أُبيّ بن كعب
فئة : أعلام
أبيّ بن كعب بن قيس بن عُبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، واسمه تيم اللات، وقيل تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المعاوى، وله كنيتان أبو المنذر، وقد كنّاه بها النبي، وأبو طفيل كناه بها عمر بن الخطاب. كان حبرًا من أحبار اليهود قبل الإسلام، وعرف باطلاعه على الكتب القديمة، فقد كان يتقن الكتابة والقراءة، وهو ما أهّله بعد الإسلام ليكون من كتبة الوحي. ويذكر الذهبي في تهذيب سير أعلام النبلاء أنّه: "جمع القرآن في حياة النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وعرض على النبيّ عليه السلام، وحفظ عنه علمًا مباركًا، وكان رأسًا في العلم والعمل... قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أربعة كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحمد عمومتي" (الذهبي، 1991، ج1، ص 41). وشهد أبيّ بن كعب عدة غزوات مع الرسول، مثل بدر وأحد والخندق، وكان يفتي على عهده، وهو من كتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس. وقد أمره عثمان بجمع القرآن، فكان من المشاركين في جمعه، فضلاً عن روايته الحديث، وله في الكتب الستة نيف وستون حديثًا، وله عند بقى بن مخلد مئة وأربعة وستون حديثًا، منها في البخاري ومسلم ثلاثة أحاديث، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بسبعة. (الذهبي، 1991، ج1، ص 41). وجاءت أخبار وأحاديث عدّة في فضله ورفعة منزلته بين الصحابة، وممّا يروى عن أنس بن مالك أنّ "النبيّ قال لأبيّ بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك: "لَمْ يَكُنِ الذِينَ كَفَرُوا"، قال: الله سماني لك؟ قال: "نعم". فجعل أبيّ يبكي" (ابن الأثير، 2012، ص 17) وروى أبو قلابة عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أقرأُ أمتي أُبيّ". (الذهبي، 1991، ج1، ص 41). وكان عمر يقول: "أبيّ سيد المسلمين" (ابن الأثير، 2012، ص 17). روى عنه عبادة بن الصامت وابن عباس وعبد الله بن خباب وابنه الطفيل بن أبي.
اختلف المؤرّخون في سنة وفاته، فمنهم من يرجّح أنّها كانت في خلافة عثمان سنة ثلاثين استنادًا إلى لقائه بزرّ بن حبيش (ابن الأثير، 2012، ص 18) ومنهم من يرى أنّها كانت سنة تسع عشرة أو سنة عشرين وقيل في خلافة عمر، سنة اثنتين وعشرين بالمدينة.(الذهبي، 1991، ج1، ص 41).
انظر:
- ابن الأثير، (2012)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار ابن حزم، ط1، بيروت، ص ص 17-18
- الذهبي، شمس الدين محمّد، (1991)، تهذيب سير أعلام النبلاء، بيروت، مؤسّسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، ج1، ص 41
- الزركلي، خير الدين، (1986)، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، ط7، ج1، ص 82