الإمام الشاطبي
فئة : أعلام
هو إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي، أبو إسحاق الشهير بالشاطبي. وتذكر المصادر التاريخيّة أنّه كان على درجة عالية من الصلاح والعفة والزهد والورع، وأنّ له سعة اطلاع على مختلف الفنون والمعارف، من فقه وأصول وتفسير وحديث ولغة..
أخذ العلم على كبار علماء عصره، مثل ابن الفخار البيري وأبي القاسم السبتي وأبي عبد الله التلمساني وأبي عبد الله المقري... تتلمذ عليه جماعة من العلماء، منهم: أبو يحيى ابن عاصم وأخوه القاضي أبو بكر ابن عاصم والشيخ أبو عبد الله البياني.
ولعلّ أبرز إسهام يحفظ للشاطبي تمثّل في تفصيله القول في علم المقاصد إلى درجة جعلت الباحثين في مصنّفاته وفكره، يعتبرونه مؤسس هذا العلم ويقرّون له بالريادة فيه، والمقاصد عنده هي الكلّيّات الثابتة في الدين لا يطالها التغيير، وهي خمس: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض وحفظ المال. ومراعاتها ضمان لمصلحة البلاد والعباد وعنوان انسجام أحكام الشريعة والتزامها بمصادر التشريع. أمّا إهمالها أو غضّ الطرف عنها، ففيه مجلبة للفساد وخراب العمران، وفي هذا تناغم مع إيمانه بأنّ غاية العلم جلب المصالح ودرء المفاسد، مع التمييز بين المصالح لوعيه بأنّ من المصالح الدنيويّة ما يختلط بالفساد والعكس بالعكس، وهو الباعث على الاجتهاد والاختلاف والداعي إلى التدقيق والتأنّي قبل إصدار الأحكام.
وللشاطبي عديد الكتابات والتصانيف، نذكر منها: الموافقات في أصول الفقه، الاعتصام، وهما من أشهر مصنفاته. وله أيضا "شرح الألفيّة" سمّاه المقاصد الشافية في شرح خلاصة الكافية، كتاب المجالس وقد شرح فيه كتاب البيوع من "صحيح البخاري"، الإفادات والإنشادات، عنوان الاتفاق في علم الاشتقاق، وأصول النحو.
توفّي الإمام الشاطبي حوالي 790 هـ/ 1388م.
انظر:
·ابن عبد الكريم، أبو الفضل عبد السلام بن محمّد. (2001). الإمام الشاطبي ومنهجه التجديدي في أصول الفقه. (ط.1). القاهرة: المكتبة الإسلاميّة.
·الزركلي، خير الدين. (1986). الأعلام. (ط.7). بيروت- لبنان: دار العلم للملايين. مج1، ص 75.