تزايد العنف في تونس: المظاهر والخلفيّات
فئة : أبحاث عامة
محاور الدراسة:
تقديم
التعريف بالعنف ومظاهره
خلفيات العنف
الخاتمة
ملخص الدراسة:
شهدت تونس تزايداً لافتاً للعنف منذ 14 يناير إلى اليوم. وقد اتخذ ذلك أشكالاً متعدّدة، مثل العنف الماديّ الذي برز من خلال الاعتداء على الفنّانين وعلى الأحزاب السياسية، ووصل العنف إلى أقصاه من خلال السحل والقتل. بدا ذلك من خلال سحل لطفي نقض[1]، وكذلك اغتيال شكري بلعيد[2]، والحاج محمد البراهمي[3]. ولقد مثّلت هذه الاغتيالات صدمة عنيفة للمجتمع المدني والقوى الديمقراطية التي لم تكن تتصوّر أبداً أن يصل الصراع والاختلافالسياسي إلى هذا الوضع الدرامي.
إنّ العنف في المشهد السياسي التونسي لم يقتصر على الجانب المادي، بل شمل أيضاً العديد من المظاهر الأخرى، مثل عنف الخطاب الديني والسياسي، حيث استغلّ البعض المنسوب المرتفع جداً للحريّات الدينية والسياسية وكذلك حرية الكتابة والتعبير لنشر خطاب عنيف أسهم في توفير أرضية ملائمة للعنف والحقد بتونس.
وفي هذا السياق، سنحاول أن نتعرّض لمفهوم العنف ومظاهره، وفي القسم الثاني لأسباب تزايد العنف وخلفياته.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
1ـ لطفي نقض، رئس الاتحاد الجهوي للفلاحين بتطاوين، بعد عودته من فرنسا، انضم لنداء تونس. تمّ سحله من قبل متظاهرين يوم الجمعة 19 أكتوبر 2012 محسوبين على حركة النهضة وحزب المؤتمر وحركة الشعب.
2ـ شكري بلعيد (1964-2012)، مناضل يساري عرف بنضاله ضد الديكتاتورية، سواء في الجامعة أو بعد انضمامه إلى سلك المحاماة .وبعد 14جانفي أسس حركة الوطنيين الديمقراطيين، وكان عضواً في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. وقد كان شكري بلعيد بعد 23 أكتوبر 2011 معروفاً بمواقفه النقدية والمتصلبة ضد الحكومة الجديدة. وخصوصاً حركة النهضة، مما جعله يتعرض لحملة منظمة من قبل أئمة المساجد الموالين لحركة النهضة؛ حيث وصل الأمر بالبعض في ولاية قابس إلى حد توزيع المشروبات بعد اغتياله في 6 فيفري 2011 .
3ـ الحاج محمد البراهمي (1955-2013) ولد في 15 ماي 1955بمنطقة الحشانة بولية سيدي بوزيد. وحصل على الإجازة في المحاسبة بتونس سنة 1982بالمعهد الأعلى للتصرف. وعمل مدرساً بمنزل بورقيبة، ثم بالوكالة العقارية للسكنى، ثم هاجر إلى السعودية، حيث عمل عدة سنوات وقام أيضاً بأداء مناسك الحج. تمّ انتخابه في أكتوبر 2011 نائباً بالمجلس التأسيسي ضمن قائمة حركة الشعب ذات التوجهات القومية الناصرية، حيث كان أمينها العام. وعرف بمواقفه المناهضة لحركة النهضة ولحركة الإخوان المسلمين بصفة عامة. وهذا ما جعله يستقيل من حركة الشعب المعروفة بقرب الكثير من قياداتها من حزب النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية. وهذا ما جعل الحاج البراهمي يؤسس في 7 جولية 2013؛ أي قبل اغتياله بحوالي أسبوعين التيار الشعبي القومي الذي أعلن انضمامه إلى الجبهة الشعبية، مما دعم قوى المعارضة اليسارية. وزاد في عزلة حركة النهضة. وقد تم اغتياله يوم 25 جويلية بحي الغزالة بتونس العاصمة مما مثل ضربة جديدة للانتقال الديمقراطي وعمق الأزمة السياسية بتونس.