الثورة الكانطية
فئة : أبحاث عامة
محاور الدراسة:
على سبيل البدء
1 ـ فلسفة كانط
2 ـ اقتراح نص لتحليل مفهوم السعادة
ملخص الدراسة:
ولد كانط في مدينة كونغسبرغ Königsberg سنة 1724 في أسرة متواضعة، تتكون من أحد عشر طفلاً، كان كانط رابعهم، وقد توفي والده، الذي كان صانع سروج، سنة 1747، فاضطر كانط للتوقف عن الدراسة حيث زاول مهنة المربي لدى مجموعة من العائلات، بدءًا من سنة 1755 اشتغل كانط مدرسًا حرًا في جامعة كونغسبرغ، بفضل الدراسة التي قدمها تحت عنوان "بحث في المبادىء الأولى للمعرفة الميتافيزيقية". و لم يصبح مدرسًا رسميًا إلا ابتداءً من عام 1770، بفضل الدراسة التي قدمها باللاتينية تحت عنوان "صورة ومبادىء العالم المحسوس والعالم المعقول". ولم تتوفر معلومات كثيرة عن حياة كانط، سوى أنه كرس حياته للبحث والتدريس، عرف عن كانط أنه لم يغادر مدينته، ولم يتزوج طيلة حياته، وعندما توفي كانط سنة 1804 أعلنت مدينته الحداد العام، وحمله أهلها إلى كاثدرائية المدينة، وكتبوا على قبره ـ بماء الذهب ـ جملته الشهيرة: "شيئان يملآن قلبي إعجابًا: السماء المرصعة بالنجوم فوقي، والقانون الأخلاقي في صدري".
تميزت كتابات كانط قبل سنة 1770 بالتنوع؛ فقد نشر عدة أبحاث لم تكن تتعلق بالفلسفة وحدها، وقد كان يدرس كل المواد تقريبا. ثم تطور فكره بشكل تدريجي، إذ انتقل من الدوغمائية العقلانية المتميزة بأسلوب ليبنتس إلى المذهب الإمبيريقي وفيزياء نيوتن. لقد كانت سنة 1770 تاريخًا حاسمًا في هذا الانعطاف الذي حصل في تطوره الفكري؛ أي بدءًا من دراسته عن "صورة ومبادىء العالم المحسوس والعالم المعقول". ففي هذه الدراسة سيعتبر كانط أن الزمان والمكان عبارة عن مقولتين حدسيتين، ولا يمكن اختزالهما بأي حال من الأحوال إلى مجرد مفاهيم أو تصورات. بعد سنتين من هذا التاريخ كتب إلى ماركيوز هيرتس M.Herz رسالة يعبر فيها عن نيته تأليف كتاب بعنوان: "حدود الحساسية والعقل"، لكن نضج التفكير لدى الفيلسوف يسير ببطء، إذ كان لابد من انتظار سنة 1781 لكي ينشر كانط كتابًا يترجم نيته السابقة تحت عنوان مغاير هو "نقد العقل الخالص"، وصدرت الطبعة الثانية المنقحة بمقدمة جديدة بعد ست سنوات. بعد أن اتخذت فلسفة كانط صورتها الأولية في صيغتها النقدية أو الترنسندنتالية، أردفها ـ قبل إنجاز الطبعة الثانية لنقد العقل الخالص ـ بمختصر يحمل عنوان "مقدمات لكل ميتافيزيقا تريد أن تكون علمًا في المستقبل" سنة 1783. بعد سنة واحدة من إنجاز الطبعة الثانية لكتاب نقد العقل الخالص، نشر كتاب "نقد العقل العملي" سنة 1788، ثم نقد ملكة الحكم سنة 1790. ويجوز القول إن قواعد النسق الكانطي قد تحددت بإخراج هذه النشرة المتعلقة بمجال الإستطيقا، لتنضاف إلى مجال العقل العملي والعقل الخالص. أما النشرات اللاحقة لكتبه المتبقية، فقد كانت تطويرًا لجوانب من هذا النسق. فبعد نشره لكتاب "أسس ميتافيزيقا الأخلاق" سنة 1785، استكمله بنشر كتاب "المبادىء الميتافيزيقية الأولى لمذهب الحق" سنة 1797. أما كتاب "الدين في حدود العقل البسيط" الذي نشره سنة 1793، والذي سبب له بعض المشاكل مع الرقابة، فقد أتممه بـ "صراع الملكات" سنة 1798 . بعد أن أحس كانط بالوهن يصيب قدراته الجسدية، تخلى عن التدريس سنة 1797 وتفرغ لفلسفته الطبيعية، إذ حاول أن يبين علاقة الفيزياء بـ"المبادىء الميتافيزيقية لعلم الطبيعة"، إلا أن الموت باغته سنة 1804 ولم يمهله لإتمام هذا المشروع.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا