الفلسفة السياسية النسوية في الإسلام
فئة : مقالات
الفلسفة السياسية النسوية في الإسلام
الملخص
يبدو أن الحداثة التي صُبغت بها المجتمعات العربية كانت مُجردة تماماً من الفلسفة والمنهجية، فظلت القبلية والعنصرية الجنسية مكوناً رئيساً في تشكيل سيكولوجيا الذات العربية. انطلقت فاطمة المرنيسي من منهج سوسيوتاريخى لتلمس الجذور العميقة لأزمة المرأة في الواقع التاريخي العربي. وهذا المنهج يثير عده تساؤلات: هل كانت قضية المرأة جنسية أم اجتماعية أم دينية أم إنها علاوة على ذلك قضية السلطة السياسية منذ فجر التاريخ العربي؟ وهل يصلح خطاب وجه لمرحلة وظروف بعيّنها، وبين ما نحن عليه الآن؟ فهل دعت الثقافة الإسلامية حقًا إلى اضطهاد النساء كما ادّعوا المستشرقين؟
طرحت المرنيسي خطابا ثوريّا، وقادت معركتها بكل شفافية شرقًا وغربًا، فتأرجحت بين العلمانية والإسلامية؛ فما الأسباب التي أدّت إلى انعطافها الفكري؟ وكيف تعاملت مع الإشكال الأكثر حساسية ألا وهو: قراءة النص في سياقه التاريخي ليفهم وفق منظور نسوي إسلامي دون المساس بمصداقيته؟ هل انمحى الإشكال أم ظلت المشكلة قائمة؟ وهل كان المشهد التأويلي ممهداً أمامها لتطوير نسخة من إسلام لا بطريركي يخدم مصالح وتطلعات النسوة؟
اقترحت المرنيسي عدداً من الأطروحات لتطوير واقع المرأة العربية فيما يتوافق مع الدين والثقافة.
تمهيد:
يبدو الخطاب النِسوي العربي خطاباً مُركباً ومُفعماً بالدلالات والمضامين المسكوت عنها. إنه يحمل في طياته جوانب عِدة. وعند تناول قضية المرأة في التراث العربي الإسلامي تتبدى أشكالٌ مُختلفة من المقاومة النفسية تكبح جِماح أي تجديد يطرأ على خطاب المرأة، وعلى الرغم من أن صيحات التجديد والإصلاح قد انبعثت من الحركة القومية العربية التي مثلت لحظة فارقة على مستوى العالم العربي والإسلامي؛ إلا أن الراديكالية المُنمقة ما زالت تجذب المجتمع إلى الوراء دون جدوى، وكـأن النهضة زُرعت في أرضٍ جدباء.
وهناك من يرى أن المجتمع العربي تتخاطفه قوتان: الأولى يبدو دفاعها مَحموماً عن الموروث من ناحية دفاعية فحسب، أو خوفاً من مجهول التجديد، والثانية تبحث في التجديد عما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث، بل إن هناك قوة وسطيّة تهتم بالمرأة، وإذا نظرنا إلى الماضي (عصر التنوير)، وجدنا أن من أولى الدعوات لفك أسر المرأة من القالب المُعد لها سلفاً على يد شيخٍ مُعمم مُستنير: "رفاعة رافع الطهطاوي" (1801- 1873)، فقد لعب دوراً حاسماً في مساندة قضايا المرأة والدفاع عنها، "وكان رائداً لمدرسة الاستنارة واليقظة والتنوير، تلك المدرسة التي تكونت في النصف الأول من القرن الماضي بمصر، وكان موقفها الاجتماعي يستهدف العبور بالمجتمع من مرحلة الإقطاع والانتقال به إلى المرحلة البرجوازية."([1]) وعندما نتحدث عن جذور إشكالية المرأة في العالم العربي بإزاء (استلاب لغوي) و(لعنة التفاحة الأبدية)، إلى أن نصل إلى ما آل عليه حالها في الذهنية الذكورية العربية، ولكن علينا أن نعي أولاً أننا أمام قضية روحيّة أكثر منها مادية؛ أي إن الإنسان في مجتمعنا العربي يعاني من أنواع شتى القمع؛ بمعنى أنه إذا كانت المرأة قد تم إقصاؤها عمدًا، فإن الرجل أيضاً في حالة من القمع (الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي، النفسي، إلخ).
إن قضية تحرير المرأة، لابد وأن يسبقها تحرير الإنسان عمومًا، ولذلك كانت الحركات النسوية حسبما ترى المرنيسي: "نتيجة ثانوية للقومية العربية الإسلامية."([2]) ولا شك في أن احتكاك العالم العربي بالغرب أثناء فترة الاستعمار وما بعد الاستعمار، لعب دوراً لا يستهان به في التأسيس لخطاب المرأة في العالم العربي؛ إذ يُعد وضع المرأة في أي مجتمع أحد المعايير الأساسية لقياس درجة تقدمه؛ وبذلك فإن تخلفه ينعكس أثره مباشرة على تفكير الرجل ومسلكه، وبالتالي يشكل واحداً من أهم العوائق الحضارية التي تعرقل التنمية الاجتماعية.
خطاب فاطمة المرنيسي: (*)
إن تجربة فاطمة المرنيسي تجربة بالغة الثراء وشديدة التعقيد؛ فخِطابها مزيجٌ فريد من نوعه، مُدهش في تداخل الأنواع، فهو فسيفساء لعدة خطابات أَسست لبنية دلالية متفردة، وعند الاطلاع على عملِ واحدٍ نجد أنفسنا بإزاء أعمالٍ متنوعة، فهي عَمِلت على زعزعة القيّم الذكورية بخطى ثابتة، وقارعت ما يبدو مقدساً بكل شفافية، ولم تسكت عن الكلام في مناطق محظورة. إن حرب المرنيسي لم تكن يوماً جندريه (النوع الاجتماعي)، فهي لم تصوّب سهامها ضد الرجال، ولكن اختارت الانتصار للمرأة بعيداً عن المقاربات البرّاقة التي تجعل من الرجل عدوّاً لها.
وعلى الرغم من أنها خاضت الحرب بكل مشاكسة، إلا أنها كانت مُسالمة تَعرض رؤيتها إلى العالم الغربي والعربي بشكل عام، وإنها بإسهاماتها الفكرية قد شاركت بتصحيح تصورات الآخر/الغرب عن المرأة العربية التي آلت إليهم من قِبل لوحات المستشرقين. إن قضيتها الأساسية هي قضية دحض اجتماعي للإنسان، ليست المشكلة دينية، بل المشكلة إنسانية في أرفع صورها، فهي لم تتحدث عن النوع بل تتحدث عن الإنسان الذي يحمي المرأة في مجتمعٍ مَوتور بذكورته، وبالتالي يعكس نظرة الرجل إليها فيكون هو علامة على انحطاط المرأة أو رُقيّها.
وقد انطلقت المرنيسي من منهج سوسيو تاريخى لتصل بذلك لجذور أزمة المرأة لما آل إليه حالها في العصر الحديث، ولكن أتساءل لِمَ كل هذه الضغوطات والقيود المتشددة عندما نتأهب للسفر عبر الماضي، وخاصةً إذا تعلق الأمر بالمرأة في التراث الإسلامي؟
لقد ساهمت المرنيسي في استعادة الذات الأنثوية المهمشة في العصر الحديث، وهي تلوذ بالتاريخ –على أنه أهم قوة عرفتها البشرية- كشاهد عِيان على كوْن المرأة أُنصفت أم أُجهضت على أعتاب الأحاريم، كان عليها السفر عبر الزمن، رغم وعورة الطريق ومَخاطر الرحلة، وتوضح ذلك في كتابها: الحريم السياسي (النبي والنساء)، فتقول: "وهكذا يتحتم السفر في الزمن، لأن تحليل الماضي ضروري من منظور لا يراه أسطورة أو ملاذاً، يصبح أمراً ضرورياً وحيوياً."([3]) ربما اختارت دروباً شاسعةً مُحرمةً، ولكنها مع ذلك جاءت دروباً بِكْراً، رافضةٌ أن تحيا مُغيَّبةً في زمن الصمت. وربما ألهمت المرنيسي الماضي أن ينطق جديداً حاضراً!
وتقترب المرنيسي: "من النص الديني عبر سلطة التأويل وفي تعاملها مع النص التراثي كشبكة من علاقات معرفية وسلطوية بأن تقوم بإخضاع النص التراثي لعملية تشريحية دقيقة وعميقة تحوله بالفعل إلى مادة للقراءة؛ فهي تمزج المعالجة البنيوية والتحليل التاريخي للنص التراثي."([4]) فقرأت التراث العربي الإسلامي مُستخدمة آليات النقد من التراث بحثاً في كتابات المؤرخين القُدامى.
وتتساءل في مقدمة كتابها الحريم السياسي: "هل يُشكل تسكع القراء على هواهم في براري الذاكرة الإسلامية الشاسعة إثماً؟ ألا يعني القرآن (حسب لسان العرب) القراءة بكل بساطة؟ ولكن هل يمكن "أن نقرأ بكل بساطة" نصّاً يلتقي فيه السياسي بالمقدس، فيذوبان ويختلطان إلى درجة يصعب معها تمييزها؟ فالأئمة والسياسيون لا يريدون الاكتفاء بتدبر شؤون الحاضر، ليضمنوا سعادتنا كمسلمين، وإنما يخضعون الماضي لرقابة وإدارة شديدتين، سواء أكان الأمر يتعلق بالرجال أم النساء."([5]) بل "إن تلاشي الذات في الماضي شكل من أشكال السلوك السحرية الرئيسية. وبالرغم من خطاباتنا العظيمات عن التراث، فإننا غير قادرين على قراءتها وفك رموزها."([6]) وإن هُناك سُلطةً نسائيةً قد مُورست بالفعل(*) في فترات من التاريخ العربي الإسلامي، وإن "المرأة باعتلائها العرش أجبرت المسلم على أن يواجه في بضعة عقود ما استغرق الغربيون في هضمه قروناً، وهو الديمقراطية والمساواة بين الجنسين. هكذا وفي الوقت ذاته يُعاد طرح مسألة اللامساواة الاجتماعية والسياسية والجنسية وهذا ما يُفقدنا رشدنا."([7]) وكثيراً ما ترفض بعض الفئات الحوار، وتدّعي معرفة الحقيقة المُطلقة المُستمدة من النص المُقدس ولكن؛ من منا يملك هذه الحقيقة المطلقة لكي يحق له التعبير عنها؟
إشكالية النِسوي السياسي:
يبدو أنه من السمات المُعتادة لخطاب المرأة السياسي أنها دائماً تقع في عملية استلاب مُثَبِّطَة لكل ما فعلته عبر التاريخ؛ فتتساءل المرنيسي: "ما هو مصدر هذا التوتر بين المؤنث والسياسي، فلماذا النسيان؟ لِمَ تم العزم على دفنهن في الأعماق اللاواعية؟ ربما يكون الإشكال الحقيقي هو انعدام الثقة في الذاكرة التاريخية فربما "تلعب الذاكرة دور مرَآةٍ مُزيفة بدقة في الحاضر."([8])
يبدو أن بنية العقل العربي تختزل النساء في ممارسات جندريه صارمة ترتدي عباءة الدين وتَفرض سُلطتها عليها، فتصبح فريسة هيّنة في شِباكْ التَبعيّة، حيث إن المرأة مُنتمية إلى عالم الحريم، وهو العالم الخفي إذا ما قورن بالمجال العام -عالم الرجل. ولذلك من الضروري تجسير الهوّة الخطيرة بين الماضي والحاضر عن طريق خَلق جسور وثقافة تَشاركيّة، ولكن هل ثمة شك في أن الممارسات السلطوية تقضي على أي تجديد يطرأ؟
ترى المرنيسي أن أهم الأسباب لعدم مشاركة المرأة في السياسة هي الهيمنة الذكورية على علاقة المرأة بالسياسة، فتقول: "إن الرّجال يحولون دون وجود المرأة في العمل السياسي، ويستخدمون هذه الأيديولوجيا لوضع المرأة داخل الساحة الخاصة بالمنزل كأم وزوجة وتعتبر هذه واحدة من أهم العوامل الحيوية التي تشكل مستوى المشاركة السياسية للمرأة."([9]) على الرغم من أن النبي محمد (ﷺ) قد أعطى طيلة فترة بعثته النبوية، سواء في مكة (610- 622) أو في المدينة (622-632)، مكاناً رئيساً للنساء في حياته العامة. كان عمره أربعين سنة (بعض النصوص تقول 43)، عندما تلقى أول الوحي في سنة 610؛ وذلك بين ذراعي زوجته الأولى خديجة، حيث استكن ليجد الطمأنينة والسند(*). وستكون خديجة (رضى الله عنها) أول أتباعه."([10]) فتحملت في إباءٍ وامتثال المرحلة الحرجة في تاريخ الإسلام، عندما فَرضت قبيلة قريش الحصار على بني هاشم تنكيلاً بالنبي (ﷺ) لم يمنعها مرضها وكبر سنها من مشاركة النبي(ﷺ) في محنته.
ولكون النبي (ﷺ) "عزَم على إقامة مجتمع ديني وديمقراطي يناقش فيه الرجال والنساء قوانين المدينة."([11]) وبناء على ذلك كان نساء النّبي(ﷺ) يناقشن في السياسة، ويذهبن معه إلى الحرب، فلم تكن نساؤه في ساحة المعركة "مجرد متفرجات، ولكن يشاطرنه في اهتماماته الاستراتيجية، فكان يسمع نصائحهن، التي تكون حاسمة أحياناً في مفاوضاته الشائكة. فعلى سبيل المثال، أثناء صلح الحديبية مع المكيين سنة (6هـ- 628م)، التي عارضها الصحابة كمعاهدة مذلة على المستوى الحربي، وبعد إبرام المعاهدة، أعطى الرسول (ﷺ) أمره للمسلمين ليحلقوا رؤوسهم ويعودوا لحالة الإحرام، فم يرد أحد منهم على دعوته التي كررها ثلاث مرات. فاغتم النبي ودخل خيمة زوجته أم سلمة (رضى الله عنها) التي كان قد أخذها معه، فقالت أم سلمة: "لا تحزن يا رسول الله، احلق رأسك أنت وأكمل التضحية، ونهض النبي وفعل وما إن رآه أصحابه يفعل هكذا حتى آخذ بعضهم يقول للبعض الآخر عن ذلك، وعمل كل واحد على حلق رأسه وقدم الأضاحي."([12]) فقد حاولت المرنيسي استنطاق التاريخ من خلال إعادة البحث في تاريخ النساء لأجل تفكيك هذا الرصيد المعرفي وما وراءه من صور نمطّية عن المرأة والسياسة.
عائشة أم الجمل!
يبدو أن استنهاض فكرة انخراط المرأة سياسياً في التراث ليس بالأمر الهيّن، حيث تقول المرنيسي: "فالمرأة دائما في الخفاء غير قادرة على اتخاذ قرار سياسي ولكن؛ فهل كانت عائشةٌ وحدها حالة استثنائية(*)؟ كانت عائشة (رضى الله عنها) أول امرأة تخترق الحدود المكانية وتصدر قراراً سياسياً وتقود جيشاً وتُعلن بذلك بداية للعِصيان السياسي، لعبت عائشة دوراً حاسماً في حياة الخليفة الأول والثاني وساهمت في زعزعة كيان الخليفة الثالث، عثمان، عندما رفضت نجدته لحظة حاصره العصاة في داره. أما الخليفة الرابع، فقد ساهمت في انهيار خلافته وقادت معارضة مسلحة ضده رافضة شرعيته. هذه المواجهة يسميها المؤرخون (معركة الجمل) نسبة إلى الجمل الذي كانت عائشة تقاتل على ظهره."([13]) ولكن، لماذا حضر اسم الجمل عِوضاً عن اسم عائشة؟
نجد (ناجية الوريمي) تَطرح أفكاراً قد بحثت في: "الموادّ المعجمية في الربط بين الفعل الأهوج والجمل من ناحية، والربط بين الإنسان والجمل من ناحية ثانية- وكيف سترتقي أخبار الجمل إلى مكانة لا تقل قيمة عن أخبار الشخصيّات الفاعلة في هذه الحرب، لكلمتي "جمل" و"ناقة"، الحضور البارز لاقتران الجمل بدلالات الهوَج والرعُونة، وعدم التذلل، ولاقتران الناقة في المُقابل بالانصياع والتذلّل والرشاد والرصانة والمسالمة. فهي مرتبطة في الذاكرة الدينية بالهداية (ناقة الله) وهكذا ارتبط الجمل بالاندفاع وعدم الانقياد، ولكن لِمَ التركيز في هذا الخطاب على الجمل الذي ستركبه عائشة بالذّات، وعلى قصة شرائه؟ من الواضح أن الدلالة لقّصة شراء الجمل هي إبراز حضوره ولفت الانتباه إليه، واقتضت حضوره رغبةُ مُنتج الخطاب في تلطيف حضور الفاعل الأصلي."([14]) ربما افْتُعِلَ ذلك من قِبل بعض المؤرخين عن عمدٍ خشية من أن تربط ذاكرة النساء بين امرأة باسم معركة سواء انتصرت أم لا، خوفاً من أن يُحْذَى حذوها، وعلى كلٍ لا يمكن أن يمحو التاريخ أن عائشة بخروجها ساهمت في إضفاء الشرعية على مساهمة النساء في السياسة.
لقد ورد حديث في سنن النسائي عن أبي بَكْرَةَ، قال: "لقد نفعني الله بكلمةٍ سمعتها من رسول اللهِ (ﷺ) أيَّام الْجَمَلِ بَعْدَ ما كِدْتُ أن ألحق بأصحاب الجمل، فأُقاتِلَ مَعَهُم. قال: لما بلغ رسول الله (ﷺ) أنَّ أهل فارِس قد ملَّكوا عليهم بِنْتَ كِسْرى قَال: (لَنْ يُفلح قومٌ وَلَّوْا أَمرهم امْرأة)"([15]) "والحديث مُثبت أيضاً في الجزء الثالث عشر من صحيح البخاري، وهو مثبت أيضاً عند شخصيات عُرفت بالصرامة العلمية مثل أحمد بن حنبل "مؤسس المذهب الحنبلي" هذا الحديث هو الحجة القارعة عند أولئك الذين يريدون إبعاد النساء عن السياسة."([16]) وتقول المرنيسي: "بما أنني امرأة مسلمة، فلا شيء يمنعني من القيام ببحث مزدوج: تاريخي ومنهجي حول الحديث ومن رواه، ولا سيما الظروف التي استعمل فيها لأول مرة، فمن روى هذا الحديث؟ وأين ومتى ولمن ولماذا؟."([17]) إن حديث أبي بكرة قد رُوي للمرأة الأولى بعد هزيمة عائشة في "معركة الجمل"، فتحلل المرنيسي قائلة: "يجب أن تكون لأبي بكرة ذاكرة أسطورية؛ لأنه تذكر الحديث بعد ربع قرن من موت النبي (ﷺ).([18]) وحسب مالك، "لا يمكن في أي حال، لبعض الأشخاص أن ينقلوا حديثاً واحداً، لا يجوز أن يتلقى العلم سفيه، ولا أيٍّ ممن تتحكم بهم عواطفهم ولا الذين يمكنهم إدخال البدع، وأخيراً لا يجب تلقى العلم من شيخ حتى ولو كان تقياً محترماً، إذا لم يكن قد أتقن العلم المفترض أنه ينقله، ويوجد أشخاص استبعدتهم كرواة للحديث، ليس لأنهم كذبوا بصفتهم رجال علم في روايتهم لأحاديث كاذبة، وإنما بكل بساطة لأنني رأيتهم يكذبون في العلاقات اليومية."([19]) وإذا ما طبقنا هذه القاعدة على أبي بكرة.(*) فإنه يجب استبعاده.
ربما يدلُّ على بطلان تعميم هذا الحديث أنه ذكره النبي (ﷺ) في مناسبة معينة(*)، "أنَّه لا يمكن أن يفلح قومٌ تتولي رئاسةَ دولتهم امرأةٌ، ومعنى ذلك لو وُجدت امرأة على رأس إحدى الدول ونجحت تلك الدولة في أمورها الدنيوية، فيكون ذلك دالاًّ على أنَّ هذا الحديث مكذوب عن النبي (ﷺ) وحديثا أصبح "العمل السياسيَّ للمرأة واجبٌ شرعيٌ يدخل، إمّا في فروض العين أو فروض الكفاية، فلا تنفكّ عنه المرأة بحالـ فشأنها في ذلك شأن الرجل لاشتراكهما في التوحيد والعبودية والاستخلاف وخضوعهما للسنن."([20]) وقد وُجِدَتْ بالفعل دول كثيرة تولَّت رئاستها نساءٌ، ونجحت تلك الدول نجاحات باهرة، نذكر(سيريما باندرانايكا)([21]) هي أول امرأة منتخبة ديمقراطياً على رأس حكومة في العالم، رئيسة وزراء سيلان 1960، و(أنديرا غاندي) للهند، ورئاسة (مارغريت تاتشر) لبريطانيا، وغيرهم كثير في القديم والحديث."([22]) فضلاً عن، ملكة سبأ (بلقيس) "أنها واحدة من النساء العرب النادرات اللواتي يصعب إخفاؤهن أو تحجبهن، نظراً لأنها ذُكرت في القرآن، (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)(*)، كملكة حاكمة وقوية."([23]) فإذا كان لا يمكن للمرأة أن تحكم بلد ما، لِمَ كانت بلقيس لها مُلك عظيم بنص قرآني؟ ولماذا ما زلنا نعيش في تبعية هذا التدوين حتى بعد مرور أكثر من أربعة عشر قرناً كاملة؟ ربما كان ذلك لأن التجديد الذي اصطبغت به مجتمعاتنا العربية أجوفًا بلا منهج أو فلسفة، حيث ظلت القبلية والعنصرية الجنسية متغلغلة في عصر التدوين وتطور تاريخ الفقه الإسلامي.
الخاتمة:
لم يكن خطاب فاطمة المرنيسي التنموي يوماً، ضد الإسلام، فتقول: "تعلمت أن التربية الإسلامية الصحيحة لا تقول كلاماً فارغاً، وأن تضع كل شيء في مكانه، كل شخص في موضعه، وأن تحترم التراتبية والحدود."([24]) توضح من خلال خطابها أن النبي (ص) كان داعماً للنساء وحقوقهن إلى أقصى حد. وهي تعتبر أن المساواة بين الرجل والمرأة هي أصل في النص الديني، وأن ما يجب فعله هو دراسة النصوص المقدّسة التي تُشير إلى التمييز بين الجنسين، ونعمل على سردها والبحث في أسباب نزولها، وهذا ما بُني عليه نص المرنيسي التأويلي وحفرها المعرفي، وهي دائما كانت تقف على الحياد بين الرجال والنساء، وعلى مدار مؤلفاتها لم تهاجم الرجال، بل تُدافع عن النساء بِشدة. يبدو الاتهام الحقيقي هي أنها أماطت اللثام عن الموروث الخاص بالمرأة، وهذا يُعتبر من قِبل البعض إثماً، وخاصة وأنها امرأة، فقد كان اقترابها من المسكوت عنه تجاسراً، ربما وُجهِت بهذا العنف لأنها صاحبة خِطاب مُفخخ فهي سعت على استدراك التاريخ المَنسي في الذهنية الذكورية.
إن إشكالية المرأة في الخطاب العربي من أكثر الإشكاليات حيوية ودينامية. لذا فهي لم تنتهِ بعد، ولذلك يبقى السؤال هل ما زالت البطريركية (الأبويَّة) تتحكم في موازين القوى، وما زالت النِسوة تحتل الهامش؟ وهل ستظل المرأة مُمزقة بين عُنف اللغة وقهر السلطة؟ وهل من الممكن أن ينسدل ستار الركود عن الذهنية العربية؟ فـتُغرد المرنيسي "نشيد الحرّيّة" في كتابها "الخوف من الحداثة الإسلام والديمقراطية" قائلة: "سينطلق الوطن العربي. هذه ليست نبوءة، إنها حدس امرأة. سينطلق لسبب بسيط وهو أن كل الناس، وعلى رأسهم الأصوليون يريدون التغيير."([25]) "فيمكن للمرء أن يتنبأ بسهولة بأن النساء سوف يُثرْنَ نقاشات أكثر عنفًا في العقد القادم؛ لأن العولمة ستجبر الدول الإسلامية ومواطنيها على إعادة تعريف أنفسهم وإنشاء هويات ثقافية جديدة، ذات جذور اقتصادية أكثر منها دينية."([26])
إن الميزة الأساسية في خطاب "فاطمة المرنيسي" هي انفتاحه على نصوص معرفية متنوعة، وهو له دلالات ثقافية واجتماعية محورية، وإن مشروعها يتسم بالتنوع؛ وذلك لأنواع الخطابات المتداخلة، فمن الممكن التحدث عنها على أكثر من صَعيد وممكن قراءته على عِده مستويات، وقد استطاعت أن تقدم قراءة جديدة للتراث أملاً منها في المساهمة في تغيير الواقع الاجتماعي والحضاري للمرأة العربية. ولذلك أرى أنه من الصعوبة تغطية كل مضامين خطابها المثير للدهشة في هذا الدرّب الضيّق.
قائمة المصادر والمراجع
- Fatima Mernissi, Beyond the Veil, Male–Female Dynamics in Muslim Society, Schenk man Publishing Company, Inc., Cambridge, Massachusetts, in 1975
- ……………………, Scheherazade Goes West, Different Cultures, Different Harems, Washington Square Press, Avenue of the Americas, New York, 2001
- Margot Badran, feminism in Islam، secular and religious convergences، oxford، 2009
- ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، مكتبة المعارف بيروت، 1412هـ - 1991م
- بيار بورديو، الهيمنة الذكورية، ترجمة/ سليمان قعراني، المنظمة العربية للترجمة، توزيع: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2009
- حسين السماهيجي، وآخرون/ مؤلفون عرب، عبد الله الغذامىّ والممارسة النقدّية/ دراسات نقد، المؤسسة العربية للأبحاث والنشر، ط1، 2003
- رفاعة رافع الطهطاوي، المرشد الأمين للبنات والبنين، تقديم/ عماد أبو غازي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، دار المعارف، القاهرة، 2018
- سنن النسائي، نسخة إلكترونية، على موقعhttp://www.al-islam.com، كتاب آداب القُضاة، "النهي عن استخدام النساء في الحكم".
- عارف حسونة، الطعون الواردة على حجية حديث أبي بكرة في منع تولية المرأة رئاسة الدولة، مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية) المجلد 32 (5)، 2018
- عائشة بلعربي، المرأة والسلطة، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، الدار البيضاء، 1990
- فاطمة المرنيسي، أحلام النساء الحريم "حكايات طفولية في الحريم"، ترجمه: ميساء سرّى، ط1، 1997، الناشر، ورد للطباعة دمشق.
- .................، الحريم السياسي، النبي والنساء، ترجمة: عبد الهادي عباس، دار الحصاد، دمشق.
- .................، الخوف من الحداثة الإسلام والديمقراطية، ترجمة محمد الدبيات، دار الجندي، سورية، دمشق، ط1، 1994
- ...............، السلطانات المنسيات نساء رئيسات دولة في الإسلام، ترجمة جميل معلي، عبد الهادي عباس، دار الحصاد.
- ...............، السلطانات المنسيات، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، المركز الثقافي العربي، ط1، 2000
- ................، ما وراء الحجاب، ترجمة أحمد صالح، ط 1، 1997، دار حوران للطباعة، سورية.
