي، انطلاقا من العلاقة القائمة بين العمل ورأس المال والأرض، وانتهى إلى أنّ "مصدر الثروة يكمن في عمل الإنسان، والإنسان هو المقياس الحقيقي للقيمة التبادليّة لكلّ الخيرات. وقد تتضاعف هذه القيمة بفضل تقسيم العمل وتراكم رأس المال، الذي يُتيح زيادة قدرة العمل الإنتاجيّة"[1]. وأكّد سميث قيمة الحرّيّة في تحفيز النموّ، وتمكين الأشخاص من تحقيق مصالحهم الفرديّة، وهو ما يؤدّي بصفة عفويّة إلى نشأة نظام منسجم مع الطبيعة تتحقّق معه بصفة أكثر نجاعة مصلحة المجتمع، ويقول في هذا السياق: "إنّ الإنسان، وهو يخدم مصلحته الخاصّة، يحقّق معظم الأحيان مصلحة المجتمع على نحو فعلي، أكثر ممّا لو كان أراد أن يضع مصلحة المجتمع في الدرجة الأولى"[2] (الحاج، 2000، ص 296). وهذا التصوّر قاد آدم سميث إلى تثبيت أهمّيّة فكرة تقسيم العمل وأثرها الإيجابي والفعّال في العامل والإنتاج في آن، ولم يغفل ههنا دور السوق في تشجيع فعل النموّ وزيادة الإنتاج. وأكّد في هذا المجال ضرورة توقّف الدولة عن محاولة تقييد مصلحة أيّ نشاط اقتصادي أو أيّة جماعة من الأشخاص، وانصرافها في المقابل إلى توفير الأمن والحماية والاستقرار للأفراد والجماعات واضطلاعها بإنجاز الأشغال العامة التي يعزف عنها الأفراد لمحدوديّة ربحيّتها.
وتقلّد آدم سميث منذ سنة 1787 منصب رئيس جامعة غلاسكو إلى حين وفاته في أدنبرة سنة 1790.
انظر:
[1]ـ الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون، ص 296
-الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون.