البناء الخطابي لفيروس كوفيد 19 بالمغرب: جريدة هسبريس نموذجا

فئة :  أبحاث محكمة

البناء الخطابي لفيروس كوفيد 19 بالمغرب:  جريدة هسبريس  نموذجا

البناء الخطابي لفيروس كوفيد 19 بالمغرب:

جريدة هسبريس[1] نموذجا

ملخص:

يهدف هذا المقال إلى دراسة البناء الخطابي لفيروس كوفيد 19 بالمغرب سنة 2020 (أو ما سمِّي بكورونا)؛ وذلك انطلاقا ممَّا كُتِبَ في جريدة "هسبريس" الإلكترونية المغربية، بوصفها جريدة تمثلُ خطابا إعلاميا ذائع الصيت في المغرب. ونحاول في هذا المقال أن نمحص فرضية فحواها أن طريقة بناء هسبريس الخطابية لفيروس كوفيد 19 أثرت بشكل كبير في تعامل المغاربة معه. ومن ثم في انتشاره. وسنعتمد مقاربة روث فوداك التاريخية، وبالضبط الاستراتيجيات الخطابية الخمس من أجل رصد هذا البناء الخطابي، واستجابة الجمهور لهذا البناء باعتماد مقاربة بلاغة الجمهور.

مقدمة:

ظهر توجه جديد سنة 1991 دُعِيَ بالتحليل النقدي للخطاب؛ إِثْرَ اجتماع دعا إليه فون دايك بأمستردام. ويعدُّ هذا التوجُّه برنامج بحث نقدي انبثق عبر تضافر عدة تخصصات (لسانية ومعرفية واجتماعية...)، وميزته الأساسية البيتخصصية ومعالجة المشكلات الاجتماعية، انطلاقا من الخطاب في علاقته بالبنى الاجتماعية كالسّلطة والأيديولوجيا والهوية، حيث يعمل على إعادة إنتاجها أو تحويلها وتغييرها. وتكمن أهمية التحليل النقدي للخطاب في الكشف عن هذه الممارسات لإحداث تغيير داخل المجتمع.

ولما كان التحليل النقدي للخطاب برنامجا بحثيا اهتمَّ رواده بمختلف قضايا المجتمع وظواهره، كالعنصرية والهجرة والصور النمطية ومعاداة السامية ومعاداة الإسلام إلى غير ذلك من الظواهر الاجتماعية المختلفة؛ فقد تشكَّلت فيه مجموعة من المقاربات المختلفة في التوجهات وفي منهجية التحليل، فاهتمت المقاربة المعرفية لتون فون دايك بقضايا العنصرية والهجرة وطلب اللجوء، دارسة أشكال ممارسة العنصرية في المجتمع عبر الخطاب وفي مختلف المجالات الاجتماعية، بينما انصرفَ نورمان فيركلف إلى دراسة ثيمة التغيير الاجتماعي بالتركيز على خطب حزب العمال الجديد، وما ارتبط به من عولمة وليبرالية جديدة، وغيرها من الظواهر الاجتماعية التي انعكست في البنيات المختلفة للخطاب. أمَّا روث فوداك وزملاؤها، فقد اهتموا بقضايا معاداة السامية والبناء الخطابي للهويات الوطنية والقومية، وما ارتبط بذلك من شعبوية يمينية وخطاب عنف تجاه التجمعات الاجتماعية.

وقد وقع اختيارنا على المقاربة التاريخية للخطاب، ولكون الخطاب له أثر في المتلقي، كان لا بد من دراسة استجابته؛ وذلك وفق حقل بلاغة الجمهور، حيث اهتمت الدراسة الأولى بالبناء الخطابي للهويات الفردية والجماعية، مركزة على ما يرتبط في بنائها من صور نمطية وأحكام مسبقة وغير ذلك، بينما اهتمت الدراسة الثانية باستجابات الجمهور وكيفية تقويض سلطة هذه الخطابات انطلاقا من استجابات بليغة، مما يمسُّ بشكل مباشر موضوع بحثنا؛ إذ يروم الكشف عن البناء الخطابي لفيروس كوفيد 19Coronavirus الذي ظهر في مدينة 'ووهان' الصينية نهاية سنة 2019، ثم انتشر في باقي دول العالم، منها المغرب في بداية سنة 2020. وقد اتخذ حيزا واسعا من الاهتمام لدى الشعب المغربي في الخطابات الرسمية وغير الرسمية؛ فمن خلالها يمكن تحديد تمثلات هذا الفيروس الجديد لدى الشعب المغربي عن طريق البناءات الخطابية التي اتخذتها الجريدة الإلكترونية المغربية "هسبريس" في المقالات والتعاليق؛ وذلك انطلاقا من الإشكال المركزي التالي:

ـ كيف أطر خطاب هسبريس تمثلات المغاربة لكوفيد 19 خطابيا؟

ـ هل أنتج الجمهور استجابات بليغة تجاه خطاب كوفيد19؟

للإجابة عن هذا الإشكال، قمنا بتقسيم المقال إلى شقين: شق نظري وشق تطبيقي، سنحاول في الشق النظري التعريف بالحقلين المعرفيين المعتمدين في البحث، هما: المقاربة التاريخية للخطاب، وبلاغة الجمهور، ثم شق تطبيقي سنقوم فيه بدراسة البناءات الخطابية لفيروس كوفيد 19 في جريدة هسبريس المغربية من ناحية الإنتاج والتلقي.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] ـ تمثل جريدة هسبرس الإلكترونية الخطاب الإعلامي الأكثر مقروئية بين أفراد الشعب المغربي.


مقالات ذات صلة

المزيد