الحداثة والائتمانية ... جدل الحقيقة والمعنى

فئة :  مقالات

الحداثة والائتمانية ... جدل الحقيقة والمعنى

الحداثة والائتمانية ... جدل الحقيقة والمعنى

سمة الحداثة أنها «كاشفة» ولأنها كذلك في كل قطاعات الحياة وتفاصيل الوجود، فإنها موضوعية وفاضحة وجافة، تستجدي الوضوح والشفافية وتعرية الواقع، حتى لو انتهى الأمر إلى كشف قبحه وعوراته وزلاته ونقائصه وعيوبه كما فعل «جاليليو» حين عرى جمالية القمر وشِعريته، وألجم الشعراء عن التغني بمفاتنه، بكشف سوءاته وقبح منظره، وهي على هذا الأساس تستجدي من هذا التكشف بناء أركان «الحقيقة»، حتى وإن كانت بهذه القسوة والهتك، وحتى وإن أفضت إلى بناء عالم خالي من سحره، رغم كونه العالم الذي كان يعثر فيه الإنسان على «المعنى» من خلال هذه الستائر التي تقف بين الذات وموضوعاتها وأسئلتها، وهي المعاني التي وإن تكن خادعة فأقله تمنح السكينة والطمأنينة وتحسم مع سؤال الأسئلة الوجودية «لماذا نحيا؟».

خوضا في هذا التعارض أو بالأحرى التقابل والمفارقة، وانخراطا في الجواب عن هذه الاستشكالات المستعصية، جاء كتاب الدكتور محسن المحمدي تحت عنوان «طه عبد الرحمان ومكر المنوال الحداثي: مركزية التكشف وهامشية التحجب»[1]، والصادر هذه السنة عن دار «إفريقيا الشرق»، لاستكمال مجهود سابق في ذات الثنائيات[2]، ومن أجل النظر بعمق في هذه الإشكالية، من خلال الخوض في جدل، تمثله «الحداثة الكاشفة» بكل أسمائها ومقولاتها وأسسها، وبين «الإئتمانية التحجبية» لصاحبها «طه عبد الرحمان»، جوابا عن إشكالات مركزية يلزمنا بها هذا التقابل، وهي: الاختيار بين الرؤية التحجبية، الساترة للعري، رغم كونها تبقي على ما تسميه الحداثة "أوهاما" لما توفره من سكينة وطمأنينة و«معنى» وإن تكن خادعة، أو التكشف والمردودية و«الحقيقة» التي تمنحها الحداثة والعلم، حتى لو أفقدتنا هذه الحقيقة المعاني الإنسانية وتلك الطمأنينة وإن تكن ساذجة؟

أولا- العالم بين نظرتين ... التكشف أو التحجب

لربما يكون الزمن المعاصر هو باختصار «زمن التكشف» والعُري بدلالاته الأخلاقية والعلمية والثقافية والإتيقية والرقمية، لدرجة تبدو هذه الصيغة هي الأكثر تداولا، أو لنقل بصريح العبارة ووضوحها وبساطتها المختصرة «موضة الفكر المعاصر»، ولأنها كذلك فهذا لا يعني أنها غير جادة وفاقدة للموضوعية، أو ليست في محلها وتتجنى على الحداثة وتركة الحاضر والآن، بل لعلها بالفعل قراءات موضوعية، تكشف حقيقة حالة التعري الرقمي[3]، وفقدان شروط الخصوصية والحميمية، والتحول إلى حالة ما بعد الإنسان والإنسان المزيد[4]، من ضمن ثيمات أخرى دالة على هذه النظرة للعالم المعاصر، بوصفه بالفعل فاقدا لكل خصوصياته، بما فيها تلك التي كانت موضوعة في خانة الحميمية، أو لنقل عن جوهر الذات بوصفها فاعلة ومفكرة ومتحكمة[5].

