الدالاي لاما الرابع عشر
فئة : أعلام
الدالاي لاما لقب يطلق على الزعيم الروحي لشعب التبت البوذي، وهو يجسّد وفق العقيدة البوذيّة "بوذا الحيّ". وترجع سلسلة الدالاي لاما إلى القرن الخامس عشر، إذ ظهرت على يد تسونغكابا (1357-1419)، وكلّ حلقة في هذه السلسلة تعتبر تجسيدا لما قبلها. والدالاي لاما الرابع عشر هو "كينزين جياتسو"، المولود سنة 1935، في قرية من قرى شمال شرق التبت. أعلنته لجنة من الزعماء الروحيّين دالاي لاما، وهو في الثانية من عمره.
في السادسة من عمره التحق بدير بوذي للتعلّم، "واستقرّ على عرش الأسد في قصر "بوتالا" الفخم العظيم، في "لهاسا" العاصمة، وعمره 14 سنة... وكرّس نفسه فيه لدراسة "الإلهيّات البوذيّة" و"الفلسفة البوذيّة"... وفي الصيف كان يقيم في دير منعزل في قصر "نوربولنجا" خارج المدينة" (معدّي، 2012، ص43). وقبل بلوغه السنّ القانونيّة بسنتين، سلّمه كبار القادة في البلاد مقاليد السلطة السياسيّة رئيسا للدولة والحكومة، ولم يكن له من العمر سوى 16 سنة، وكانت التبت مهدّدة بخطر الاجتياح الصيني. وقد عمل جاهدا لإقناع الصينيّين بضرورة احترام خصوصيّة التبت، وعدم انتهاكها، لكنّ مجهوداته ذهبت سدى؛ فقد دخل الجيش الصيني بلاده، وقتلوا الرهبان، وأعدموا آلاف الرجال، وأخضعوا الأطفال للعمل الإجباري، وعذّبوا النساء والشيوخ... وفي سبيل الدفاع عن شعبه، كسر "كينزين جياتسو" العزلة التقليديّة المفروضة عادة على منصب الدالاي لاما، والتقى الزعيم الصيني "ماوتسي تونج" في بيكين سنة 1954، ولكنّ تراجع الصين عن وعودها اضطرّه إلى الفرار إلى الهند مشيا على الأقدام، حيث استقبله رئيس وزراء الهند "نهرو"، ومنحه حقّ اللجوء السياسي، فاستقرّ رفقة حكومته بمدينة "دهارمسلا"... وسعى إلى التعريف بقضيّة التبت، من خلال التقدّم سنة 1987 بخطّة سلام متكوّنة من 5 نقاط، اعتبرت من أكثر الوثائق رقيّا في التاريخ، إذ دعا فيها إلى تحويل التبت إلى منطقة سلام آمن، وحماية الإنسان والطبيعة فيها. وفي الوقت الذي رفضت فيه الصين قراءة هذه الخطّة، قرّر البرلمان الأوروبي الاعتراف بالحكومة التبتيّة، وزعيمها الدالاي لاما ممثّلا وحيدا شرعيّا لشعب التبت. وقد حاول الصينيّون اغتياله، بدعوته إلى عرض عسكري، لكنّ أنصاره منعوه من حضور هذا الحفل.
حاز الدالاي لاما على جائزة نوبل للسلام سنة 1989، ومن عباراته المشهورة "ديني الحقيقي هو الرحمة". وقد أسّس في الهند قرية للأطفال، وجمعيّة للرقص والمسرح ومكتبة، ومركزا للطب والتنجيم، ومعبدا لدراسة الفلسفة البوذيّة، وأصدر دستورا جديدا لبلاده التبت، أولى فيه أهمّية كبرى للتعليم.
من مؤلّفاته: "الحرّيّة في المنفى"، "أرض شعبي"، "محيط الحكمة"، "سياسة الرحمة"، "حياة طيّبة... موت طيّب".
انظر:
-معدّى، الحسيني الحسيني. (2012). موسوعة أشهر الثوار في العالم. (ط.1). الجيزة: دار النهار للنشر والتوزيع.