أفق الإنسان: الثورة الإحيائية المعاصرة ومحاذير «ما بعد الإنسانية»

فئة :  مقالات

أفق الإنسان: الثورة الإحيائية المعاصرة ومحاذير «ما بعد الإنسانية»

أفق الإنسان: الثورة الإحيائية المعاصرة ومحاذير «ما بعد الإنسانية»

ليس التوق نحو الآفاق الرحبة والواسعة جديدًا في عُرف البشر، ولا أمرًا جديدًا يجري الحديث عنه لأول مرة في دروس التاريخ وتطلعات الحضارات ومطامح الأجداد والأحفاد، وإنما هو دومًا على رأس مطالب الوضع البشري، وهواجس العلماء والباحثين وطموحاتهم، وهو أيضًا مبتغى الإنسانية الراغبة دومًا في طي صفحات الموجود وتغييرها بما يثير الدهشة والإبهار، والشوق والميل لكل جديد، ورغبة كشف ما يُبرز حالة العظمة ولا محدودية العقل البشري في صناعة التطور. لكن هذا التوق للمعرفة «السائلة»[1]، وهوس الذهاب بعيدًا في رؤية مستقبل البشرية من منظورات لا تقيم حدودًا للتخيل والإبداع، لهو في «الزمن المعاصر» أكثر من غيره في باقي الأزمنة والحضارات، لعدة اعتبارات أهمها لربما الثقة الزائدة في العلم ومنجزاته، وفيما أثبته العقل البشري بشأن قدرته على طرق أبواب العوالم اللامتناهية. فهل تكون فكرة «ما بعد الإنسانية» و«الثورة الإحيائية المعاصرة» الحاملة لعقيدة «موت الموت» هي مدى هذا التوق الأخير؟ أم بمقدور المقاومة الإتيقية فرملة هذا النهم البشري وخلق الانسجام المطلوب بين الإنسان والإنسان؟

هذا السؤال تحديدًا بكل حمولاته الأخلاقية والمعرفية والوجودية، شَكَّل أرضية كتاب «أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة» لصاحبه الأستاذ والباحث «محمد أحدو»[2]، كجهد يقتفي أثر هذا الأفق الذي يُراد له أن يكون بلا حدود، ومن حيث كونه موضوعًا محسوبًا على «المُشترك الإنساني»، وليست مخاوفه وامتداداته من شأن الغرب أو الشرق أو معشر العلماء والخبراء وحدهم، وإنما هو شأن إنساني، وهم مشترك، ومطلوب من أجل التجاوب معه، أن تُفتح أبواب التخصصات على بعضها، وأن يجري تجاوز محدودية التصنيفات المرصوصة تحت أسامي المجالات الدقيقة لـ"المجمعات العلمية"، نحو فهم مغاير للبحث العلمي والمعرفي، حتى يكون بالإمكان ربط أسئلة الطب مع مستجدات البيولوجيا والذكاء الاصطناعي، وجميعها مع النقاشات الفلسفية والأخلاقية والحقوقية.

هكذا وعن طريق هذه الانفتاحة المنهجية ومنطق العمل بالمعية، الذي يستحضر درس "إدغار موران" وغيره، يمكن الإمساك بجوهر الجدل المتصل بمفهومي "الإنسانية الانتقالية Transhumanisme" و"ما بعد الإنسانية Post-humanisme"[3]، على أساس أن الأول هو الإشارة إلى لحظة التوسط بين مرحلة "الإنسان"، بمعانيه البيولوجية والوجودية الدالة على "الهوية المشتركة"، مع لحظة "ما بعد الإنسان"، بكل حمولاتها المتصلة بالرغبة في الاستفادة من مُنجز العلم والتكنولوجيا، وبلوغ مرحلة التحسين المنسجمة مع حلم "الإنساني المزيد"[4]، وهو مرادف لمعنى "التحسين"، والعمل على تجنب ما ليس مرغوبًا فيه كالمرض والموت والشيخوخة والمعاناة[5]، في حين يحيل مفهوم "ما بعد الإنسان" إلى مرحلة مغايرة عن المألوف والمعهود؛ لأنها تعني التدخل التكنولوجي في الوضع البشري، والوصول إلى مرحلة التعديل الوراثي والجيني اللامحدود في آفاقه ومطالبه وممكناته، وفي النهاية الدعوة إلى التخلي عن الخصائص المميزة للإنسان جسديًّا ومعرفيًّا ونفسيًّا[6]، وهي الحالة التي تطرح في حال رغبة اختصارها إحراجات وأسئلة عميقة، لربما تلخص أرضية النقاش التي يفتحها كتاب «أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة».

أولى إحراجات هذه النقلة؛ تعود إلى امتدادات المفاهيم السالفة على معاني الهوية والوجود والطبيعة الإنسانية والوضع البشري، ذلك أن مسايرة المد العلمي للبحوث المتعلقة بالتكنولوجيا الإحيائية، وما يجري تحقيقه من نتائج كانت إلى وقت قريب موضوعة في خانة "الاستحالة المعرفية"، انتهى إلى شرخ عميق في التعاطي مع سيد الأسئلة، ونقصد طبعا "الهوية"، بداية من محددها الأول المتعلق بـ"الجسد"، الذي صار أمر تغييره وتحسينه وتبديل أجزائه/أعضائه أمرًا متاحا وميسرا، إلى درجة احتمال وأد "وجوده" الذي صار مجرد احتمال من ضمن احتمالات أخرى كثيرة ممكنة، بعد أن أمكن تجنب فعل الإنجاب في حال ثبت وجود تشوهات خلقية، أو الأسئلة المتعلقة بالفعل الجراحي، وموضوع نقل الأعضاء وزرعها، وما ارتبط بها من عمليات التجميل والتحسين والتطوير، التي تنتهي إلى تشكيل إنسان "منزوع الهوية، أقرب ما يكون أجنبيا عن ذاته، مع هذا الدخيل من الأعضاء على جسده الأصلي"[7].

ثم أنها من زاوية ثانية؛ تثير جدلا متعلقا بمطلب "القابلية للاكتمال"، ولهفة الحصول على "إكسير الخلود" من خلال التوق إلى مرحلة "موت الموت"[8]، وإبطال مفعولات المرض والشيخوخة والتعب والإرهاق والمعاناة، وما تعلق بها من أحلام وأماني بشرية، تريد حسم سؤال النهايات أيًا كانت طبيعتها أو شكلها، أمام ثقل نزوة البقاء ورغبات الاستمرارية والخلود[9]، ليس بمعانيه المتعلقة بزمن الأنوار، حيث كان التطلع إلى تحقيق الاكتمال بدلالاته الأخلاقية والسياسية التي ربما جسد روحها العامة "روسو"[10]، وإنما بمعانيه المتصلة بالاستبدال الجيني والوراثي، الذي يحيل إلى "التكييف البيولوجي"، والانتقال إلى ما يسميه "فوكوياما" بمرحلة النظر إلى الإنسان بيولوجيا كمنتوج لتركيب الخلايا، وباختصار؛ الانتقال إلى الاكتمال في معاني مغايرة ترد ضمن مجال المعرفة البيولوجية، لتعني خلق تحول وتغيير في الإنسان نفسه[11].

ثالث الإحراجات التي تثيرها هذه النقلة متضمن في طي المسافات أكثر، والاقتراب تدريجيًّا من «شبح ما بعد الإنسانية»، والتأكد من أن مكن خطورتها، ليس فقط في احتمال تحققها من عدمه[12]، بل في كم الأسئلة التي تثيرها حتى وهي موضوعة في خانة «اليوتوبيا البيولوجية»، وفيما يعقبها من «خوف» على مصير الإنسانية الجديدة المُتَخيَّلة، وحالة «السخرية»[13] الناشئة عن احتمال حدوث هذه النقلة فعليا، ثم إن هذه النقلة هي «شبح»، من حيث كونها تثير نقاشًا أيديولوجيًّا ولاهوتيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، فهي من الناحية السياسية والإيديولوجية، تقدم نفسها بديلا لأيديولوجيات التقدم وتغيير الواقع، كما هو شأن «الإيديولوجيات الشمولية»، وهي أيضًا تثير جدلا لاهوتيا عميقا، حين تقدم نفسها على هيئة كوبرنيكية جديدة، وهي تقتحم أسئلة الخير والشر وربما الحلال والحرام، ومن شأنها اجتماعيا أن تتحول إلى أداة تفسير جديدة لمنظومات التنشئة التقليدية، ما يعني في النهاية أنها تحولات بنيوية وشاملة، وتقترح نفسها كبراديغم مستقل، يتشكل من مبادئ مغايرة، أهمها أن الإنسان ليس إلا «حزمة جينات»[14]، وأنه لم يبقَ هناك أي ممانعة ممكنة باستثناء الانخراط في رؤية تستضيف الأمل بموضوعية، وتتبنى رهان «العودة نحو الإنسان»[15].

هذه العودة أو بالأحرى «الاستعادة»، هي لربما الركن الرابع لتوابع هذه النقلة، من حيث كونها تثير نقاشًا أخلاقيا وحقوقيًّا فريدا ومغايرًا عما سبقه، يُشار له عادة في الأدبيات المعاصرة، بالمقاربة الأخلاقية التي تتكفل بمهام ضبط انزياحات العلم ومتاهاته المُفترضة، وقابليته لتجاوز سؤال الإنسان وما تعلق به من حرية وكرامة وذاتية وحق وخصوصية، والتي يجري اختصارها في صيغة «البيوتيقا»، وما يتبعها من نقاش قانوني وحقوفي وفلسفي ومعياري وديني ووجودي، قوامه أن يكون العلم محاطًا بجدران من الموانع والتقييمات الأخلاقية التي تحفظ الحرية والإرادة والكرامة[16]، لأن هذه الجدران هي وحدها التي يمكنها لعب دور الممانعة المطلوبة، وضمان ألا ينتقل العلم المتحرر بمعانيه الفيبرية، إلى حالة من التسيب، رغم أن لغة التشاؤم تبقى هي الغالبة على المشهد في حال مقارنتها بما يجري تناقله من أماني إيجابية.

هذه الروح الإصلاحية تقود إلى مستوى خامس، يرتبط بممكنات التعامل مع هذه النقلة، وفق أخلاقيات المسؤولية ومبدأ الحذر، وما يرتبط بهذه المطالب من جسور إنسانية وأخلاقية، يمكنها أن تكون بالفعل، واقيًا متينا من مطبات هذا النهم اللامحدود للمعرفة، والعشق الزائد لنظريات «التنبؤ»، وهي على هذا الأساس مجموع الدوافع الأخلاقية التي تقيم وزنًا لإنسانية الإنسان، والتي يجري تصويبها وترتيبها في نظريات وأطروحات إتيقية، تكون إما باسم المناقشة أو المواطنة أو المسؤولية أو الحذر أو الخصوصية، والتي تنتهي إلى مبدأ «هانس جوناس»، في حديثه عن واجب الامتناع عن الأفعال التي لا يجب علينا فعلها على الإطلاق[17]، وهو على ما يبدو أشبه ما يكون بالشرط الأخلاقي التي شيده كانط، باختلاف أنها في حالته كانت جوابا عن سؤال: ما الذي ينبغي علي فعله؟ في سياق تحديد الأرضية الأخلاقية للعيش بالمعية، لكن في هذه الحالة، الأمر أشبه بسؤال وجودي عما الذي ينبغي علينا بالضرورة فعله للبقاء والاستمرارية؟

هذه الخماسية السالفة، بكل جدالاتها المفتوحة هي التي شكلت أرضية كتاب «أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة» لصاحبه الأستاذ «محمد أحدو»، وهو كما سيبدو واضح لقرائه، مشاركة واعية في فعل الإشادة بالمنجزات العلمية وأدوارها وممكناتها، لكن من دون إعجاب أعمى يحجب عنا، مسؤولية التحذير الأخلاقي من مسارات الثورات العلمية والبيولوجية المعاصرة، وأفقها الواسع الذي تنشده متسلحة برغبات إيديولوجية ونفسية واقتصادية وتجارية، يستحيل معها الإبقاء على القول الساذج بـ«الحياد الإيجابي للعلم»، وبأنه لا ضمانة نملكها للقول بخدمة العلم الدائم للصالح العام: لسببين على الأقل:

الأول؛ أن مفهوم الصالح العام هو نفسه محل جدل، ولا يقبل أن يكون كونيًّا، وغالبا ما يجري ربطه بالدافعية الإيديولوجية للمختبرات العلمية، التي فقدت أغلبها لحيادها بفعل فقدان استقلاليتها، وهو أمر معلوم ومعروف، والثاني؛ لأن النزعة العلمية، هي كذلك بفضل تجردها من الحساسيات الأخلاقية والاعتبارات الحقوقية والإنسانية، وهو الذي ينتهي بنا إلى جعل الموضوعات المطروقة ضمن هذا الكتاب في غاية الأهمية للقارئ بلغة الضاد، لأنها تتفاعل مع أسئلة العالم المعاصر ومخاوفه وآفاقه بوصفها أسئلتنا ومخاوفنا وآفاقنا، والحق أنه في حال سمح صاحب الكتاب بالحديث من خلاله عنه، فإن رسالته التي لم يعلنها تَخُلُّقا، في معرض جمعه لكل هذه الشواهد والنصوص، أن عالما مليئا بهذه الأسئلة والمخاوف يتطلب منا شجاعة وجهدا، يفوق ذاك الذي ألزم به كانط عصر الأنوار، ويتطلب منا أيضًا ألا ننبهر كثيرا لمثل تلك الأفكار التي تقول بأن «الإنسان .. ذلك المجهول».

[1]- استخدام مفهوم «السيلان» في هذا السياق، يرد بمعانيه التي يُشير لها «زيجمونت باومان» فيما يجري تسميته ضمن الأدبيات الناقدة لأعماله بـ«سلسلة السيلان»، التي تبتغي خلخلة جاهز القول، وتفكيك بنية النَّظَر في الحداثة والحب والزمن والأخلاق والخير والشر...، وكيف أن هذه البُنى النظرية التي يتأسس عليها قول وفهم الإنسان الحديث والمعاصر لوجوده، صارت مدفوعة بإرادات معرفية، تجعلها في حركة دائمة، ولا تقتفي الوصول إلى هدف، وإنما رهانها الأساسي في ضمان بقاء هذه الاستمرارية والسيلان، وهي ربما الخاصية التي في حالة تعميمها تصير متوافقة مع فكرة «التوق البشري» الذي نقصده في هذا الحديث عن المعرفة المعاصرة.

[2]- هو كاتب مغربي وباحث في الفلسفة، يشغل مهام أستاذ زائر في المدرسة العليا للأساتذة التابعة لجامعة محمد الخامس، الرباط، وهو أيضًا عضو هيئة مركز "نظرات" للدراسات والأبحاث الفلسفية والعلوم الإنسانية، والذي تصدر عنه "مجلة نظرات". من كتبه المنشورة: ” المدرسة والتجاذبات القيمية"، "توجهات السياسة الحضرية الكولونيالية بالمغرب" وغيرها.

[3]- صيغة "ما بعد الإنسانية" جرى شرحها بتفصيل شديد، من قبل "لوك فيري" في كتاب له، تحدث فيه عن امتدادات ومدلولات هذا التحول العميق الذي أصاب الوضع البشري والإنسان الحديث والمعاصر، ينظر:

- Luc Ferry, La révolution transhumaniste: comment la techno médecine et l'upérisation du monde vont bouleverser nos vies, Plon, April, 2016

[4]- الإشارة هنا إلى مفهوم "الإنسان المزيد"؛ تأتي في سياق استحضار كتاب صدر بنفس العنوان /الإنساني المزيد، والذي ضم عددا من المقالات التي جمعها ونسقها ونظمها "إدوار كلينبتر "Edouard KleinPeter، وفكرته تقوم على أن التعزيز البشري والإنسان المزيد، هي دلالات على فكرة الزيادة التي تعني في هذه الحالة "مجموعة من الإجراءات والمناهج أو الوسائل، الكيميائية أو التقنية، التي تهدف إلى تجاوز القدرات الطبيعية أو العادية للفرد"؛ وهو معنى عام يحيل ضمنيا إلى ثلاث مستويات مركزية، "زيادات قدرات الفرد؛ تحسين طبيعة الإنسان، وأخيرا تحسين الذات". ينظر:

- إدوارد كلينبتر، الإنسان أمام تقنياته الزيادة التهجين التحويل البشري، ضمن: الإنسان المزيد، تنسيق إدوار كلينبتر، ترجمة جميل شاكر، منشورات المركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء، بيروت، ط1/2019، ص 11

[5]- محمد أحدو، أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة، منشورات مؤسسة الموجة الثقافية، الرباط، ص 131

[6]- محمد أحدو، أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة، المرجع السابق، ص ص 6 – 7 بتصرف.

[7]- محمد أحدو، أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة، المرجع السابق، ص 92

[8]- هذا المطلب يمكن عده ردة على الوجود الأصيل بمعانيه التي أثارها "هايدغر" وقبله مدارس أخرى منها "الرواقية"، التي انتقدت رغبة الحياة المطلقة بتعلة وجوب "محبة الموت"، أو "الأبيقورية" التي ألزمت الوضع البشري بضرورة تقبل الآلام والمعاناة من حيث كونها مظهرًا من مظاهر التمتع بالحياة، ولم تقل أبدًا بالقطيعة مع أي شكل من أشكال المرض أو الحزن لأنه جزء أصيل في فهم وإدراك ما يقابله، كفلسفات ترفض هذه الوعود الزائفة بشأن الحياة والوجود والموت، وهو ما يعني أن هذه النقاشات صحيح ليست جديدة، لكنه تنبه إلى فكرة أن اللعب بإعدادات الوضع البشري بصيغه العلمية الراهنة، من شأنه أن يحولها إلى نقاشات أكثر جدية ولها ما يبررها كمخاوف واقعية وموضوعية، والتعامل معها لأول مرة باعتبارها ليست ترفًا.

[9]- يُنظر في هذا السياق المحور الخاص بـ«الحفاظ على الإنسانية وصورة الإنسان»، ضمن مؤلف الأستاذ «محمد أحدو»، والذي دون ضمنه، أهم الأطروحات والمشاريع العلمية والفلسفية التي اشتهرت بدعوتها للخلود والتحسين وموت الموت، بدْءً من «ميتوس» الأزمنة القديمة، كما هو حال «ملحمة جلجامش»، مرورا بعديد النظريات والأطروحات، مثل بيك دولا ميراندول، كوندورسيه، بنجامين فرانكلين، نيكولاي فيودوروف، هالدان، وغيرهم كثير. ينظر: محمد أحدو، أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة، المرجع السابق، ص 183 وما بعدها.

[10]- محمد أحدو، أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة، المرجع السابق، ص 134

[11]- محمد أحدو، المرجع السابق، ص 140

[12]- مقاربة الكتاب لا تنطلق في الواقع من حسم أمر تحقق هذه النقلة، ولا من تأكيد جدية هذه المخاوف التي يجري نشرها في تقارير ودراسات وأطروحات، أشار الكتاب في الواقع إلى أغلبها، وإنما هو يتابع هذه المخاوف وما يقال عن احتمالات بلوغ حالة ما بعد الإنسانية، في مقابل طرحه أيضًا للأطروحات البديلة، سواء تلك التي تعتبر هذه النقلة مجرد وعاء أيديولوجي يرتبط بنظريات «الإنسان الأرقى» ليس في مدلولاتها الفلسفية النيتشوية وحسب، بل حتى في صيغتها العلمية والسياسية والإيديولوجية، ويحاجج أيضًا المتفائلين والمتشائمين معا، في سياق تقديم مستويات هذا الجدل بلغة واضحة للقارئ العربي، ودون الدخول في الكثير من التقييمات الفردية، بشأن هذا النقاش، وعيًا من الكتاب بأن الحاجة اليوم هي لفهم ما يجري.

[13]- محمد أحدو، أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة، المرجع السابق، ص 154

[14]- محمد أحدو، المرجع السابق، ص 158

[15]- محمد أحدو، المرجع السابق، ص 174

[16]- محمد أحدو، أفق الإنسان في ظل الثورة الإحيائية المعاصرة، المرجع السابق، ص 10

[17]- محمد أحدو، المرجع السابق، ص 236