لكن بقدر ما أنها الصورة الطاغية والغالبة في أغلب الأطروحات المعاصرة، بقدر ما أنها صارت محل جدل ونقد «راديكالي» يكون على مقاس حالة السطوة التي أحدثها هذا «الكشف» المميز للعلم والحداثة[6]؛ ذلك أن النظرة الأولى الطاغية، والتي هي أقرب ما تكون إلى التوجهات المعاصرة في لبوسها الليبرالي المتكئ على الحالة العلمية، وإلى برادايم ممنهج سيعرف اكتساحا وذيوعا بداية من القرن السابع عشر، ووصل مداه إلى الآن، أصبحت محط نقد واضح ومباشر، لربما يتزعمه في العالم العربي «فيلسوف الائتمانية» وفقا لمنطوق كتاب المحمدي، رغبة في تأسيس منظومة أخرى غير تلك الغربية، كتقسيم عام لا يتأسس على أي نظرة إقصائية أكانت باسم الغرب أو العكس، بقدر ما تكون سيرا عكسيا للحداثة، فإذا كانت الأخيرة هي نموذجا للمنظومة القائلة بالتكشف، فإنه يسعى إلى رؤية تَحَجُّبية، وإن كانت الأولى تَمَلُّكية فهو يسعى إلى رؤية يسميها ائتمانية ترخي قبضة الاقتناء والحيازة[7].

لدرجة قد يبدو وفي حال افترضنا أن الحداثة مشروع غربي بالمطلق، أن صراع الحضارات وتنافسها مردود في الواقع إلى هذه الثنائية حول التحجب والتكشف، وإلى منظومتين واحدة اختارت الصدق والشفافية والوضوح والتفكيك ولو على حساب أسئلتها الوجودية ومعانيها الأصيلة، وأخرى اختارت التحجب وتقديس الستائر الملفوفة بغشاوات الدين والأخلاق والقيم والحلال والحرام، فكان أن فقدت الفاعلية والتطور والشفافية والوضوح، على حساب استقرارها الروحي وطمأنينتها الوجودية، ولو بصيغ نسبية، أمام حقيقة بقاء الأسئلة الشائكة ورغبة الخوض في مشروع زوال هذه الستائر والحجب مستمرة وقائمة، وهي ذاتها الثنائية التي دفعت طه عبد الرحمان إلى تأسيس منظورات الفلسفة الائتمانية الطامعة في رد الحجب وإعادة وضع الأغطية، والتركيز على مطلب طرد التعري، من خلال كتابة جديدة لتاريخ الإنسانية، منذ لحظة «آدم»[8]، والرهان تأسيس «فلسفة ائتمانية»، باسم التحجب، تكون بديلا للحداثة «الفاضحة».

ثانيا- الائتمانية «الساترة» بديلا للحداثة «الفاضحة»

كان مؤدى هذا التقسيم بالنسبة إلى طه عبد الرحمان أن انتهى إلى صياغة «برادايم» جديد، ليس سوى «الائتمانية»، والذي هو في المحصلة لبّ مشروعه إذا ما جرى تخليصه وفرزه من آفاقه السياسية والمعرفية الأخرى، التي سبقت طرح هذا الأفق النظري الجديد، بعد أن سبقتها مرحلة أولى جرى التطبيع فيها مع الحداثة نفسها بالنسبة إلى طه عبد الرحمان، قبل أن يهتدي إلى عصارة مشروعه الفلسفي، الذي توقف فيه عن استخدام مفهوم الحداثة بالمطلق، أكان في طرحه نقدا أو رفضا أو تجاوزا، بما في ذلك معاني الرشد، النقد، والشمول، كأطر رأى أنها رغم قدرتها السجالية والنقدية التي تعيب على حداثة الغرب طردها لحضور الديني، إلا أنها تبقيه في فلك الحداثة وصلبها، ما يقتضي السكوت عنها بالمطلق وابتداع «الائتمانية» بديلا لها، حتى تكون بالفعل فلسفة إسلامية أصيلة ومبدعة، ولا تحاكي غيرها أو تنافسها[9]، بقدر ما تكون هي نفسها صيغة كونية مطلوب حتى ممن يقول بالحداثة ذاته أن يأخذ بها.

وهو بهذا المعنى، طرح بديلا يرفض التشبه بالحداثة حتى ولو أنها تحتمل واحدة تكون «إسلامية»؛ لأنها بالنسبة إليه وصلت إلى حالة من المجون والشرود والمرود والخيانة والقسوة والإباحية[10]، كصفات وأسس وغايات لم يعد بالإمكان التطبيع معها، ولو حتى في استعمال اسمها ومنطوقها، ولأنها كذلك فالأجدر القطع معها بالكل والمطلق، والارتماء في أحضان رحابة «الإئتمانية»، التي بفضلها صار طه عبد الرحمان في وصف «المحمدي»، موصوفا بألقاب مغايرة على مقاس نظريته، فهو «المفكر الصوفي» و«كاشف الشعور الروحي» و«منظر الأمانة» و«داعية المواثيق الربانية»، بدعوته إلى استعادة الفطرة كذاكرة روحية، تحمل في أحشائها صفاء المواثيق الإلهية، بعيدا عن استبداد التملك والحيازة، واستبدال الفصل المنهجي للحداثة بالوصل الائتماني، حتى تكون الأولوية للمقاصد وعالم الملكوت والآيات، على حساب الأشياء والموضوعات وعالم المُلك.

وهكذا صار بالإمكان الحديث عن منظومة جديدة ومغايرة، لها موقف راديكالي وحاد من "إرادة طلب اللامحدود الغربية"[11]، كناية على بؤس الحداثة الغربية وشرودها ومرودها وخروجها عن الفطرة بسلك دروب الفضح وهتك الحجب والستائر، وكان مؤدى رهان طه عبد الرحمان الانقلاب على الحداثة ومقولاتها، بفتح أبواب ومسارات جديدة ومغايرة، تفكر في سياق مخالف ومختلف، بتعلة تجاوز الوهن العربي وحالة التخلف الحضاري. لكنها مع ذلك تبقى قراءة سجالية، لا يمكنها أن تكون خارجة عن نسق الحداثة؛ لأنها ضمنيا نصبت نفسها في خانة الفلسفة النقيضة والمخالفة لها، بل إنها في صميمها مدفوعة بحالة من الانهزامية، والإحساس بفقدان نشوة التفوق، وواقعية حالة التبعية، وهي على هذا الأساس لا تنفك أن تكون قراءة مشدودة إلى تلك الروح المازوخية.

ليس القصد طبعا محاكمة طه عبد الرحمان لا في ما نكتب أو في ما كتبه المحمدي أو غيره، وإنما هو ذاته يجسد تجربة هذا الانزعاج النفسي، الذي فرض إقبار نزعته الجمالية، كمشروع شاعر محتمل، وكيف أن مساره واهتماماته ستتغير كليا بعد هزيمة 1967، والتي زلزلت كيانه، ودفعته إلى محاولة فهم وإدراك «علم المنطق» منظورا إليه كمحرك لهذه الأنوية المشكلة للعقل الغربي[12]، تأكيدا على هذه الندية التي لا يكفي فيها عدم استخدام لفظ «الحداثة» للقول، بأنها ليست محل اعتراف من طه عبد الرحمان، بل على العكس هو لا يفكر في الواقع إلا فيها، لأنها تحركه تماما كما تحركنا الحتميات الخفية التي يصفها ماركيوز في «الإنسان ذو البعد الواحد»[13]، بل إن الأدهى ليس فقط تفكير طه عبد الرحمان بالمطلق في الحداثة، بل تفكيره بالحداثة نفسها ومن خلالها، لدرجة يصير بنقده لها ناقدا لذاته أولا.

ثالثا-الذاكرة الروحية أو في نقد طه عبد الرحمان لطه عبد الرحمان

ائتمانية طه عبد الرحمان التي تعاند الحداثة، وتجعلها مشروعا في خراب الإنسانية، وفي البؤس والشرود والمرود والمروق، إضافة إلى كونها نقدا أخلاقيا يسائل الحداثة بعيدا عن منظوراتها وأسسها، فإنها أيضًا وهذا الأساس تقترح نقدا يريد هدم منظومة بغرض إقامة أخرى مخالفة. وبالبحث عن لب وجوهر هذا البديل الثقافي والأخلاقي والنظري، فإنه لن يخرج عن مفهوم «الذاكرة الروحية»، باعتبارها من أساسات الفلسفة الائتمانية، لأن بفضلها يصير الوصل المفقود في الحداثة الفاصلة ممكنا، بما يضمن لها أن تكون على الأقل في التربة العربية بديلا نظريا محتملا، على اعتبار أن الفلسفة هي في الأصل إبداع للمفاهيم ولاستعمالاتها.

لكن الائتمانية وهي تبدع لنفسها نظاما جديدا في القول والتفسير والتبرير، تنتهي إلى إقرار حالة من «الاستبدال الروحي»، والذي يتضمن فيما يتضمنه إحدى أهم أطر الحداثة ومناهجها، والقصد هو أنه يقوم من دون أن ينتبه في الغالب إلى «العزل المنهجي» كأحد مرتكزات وأسس ومبادئ العلم والحداثة الغربية، حين يعقلن الروح ويعزلها ضمن شروطها الموضوعية والمثالية، تماما كما يفعل العالم مع ظواهره، من أجل تأسيس «الذاكرة الروحية»، كفطرة تخزن «القيم الأسمائية»[14]، وهو الترابط الذي صاغه المحمدي ضمن مفهوم «اللاشعور الروحي»، وقوامه أن طه عبد الرحمان في نقده للحداثة يجد نفسه متورطا في استخدام مبادئها، على اعتبار أن اكتشاف قارة الذاكرة الروحية والحفر بغاية الوصول إليها والعمل على عزلها منهجيا كي تتضح معالمها، هو أسلوب حداثي بامتياز[15]، ولعلها الخلاصة المتضمنة في عنوان الكتاب «مكر المنوال الحداثي».

وهذه الذاكرة الروحية ليست إلا «الفطرة» التي ربما تقابل العلم، من حيث إنها ميثاق الائتمانية تماما كما أن الأخير ميثاق الحداثة وقسمها الغليظ، هذا عدا عن أن طه عبد الرحمان يستعير المفهوم نفسه من «فيكتور فرانكل»[16]، الذي كان سباقا إلى استجلاء هذا العمق الروحي الذي يقيم عليه طه عبد الرحمان المواثيق الربانية للائتمانية، بل ربما كان حداثيا وفقا لهذه القراءة أكثر من أهل الحداثة أنفسهم، حينما سلك ذات العزل الذي أقامته نظريات العقد الاجتماعي في الفلسفة السياسية، لكن في سياق لا شعور جديد ومغاير، يعود إلى ذلك الاتفاق الروحي العميق، رغم أنه يعتبره أكثر متانة من ذلك الذي صاغه فرويد على الأقل؛ ذلك أن الأخير انطلق في النهاية من «أسطورة أوديب» كأمثولة متداولة في صياغة أطروحته التي توصف بأنها علمية، وطه يعتبر أن الميثاق الرباني هو على الأقل أغلظ وأثمن وأجدر من ذلك الذي وضعه فرويد.

ووفقا لهذا الاعتبار، صار نقد طه عبد الرحمان للحداثة، مهما في استجلاء هذا الوجه الجديد من اللاشعور، لكن ضمن حداثة من نوع خاص، بما لا يجوز معه القول بخروجه عن منوالها، أو ذهابه بعيدا من أجل فتح آفاق جديدة بشكل كلي ومطلق، حين بقي في مستوى صياغة تعاقد مغاير في بنيته الروحية لا السياسية، لكن قوامه «العزل المنهجي»، وأساسه العلم منطلق الحداثة، ولأنه منخرط كل هذا الانخراط في حداثة العلم المُعَمَّم، فإنه بنقده للحداثة وشرودها ومرودها وشقائها وتأبلسها ودهرانيتها ومروقها، يكون ناقدا لذاته كخاضع لمنوالها أولا.

بالمختصر؛ قراءة المحمدي لطه عبد الرحمان في تأكيد أطروحته عن ثنائيات المحايث والمفارق؛ منطق الكشف ومنطق التحجب، للقول بالحداثة الكاسحة، تبقى موفقة في إظهار جدية طه عبد الرحمان وجديته، كمفكر في الكينونة على شاكلة هايدغر حتى، لكن ضمن أفق الحداثة التي نصب نفسه وبالواضح «معاديا» لها. لكنها وهي تحاول التوفيق بين ممكنات طرحه وحدوده بقيت منتصرة لغلبة الكشف والتكشف والعلم والحداثة، حتى يبدو أن التعاطي مع مشروع طه عبد الرحمان هو بغرض إظهار محدودية التحجب، وأنه لا يقوى لا هو ولا غيره من السندات النظرية على مجابهة العلم وسطوته وجبروته، تأكيدا على أن الكتاب هو في الحداثة وحول الحداثة، وليس عن الفلسفة الائتمانية ومشروع طه عبد الرحمان، ولكنه لسبب أو آخر صار كتابا في طه عبد الرحمان وعن كونية المواثقة الربانية ومبدأي الإشهاد والأمانة، أكثر منه استكمالا لثنائية «المحايث» و«المفارق» التي قال إنه يسعى إلى قراءة ما تبقى من أوجهها.

[1]- محسن المحمدي، طه عبد الرحمان ومكر المنوال الحداثي: مركزية التكشف وهامشية التحجب، منشورات إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2024.

[2]- يتوجه اهتمام المحمدي بالأساس نحو موضوع «الحداثة» بحثا عن أسسها ومبادئها وأنويتها الصلبة التي لا تعني عنده المظاهر والنتائج، بل العلم الصلب وتحديدا الفلك ومنطلقاته العلمية الخالصة، وهي المبادئ التي يضعها ضمن خانة من التقابلات والمفارقات، ابتدأها بتقابل الرؤية العلمية –المحايثة- والرؤية الدينية –المفارقة- وقال بمركزية الأولى على الثانية، والتقابل الثاني، وهو موضوع هذا الكتاب فمخصص للتقابل بين العلم –التكشف- وما يمكن تسميته بالذاكرة الروحية أو الميثاق الرباني المتضمن في الفلسفة الإئتمانية–التحجب-، ويختمها بتقابل ثالث يبين فيه مركزية الفردانية وهامشية الجماعاتية، والذي ربما سيكون موضوع كتاب يجري العمل عليه في المستقبل استكمالا للثلاثية، ما يعني أن الكتاب هو إذا ما وضع في سياقه يكون نقاشا حول ثنائيات الحداثة ومعها، وليس كتابا حول طه عبد الرحمان في الواقع، باعتباره في هذه الحالة يكون فقط المجسد الواضح لأحد أركان المقاربة ونقصد "التحجب".

[3]- ينظر في هذا الصدد عدة أطروحات أكدت هذه المخاوف، منها مثلا:

- هال أبلسون وهاري لويس وكين ليدين، الطوفان الرقمي كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا، ترجمة أشرف عامر، مراجعة محمد فتحي خضر، منشورات مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2014

- أر. إيه. بوكانان، الآلة قوة وسلطة التكنولوجيا والإنسان منذ القرن 17 حتى الوقت الحاضر، ترجمة شوقي جلال، منشورات عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد 259، مايو2000

- مارك دوغان وكريستوف لابي، الإنسان العاري الدكتاتورية الخفية للرقمية، ترجمة سعيد بنكراد، المركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء، المغرب، ط1/2020

[4]- ينظر في هذا الصدد أطروحة لوك فيري حول الموضوع:

- Luc Ferry, La révolution transhumaniste: comment la techno médecine et l'upérisation du monde vont bouleverser nos vies, Plon, April, 2016

[5]- اعتمدنا في صياغة هذه الخلاصة على:

- إدوارد كلينبتر، الإنسان أمام تقنياته الزيادة التهجين التحويل البشري، ضمن الإنسان المزيد، تنسيق إدوار كلينبتر، ترجمة جميل شاكر، منشورات المركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء، بيروت، ط1/2019

- نورينا هيرتس، السيطرة الصامتة الرأسمالية العالمية وموت الديمقراطية، ترجمة صدقي حطاب، منشورات عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد 336، فبراير 2000

