العلوم الاجتماعيَّة تحت الحصار الشَّرق الأوسط
فئة : ترجمات
العلوم الاجتماعيَّة تحت الحصار الشَّرق الأوسط
ديل أيكلمان[1]
ترجمة: حبيب الحاج سالم
مراجعة: مصطفى الوجاني
في ورقة كتبَها عام 1913؛ جادل ماكس فيبر بحماس أنَّ الأحكام القِيَميَّة في العلوم الاجتماعيَّة «تفترض، ببساطة، التَّسليم مسبقاً بإمكانيَّة انحراف القيم السَّامية من حيث المبدأ وبشكل لا رجعة فيه» (1978: 81). ويواصل فيبر القول (1978: 70) إنَّه يجب على كلِّ مدرِّس مستقلٍّ رفض المزاعم الَّتي تفرض على السِّجالات الأكاديميَّة التَّجرُّد من العواطف وتجنُّب المسائل الَّتي تثير نقاشات «ساخنة»؛ بل يجب على الأكاديميِّين تناول مثل تلك المسائل، بوصفهم مُحلِّلين، وليس بوصفهم أبواق دعاية.
بما أنَّها كتبت عشيَّة الحرب العالميَّة الأولى؛ فإنَّ ورقة فيبر تكتسي طابعاً لاذعاً، لكنَّ نظرته كانت موضوع تحدٍّ مُتكرِّر مِن قِبَل التَّيَّارات السِّياسيَّة والدِّينيَّة اليمينيَّة واليساريَّة داخل الجامعة وخارجها. وقد سجَّل إدوارد شيلز (1997: 166-7) في معرض تأمُّله للتَّغيُّرات الطَّويلة الأمد الَّتي طرأت على الجامعات الأمريكيَّة؛ تقلُّصاً في السُّلطة المؤسَّاساتيَّة في المجتمعات الغربيَّة بشكلٍ عامٍّ. وأكَّد أنَّ الانتهاكات كانت في حِقَب سابقة تصدر عن الإداريِّين في الجامعات، وفي أحيان كثيرة عَمَّن «نَصَّبوا أنفسَهم» من خارج الحرم الجامعيِّ سدنةً للجامعة. لكنَّ التَّهديد الأكبر لمبدأ الاستقلاليَّة الأكاديميَّة عن الموالاة الحزبيَّة سينبثق منذ ستِّينيات القرن العشرين من داخل محيط الجامعة؛ حيث انحاز الأساتذة أنفسُهم لعدَّة قضايا سياسيَّة، وحجَّموا معايير «الأداء الفكريِّ وتوسُّم الأداء الفكريِّ» وعزيمة «المرشَّحين» وقدرتهم على تَتبُّع وتبليغ الحقائق المرتبطة بالموادِّ الملقَّنة والمبحوثة والمدروسة في الجامعات، حتَّى غدت هذه المعايير مُجرَّد معيار ضمن معايير كثيرة (1977: 174-5).
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- ديل إيكلمان، أنثربولوجيا المجتمعات الإسلامية، دار مؤمنون للنشر والتوزيع.