بيار جوزيف برودون (Pierre-Joseph Proudhon)
فئة : أعلام
ولد الفيلسوف والمفكّر الاشتراكي الفرنسي بيير جوزيف برودونفي مدينة بيزانسون (Besançon)بفرنسا في أسرة فقيرة، انقطع عن الدراسة اضطراراً، وهو في التاسعة عشرة من عمره، واشتغل عاملاً في الطباعة. و أتاحت له هذه المهنة فرصة تثقيف نفسه عبر الإكثار من القراءة، وهو ما مكّنه من دخول عالم الصحافة والكتابة، وتمكّن من إنشاء مطبعة برفقة شريكين له من أصدقائه. واستطاع تجديد العهد مع مقاعد الدراسة بفضل كتاب نشره سنة 1837 بعنوان "دراسة في القواعد العامّة"، فقد قدّمت له أكاديمية بيزانسون منحة خوّلت له استكمال دراسته الجامعية في باريس.
قام مذهبه على فكرة العدالة، وهي عنده "حقيقة كلّيّة تتجلّى في الطبيعة بقانون التوازن، وتتجلّى في المجتمع بقانون أساسه مساواة الأشخاص" (الحاج، 2000، ص 108). وقد حاول تقديم نظام اقتصادي أطلق عليه اسم "النظام التعاوني"، وعلّق آمالاً على تحقيقه، وهو يشترط لقيامه استلامَ العمّال السلطة، فهم الذين توكل إليهم مهمّة إدارة المشاريع والمصارف وسائر المؤسّسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة. وأكّد برودون على قيمة العمل وصلته بالملكيّة التي عدّها سبباً من أسباب الحرّيّة، لكنّه وقفها على العمل، فكلّ ملكيّة أو ثروة لا تكون متأتّية عن طريق العمل تعتبر عند برودون سرقة، مثلما هو الحال في الفائدة على رأس المال. وإلاّ كان ذلك منافياً للعدالة.
وكان لبرودون اتّصال بالأوساط الاشتراكيّة الأوروبيّة جعلته من أبرز قادتها، كما كانت له صلات وثيقة بكارل ماركس، سرعان ما انقلبت إلى عداء عنيف وانتقادات لاذعة. وعُدّ برودون من دعاة "الفوضوية" ومؤسّسيها.
ترك برودون العديد من المؤلّفات، نذكر منها: "ما هي الملكيّة؟" (1840)، "فلسفة البؤس" (1846)، "اعترافات ثوري" (1849)، "الفكرة العامة للثورة في القرن العشرين" (1852)، "العدالة في الثورة وفي الكنيسة" (1857)، وقد تسبّب له هذا الكتاب في عقوبة السجن لمدّة 3 سنوات، اختار البقاء أثناءها في بلجيكا لتجنّبها، "الحرب والسلم" (1861)، "عن المبدإ الاتحادي" (1863)، "القدرة السياسية للطبقة العاملة" (1865).
توفّي برودون سنة 1865 تاركاً العديد من المؤلّفات المخطوطة التي نشر عدد، منها إثر وفاته، مثل: "رسائل وكراسات".
انظر:
-الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون.
-روزنتال، م. يودين، ب. (1987). الموسوعة الفلسفيّة. (سمير كرم، مترجم). (ط.6). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر.
