الدين عند ديفيد هيوم
فئة : أبحاث محكمة
الدين عند ديفيد هيوم
ملخص؛
كان الدين محط اهتمام هيوم من خلال مشروعه "جعل الطبيعة الإنسانية علما"، باستكشاف مبادئ المعرفة والعواطف والأخلاق. لذلك، يتناول هذا البحث أسئلة عامة تتعلق بنشأة الاعتقاد الديني، وفي إمكانية توافق انفعالات الناس في الدين؛ وذلك في محاولة إيجاد أساس للدين. فأما وإن شك هيوم في أصل وطبيعة الدين، آنذاك يمكن القول - ولو على نحو مبكر- أنه يشك أيضا في أيّ شيء يتصل أو ينبع من هذا الذي لا أساس لوجوده.
تقديم؛
ما صنعه العصر الحديث من أفكار نتاج موروث استمر لقرون مع الإغريق، أعلى كثيرا بالعلم والعقل ورفض سلطة الكنيسة. فمن جهة، المعرفة البشرية العقلية (إنتاج العقل والفلسفة)، والمعرفة الدينية التي كرست سلطتها لأن تملى على العقل من جهة ثانية. وإن شئنا القول إنّ اهتمام العصر الحديث بالدين لا يقل عن اهتمام القرون الوسطى، فقد اعتبر الإنسان بدءا من القرن الخامس عشر ميلادي أنه بإمكانه أن يتحمل مصير سعادته على الأرض؛ وذلك أنه قد أعادت البروتستانتية الشعور الديني ممثلا في مؤسسات تمارس هيمنتها على الأرض باسم السماء. وبالرغم من استمرار الاعتقاد بالاهتمام بدراسة الطبيعة والإنسان، فإنه مع ذلك أمكن أن نجد عددا من المتون التي تنتمي إلى هذه الحقبة قد أثارت قضية الدين بطريقتها الخاصة، ولعل حالة هيوم أبرزها، وإن انتهى إيمانه إلى التخلي عن الدين، فهو بقول هاتشيسون قد تخلى عن الدين الذي نشأ في وقت مبكر من حياته، والذي لم يكن ناتجا عن خيبة أمل بالتخلي عن كل ادعاءات لمعرفة أننا مسيرون بقوانين إلهية تخص الله والملائكة والبشر، وإنما كان تحررا مما اعتبره خرافات الماضي الخانقة[1].
بذلك قد سعى هيوم إلى البحث عما هو طبيعي في الاعتقاد الديني في "التاريخ الطبيعي للدين"، لتأسيس نظريته في الدين على ملاحظة الطبيعة البشرية من حيث عواطفها وانفعالاتها ودوافعها وتفاعلاتها، وهو بذلك يكون قد انعطف عن مسار التاريخ السامي والمقدس للدين في النظريات التقليدية القديمة. ولأن كل بحث يخص الدين بحثا جذابا ومغريا، نطرح السؤال عن أصل الدين؛ هل الدين غريزي في الإنسان كحب الذرية وتخليد النسل، أم هو أرقى صناعة بشرية ممكن تخيلها على الإطلاق؟
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1] - J.B.Schneewind, Moral Philosophy from Montaigne to Kant, Cambridge University Press, 2003, p, 547