إسهامات الموحّدين في بناء الحقل الديني بإفريقية وبلاد المغرب
فئة : أبحاث محكمة
ملخّص:
أدّت سلسلة الثورات الدينيّة في إفريقية وبلاد المغرب في العصر الوسيط إلى تشكّل حقل دينيّ بديل برأسمال بديل وقيم بديلة، ولكنّ الفاعلين في هذا الحقل ظلّوا يتصارعون فيه، وظلّ بعضهم ينفي البعض الآخر نفيا مطلقا بُغية الهيمنة عليه والاستئثار به. وكان لابدّ لهذا التنافي المستمرّ، من أن يقود إلى لحظة توازن بين جميع الفاعلين، هي اللحظة التي يمتلك فيها الحقل بنية خاصّة بها يعمل وبواسطتها يدير أمره. لحظة ظلّ ينتظرها هذا الحقل الديني طيلة خمسة قرون أو يزيد، ولم تأت إلاّ بعد أن تهيّأت له بنية مبنيّة عناصرها المهدوية والعلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التقطها ابن تومرت وأنتج بها بنية بانية تجلّت في سوق البضائع الدينية، وتنظيم ما يروج فيها من بضائع ورسم الحدود الفاصلة بين بضاعة وأخرى والتفرقة بين منتجيها، ليختصّ كل صاحب صناعة بما يصنع.
لقد سمّينا هذه العملية إصلاحا للعقل الديني لا بمعنى تصويب ما فيه من اعوجاج، أو بمعنى تخليصه ممّا شابه من شوائب، ولا بمعنى إعادة التأسيس، بل بمعنى التفرقة وما فيها من تمييز الفاعلين من بعضهم البعض ورسم الحدود الواجب التقيّد بها. تفرقة من شأنها أن تجعل الدين شأنا يختص به عارفون متعدّدون ولكلّ صنف منهم بضاعة لا يُنتج سواها، ولكنّهم يشتركون على تمايزهم في رأسمال واحد بقيم موحّدة أعلاها قيمة العمل، وذلك هو جوهر التجربة الدينيّة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا