ابن خلدون (1406-1332)، من المحلّي إلى العالمي


فئة :  أبحاث محكمة

ابن خلدون (1406-1332)، من المحلّي إلى العالمي

ابن خلدون (1406-1332)، من المحلّي إلى العالمي

الملخّص:

من علم الاجتماع إلى فلسفة التاريخ، من علم النفس إلى علم الاقتصاد، ومن العلوم الطبيعية إلى العلوم الفقهية، أصبح "لكلّ دارس ابن خلدونه"، لكن الشهرة الواسعة التي أحاطت به هيمنت على إمكانيّة التعرّف على حقيقة ما أتى به في "العبر". ومنذ سنة 1950، أشار جورج مارسي إلى هذه الظاهرة المتناقضة بين شهرة ابن خلدون العالميّة، والتعرّف على حقيقة ما قدّمه للفكر البشري.

عند قراءتي لإحدى الدراسات الحديثة نسبيًّا عن ابن خلدون، أشار عبد السّلام شدّادي إلى أن طه حسين دشّن منذ سنة 1917 حركة تملّك جديد ... استمرّت في التوسّع إلى يومنا هذا، لكنني أعتقد أن هذه الحركة لتملّك فكر ابن خلدون لم تبدأ مع طه حسين، بل بعد ذلك بكثير.

فحركة التملّك بخطابها التمجيدي لم تبدأ إلاّ بعد استقلال عديد الدول العربيّة بداية من الستينيات؛ إذ تبيّن أن هذا التوجّه قد بلغ أشدّه خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم. فخلال العشرية الممتدّة ما بين 1961-1970، تضاعف عدد الكتب الصّادرة حول ابن خلدون خمس مرّات وعدد المقالات أكثر من ست مرّات، ولا يبدأ هذا المسار في تراجعه إلاّ بعد سنة 1980. ولقد تفطّنت بعض الدراسات الجادّة إلى توظيف مجحف لتراث ابن خلدون، وأصبحت "المقدمة" بصفة خاصة سلاحا إيديولوجيًّا أكثر منه موضوعا تاريخيًّا فكريًّا.

إن التضخّم الواقع في الدّراسات الخلدونية لم يكن ناتجا عن وعي بضرورة دراسة الفكر الخلدوني بكل جدّية وموضوعية، بل كانت في أغلبها محاولات اعتباطية متسرّعة عبّرت عن حركة نحو امتلاك، لها هدف تبريري إيديولوجي اقتضته إرادة سياسية تبحث عن المشروعية والهوية في خضم صراعات يعتقد أصحابها في ضرورة التميّز عن الآخر بمرجعيّة نموذجية مثالية لا يمكن أن نجدها لدى الغير.

مقدّمة:

لقد صدرت المئات من الدراسات حول حياة وفكر ابن خلدون (732-808 هجري)، وشملت جميع المواضيع التي طرحها أو لم يطرحها صاحب العبر، فتمّت مقارنته بما وضعه مفكّرون وفلاسفة في الفكر المعاصر والحديث، ولم تكن لتخطر على باله خلال ذلك العصر الوسيط الذي شهده.

من علم الاجتماع إلى فلسفة التاريخ، من علم النفس إلى علم الاقتصاد، ومن العلوم الطبيعية إلى العلوم الفقهية، أصبح "لكلّ دارس ابن خلدونه".[1] لكن الشهرة الواسعة التي أحاطت به هيمنت على إمكانيّة التعرّف على حقيقة ما أتى به في "العبر". ومنذ سنة 1950، أشار جورج مارسي إلى هذه الظاهرة المتناقضة بين شهرة ابن خلدون العالميّة، والتعرّف على حقيقة ما قدّمه للفكر البشري.[2]

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

* موضوع مداخلة تمّت يوم 27 ماي 2024 بدار بلقاسم بن كاهية بمدينة تونس العتيقة حول "ابن خلدون فكر وتراث عالمي مشترك.، الندوة: تونس المتوسط وأبعد".

[1] عز الدين المدني، "لكلّ دارس ابن خلدونه"، ص 46-53

[2] “Il est plus célèbre que connu. On l’admire de confiance, mais on le fréquente peu…”. Marçais, G., “Ibn Khaldoun et le livre des Prolégomènes”, p 406.