[6]- طبعا في العمل السابق يؤكد المحمدي الأطروحات القائلة إن العلم يقابل الحداثة، على أساس أن الأخيرة ما هي إلا الأسلوب العلمي الموجه لكافة قاعات الحياة، وهو بهذا يوافق على الأطروحات التي تجعل العلم مركز الحداثة ونواتها الصلبة، ينظر:

- محسن المحمدي، الحداثة ومركزية الرؤية العلمية، مركزية المحايث وهامشية المفارق، منشورات إفريقيا الشرق، الطبعة الثانية، 2024، ومن باب الإشارة فهذه الطبعة هي تنقيح للطبعة الأولى الصادرة عن دار أدب عام 2022

[7]- محسن المحمدي، طه عبد الرحمان ومكر المنوال الحداثي، مرجع سابق، ص 19

[8]- محسن المحمدي، طه عبد الرحمان ومكر المنوال الحداثي، مرجع سابق، ص 127

[9]- محسن المحمدي، طه عبد الرحمان ومكر المنوال الحداثي، مرجع سابق، ص 24

[10]- يمكن في هذا السياق العودة للفصل الثاني من الكتاب بعنوان «النقد الائتماني لرموز الحداثة»، والذي خُصص تحديدا لهذه الغاية المتعلقة بنقد رموز الحداثة، لكن ضمن سياق وقول مختلفين عن السائد، ذلك أن طه عبد الرحمان اشتغل على أسماء مثل كانط ونيتشه وباطاي وماركيز دو ساد، ورتبهم ضمن خانات، ضمت الأولى الدهرانيون وهم موصوفون بالبؤس والمروق، ثم ثانيا ما بعد الدهرانيون، وهم الماردون والشاردون كنيتشه وباطاي ودو ساد. وهو عدا عن اللغة المستخدمة، والجائز وضعها في خانة أنها راديكالية في وسومها الأخلاقية، وفي تعاطيها مع نصوص الحداثة، فإن الذي يعيبها أيضًا ربما وضعها هذه الأسماء في ذات الخانة وإن اختلفت الأوصاف كما هو شأن كانط وماركيز دو ساد مثلا.

[11]- طه عبد الرحمن، المفاهيم الأخلاقية بين الائتمانية والعلمانية، منشورات دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2021، ص 193

[12]- محسن المحمدي، طه عبد الرحمان ومكر المنوال الحداثي، مرجع سابق، هامش ص 21

[13]- طبعا هذا التشابه يبدو لنا الأقرب إلى شرح وتفسير هذا الانخراط الطهائي في الحداثة من حيث لا يدري، على أساس أن هذا النوع من الانخراط يكون أكثر تأثيرا، تماما كما في وصف ماركيوز لحالة خضوع الإنسان المعاصر لأنماط جديدة من القيود المفروضة على الحرية، والتي يكمن خطرها في كونه يتصرف وهو المنزوع من حريته وكأنه حر بالكامل في اختياراته، وهي وضعية أكثر قسوة؛ لأن المعرفة بفقدان الحرية هو أسوء من الفاقد الذي يجهل فقدانها. ينظر:

- هربارت ماركيوز، الإنسان ذو البعد الواحد، ترجمة جورج طرابيشي، منشورات دار الآداب، بيروت، الطبعة الثالثة 1988

[14]- محسن المحمدي، طه عبد الرحمان ومكر المنوال الحداثي، مرجع سابق، ص 79

[15]- المرجع نفسه، ص 70

[16]- طبعا يبدو واضحا أن طه عبد الرحمان يستعير بشكل ضمني أطروحة فرانكل التي ضمنها في كتابه «إله اللاشعور»، في الجزء المتعلق بتأكيده على وجود ذاكرة روحية عميقة، يجعلها في مقابل اللاشعور بمعناه النفسي الذي أبدعه فرويد، لكن ضمن أفق تفسيري مغاير طبعا، ينطلق من فرضية قصور التحليل النفسي ذاته. ينظر:

- فيكتور فرانكل، إله اللاشعور، ترجمة عبد المقصود عبد الكريم، دار آفاق للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2023