الإكليزيا (L’Ecclésia)
فئة : مفاهيم
الإكليزيا (أو مجلس الشعب، أو الجمعية الشعبيّة) تتكون من كافة المواطنين الأثينيّين الذكور الأحرار بالغي السن القانونيّة (18 عاما)، وهي جهاز سياسي يعتبر عماد السلطة التشريعية. وقد تمّ إنشاؤها منذ عهد هوميروس، ودعي كل المواطنين للمشاركة فيها وفي مناقشاتها، وإن ظلّت طريقة تكوينها وصلاحياتها أو سلطاتها غير محددة بدقة. فقد خضعت للعديد من التحويرات والإصلاحات، من ذلك أنّ صولون (Solon) (638 ق.م- 558 ق.م) عهد إليها مهمّة انتقاء الحكّام الذين كانوا ينتخبون قبله من قبل مجلس الشيوخ أو الأريوباجوس (Aeropagos)؛ فكانت مهمّتها انتخاب القادة العسكريّين، وانتقاء كبار الموظفين في دولة المدينة ومحاسبتهم وذلك عن طريق التصويت، وكان من حقّها حرمان هؤلاء الموظّفين والقادة من أن يصبحوا أعضاء في مجلس الشيوخ، هذا فضلا عن كونها مسؤولة عن إعلان الحرب والخطط العسكريّة. وقد أضاف إليها كليستيناس (Clisthène) (570 ق.م- 508 ق.م) نظام "الحرمان" أو "الإقصاء"، الذي مكّنها من أن تنفي من البلاد أي إنسان ترى فيه خطرا على الدولة، وذلك شرط أن يحضرها لاتخاذ القرار ستة آلاف شخص من أعضائها بناء على مقترح تقدّمه الأغلبيّة بطريقة سرّيّة مكتوبا على قطع من الفخار.
وتنجز الإكليزيا أعمالها ضمن جلسات تعقد عادة في الهواء الطلق في مكان نصف دائري، يُدعى البنيكس (Pnyx) على منحدر تل غرب الأريوباجوس، وكان الأعضاء يجلسون على مقاعد مكشوفة للسماء، وتنطلق الجلسات عند مطلع الفجر، وتفتتح بالتضحية بخنزير إلى الإله زيوس. وقد جرت العادة أن تؤجّل الجلسات فور وقوع عاصفة أو زلزال أو خسوف أو كسوف، لاعتقادهم أنّ مثل هذه الظواهر دليل على غضب الآلهة. وتكون هذه الجلسات العادية بمعدّل أربع جلسات في الشهر يتمّ استدعاء المواطنين فيها عبر إعلانات تبيّن جدول الأعمال قبل أربعة أيام من انعقادها. أمّا الجلسات الاستثنائيّة الطارئة أو المرتبطة بالمناسبات المهمة فتعقد في السوق العامة أو ملهى ديونيسس أو في ثغر بيرية.
انظر:
-ديورانت، و.و. (د.ت). قصة الحضارة (حياة اليونان). (محمد بدران، مترجم). بيروت- لبنان: دار الجيل. مج 2، ج2، صص 23-26
-سباين، ج. (2010). تطور الفكر السياسي. (حسن جلال العروسي، مترجم). مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب. (الكتاب الأول.)
-عيّاد، محمد كامل. (1980). تاريخ اليونان. (ط.3). القاهرة: دار الفكر. ج1
-يحيى، لطفي عبد الوهاب. (1991). اليونان: مقدمة في التاريخ الحضاري. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعيّة.