الصحابة في الدراسات الحديثة والمعاصرة: الإشكاليّات والمقاربات
فئة : أبحاث محكمة
الصحابة في الدراسات الحديثة والمعاصرة:
الإشكاليّات والمقاربات*
الملخّص:
اهتممنا في هذا الفصل بدراسة الصحابة من خلال صورتهم التي شكّلها عنهم المتخيّل الإسلامي باعتبارهم يمثّلون جيلاً متميّزًا من المسلمين شهد عهد الدعوة والتنزيل ومعاصرة نبيّ الإسلام. وإذا كان للعوامل النفسيّة والاجتماعيّة دور مهمّ في تكريس النظرة التمجيديّة إلى السلف عمومًا، فإنّ العامل الدينيّ يبقى في نظرنا هو الأهمّ. وفي هذا الإطار تعدّدت الأخبار والنصوص المبينة عن فضل السلف وخاصّة الصحابة مقارنة بالخلف، وأصبحت نظرة المسلمين في الغالب محكومة بمعيار تفاضليّ بحيث يكون الصحابة في قمّة هرم الفضائل، وكلّما ابتعدنا عن تلك القمّة تدحرجنا إلى النقص، وبذلك تقوم نظرة تفاضليّة إلى أجيال المسلمين. وقد سعينا في هذا الفصل إلى تعيين الأطر النظريّة والمنهجيّة والمعرفيّة التي تسمح لنا لاحقًا بقراءة أخبار الصحابة وفضائلهم في كتب الحديث، وكيف صاغت لهم المرويّات والأخبار صوراً تنأى بهم عن إكراهات السياسة والاجتماع، يقبلها الضمير ويستسيغها فلا يتمّ التطرّق إلى ما يخدش صورة الصحابة المثاليّة، تلك الصورة التي انبنت عليها المؤسّسة الدينيّة بما يروى عن سلوك الصحابة وأخلاقهم ومعاملاتهم وعلمهم وكلّ ما يتعلّق بهم. إنّ صورة الصحابة بهذا المعنى هي المشكّلة للمؤسّسة الدينيّة الذي تعتبر ضرباً من ضروب التمثّل الاجتماعي، ترى المجموعة فيها نفسها وتسقط عليها أحلامها وطموحاتها، وتجعل منها مثالاً للاقتداء. وقد استعرضنا ههنا، بطريقة تأليفيّة، أهمّ المناهج التي وظّفها الدارسون في دراسة الصحابة، منها التيّار الإيماني التمجيدي، ونقد الصحابة من داخل المؤسّسة الدينيّة، والمنزع الجدالي في نقد الصحابة، والبحث التاريخي النقدي....إلخ. ونبّهنا في هذا العمل إلى أنّ «صورة الصحابيّ» وهي في مصنّفات القدامى ومن سار على نهجهم من المحدثين ضاربة في المتخيّل، تستقي مادّتها من بنى ذهنيّة مخصوصة غلبت عليها القداسة وأغرقت في الميث، فكانت الكثير من الفضائل المنسوبة إلى الصحابة تنتمي إلى جنس الخوارق وتشترك في ذلك مع ما يروى من معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
* يمثّل هذا الفصل المقدّمات الّتي وضعناها لبحثنا "صورة الصحابي في كتب الحديث" وهي في الأصل بحث لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة والآداب والحضارة العربيّة، وقد أنجزناه تحث إشراف الأستاذ وحيد السعفي وتمّت مناقشته بكلّية الآداب والفنون والإنسانيّات بمنّوبة سنة 2010، ونشرته كاملاً مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث سنة 2014 بالمركز الثقافي العربي.