الحديث عن الإسلام بطريقة خاطئة: نماذج الرقية والعَين والعلاج بالقرآن
فئة : أبحاث عامة
ملخّص:
كان العلاج بمقاطع نصيَّة من الكتب العقائديَّة أمراً شائعاً بين أهل الدّيانات والمعتقدات، فقد تعلّم الإنسان أن يعالج جروحه وآلامه بما أنتجته تجاربه المستمرَّة مع محيطه البيئيّ. وكان للكاهن أو رجل الدّين وظيفة محوريَّة في منظومة العلاج، فهو صاحب العلم والتَّجربة، ونظراً لهذه المكانة سَمَّى بنو إسرائيل كهنتَهم أحباراً. وكان على الكاهن أن يفتي، وأن يحلَّ المشاكل بين النَّاس، وأن يعالج بضرب من الخبرة الطبيَّة والصيدليَّة المكتسبة علماً أو وراثة، أمَّا الذين يفتقدون المعرفة فكانوا يتقبَّلون كلَّ ما يقال لهم بدون نقاش.
وكان من طرق العلاج المستعملة كتابة أشكال وحروف لها علاقة بكتب الدّين، والتَّمتمة والتَّفل والرّقية وقراءة بعض التَّعاويذ. وما كان على المريض إلا أن يعتقد أنَّ كلَّ ذلك مستمدّ من المراجع الدينيَّة والعقائديَّة، وكتب الأسرار التي لا يعرفها إلا الكاهن والعالم الرُّوحانيّ. ولا بدَّ أن تكون هذه المعرفة تراكميَّة ووراثيَّة عن الأجداد الأمجاد. ذلك ما اعتقده بنو إسرائيل قديماً نظراً لانتشار الجهل والأميَّة فيهم، وذلك ما يعتقده كلُّ شعب لم يترقَّ في درجات العلم مهما كان دينه.
وذلك ما حصل للمسلمين والعرب منذ تقهقرت لديهم حركة العلم والبحث. ورغم أنَّ الإسلام جاء ليتجاوز تلك المستويات، ويربط الفكر بالأسباب، فقد بدأ رجال الدّين يستعملون مقاطع نصيَّة من القرآن للعلاج والبركة، إلا أنَّه لا يوجد لديهم دليل واحد إلى اليوم أنَّ ذلك يشفي أيَّ مرض. ورغم أنَّ ممارسة الدَّجل باسم الدّين للكسب والمتاجرة ازدهرت في العالم العربي بصفة ملحوظة، ورغم أنَّ كثيراً من النَّاس من ذوي الجهل أو العلم يصدّقون ذلك، فإنَّ القرآن الكريم لا يوافقهم في فهمهم وزعمهم، فهو لا يدّعي أنَّه يشفي أيَّ مرض بدنيّ أو عصبيّ.
ولمعالجة هذه المسألة وما يتعلّق بها من تفريعات وعناصر، اعتمدنا منهج قراءة نصوص الموروث الدّيني الإسلامي، وخاصَّة الرّوايات والأحاديث، تحليلاً وتفكيكاً واستنتاجاً. مع التركيز على مقارنتها بمقاصد القرآن وروحه العامَّة. من أجل تكوين رؤية أوسع حولها، تصلح أن تكون مقدّمة لتجديد الفكر الإسلامي على ضوء المعارف العلميَّة المعاصرة، وتقديم فهم جديد يتجاوز السَّقف المعرفي الذي خضع له الرواة والشرَّاح في تناولهم لتلك المعارف.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا