العنف المقدّس: في الأسس الثقافيّة لعنف الجماعات التكفيريّة
فئة : أبحاث محكمة
الملخّص:
تتناول الدراسة الأسس الثقافيّة لعنف الجماعات التكفيريّة، ما يتصل بديناميات التفكير ونظم القيم وبنى المقدّس على نحو خاص. وتنطلق من أنّ الثقافي يمثل أحد فواعل ومدخلات العنف والصراع والاحتراب الاجتماعي والسياسي، كما يمثل مُخرجاً له في الآن نفسه، وفق مقاربة منهجيّة مركّبة تتوسل التحليل الثقافي وسيوسيولوجيا المعرفة ونظم القيم.
تنطلق الدراسة من مقولة أساسيّة؛ وهي أنَّ كلّ ممارسة دينيّة لها خلفيات ومرجعيات سياسيّة، أو "لا شعور سياسي" يعود إلى مدارك أو أولويّات سياسيّة، أو إلى "منوال" أو "نموذج" في الماضي وربّما في اللحظة الراهنة، وأنّ كلّ ممارسة سياسيّة أو عسكريّة لها خلفيات ومرجعيات دينيّة، أو "لا شعور ديني" يعود إلى (أو يصدر عن) مدارك أو أولويّات دينيّة، أو إلى "منوال" أو "نموذج" في الماضي أو الحاضر. وتتوسّل الدراسة عدّة مفاهيميّة مركّبة مثل "العقليّة الدوغمائيّة"، و"الفرقة الناجية"، و"العنف الرمزي".
تتألف الدراسة من مقدّمة وثمانية محاور، أولاً: الإطار المنهجي، وثانياً: "العقليّة الدوغمائيّة"، وثالثاً: "الفرقة الناجية"، ورابعاً: "هابيتوس" العنف والتكفير، وخامساً: العنف الرمزي والمخيالي، وسادساً: فقه الدماء: من المقدّس إلى المتوحّش، وسابعاً: محدّدات لإنتاج العنف، وثامناً: الإشارات والتنبيهات، وأخيراً خاتمة.
تخلص الدراسة إلى أنّ ثمّة علاقة مركّبة واستخداماً أو توظيفاً متبادلاً بين الدين والعنف، تعزّزه بنى وتفاعلات ورهانات ثقافيّة واجتماعيّة واقتصاديّة "متخلفة" أو "متأخرة"، وبنى سياسيّة تسلطيّة ثقيلة الوطأة، وأنّ التنظيمات الجهاديّة التكفيريّة تستخدم مدوّنات ومقولات فقهيّة ودينيّة، وآيات قرآنيّة، وأحاديث نبويّة، وميراثاً فقهيّاً، وتفاعلات قبليّة، وتحالفات ارتزاقيّة، وسرديات وقصصاً تاريخيّة كثيرة، انطلاقاً من ذهنيّة دوغمائيّة ثقيلة.
يشهد العنف التكفيري دورة إنتاج عالية المرونة والجاذبيّة والنشاط، وليس من سياسات تستطيع حتى الآن كسر تلك الدورة أو احتواء دينامياتها النشطة، حتى ليبدو الاعتدال أو اللّاعنف بلا مستقبل. كما لو أنّنا أمام حتميّة تاريخيّة قاهرة ولا نهائيّة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا