التشيع في البلاد التونسية: مدخل تاريخي مفاهيمي
فئة : أبحاث محكمة
التشيع في البلاد التونسية:
مدخل تاريخي مفاهيمي[1]
تمهيد
انطلاقاً من مجموع الأسئلة التي طُرحت علينا، اخترنا افتتاح البحث بفصل أوّل فيه مدخلان؛ الأول تاريخيّ والثّاني اصطلاحي يؤطّران المسألة للقارئ ويزيلان عنها اللّبس الذي قد يعيق فهمه لما سيقال حولها في الفصول الثّلاثة اللاحقة، أو يضعف الرغبة لديه في الاطلاع على المراحل التي مرّ بها التشيّع بسبب ضبابيّة معانيه في الذهن.
سيتركّز المدخل التاريخي على أهم الأحداث المفصليّة التي مهّدت لانقسامات الجماعة الإسلاميّة الكبرى إلى جماعات بعد أن طُرح السُّؤال المعضلة: من يحكم بدل كيف نحكم؟ وهي سؤال سياسي بامتياز. واختزلنا مظاهر الأزمة في ثلاثة أحداث أساسية هي اجتماع سقيفة بني ساعدة، وما اصطلح عليه المؤرّخون الفتنة الكبرى وواقعة كربلاء؛ ففي السقيفة تشكّلت ملامح الانشقاق بين المسلمين بعد اختلافهم حول خليفة رسولهم صلى الله عليه وسلم، وفي الحربين بين علي بن أبي طالب (ت. 40هــــ/660م) ومعاويّة بن أبي سفيان (ت. 60هــــ/680م) تحوّل الانشقاق إلى انقسام سياسي واجتماعي وعسكري، وعلى أرض الطف من كربلاء العراق خُطّ بدماء الحسين بن علي بن أبي طالب (ت. 61هــــ/681م) وأتباعه تأبيد الانقسام وإقرار عدم التوافق بين المسلمين حالة نهائيّة وطبيعيّة.
سنطرح في المدخل المفاهيمي أهم مقولات المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري التي أسهمت في تشييد أركان العقيدة الإماميّة. وحصرناها في ثلاثة مصطلحات هي وصيّة الرسول لعلي بالخلافة، وإمامة العلويين الإلهيّة ومسألة المهدويّة. ويؤكّد الشيعة أنّ في غدير خم أوصى الرسول لعلي وبنيه بالخلافة؛ فبالإمامة الإلهيّة تميّز أبناء فاطمة عن سائر الناس وبواسطتها توارثوا التكليف الإلهي دون غيرهم، وبظهور الإمام المهدي، وهو الإمام الثاني عشر، يستقر حال الإسلام والمسلمين وبجهوده يستعيد الوجود توازنه. وتجدر الإشارة إلى أنّ تمثّل هذه الأحداث والمفاهيم يحمل بين تفاصيله الخطوط العريضة للخلاف السنّي الشيعي.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1] - البحث مقتطف من كتاب التشيع في البلاد التونسية؛ بحث في النشأة والتحولات، الصادر عن دار مؤمنون بلاحدود للنشر والتوزيع.