- .................، ما وراء الحريم الجنس كهندسة اجتماعية، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، المركز الثقافي العربي، ط4، 2005
- .............، نساء على أجنحة الحلم، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، المركز الثقافي العربي، ط1، 1998
- ...............، هل أنتم محصنون ضد الحريم؟، ترجمة: نهلة بيضون، المركز الثقافي العربي.
- محمد عمارة، "قاسم أمين، الأعمال الكاملة" ط2، دار الشروق، 1409هـ - 1989
- ناجية الوريمي، زعامة المرأة في الإسلام المبكّر، بين الخطاب العالِم والخطاب الشعبيّ، دار الجنوب، 2016
([1]) محمد عمارة، "قاسم أمين، الأعمال الكاملة" ط2، دار الشروق، 1409هـ / 1989م، ص44
([2]) Fatima Mernissi, Beyond the Veil, Male–Female Dynamics in Muslim Society, Schenk man Publishing Company, Inc., Cambridge, Massachusetts, in 1975, p.19,20
(*) (1940- 2015) في أحد أحاريم مدينة فاس، وهى من أشهر المدن التاريخية الأثرية في المغرب تقع في منطقة الريف, واستنادا لما كتبه في كتابها "أحلام النساء الحريم" درست العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس, وبعد ما حصلت على شهادتها الجامعية سَعت لمواصلة دراستها فارتحلت إلى باريس, وقرّرت دراسة علم الاجتماع في السوربون, ثم غادرت إلى الولايات المتحدة والتحقت بجامعة برانديزBrandeis University ونالت منها درجة الدكتوراه في علم الاجتماع عام 1973, مع حصولها على الدكتوراه عادت إلى المغرب وعملت أستاذًا بجامعة الملك محمد الخامس وخلال فترة وجيزة أثبتت كفاءة, وحققت كتاباتها شهرة وتُرجمت إلى عدة لغات. وقد نالت عدداً من الجوائز الدولية تقديراً لمكانتها العلمية. وقد تم إنشاء بعد رحيلها بعض من الكراسي العلمية، اعترافا بجهودها.
([3]) فاطمة المرنيسي، الحريم السياسي، النبي والنساء، دمشق، ترجمة: عبد الهادي عباس، دار الحصاد، ص 36
([4]) حسين السماهيجي، وآخرون/ مؤلفون عرب، عبد الله الغذامىّ والممارسة النقدّية/ دراسات نقد، المؤسسة العربية للأبحاث والنشر، ط1، 2003، ص75
([5]) فاطمة المرنيسي، الحريم السياسي، مرجع سابق، ص21
(*) (الملكة أروي، السلطانة راضية، شجرة الدر، توركان خاتون. إلخ) بعضهن تَلَقّيْنَ السلطة إرثاً، وأخريات أقدمن على قتل الورثة للاستيلاء على السلطة. وكثيرات من تولين القيادة بأنفسهن، وكانت لكل منهن طريقتها الخاصة في سياسة الشعب وتحقيق العدالة وإدارة الضرائب. انظر إلى: فاطمة المرنيسي، السلطانات المنسيات نساء رئيسات دولة في الإسلام، ترجمة جميل معلي، عبد الهادي عباس، دار الحصاد. ص15
([7]) فاطمة المرنيسي، الحريم السياسي، مرجع سابق، ص 35
([8]) فاطمة المرنيسي، السلطانات المنسيات، مرجع سبق ذكره، ص 16، 45
([9]) فاطمة المرنيسي، هل أنتم محصنون ضد الحريم؟، ترجمة/ نهلة بيضون، المركز الثقافي العربي، 2000م، ص206
(*) فقد شهد بفضلها وأثنى عليها حين قال: رسول الله (ﷺ) للسيدة عائشة "ما أبدلني الله خيراً منها آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء" أنظر إلى: القرطبي، الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، 357/3347
([10]) فاطمة المرنيسي، الحريم السياسي، مرجع سبق ذكره، ص127
([11]) المرجع السابق، ص 222، 232
([12]) المرجع السابق، ص 129، 130
(*) أسباب موقعة الجمل: قد خرجت السيدة عائشة من المدينة وكان عثمان محصوراً؛ وذلك قبل مقتله بعشرين يوماً، فلما قضت عمرتها أقامت في مكة قليلاً ثم عادت مرة أخرى إلى المدينة وفي طريقها إلى العودة لقيها رجل من بني الليث فأخبرها بمقتل عثمان بن عفان وبيعة علي، فانصرفت راجعة إلى مكة مرة أخرى، قائلة: (قتل عثمان والله ظلماً وأطلبن بدمه) وبذلك فقد بدأ مخاض موقف عائشة من الأمر. وفي تلك الأثناء توجه كل من طلحة والزبير إلى مكة ولحقا بالسيدة عائشة، فكانا طلحة والزبير حانقين على قتلة عثمان لا يرون شيئاً سوى القصاص منهم وكذلك عائشة، لذا تلاقت وجهتا النظر، فقالا للسيدة عائشة: (إن أطعتِنا طلبنا بدم عثمان، قالت: وممن تطلبون دمه؟ قالا: إنهم قوم معروفون وإنهم قوم معروفون وإنهم بطانة علي، فتحمست السيدة عائشة لهذه الفكرة التي كان الهدف منها ليس سوى مجرد القصاص من قتلة عثمان، فقالت للناس (إن الغوغاء من أهل الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا على هذا الرجل المقتول ظلماً ونقموا عليه)، واستجاب الكثير من الناس لدعوة السيدة عائشة وتشيعوا لموقفها. انظر إلى، محمد فياض: نشأة التشيع، وإشكالية خلافة الرسول ﷺ حتى مقتل الحسين (رضي الله عنه)، ط1، دار العالم العربي، القاهرة، 2019، ص 128، 129
([13]) فاطمة المرنيسي، الحريم السياسي، مرجع سبق ذكره، ص ص 15، 16
([14])ناجية الوريمّي، زعامة المرأة في الإسلام المبكّر، بين الخطاب العالِم والخطاب الشعبيّ، دار الجنوب، 2016، ص ص62، 63
([15]) سنن النسائي، نسخة إلكترونية، على موقع http://www.al-islam.com، كتاب آداب القُضاة، "النهي عن استخدام النساء في الحكم".
([16](فاطمة المرنيسي، الحريم السياسي، مرجع سابق، ص14
([19]) المرجع السابق، ص 77، 78
(*) لأنه "كما عند الطبري وابن كثير وغيرهما أنَّ أبا بكرة قذف المغيرة بن شعبة بالزنى، فلم تتم الشهادة، ولذلك جلد عمر بن الخطاب أبا بكرة ثمانين جلدة حدَّ القذف (الشهادة الكاذبة)". انظر إلى: فلطمة المرنيسي، الحريم السياسي، ص68
(*) قد أرسل النبي ﷺ مع عبد الله بن حذافة ـ رضي الله عنه، وكان فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله ﷺ إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فعليك إثم المجوس)، ولما قُرئ على كسرى الكتاب مزقه، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: (أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، مزقه قبل أن يقرأه). وقد وقع ما دعا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد استولى على عرش كسرى ابنه قباذ الملقب بـشيرويه، وقُتِل كسرى ذليلاً مهاناً، وتمزق ملكه بعد وفاته وأصبح لعبة في أيدي أبناء الأسرة الحاكمة، فلم يعش شيرويه إلا ستة أشهر، وتوالى على عرشه في مدة أربع سنوات عشرة ملوك، وهكذا تحقق دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم. وروى الحافظ البيهقي من حديث حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة أن رجلا من أهل فارس أتى رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «إن ربي قد قتل الليلة ربك» يعني كسرى. قال: وقيل له - يعني النبي ﷺ -: إنه قد استخلف ابنته فقال: «لا يفلح قوم تملكهم امرأة». قال البيهقي: وروى في حديث دحية بن خليفة الكلبي أنه لما رجع من عند قيصر، وجد عند رسول الله ﷺ رسل كسرى، وذلك أن كسرى بعث يتوعد صاحب صنعاء ويقول له: إلا تكفيني أمر رجل قد ظهر بأرضك يدعوني إلى دينه، لتكفينه أو لا فعلن بك. انظر إلى، ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، مكتبة المعارف بيروت، 1412هـ - 1991م، ص270: 272
([20](هبه رؤوف عزت، المرأة والعمل السياسي: رؤية إسلامية، واشنطن: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1995، ص247
([21]) أنظر إلى: نساء في السياسة، 60 عاماً على تولي أول امرأة رئاسة حكومة في العالم، باريس: (الشرق الأوسط أونلاين) بتاريخ: 9 يوليو 2020. https://aawsat.com/home/article/
([22]) عارف حسونة، الطعون الواردة على حجية حديث أبي بكرة في منع تولية المرأة رئاسة الدولة، مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية) المجلد32 (5)، 2018م، ص917، 919
((* (سورة النمل – 23)
([23]) فاطمة المرنيسي، السلطانات منسيات، ترجمة جميل معلي، ص 78
(([24] فاطمة المرنيسي، السلطانات المنسيات، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، المركز الثقافي العربي، ط1، 2000م ص39
(([25] فاطمة المرنيسي، الخوف من الحداثة الإسلام والديمقراطية، ترجمة محمد الدبيات، دار الجندي، سورية، دمشق، ط1، 1994، ص189
([26]) Fatima Mernissi, Scheherazade Goes West, Different Cultures, Different Harems, Washington Square Press, Avenue of the Americas, New York, 2001, p.20, 21