التطرّف وخطاب الكراهية في أوساط الشباب: جذور الأزمة وصيغ التجاوز
فئة : مقالات
التطرّف وخطاب الكراهية في أوساط الشباب([1])
جذور الأزمة وصيغ التجاوز([2])
يحضر التطرف بين فئة الشباب حضورا مكثفا، لا يمكن أن يضاهى حضوره بين أفراد باقي الفئات العمرية، مما حدا بمنظمة الأمم المتحدة[3]، إلى حث منظماتها الموازية والحكومات من أجل العمل على وضع سياسات عمومية، خلال العشرية الحالية، تستهدف درء التطرف في أوساط الشباب في إطار استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب.
والمقصود بالتطرّف هنا، هو الشدة والإفراط والسعي إلى أقصى الاتجاه، ونخص بالتتبع، التطرف الذي يرتبط بالدين والغلو فيه، والمؤدي إلى التعصب ضد المخالف واستباحة العنف ضده، أو ما أصبح يطلق عليه التطرف العنيف.
بينما يأخذ تعريف خطاب الكراهية توصيفات عدة، نجملها في العنف اللفظي المُتضمَّن في الخطاب الدوني أو الرافض للآخر. ويشمل هذا الخطاب الكُره البيّن والتعصّب الفكري والتمييز العنصري والتجاوزات التعبيرية القدحية والنظرة الاستعلائية في الخطاب المصحوب بالإقصاء.
ربط تقرير إسباني بين التهميش والعنصرية ضد الأطفال والشباب المغاربة الذين يعيشون في إسبانيا، وانخراط جزء منهم في صفوف الجماعات المتطرفة
لا يحد مفهوم الشباب هنا، بفئة عمرية معينة فقط، بل بأجيال جديدة وجدت نفسها في خضم بحر متلاطم من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وانتشار البطالة وانسداد الأفق، من جهة، ومن جهة أخرى نشأت محاصرة بأزمة هوية، تتحول يوما بعد يوم أكثر تعقيدا من باقي الأزمات، وتساهم في تعميق حالة التمزق الداخلي لهذه الفئات الشابة التي تعاني من أزمة هوية خانقة، بين تراث ثقيل وحداثة صادمة.
إنه تكاثف الشعور بالإحباط؛ الذي يلعب دوره في تحويل الشخص العادي إلى متطرف، كما أوضح ذلك عالم الاجتماع الفرنسي جيرالد برونر[4] في كتابه "الفكر المتطرّف؛ كيف يصبح الناس العاديّون متعصّبين"، حيث ينضاف اليأس من عالم خارجيّ معادٍ إلى الإحباطات الفرديّة، مما يلهم فئات عمرية وتتحول مع تكاثف الشعور بالإحباط هذا إلى العنف بفعل حركة المقاومة التي قد تجابهها من النظام الاجتماعي السائد.
في هذه الورقة، نعرض للعوامل المباشرة والخفية التي تقف وراء انسياق شباب من وطننا وراء دعوات التطرف والانخراط في ترويج خطاب الكراهية، كيف يحصل ذلك داخل الوطن الأم، وكيف لم ينج منه شباب المهجر، بالرغم انتفاء الأسباب الاقتصادية؟ وأيّ دور للوسائط الاجتماعية وشبكات التواصل الحديثة في الانتشار المتزايد لهذا الداء بين جزء من الفئات الشابّة؟ وهل ما تزال الفرصة مواتية لاستدراك ما فات والحد من انتشار التطرف وخطاب الكراهية؟
تطرف الشباب داخل الوطن
العوامل المتداخلة
في تقرير جديد للمجلس الاقتصادي والاجتماعي[5] صدر في شهر أغسطس (آب) 2018، توقف معدوه عند تنامي ظاهـرة التدين فــي صفـوف الجيل الحالي من الشـباب مقارنة مع الأجيـال السابقة، بالإضافة إلى انكفاء فئة منهم داخل دائرة التدين رافضة الحداثة المسـتوحاة من الغـرب، لدرجة أنه قــد يتحول هذا الانكفـاء إلى انغلاق على الذات، بل إلى تطرف ديني لدى البعـض.
هذا الجانب الديني يحظى بتأثير كبير على أيديولوجية الشـباب وتوجهاتهـم الفكرية وطريقة تعاملهم مع المجتمع ومـع أسـرهم، بعد أن أضحى الشباب مسـتهدفا مــن قبل المرجعيـات الدينية، التي وصفها التقرير بالتبسـيطية والمرتبطــة بالتطرف والحركات المتشددة، وحث القائمين على كل سياسة عمومية متوجهة للشباب أن تولي اهتماما خاصا لهذه المسألة، وأن تدمج البعـد الديني في إطار خطاب واضح وعقلاني ومنفتح ومحدود النطاق، يرتكـز على مرجعية وقيــم الانفتاح.
وبالعودة قليلا إلى الوراء، نجد أن المغرب عرف، مع بداية الألفية الجديدة، بروز ظواهر اجتماعية مرتبطة بالتطرف، طفت على السطح، بعد أن كانت بذورها كامنة في تربة المجتمع المغربي.
أبرز هذه الظواهر، انخراط مجموعة من الشباب المغربي، داخل الوطن وخارجه، في تيارات متطرفة، ما فتئت أن نقلت ساحة اشتغالها من تطرف في الأفكار إلى تطرف عنيف يمس الحياة اليومية لمنخرطيها، ويظهر على سلوكهم في محيطهم الاجتماعي.
غير أن انتساب فئة من الشباب المغربي للجماعات الدينية[6] قبل هذه الفترة، لم يتسم في مجمله بالتطرف، فمنذ سبعينيات القرن الماضي، ظهرت عدة تنظيمات مغربية أو تابعة لجماعات دينية مشرقية، كما اشتهر مثقفون ودعاة سعوا إلى التقرب من الشباب وتسهيل انخراطهم في هذه الجماعات. وكانت عملية الاستقطاب تتم، في غالب الأحيان، عبر ساحات الجامعات والمدارس الثانوية، مما خلق دينامية فكرية وتنظيمية، أثمرت فيما بعد مشهدا متنوعا من الجماعات الإسلامية.
لكن أحداثا دولية ظهرت في فترة الثمانينيات، ووقع معظمها في العالم الإسلامي، خلقت سياقات موازية لاستقطاب فئة من الشباب لـ "الجهاد" في أفغانستان، البوسنة والهرسك، الشيشان...إلى أن توج هذا المسار الدولي بأحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2011.
فيما شكلت، محليا، أحداث 16 مايو (أيار) الإرهابية سنة 2003 بمدينة الدار البيضاء لحظة انكشاف الخطر المحدق والملموس هذه المرة الذي أحدثته الأفكار المتطرفة، بعد أن تسللت إلى شباب يافع تحول في غفلة من الزمن إلى أداة تدمير هائلة.
مع بداية الألفية الجديدة، عرف المغرب بروز ظواهر اجتماعية مرتبطة بالتطرف، طفت على السطح، بعد أن كانت بذورها كامنة في تربة المجتمع المغربي
انتبهت الدوائر الرسمية في المغرب مبكرا لانتشار ظاهرة التطرف في أوساط الشباب، وانعكس ذلك على أكثر من جهة، حيث اشتغلت عدة دوائر على الظاهرة، على مختلف المستويات، الأمنية منها، والاجتماعية والتربوية، إلا أنه مع كل تلك الخطط والإمكانات المرصودة لمواجهة مد التطرف، والحد من فعالية الأفكار والجماعات والأشخاص والوسائل التي تعمل على انتشاره، ظل تدفق فئة من الشباب المغربي مستمرا نحو التيارات المتطرفة في الداخل والخارج.
على المستوى الداخلي، استطاع المغرب بعد أحداث 16 مايو (أيار) في الدار البيضاء تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية، منها ما كان مرتبطا بالخارج أو مجرد "ذئاب منفردة"، وتواترت الأرقام والمعطيات الرسمية التي تقدمها المصالح الأمنية[7] عن الخلايا المفككة وتكشف من خلالها عن حجم المخاطر والتهديدات التي تواجه المغرب، وكذا حجم الإمكانات التي تتوفر عليها بعض هذه الخلايا.
وحسب هذه المعطيات[8] فإن تجنيد الشباب المغاربة في المنظمات المتطرفة والانخراط في التخطيط للهجمات الإرهابية اتسع ليشمل عدة مدن مغربية (طنجة، تطوان، وجدة، فاس، بني ملال، سلا، القنيطرة...)، وارتفع العدد الإجمالي للمقاتلين المغاربة في تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق والشام "داعش"؛ حيث وصل عددهم خلال 2014 إلى 1122 من الذين توجهوا، أساساً، عبر تركيا إلى سوريا والعراق. فيما يبلغ العدد الكلي للمغاربة، من حاملي الجنسيات الأخرى، الأوروبية خصوصاً، ما بين 1500 و2000.
قد أدلى وزير الداخلية المغربي[9] أمام البرلمان بتأكيدات على استمرار تدفق المتطوعين الجهاديين المغاربة على معاقل التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق ثم ليبيا لاحقا، وأنه يوجد في الوقت الحالي على الأرض حوالي 300 مقاتل مغربي فعلي، أغلبهم في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأكد ذات المسؤول أن العدد الإجمالي لهؤلاء المقاتلين، الذين غادروا البلاد منذ 2012 حتى اليوم، وصل إلى 1631 شخصا، لكن 558 جهاديا منهم لقوا مصرعهم في معارك هناك، كما أن هذا العدد يشمل 284 امرأة و333 طفلا قاصرا التحقوا أيضا بمعاقل التنظيمات المتشددة، ناهيك عن 265 شخصا عادوا إلى المغرب، بينهم 52 امرأة و15 طفلا.
هذه الأرقام تسائلنا عن المعين الذي تخرج منه أفواج الشباب الذين يشكلون الزاد البشري لهذه الخلايا، كيف تستطيع هذه التنظيمات العثور على منفذين لخططها، بكثافة وتدفق مستمرين في الزمن؟
كشف تحقيق إعلامي أجرته مجلة "تيل كيل"[10] عن معطيات يجدر ذكرها في هذا السياق، فهي تتعلق بمرويات يحكيها أحد الشباب "هشام حمزي"، الذي كان سيفجر نفسه، عقب أحداث 16 مايو (أيار)، لولا أن تم القبض عليه، ويقدم شهادة حية لما جرى، تتضمن تفاصيل معبرة راسما صورة واضحة عن الأسباب المتداخلة التي تجذب فئة من الشباب إلى التيارات المتطرفة.
ويمكن سرد التحول الذي طرأ على مسار الشاب موضوع التحقيق في النقط التالية:
1 - في المنطلق، لم يكن هشام شابا متدينا، بل منغمسا في حياة مجون تدور بين الكحول والمخدرات. وبالرغم من سلوكياته المشار إليها، فإنه كان يصغي بين الفينة والأخرى للخطيب المصري الراحل الشيخ كشك، معبرا عن إعجابه به لمعارضته الصريحة والمعلنة للحكام العرب في تلك الحقبة.
2 - البدايات الأولى للتحول ستطرأ على مستوى المحيط الأسري لهشام، حين ارتدت أخواته البنات النقاب، وظهرت عليهن سلوكيات مغالية، وهو ما رفضه هشام في البداية، لكن تزامن هذا التحول في أسرته مع ظهور شيوخ سلفيين في الحي الذي يقطنه، ساهم في التأثير على قناعاته، وجعله يتبنى نفس الأفكار وينخرط في نفس التيار، بعد أن أصبح كثير الاستماع لأشرطة صوتية لمشايخ سلفيين من مصر والسعودية يمده بها شيوخه الجدد الذين غص بهم حيه الشعبي في مدينة فاس.
3 - بداية من سنة 2002 سيتوج التغيير الذي حصل في أفكاره بتغيير على مستوى السلوك، حيث أصبح هشام حمزي يشارك في دوريات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأحياء مدينة فاس رفقة شركائه، حاملين أسلحة بيضاء، معلنين أنفسهم شرطة للأخلاق، كما في العربية السعودية أو أفغانستان تحت نظام طالبان، بلباس أفغاني وشعر طويل ولحية كثيفة. كانوا يعاتبون النساء اللواتي يعتبرنهن عاريات، ويهاجمون السكارى ومستهلكي الحشيش.
4 - الخطوة الموالية في هذا المسار المتطرف، كانت التدريب على السلاح بهدف سرقة الأبناك من أجل جمع المال الكافي بغية تمويل التدريب العسكري، وشراء أسلحة وصناعة متفجرات، وكانت التدريبات تتم بإشراف الفرنسي بيير روبير الذي سيتم اعتقاله لاحقا.
5 - لكن أحداث 16 مايو (أيار) عجلت باعتقال هشام، وأسبوعان بعد هذا التاريخ، قامت قوات الأمن بتطويق منزله والحي الذي يسكن فيه، وصدر في حقه حكم بـ10 سنوات سجنا نافذاً بعد إدانته من أجل تكوين عصابة إجرامية، وحيازة وصناعة أسلحة ومتفجرات.
تفاصيل المسار الذي مرّ منه الشاب هشام، والتي أدلى بها بعد 15 سنة من تلك الأحداث الأليمة تشكل شهادة مباشرة من صاحبها، لا تشكل حالة معزولة، بل ترسم في خطوطها العريضة ملامح ذات المسار أو قريبا منه، والذي مر منه معظم المنتسبين للتيارات المتطرفة، حيث إن غالبية الشباب الذين تم استقطابهم من طرف هذه التيارات، حسب تقارير أمنية أوردتها دراسة للمركز العلمي العربي للدراسات والأبحاث الإنسانية[11]، يتقاسمون النقط المشتركة التالية:
"- ينتمون إلى الفئة العمرية ما بين 20 سنة و45 سنة
- ذوو مستوى دراسي متدنّ
- ينحدرون من أوساط اجتماعية هشّة
- عاطلون عن العمل أو يمارسون مهنا غير مهيكلة
- تكوينهم الفكري والديني محدود وضعيف
هذه الخصائص المشتركة، يتداخل فيها الاقتصادي بالاجتماعي، والثقافي بالتربوي، تشترك فيما بينها بغياب التأطير، مما جعل هذه الفئة أداة سهلة وطيعة بين أيدي التنظيمات المتطرفة في الداخل. لكن إذا كان هذا يفسر جزءا كبيرا من التحول نحو التطرف داخل المدن المغربية، فما الذي يفسر انخراط عدد كبير من أبناء المهاجرين ضمن هذه التنظيمات وسهولة تجنيدهم وقيامهم بأعمال إرهابية؟
شباب المهجر، تطرف في الضفة الأخرى
ارتبط ظهور بوادر التطرف الديني بين شباب المهاجرين في أوروبا، كما حدث وأشرنا إلى ذلك على مستوى المغرب، في ثمانينيات القرن الماضي من خلال مشاركة أعداد من الشباب المسلمين فيما سمي آنذاك بالجهاد الأفغاني، ثم ما لبث أن وجد صداه في البلدان المستقبلة مع تعاقب أزمات العالم الإسلامي، بعد ذلك، من البوسنة والهرسك وانتهاء بما يجري في بلاد العراق والشام.
ففي فرنسا مثلا، يميز جيل كيبل في كتابه "الهوة"[12] بين تعاقب أجيال المسلمين بدءا بـ "جيل الآباء"؛ أي الجيل الأوّل المعروف بتديّنه الشعبيّ، و"جيل الشباب" المتأثّر بدعوات الإخوان المسلمين في مرحلتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، و"جيل الإسلامويّة" الذي تولّد مع الإحباط السياسيّ في بلاد المسلمين، ويركز كيبل ههنا على أنّ أسباب ظهور "الإسلامويّة" تمسّ دار الإسلام أوّلاً، ثم ترتدّ على الغرب في مرحلة لاحقة، وتبتدئ هذه المرحلة مع أحداث سبتمبر (أيلول)عام 2001. 11
كثيرة هي الملتقيات التي التأمت لمدارسة الدوافع التي تقف خلف انخراط فتاة أو فتى، ولد ونشأ في أوروبا، وهو/هي في ريعان شبابه، وخضوعه لإغراء أفكار متطرفة، لدرجة الانتماء إلى "داعش"، وتوالى البحث في سيرورات انخراط الشباب المهاجر في هذه التنظيمات، وتقديم أرواحهم وأجسادهم فداء لتلك الأفكار.
نستحضر كنموذج على ذلك ملتقى دوليا، حضرته، احتضنته مدينة فاس، شهر فبراير (شباط) 2017، نظمه "المركز الدولي للحوار والبحث حول الهويات الذاتية والمجتمعية"، حول "الفضاءات الجديدة للهوية... صناعة التطرف". شارك فيه باحثون وخبراء معظمهم أجانب، من فرنسا وكندا، تتقاطع تخصصاتهم العلمية، بين الفلسفة والأنثروبولوجيا وعلوم الأديان والتحليل النفسي والطب النفسي.
دار النقاش النظري بين الباحثين حول الأسباب الفكرية والعقدية لظاهرة التطرف العنيف باسم الدين، ودور التيارات والحركات السلفية بمختلف ألوان طيفها خاصة منها الوهابية والسلفية الجهادية في تعبئة هؤلاء الفتية وغسل أدمغتهم، إذ إن القتل باسم الله ليس وليد "داعش".
لم يقتصر الأمر على الفكر السلفي الجهادي في تهيئة أرضية التطرف العنيف، بل ثمة دور للتطرف المضاد؛ فعودة الدين إلى احتلال الفضاء العمومي، وتنامي حركات اليمين في أوروبا وأمريكا يتناغم مع ما يجري في العالمين العربي والإسلامي، لا أقل على ذلك ما حدث في إقليم الكيبيك بكندا خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2017، وهجوم مسيحي متطرف على مسجد مخلفا قتلى وجرحى بين المصلين.
بالمقابل، فإن مساهمة الأفكار الدينية، وإن كانت ثابتة، يتم الارتكاز عليها من طرف الحركات المتشددة في إقناع واستقطاب وتعبئة هؤلاء "الجهاديون الجدد" من الشباب المهاجر أو من أبناء المهاجرين، فإن أبحاثا ميدانية قدمتها الأنثروبولوجية الفرنسية "دنيا بوزار"[13] رئيسة "مركز الوقاية ضد الطائفية المتعلقة بالإسلام" في الملتقى أفادت أن نسبة مهمة من الحالات التي يتم رصدها بين الشباب المجندين، أو من هم في طريق التجنيد هم حديثو عهد، إما بالإسلام أو بالتدين.
التحليل الاجتماعي والنفسي ربط بين علاقة الاستقرار الأسري ونظام العائلة في أوروبا كما في الدول العربية بالمساهمة في إعداد مشروع "انتحاريين" تتلقفهم الحركات المتطرفة، وتستلمهم من محاضن أسرية وفرت لديهم عن وعي أو بدونه، الاستعداد النفسي للارتباط بحركات متطرفة أو الحلم بـ "مثال هوياتي متطرف"، على حد تعبير شارلز ميلمان[14]، رئيس جمعية دولية للطب النفسي.
وفي هذا الصدد، قدم الدكتور سيرج حيفيز الأخصائي في التحليل النفسي والمعالج النسقي (ينحدر من عائلة مصرية يهودية) حالات لشباب انخرطوا في منظمة داعش لأسباب غير مباشرة، نفسية واجتماعية، اكتشفها من خلال الاشتغال المستمر مع الأسر والشباب المنخرطين، أو من كانوا في طريق الاستدراج للانخراط في حركات التطرف العنيف.
من منظور الدكتور حيفيز، فإن الأسرة/العائلة تعتبر أول طائفة ينتمي إليها الفرد، وداخل هذه الطائفة تتحرك المعتقدات والأفكار والعلاقات متأثرة بباقي الطوائف من خارجها، ورصد "حيفيز" حالات لشبان من مختلف الطبقات الاجتماعية، وجاء عنصر المفاجأة في بعض الحالات من "الشبان المتطرفين" الذين لا يتحدرون من أسر فقيرة ولا مهمشة، ولا من أسر مستويات تعليم الأبوين فيها متدنية.
وذكر حالات لشبان من أبوين فرنسيي الأصول والنشأة، ينتمون إلى طبقات وسطى أو ميسورة، ينحدرون من أبوين قد يكونان كاثوليكيين، علمانيين، يهود أو مسلمين غير متدينين. وجاء تشخيص د. حيفيز، بعد البحث والمتابعة، أن هؤلاء الشبان الذين ينخرطون في خلايا إرهابية لا يبتعدون من حيث الدوافع النفسية عن الشبان الذين تم علاجهم من الإدمان أو فقدان الشهية أو الرغبة في الانتحار. فجميعهم يشتركون، في نظره، في كونهم يجعلون الموت كاختبار لإعطاء معنى لوجودهم.
ولإعطاء دليل على فرضيته، استحضر الدكتور سيرج حيفيز حالة الفتاة "بولين" Pauline (اسم مستعار) ذات الستة عشر عاما، تنتمي إلى أسرة فرنسية، من أم ليبرالية وأب مثقف، قامت "بولين" بتزوير جواز سفر، والتحقت بسوريا عبر تركيا، بعد أن كتبت على صفحتها في "الفايسبوك" قبيل سفرها: "أمي وأبي لا يفهمانني، أنا حزينة ووحيدة، أصدقائي تافهون جدا، أحب أن أكون مفيدة وأن أنقذ العالم..".
هنا يرى الخبير الفرنسي أن "بولين" سقطت في فخ "نفور معرفي" Dissonance cognitive من طائفتها الأصلية/الأسرة ومن مجتمعها وأصدقائها، لتأخذ في البداية طريق العزلة التي تنتهي إلى "البارانويا" وشرعت في زيارة مواقع الإنترنيت التي تغذي كل ذلك، لتكون في وضع الفريسة للحركات التي تتصيد اليائسين، والذي يوجدون في حالة صدام مع العائلة وباقي البنيات المحيطة بهم.
مع الوقت أصبحت "بولين" جزءا من مجموعة افتراضية، أفرادها هم الوحيدون في العالم الجديرون بثقتها المطلقة، لقد أصبحوا عائلتها الجديدة، وضعت الحجاب على رأسها، ثم النقاب على وجهها فيما بعد، لإعلان العزلة والانفصال الشعوري على مجتمعها من جهة، وبأسلمة حالة التمرد والثورة التي تعيشه كمراهقة ضد أسرتها.
وعرضت عائلتها لأشكال متعدد من العنف المراهق، حيث كسرت جميع زجاجات النبيذ، وكسرت أشرطة الموسيقى وأخضعت أبويها وشقيقيها لمواعظ دينية، وشبه الدكتور حيفيز كل ذلك بما يفعله الشبان المدمنون من سرقة المال أو اختفاء المجوهرات...
لقد اكتشف الدكتور سيرج حيفيز أن "بولين" وجزءا كبيرا من نظرائها الذين يستضيفون عائلاتهم في حصص العلاج العائلي "Thérapie familiale" لم ينخرطوا في التطرف العنيف لأسباب عقدية، بل تم استغلال فترة مراهقة عصيبة وأعطاب في العلاقات داخل الأسرة، تمثلت في حالة "بولين" أنها كانت دائما مركز اهتمام الأسرة، وتحول ذلك إلى رغبة منها في أن تصبح مركز اهتمام العالم.
وبالمقابل، ربط تقرير إسباني بين التهميش والعنصرية ضد الأطفال والشباب المغاربة الذين يعيشون في إسبانيا، وانخراط جزء منهم في صفوف الجماعات المتطرفة، بعد أن قامت مؤسسة "أورتيغا إغاسيت" باستطلاع آراء 7000 تلميذ وطالب مسلم في إسبانيا، أغلبهم مغاربة، وكشفت أن "الشباب من أصول مغربية ومن أصول مسلمة أخرى، يجب أن يحظوا بعناية كبيرة من قبل السلطات والمجتمع، بشكل عام، من أجل تجنب أن تكون الإشارة إلى مرجعيتهم الدينية مصدر رد فعل معارض، أو الارتماء في أحضان الأيديولوجيات المتطرفة".
وأكد التقرير أن بعض الشباب المغاربة يواجهون صعوبة في الاندماج في المجتمع الإسباني، رغم أنهم ولدوا أو يعيشون منذ الصغر في إسبانيا. لهذا دق ناقوس الخطر من ترك هؤلاء الشباب لمصيرهم، الشيء الذي يؤدي إلى "نتائج تراجيدية"، في إشارة واضحة إلى ما حدث مع الشباب المغاربة الذين نفذوا اعتداء برشلونة سنة 2017.
التواصل الاجتماعي ونشر الفكر المتطرف
فرضت وسائل التواصل الاجتماعي نفسها على مختلف شرائح المجتمع في مختلف بقاع العالم؛ فقد غدت وسيلة شديدة التأثير على الأفراد والمجموعات. وتعد الفئات الشابة، على وجه خاص، الأكثر حضورا على منصات هذه الشبكات نظرا لاعتماد هذه الأخيرة أساليب جذب وتأثير دقيقة، تجعل أعداد المنتسبين إليها في تزايد مستمر، لا يترددون في أن ينفقوا بين صفحاتها يوميا الساعات الطوال.
وما ذلك إلا لأن الشبكات الاجتماعية[15]، تمثل اليوم أهم ثورة إلكترونية عرفتها البشرية في مجال التواصل الاجتماعي، والتفاعل الدائم بين أعضاء البنى الاجتماعية، ليكونوا بناء إلكترونيا تفاعليا يحقق لهم أسرع طرائق للتواصل وأبسطها لتلبية حاجاتـهم ورغباتـهم، والتي تتراوح بين الحاجة إلى المعرفة والوصول إلى المعلومة الجديدة، أو الاتصال، أو الانتماء، أو الترفيه... إلخ.
فهي بطبيعتها وسيلة وأداة للتواصل بين الأفراد والجماعات. تلعب أدوارا إيجابية لفك العزلة وتحمل في طياتها العديد من القيم الإيجابية. لكنها بالمقابل تساهم، بشكل كبير، في تداول كم هائل من السلوكيات السلبية وترويجها في المجتمعات العربية التي تعاني في الأصل من انتشار العنف والجريمة والأفكار المتطرفة.
لقد أضحت شبكات التواصل الاجتماعي متنفّسا لتفريغ العنف والكراهية، إذ أكّدت نسبة 66% من المشاركين في بحث أجراه الأستاذ خالد المسيح[16] أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش هذا الطرح، لعدّة اعتبارات، مثل غياب مجالات التعبير وسهولة الولوج إليها، ولكون هذه الشبكات مجالا مفتوحا، وكوْن الشخص حُرّا أكثر أمام الشاشة، كما أنّ إمكانية إخفاء الهوية الحقيقية للشخص تسهّل نشر خطاب الكراهية، إضافة إلى غياب أدنى عقاب أو متابعة تجاه المحرضين على العنف... حسب آراء المبحوثين الذين شملتهم الدراسة.
تستغل التيارات المتطرفة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي[17] على وجه الخصوص لأهداف دعائية وكأداة استقطابية، إذ إن القائمين على هذه التنظيمات انتبهوا مبكرا إلى دور الإعلام الجديد في الترويج لأفكارهم. وقد بَرَزَ في العقد الأخير، "جهاد رقمي"[18] فعّال تقوم به الجماعات المتطرفة، لتسويق بياناتها وصور فعالياتها عبر هذه المواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "فيسبوك" و"تويتر"، من أجل إسناد استراتيجية "بروباغندا" تهدف إلى نشر ثقافتها المتطرفة و"التكفيرية". وتعتمدها كوسيلة آمنة لاستقطاب الشباب للتطوع في صفوفها والقتال على الجبهات التي تحارب فيها.
ومما يزيد من مستوى التحدي الذي تفرضه وسائل الاتصال الاجتماعي في نشر التطرف، اتساع مساحة مستخدمي الإنترنت في المغرب، على غرار باقي دول العالم، حيث قدرت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات[19] عددهم بـ 18,5 مليون خلال سنة 2016؛ أي بنسبة 58,3 في المئة من الساكنة مقابل 57,1 في المئة سنة 2015.
