الفيلسوف اليوناني بروديكوس: الدين واللغة
فئة : أبحاث محكمة
ملخص:
ربما كان الفيلسوف السوفسطائي بروديكوس (Prodicus) هو أولَ مَنْ استخدمَ منهجَ التحليلِ اللغوي، في دراسة مسائل الدين والميتافيزيقا وعلاقتها باللغة؛ ومن ثم فتح الآفاق الواسعة لكل مَنْ يريد فحصَ علاقة الدين باللغة، من خلال نظرة لغوية خالصة؛ فحاول - عن طريق اللغة وحدها - أن يحلَ أعتى المعضلاتِ الفكريةِ والدينية: خداعُ اللغةِ هو أصل نشأة الإيمان بالآلهة القديمة.
انطلق بروديكوس من فكرة اتخذها أساساً لكل فلسفته، وقد تصلح لتفسير كل ما وصلنا عنه من شذراتٍ قليلةٍ، هذه الفكرة هي: تحليل الأسماء والألفاظ تحليلاً لُغويًا خالصًا، حيث أجاب عن التساؤل المطروح في القرن الخامس قبل الميلاد: ما أصل نشأة فكرة الألوهية عند البشر؟ بأن مسألة الألوهية برمّتها لا تعدو أن تكون مجرد قوالب لُغوية فارغة من المعني، وأن الآلهةَ ما هي إلا مجرد أسماء سماها الناسُ وآباؤهمُ الأولون؛ مجرد خدعة لُغوية من الخدع الكثيرة التي تخدع بها اللغةُ البشرَ على مدار تاريخهم الطويل!
هكذا سلط بروديكوس مجهره وأدواته اللغوية على أسماء الآلهة ليردها إلى أصولها اللغوية الأولى. وهي فلسفة تحليلية لغوية مبكرة جعلت منه الجد الأكبرَ لكل فلاسفة اللغة، ولكل فلاسفة التحليل اللغوي، في العالم الغربي. وسنحاول أن نفحص هذه الفكرة ونطبقها على كل ما وصلنا من آراء لبروديكوس لنرسم، ما أمكن، صورةً لفلسفة بروديكوس يكون رابطها الأساس هذه الفكرة، والتي نرى أنها تمثل حجرَ الزاوية في فلسفته كلها.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا