أبو العلاء المعري
فئة : أعلام
هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن داود بن المطهّر بن زياد بن ربيعة، لُقّب بالمعرّي نسبة إلى معرّة النعمان مسقط رأسه بسوريّة، حيث وُلد سنة 363 هـ/ 973م، في أسرة ذات علم وفضل. إذ كان بيته بيت قضاء وشعر. فقد بصره صغيراً جرّاء إصابته بداء الجدري سنة 367 هـ، وكان قويّ الذاكرة عجيب الحفظ، قرأ النحو واللغة على أبيه بالمعرّة وعلى محمّد بن عبد الله بن سعد النحوي بحلب، وتعلّم الحديث وأخذ علوم القراءات القرآنيّة، وقال الشعر وهو بعد في الحادية عشرة من عمره.
ارتحل إلى بغداد سنة 398هـ، وأقام بها سنة وسبعة أشهر قصد التعلّم، ويبدو أنّه لم يكن راضياً تمام الرضا عن رحلته هذه نتيجة ما تعرّض له من سوء معاملة، وخاصة في الحادثة التي وقعت له مع المرتضى حين أمر بإخراجه من مجلسه فسُحب برجله نتيجة انتصاره لشعر المتنبّي واعتراضه على تتبّع المرتضى لعيوبه واستنقاصه من شأنه (الحموي، 1993، ج1، ص ص 302-303).
عاد أبو العلاء إثرها إلى معرّة النعمان، حيث لزم بيته ولم يسمح لغير طلاّب العلم بمجالسته، وسمّى نفسه "رهين المحبسين" لذهاب عينيه ولزومه منزله. ومع ذلك، سار إليه الطلبة من جهات عدّة، وكاتبه العلماء والساسة وأهل ديانات مختلفة... فذاع صيته. وقد يكون اختياره اعتزال الناس ناتجاً عن تبرّمه من أحوال عصره وكثرة فتنه. وتذكر الروايات التاريخيّة أنّه "بقي خمساً وأربعين سنة لا يأكل اللحم ولا البيض ويُحرّم إيلام الحيوان، ويقتصر على ما تنبت الأرض" (الحموي، 1993، ج1، ص 303).
اختلف الناس في شأنه، فاتّهم بالإلحاد والزندقة وبمهاجمة الأنبياء من جهة ونسب إلى الزهد والعبادة من جهة أخرى، بل ثمّة من اعتبر أنّه ارعوى وتاب وزال عن شكّه في العقائد والأديان.
له مصنّفات عديدة بلغت أكثر من مائتي مجلّد، نذكر منها: الفصول والغايات، رسالة الغفران، لزوم ما لا يلزم، الأيك والغصون، تاج الحرّة، تظلّم السور، سقط الزند، سيف الخطبة، رسالة الملائكة، رسالة الهناء...
ودلّت مصنّفاته على سعة معارفه، فهو مطّلع على الملل والأديان وفرق المسلمين وهذا ما فاضت به صفحات رسالة الغفران، وله أيضاً معرفة بالحساب والنجوم والتاريخ والأخبار واللغات تجلّت في مختلف أشعاره.
توفّي أبو العلاء المعرّي سنة 449هـ/1057م بمعرّة النعمان.
انظر:
-الحموي، ياقوت. (1993). معجم الأدباء، إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب. (إحسان عبّاس، محقّق). ط1. بيروت- لبنان: دار الغرب الإسلامي.