اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ واﻟﻤﺸﻜﻞ اللاهوتي اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ
فئة : أبحاث محكمة
اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ واﻟﻤﺸﻜﻞ اللاهوتي اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ[1]
منير الكشو*
ملخص:
يسعى ھﺬا اﻟمقال إلى تمييز المقاربة الليبرالية للمشكل اللاهوتي السياسي عن المقاربة العلمانية له. ويحاول إﺑﺮاز أھﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ، ويبين ﻧﻘﺎط اﻟﺘﻮارد واﻻﻓﺘﺮاق ﺑﯿﻨﮭﺎ، واﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﯿﺪﯾﻦ اﻟﺨﺒﺮي واﻟﻤﻌﯿﺎري؛ ففي جزئه الأول المتعلـﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻟﻟﻌﻼﻗﺔ بين الدين والدولة، يؤكد المقال أنّ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ، ﺑﻤﺎ تعنيه من فصل ﺑﯿنهما، لم تكن اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬي اﺗُّﺒِﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻠﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ. أﻣّﺎ في جزئه الثاني المتعلق بالنظرية المعيارية، فيتطرق المقال إلى اﻷﺳﺲ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﯿﺔ، اﻟﺘﻲ ﺑﻨﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﮭﺎ ﻟﻠﻤﺸﻜﻞ اﻟﻼھﻮﺗﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ باﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﯾﺔ ﺗﺒﺪو الأكثر اتساقاً ونسقية، وھﻲ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﻓﻖ اﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺎھﺎ ﻟﮭﺎ اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف ﺟﻮن روﻟز، وﻣﯿّﺰھﺎ ﻋﻦ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ. فاﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ السياسية لا تنظر إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ بوصفها ﻧﻈرية ﺳﯿﺎﺳية نسقية ﺑﻞ بوصفها منهجاً ﯾﻨﺸﺪ فحسب ﺗﻜﺮﯾﺲ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﯾﺔ وﻣﺴﺎواة ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر واﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﺑﯿﻦ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ على الصعيد السياسي. ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮﻓﺾ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ بوصفها ﻓﻠﺴﻔﺔ ورؤﯾﺔ شاملة وﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﻟﻠﺨﯿﺮ وللمثل الأعلى للحياة والسعادة أﺳﺎﺳﺎً ﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺒﻨﯿﺔ اﻷﺳﺎس ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺮﻓﺾ ھﯿﻤﻨﺔ اﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ المجال العام وﺟﻤﯿﻊ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻟﯿﺒﺮاﻟﻲ ﺗﻌﺪديّ من حيث ﺗﺼﻮرات اﻟﺨﯿﺮ. وﻓﻲ اﻷﺧﯿﺮ، يتطرّق المقال إﻟﻰ اﻟﺴﺆال ﺣﻮل ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺤﺠﺞ اﻟﺪﯾﻨﯿّﺔ في الجدل العام في الديمقراطيات الليبرالية وﻣﺎ ﯾﺜﯿﺮه ﻣﻦ ﺧﻼﻓﺎت اﻟﯿﻮم، ويحاول أن يميز الموقف الليبرالي من هذه المسألة عن مواقف أخرى قد تتداخل معه.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
_______________________________________________________________
[1]- مجلة ألباب العدد13