البداهة (Evidence)
فئة : مفاهيم
البداهة لغة أول كلّ شيء، وما يفاجأ منه.. وفلان صاحب بديهة : يصيب الرأي في أوّل ما يُفاجأ به (ابن منظور، د.ت، مج1، ص 233)؛ واصطلاحا، هي "الوضوح التام الذي تتّصف به المعرفة عند حصولها في الذهن ابتداء" (صليبا، 1982، ج 1، ص 200)، وفيها يقول الكفوي: "البداهة هي المعرفة الحاصلة ابتداء في النفس لا بسبب الفكر. كعلمك بأنّ الواحد نصف الاثنين.. والبديهي أخصّ من الضروريّ، لأنّه ما لا يتوقّف حصوله على نظر وكسب، سواء احتاج لشيء آخر من نحو حدس أو تجربة أو لا، كتصوّر الحرارة و البرودة و التصديق بأنّ النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان" (الكفوي، 1998، ص 248). وقد عدّ ديكارت البداهة معيار الحقيقة، واعتبر أنّ المعاني لا تكون بديهيّة إلاّ إذا كانت واضحة و متميّزة، وهو في هذا يتكلّم على البداهة العقليّة تحديدا لا البداهة الحسّيّة. في حين أكّد كانط ورينوفيي (Renouvier) أنّ شرط البداهة وحده لا يمكن أن يكون معيارا صادقا للحقيقة في إقرارهما بوجود بداهة شخصيّة خدّاعة ومضلّلة. فليس كل ما توجبه بديهة الإنسان بصادق دوما، إنّما الصادق بديهة العقل المؤيّدة بالحسّ و التجربة. (صليبا، 1982، ج 1، ص 200).
انظر:
o ابن منظور. (د.ت). لسان العرب. القاهرة : دار المعارف.
o صليبا، جميل. (1982). المعجم الفلسفي. بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني- مكتبة المدرسة. ج 1، ص ص 199-200.
o الكفوي، أبو البقاء أيّوب. (1998). الكليّات معجم في المصطلحات و الفروق اللغويّة. (ط.2). بيروت- لبنان: مؤسّسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع. ص 248.