وحسب الوكالة، فإن الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى المواقع الإخبارية، ومواقع الألعاب، والترفيه والرياضة، شكلت المحتويات المفضلة لدى المستعملين المغاربة بنسب قد تصل إلى 80,7 في المئة، بينما لم تتعد زيارة مواقع التربية والتكوين عتبة 45,7 في المئة.
في ذات الاتجاه، أكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي في التقرير المشار إليه أعلاه أن التأثير اليومي الأكثر أهمية يتعلق بأنماط التواصل الجديدة التي تسائل الشـباب عــن معيشــهم وعــن نظرتهـم للعالم، حيث غيـرت شـبكة الإنترنـت بشكل عميـق سلوك جيل مرتبــط باســتمرار بالعالــم وبطـرائق عيــش مختلفــة.
وأمام توســع نطــاق التكنولوجيات الجديـدة وشــبكات التواصل الاجتماعــي، يضيف تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن الشــباب المغربي، يجدون أنفسهم ُحيَـاَل عالم مفتــوح دون قيــود ظاهــرة، لينهلــوا مــن منظومـة قيـم تقــدم خيــارات وتوجهات تتجاوز بكثير الحدود المرسومة في النطاق العائلي أو المجال الترابي الذي ينتمون إليه.
هذا الوعي من الدوائر الرسمية المغربية بخطورة الوضع الراهن، والإمكانيات التي تتيحها الشبكات الاجتماعية ومعها باقي وسائل الاتصال الحديثة، تدفعنا إلى التساؤل عن الخطط المرصودة لمواجهة هذا التحدي، وتسهيل رحلة العودة للشبان الذين انجروا نحو تيارات التطرف أو كانوا في طريقهم إلى ذلك.
إن عملية التأثير المضاد لإقناع الشباب بترك التطرف والأفكار والجماعات المتطرفة، وعدم الانسياق وراء خطابات الكراهية، ظل رهانا قائما إلى الآن
العودة من التطرف
درء خير من العلاج
إذا كانت العوامل المشار إليها في المباحث السابقة، وفرت الشروط النفسية والاجتماعية، الفكرية والتقنية، وسهلت انخراط فئة من الشباب المغربي في التيارات المتطرفة، وحرضتهم على تداول خطاب الكراهية الذي تعج به أدبيات هذه التنظيمات، أو على الأقل خضوعهم لتأثيرها، فإن عملية التأثير المضاد لإقناع هؤلاء الشباب بترك التطرف والأفكار والجماعات المتطرفة، وعدم الانسياق وراء خطابات الكراهية، ظل رهانا قائما إلى الآن.
تميز التعاطي المغربي الرسمي مع ظاهرة التطرف العنيف بالتفاعل الإيجابي، إذ لا يمكن إغفال الجهود الرسمية وشبه الرسمية التي تقوم بها المؤسسات التابعة للدولة كالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، الرابطة المحمدية للعلماء، المندوبية السامية لإدارة السجون وغيرها.
غير أن التجاوب الأمني مع الظاهرة ظل أبرز ردة فعل من الدولة، حيث تحتوي جعبة المغرب على سجلٍّ حافلٍ بالإنجازات[20] في مجال مكافحة التطرف العنيف داخل البلاد، بما يتضمنه ذلك من تفكيكٍ لعدة خلايا مرتبطة بنواة تنظيم "القاعدة" أو بفرعها في شمال إفريقيا، تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وقد تم بالفعل الإعلان عن توقيف الآلاف من المشتبه بهم في جرائم الاغتيال والاعتداء والسرقة؛ كما تمت مصادرة مخابئ ضخمة من الأسلحة الثقيلة؛ وأحبطت السلطات عدة محاولات لمهاجمة الأجهزة الأمنية والمرافق السياحية والبعثات الدبلوماسية وأماكن العبادة للمسيحيين واليهود. بالإضافة إلى ذلك، تم تفكيك قناتين لتجنيد الجهاديين في مالي في أواخر عام 2012، فضلاً عن تعاون قوات الأمن المغربية والإسبانية على تفكيك خلية عابرة للحدود الوطنية تجنّد المقاتلين إلى سوريا ومالي.
أما على مستوى المعتقلين من الشباب الذين تورطوا في أعمال ذات صلة بالتطرف العنيف، وكذا باقي السجناء، فإن برنامج "مصالحة"[21] الذي أطلقته المندوبية السامية لإدارة السجون بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان والرابطة المحمدية للعلماء، شمل إلى غاية متم سنة 2017 ما يقارب 22.000 سجين، بهدف تحصين هذه الفئة من السجناء من الوقوع في شراك التطرف والإرهاب.
واستكملت هذه المبادرة في نسختها الأولى خلال الفترة الممتدة ما بين 29 مايو (أيار) و25 يوليو (تموز) 2017، وذلك بسجن العرجات، واستفاد منها 25 سجينا من السجناء المدانين في ملفات الإرهاب والتطرف، يمثلون عينات من مختلف الاتجاهات الجهادية، والمحكوم عليهم بعقوبات سجنية متفاوتة، والذين عبروا عن رغبة أكيدة، حسب المندوبية، في المشاركة في هذا البرنامج بشكل اختياري وعن طواعية.
وبالموازاة مع ذلك، أطلقت المنظمة الإيطالية "بروجطوموندو ملال" بالمغرب، ومنظمة العفو الدولية - المغرب، بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، مشروع "وقاية، تربية، إدماج الشباب من الفئات الهشة والسجناء الأحداث" والموجه للشباب في وضعية هشة ونزلاء المؤسسات السجنية القاصرين في جهات الرباط-سلا-القنيطرة وبني ملال - خنيفرة والدار البيضاء-سطات، على ثلاثة محاور تهم تشبيك 25 منظمة غير حكومة وفاعلا مؤسساتيا، بهدف تعزيز قدراتهم لتجريب مقاربات بيداغوجية جديدة للنهوض بحقوق الإنسان لدى الشباب المهدد بالانحراف.
الجهود السالفة الذكر، وإن كانت منسجمة من حيث حجمها مع طبيعة وخطورة التطرف العنيف، إلا أنها تظل مجرد مداواة للجروح أكثر منها معالجة لأصول الظاهرة والوقاية منها.
فقد أصبح مفهوم مكافحة التطرف متجاوزا، حيث دعت منظمة اليونسكو[22] استبداله بمفهوم "درء التطرف"، حيث ترى المنظمة الأممية أن "مكافحة التطرف العنيف لم يعد يفي بالغرض، بل نحن بحاجة إلى درء هذا التطرف، إذ يتطلب الأمر منا تفعيل أوجه "القوة الناعمة"، ليتسنى لنا درء التهديد الذي تسوقه التفسيرات المشوهة للثقافة والكراهية والجهل. لا أحد يولد متطرفاً يهوى العنف، فالمتطرف العنيف يُصنع ويُحقن بالفكر المتشدد.
وعلى هذا الأساس، ولتدارك النقص الحاصل في السياسات العمومية الوقائية، أطلقت اليونسكو في شهر أبريل (نيسان) من السنة الجارية 2018، مشروعا لدرء التطرف العنيف من خلال تمكين الشباب في أربع دول عربية؛ هي المغرب، ليبيا، تونس والأردن.
وتقوم خطة اليونسكو في هذا الصدد على أربعة محاور رئيسة، يتم عبرها خلق الحاجز الوقائي بين الشباب والتطرف، وهي:
1- التعليم[23] بوصفه وسيلة لدرء التطرف العنيف
2- مشاركة الشباب والتمكين[24]
3- تعبئة وسائل الإعلام وائتلافات الإنترنت المعنية بدرء التطرف العنيف
4- دعم وتشجيع التنوع الثقافي
إذا كانت هذه المحاور تشكل أضلاع مربع الوقاية، حسب تصور المنظمة الدولية، فإن الأجرأة والتنزيل هي ما يعطي مضمونا لأية تجربة تستهدف درء التطرف، وتحديد صيغ تجاوزه، وزرع بذور التلقيح ضده.
إن التجربة المغربية، التي أفلحت إلى اليوم أمنيا في كبح جموح التنظيمات المتطرفة، واستطاعت بنجاح الالتفاف والتصدي لأغلب الاختراقات التي ظهرت من داخل البلاد ومن الخارج، والتي كان من شأنها أن تهدد الاستقرار الأمني، تقف اليوم أمام تحدي نجاعة من نوع آخر، حتى يتم تمكين الشباب المغربي من الأدوات المعرفية والفكرية القادرة على بنائه فكريا وتلقيحه نفسيا ضد أيّ خطاب متطرف أو محرض على الكراهية.
لقد تحقق، في هذا المجال، تراكم كاف لفتح صفحة جديدة، أمام الشباب المغربي، من أجل الوقوف على أرضية مشتركة صلبة، لا يقوض فيها الاختلاف في الرؤى والمنطلقات الفكرية قوام الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.
المراجع:
- William Grenier-Chalifoux, Radicalisation hors ligne: le rôle des réseaux sociaux dans le passage à l'acte terroriste islamiste (1990-2016), Université du Québec à Montréal, 201 7
- Gilles Kepel, La Fracture: Chroniques 2015-2016, Gallimard, Paris, 4 novembre 2016
- Gérald Bronner, La Pensée extrême: Comment des hommes ordinaires deviennent des fanatiques, Paris, Denoël, 2009
- Benjamin Ducol, Devenir jihadiste à l’ère numérique, Doctorat en science politique, Université Laval, Québec, Canada 2015
الدراسات:
- مراد قطبي، شبكات التواصل الاجتماعي والفضاء العمومي الافتراضي بالمغرب، مجلة الدراسات الإعلامية: العدد الرابع، أغسطس/ آب 2018، ص246-268 تصدر عن "المركز الديمقراطي العربي" ببرلين.
- خالد لمسيح، شبكات التواصل الاجتماعي وتكريس خطاب الكراهية، العدد الأول من مجلة "باحثون" والمتخصصة في العلوم الاجتماعية والإنسانية. يناير/ كانون الثاني- مارس/ آذار 2017
- ظاهرة التطرف العنيف بالمغرب "تهديد حقيقي أم فزاعة مخيفة"، منشور بموقع المركز: http://arab-csr.org/
- Dounia Bouzar, Comment sortir de l'emprise "djihadiste"? Les éditions de l'atelier, Paris, 2015
- Charles Melman: La radicalisation à l'adolescence relève-t-elle de l'idéologie ou de la psychopathologie? https://ephep.com/fr/content/texte/chmelman-radicalisation-a-l-adolescence-relave-t-elle-de-l-ideologie
التقارير:
- تقرير في 12 مايو/أيار 2014، قدم محمد صلاح التامك المندوب السامي لـ "إدارة السجون وإعادة الإدماج" تقريرا مفصلا في معهد واشنطن. عن الجهود التي تبذله الدولة المغربية، انظر نص المداخلة على الرابط التالي:
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/moroccos-approach-to-countering-violent-extremism
- تقرير صادر عن وحدة الأبحاث في مركز "برق" بعنوان: "مسار تفكيك الخلايا الإرهابية في المغرب"
https://barq-rs.com/مسار-تفكيك-الخلايا-الإرهابية-بالمغرب/
- تقرير أنشطة المندوبية العامة برسم سنة 2017 على الرابط التالي:
http://www.dgapr.gov.ma/Documents/rapp2017.pdf
- تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مبادرة وطنية جديدة لفائدة الشباب المغربي أغسطس/ آب 2018
http://www.ces.ma/Documents/PDF/Saisines/2018/S32-2018-Strategie-integree-des-jeunes/Rp-S23-va.pdf
- بحث ميداني أجرته الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات حول مستخدمي الإنترنيت في المغرب سنة 2017
https://www.anrt.ma/ar/publications/etudes-et-enquetes
- حوار مع هشام حمزي معتقل سابق على خلفية التفجيرات الإرهابية ليوم 16 مايو/ أيار بالدار البيضاء، نشر في مجلة "تيل كيل" عدد 764 الأربعاء 16 مايو/أيار 2018
- منع التطرّف العنيف من خلال التعليم، دليل لصانعي السياسات، منشورات اليونسكو، مارس/ آذار 2018:
http://unesdoc.unesco.org/images/0024/002477/247764a.pdf
- درء التطرف العنيف في كل أرجاء العالم:
http://unesdoc.unesco.org/images/0025/002594/259485a.pdf
[1] أنجزت هذه الورقة تحت إشراف الدكتور محمد غزالي، أستاذ التعليم العالي بكلية علوم التربية، جامعة محمد الخامس بالرباط.
[2] نشر هذا المقال في مجلة ذوات الصادرة عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، عدد 51
[3] خطة عمل الأمين العام للأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف، 9 فبراير/ شباط 2016
[5] المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مبادرة وطنية جديدة لفائدة الشباب المغربي، أغسطس (آب) 2018
http://www.ces.ma/Documents/PDF/Saisines/2018/S32-2018-Strategie-integree-des-jeunes/Rp-S23-va.pdf
[6] شليغم غنية، الحركات الإسلامية من التطرف الديني إلى الاعتدال السياسي، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد الثامن، يونيو/حزيران 2012، الجزائر، ص 307، انظر رابط النسخة الإلكترونية:
https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/bitstream/123456789/6160/1/S0816.pdf
[7] انظر التقرير الصادر عن وحدة الأبحاث في مركز "برق" بعنوان: "مسار تفكيك الخلايا الإرهابية في المغرب" للباحث: لحسن حما، يقدم فيه قراءة لاستراتيجية المغرب في مواجهة التطرف والإرهاب والمسار الزمني لتفكيك الخلايا الإرهابية.
[8] المصدر السابق.
[9] وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أثناء إلقاء عرضه أ في مجلس النواب، الميزانية الفرعية لوزارته، يوم 12 مايو (أيار) 2017
[10] نشر في مجلة "تيل كيل" عدد 764 الأربعاء 16 مايو/ أيار 2018
[11] ظاهرة التطرف العنيف بالمغرب "تهديد حقيقي أم فزاعة مخيفة"
منشورة في موقع المركز: http://arab-csr.org/
[12] Gilles Kepel, La Fracture: Chroniques 2015-2016, Gallimard, Paris, 4 novembre 2016, p288
[13] Dounia Bouzar, Comment sortir de l'emprise "djihadiste» ? Les éditions de l'atelier, Paris, 2015
[14] Charles Melman: La radicalisation à l'adolescence relève-t-elle de l'idéologie ou de la psychopathologie? https://ephep.com/fr/content/texte/chmelman-radicalisation-a-l-adolescence-relave-t-elle-de-l-ideologie
[15] مراد قطبي، شبكات اتواصل الاجتماعي والفضاء العمومي الافتراضي بالمغرب، مجلة الدراسات الإعلامية: العدد الرابع، أغسطس/ آب 2018، ص246-268 تصدر عن "المركز الديمقراطي العربي" ببرلين.
[16] خالد لمسيح، شبكات التواصل الاجتماعي وتكريس خطاب الكراهية، العدد الأول من مجلة "باحثون" والمتخصصة في العلوم الاجتماعية والإنسانية. يناير/ كانون الثاني- مارس/ آذار 2017
[17] William Grenier-Chalifoux, Radicalisation hors ligne: le rôle des réseaux sociaux dans
le passage à l'acte terroriste islamiste (1990-2016), Université du Québec à Montréal, 201 7, p 42
[18] Benjamin Ducol, Devenir jihadiste à l’ère numérique, Doctorat en science politique, Université Laval, Québec, Canada 2015, p 50
[19] https://www.anrt.ma/ar/publications/etudes-et-enquetes
[20] في 12مايو/ أيار 2014، قدم محمد صلاح التامك المندوب السامي لـ "إدارة السجون وإعادة الإدماج" تقريرا مفصلا في معهد واشنطن. عن الجهود التي تبذله الدولة المغربية، انظر نص المداخلة على الرابط التالي:
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/moroccos-approach-to-countering-violent-extremism
[21] انظر تقرير أنشطة المندوبية العامة برسم سنة 2017 على الرابط التالي:
http://www.dgapr.gov.ma/Documents/rapp2017.pdf
[22] انظر خطة عمل منظمة اليونسكو لدرء التطرف على الرابط التالي:
https://ar.unesco.org/preventing-violent-extremism
[23] منع التطرّف العنيف من خلال التعليم، دليل لصانعي السياسات، منشورات اليونسكو، مارس/آذار 2018
[24] يقصد بهذا المحور تهيئة بيئة مواتية لتمكين مشاركة الشباب بشكل ديمقراطي، من أجل ضمان أن يتوفر للشابات والشبان الفرص المناسبة ليصبحوا مواطنين عالميين فاعلين.