المفارقة البلاغيَّة: النصّ القرآني ومعضلة التأويل
فئة : أبحاث محكمة
الملخّص:
يعالج هذا البحث إشكالاً مركزيَّاً يتعلق بالإرباكات التي يثيرها النصُّ القرآني على مستوى الفهم والتأويل. وننطلق، في معالجة هذا الإشكال، من فرض منهجي أساس مؤدّاه أنَّ فهم نصوص الوحي بصفة عامة والمتشابه منها على نحو أخص ضرورة تأويليَّة لا محيد عنها، حيث يتعلق الأمر، على الحقيقة، بمعانٍ تأويليَّة ليست قطعاً هي المعنى الوحيد المقصود. إذ يتميز الوضع التواصلي في القرآن بأنَّ المتكلّم مفارق لخطابه بصورة كليَّة، كما أنَّ القرآن يقطع مع سائر التصوُّرات التي ارتبطت بمصدر الوحي في الثقافات السابقة سواء أكانت مسيحيَّة أم يهوديَّة أم صابئيَّة، حيث يصفها القرآن جميعاً بأنَّها محرَّفة وغير صحيحة. وبذلك يكون القرآن قد قطع مع سائر التصوُّرات السائدة في الثقافات السابقة حول مصدر الوحي، مؤسّساً بذلك تاريخه الخاص وثقافته الجديدة التي تبدأ مع النصّ القرآني. وهو ما يجعلنا أمام وضعيَّة متميزة في مجال قراءة النصوص وتحليل الخطابات. إذ ما يفتأ المتكلم في النص القرآني يؤكد بأنَّه منزَّه تماماً عن الشبيه والنظير. إذ (ليس كمثله شيء). ولذلك تركز الاهتمام على فحص النص ذاته وبحث أسباب تأثيره في المتلقّي دون أن يشمل التقصي طبيعة المتلفِّظ بالخطاب، لأنَّ الأمر يتعلق بالخالق عزَّ وجلَّ. وفي ظلّ هذا الوضع لم يتبقَّ أمام المتعاملين مع القرآن سوى النص يلجؤون إليه من أجل استخلاص المقاصد التي تضمنتها الرسالة ودلت عليها أمارات اللغة التي جرى على سمتها في تشكيل مضامينه وأداء مقاصده؛ ويترتب عن ذلك أنَّ فهم القرآن ليس مقصوراً على عصر دون عصر، ولكنَّه مرتبط بالفاعليَّة العقليَّة التي تجعل الناس جميعاً قادرين على التعامل مع النص القرآني حسب قدرتهم المعرفيَّة وكفاءتهم التأويليَّة التي تتيح لهم إدراك معاني القرآن والنفاذ إلى أسرار بلاغته ودلائل إعجازه. وبهذه الطريقة تكون الممارسة التأويليَّة قد بوَّأت الإنسان مكانة رفيعة في التعامل مع النص القرآني، إذ أقرَّت كفاءته في استخلاص المعنى واستنباط دلالة الوحي.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا