التجلّي الفارقليطي في التراث الإسلامي
فئة : أبحاث عامة
محاور الدراسة:
-الأمور اللافتة للنظر في رواية ابن إسحاق لبشارة يوحنا
-تفسير الجعفري لنصوص يوحنا
ملخص الدراسة:
وردت كلمة الفارقليط في إنجيل يوحنا، وهو الإنجيل الرابع حسب الترتيب المعمول به في العهد الجديد، وإذ تمسّك المسلمون بلفظة الفارقليط، باعتبارها معبرة عن النظرة التأويلية لآية سورة الصف، فإنهم بذلك يرفعون إنجيل يوحنا فوق الأناجيل الأخرى، ويعدونه؛ أي يوحنا، تلميذًا من تلامذة المسيح المباشرين، ويعدون النصوص المستشهد بها وحيًا إلهيًّا، رواه لنا يوحنا واحتفظ به وصار مقيّدًا مخلّدًا أبد الدهر، على الرغم من ذكر خلافيات الترجمة للنص، وعلى الرغم من الخلاف القائم بين المسيحيين والمسلمين حول معاني الكلمة، فإلام يشير ذلك؟
إذا كان القرآن الكريم يذكر أن المسيح عيسى بن مريم كان كلمة الله، والإنجيل الوحيد الذي يعتبر يسوع تجسيدًا للكلمة (باليونانية Logos) هو إنجيل يوحنا (14/1) الذي يبتدئ بالحديث عن يوحنا بدلاً من يحيى، ثم ينتقل إلى الحديث عن يسـوع([1]) بدلاً من ابن مريم، وفي سورة الصف من القرآن وفي الآية السادسة أن عيسى بن مريم بشّر بني إسرائيل برسول يأتي من بعده اسمه (أحمد)، والإنجيل الوحيد الذي يتحدث عما يشبه ذلك هو أيضًا إنجيل يوحنا (16/14، 26؛ 26/15؛ 7/16) في كلامه عن معزي أو فارقليط أو روح الحق أو روح القدس أو ألسنة نارية (Parakletos) وعد يسوع بمجيئه من بعده، فـ "يعلمكم كل شيء ويذكركم بما قلته لكم" (26/14)
ربما اعتمد العلماء المسلمون على ذلك، واعتبروا يوحنا من حواريي السيد المسيح عليه السلام، واعتبروا نصوصه الإنجيلية وحيًا لم تمسه يد التحريف، فأقدم المصادر الإسلامية التي احتفظت لنا ببشارة يوحنا بالنبي محمد تعتبر يوحنا من الحواريين.([2])
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
([1])يذكر كمال الصليبي في " البحث عن يسوع " أن من وجوه الشبه بين "يسوع" [بالأرامية "يشوع"] و"عيسى" هو الاسم، إذا ما كُتب بالأحرف اليونانية (الخالية من حرفي الشين والعين)، حيث يصبح من الممكن كتابة الاسمين مع لاحقة المذكر اليونانية للأسماء بشكل واحد هو Iesous . (ص 115 ط 1) دار الشروق، عمان سنة 1999م.
([2]) راجع : سيرة ابن هشام (608/4 ط2) الحلبي القاهرة سنة 1955 بعناية السقا وآخرين.