الديمقراطية والنظام العالمي الجديد

فئة :  ترجمات

الديمقراطية والنظام العالمي الجديد

الديمقراطية والنظام العالمي الجديد([1])

أولاً: النظام العالمي الجديد والادعاء العالمي بالحق في القوة بعد انتهاء الصراع بين الشرق والغرب

أعلن الرئيس الأمريكي يوم 16 يناير/كانون الثاني من عام 1991، عند بداية حرب الخليج، عن «نظام عالمي جديد»، يتميز بسيادة القانون، قائلاً: «حيث سيادة القانون، الذي يحكم سلوك الأمم، وليس قانون الغاب»([2]). وبعد انتهاء الحرب، حاول جورج بوش أن يعرِّف صيغ المصطلحات الغامضة، التي وردت في تصريحاته، باستخدام أسلوب عاطفي، كالذي استخدمه السير ونستون تشرتشل بعد الحرب العالمية الثانية؛ وذلك برفع شعارات العدالة والإنصاف والحرية واحترام حقوق الإنسان، كقاعدةٍ لنظامٍ عالميٍّ جديدٍ بين الشعوب، وهو نظام كان من شأنه حماية الضعيف من القويِّ([3]). وعلى المنظِّر السياسي أن يتقصى مدى تشكِّل هذه االتصريحات، وغيرها من االتصريحات المماثلة، التي يقدمها الساسة الغربيون منذ انهيار الشيوعية، وهو تَقَص يعدّ أكثر من مجرد محاولة لإضفاء الشرعية الأيديولوجية على ممارسة القوة، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية، بل تقصي مدى تبرير غُلُوِّ جورج بوش في الإشادة بفترة حكمه، بكلام كأنه صادر عن إيمان عميق: -«كانت فترة زمنية بلغت فيها الإنسانية أشُدَّها»([4])-. فكيف يمكن تبرير هذا القول من حيث وقوع تغيُّر تاريخي أساسي؛ أي التغيُّر النموذجي في صورة العالم السياسية؟

للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا

(1) منظمة التقدم العالمية، دراسات في العلاقات الدولية، المجلد 19، فيينا.

(2) خطاب إلى الشعب الأمريكي بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني 1991

(3) خطاب إلى الكونغرس بتاريخ 6 مارس/آذار 1991. النص الرسمي كما جاء في دائرة الإعلام للولايات المتحدة: «بوش يذكر الحاجة إلى الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط» (النص: بوش 6/3 خطاب إلـى الكونغرس). الصفحة 5. «يتضح من هذه الناحية أن الرئيس الأمريكي قد فهم فكرته عن النظام العالمي الجديد بمعنى أنه: "الرد المعاصر على شكل مثالي للمجتمع العالمي». وكان كاميلو داغو قد صاغ هذه الفكرة قبل وقت طويل من بداية المناقشة المعاصرة في نصه تحت عنوان: «عناصر لنظام عالمي جديد»، المنشور في المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية، المجلد 52 (1952)، الصفحة 152

(1) خطاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، 1 أكتوبر/تشرين الأول 1990