الغزّالي المُتكلّم
فئة : أبحاث محكمة
الملخص:
نبتغي في هذه المقالة التدقيق في لوينات موقف حجة الإسلام من أقدم علوم الملة ظهورًا، وهو علم الكلام. ضمن اهتمامات أبي حامد المتنوعة والكثيرة، شغل البحث الكلامي، تنظيرًا وجدلاً، موضعًا مميزًا داخل المتن الغزالي الشاسع. بل إنّ الرجل، وفق ما تؤكده كرونولوجيا مؤلفاته وفيلولوجياها، لم يقطع مع الكلام بإطلاق، فكثيرًا ما ألفيناه بين الفينة والأخرى عائدًا للخوض في قضايا ومسائل كلامية بثها أحيانًا ضمن مؤلفات مفردة لهذا الجنس من القول، وأحيانًا أخرى بين ثنايا مصنفات تقاطع فيها القول الكلامي عرضًا مع أجناس أخرى من القول. ننبه إلى أنّنا لم نحتف في بحثنا هذا بمواقف أبي حامد الكلامية بقدر ما حاولنا إعادة صياغة موقفه من ذاتية الكلام عمومًا. وفق منطق التقسيمات والتبعيضات الأكاديمية، يدرج مؤرخو علم الكلام اسم حجة الإسلام ضمن لائحة الأساتذة الكبار بالمدرسة الأشعرية. ونحن إذ ننبه إلى مدى النزعة التبسيطية التي تقود إلى التسليم بهكذا حكم وحجمها، فإنّنا آثرنا التوقف عند أخدود آخر ناتئ من تضاريس المشروع الفكري الغزالي. قد يختزل هواة الطرق السهلة، وهم كثر، موقف أبي حامد من علم الكلام في كونه قد تأرجح بين إقبال وإدبار، لكننا، وعلى العكس من ذلك، سعينا في هذا البحث إلى الكشف بدقة عن معالم لحظتين أساسيتين تمثلان جماع موقف الرجل من بضاعة الكلام لنخلص إلى دعوى مفادها أنّ حجة الإسلام قد دافع في لحظة أولى عن الوظيفة الإيديولوجية لهذا العلم بوصفه حارسًا لعقيدة العوام، ثم ألفيناه في لحظة ثانية مثبتًا لهذه الوظيفة لكن منبهًا في الآن ذاته إلى محدودية علم الكلام المعرفية باعتباره علمًا غير قادر على كشف الحقائق.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا