تطويع السياسة للإيمان: فرقة "الحشّاشين" أنموذجا
فئة : أبحاث محكمة
ملخص الدراسة:
...إنّ البحث في تغيّر مفهوم الإيمان وتطوّره وتبدّله وفق حاجيات سياسيّة، والنظر في توظيفه في صراعات السياسة وإكراهاتها في أحايين كثيرة هو بحث سوسيولوجيّ جادٌّ حول هذا المفهوم. لذلك لا عجب أن يعتبر باحث علم الاجتماع الفرنسيّ إميل دوركهايم (Emile Durkheim) أنّ الدين والإيمان[1]، مثل غيرهما من المفاهيم الملتصقة بواقع الناس، لا يمكن فصلهما عن الواقع الاجتماعي لا سيّما أنّهما فعلان اجتماعيّان مُرتبطان بعقائد الناس وبجملة الضوابط والنواميس التي ينبغي الالتزام بها، والعمل على تطبيقها، والذود عنها والوفاء لها، ما استطاع المؤمن إلى ذلك سبيلا. فالإيمان بدين من الأديان والالتزام به يتحوّل عمليّا إلى جملة من العقائد والأوامر والنواهي التي تحدّد بدقّة سمات المُلتزمين، وفئاتهم وحتىّ هويّاتهم الاجتماعيّة.[2]
إنّ أهمّ الأدلّة التي تكشف لنا البعد السوسيولوجيّ لمفهوم الإيمان ذاك الاتّصال الوثيق بالممارسات العقديّة للناس. وهي مُمارسات تُبنى أساسا على قاعدة الإكراه، باعتبار إلزامها المُؤمن بجملة من الضوابط والقوانين وفرْضها عليه أفعالا جوهرُها الخضوع والطاعة والوفاء.
وهذا الارتباط بواقع الناس يدفعنا إلى التفكير في عدم ثبات مفهوم الإيمان على حال واحدة، وتحوّله وفق تحوّل الأوضاع التاريخيّة والاجتماعيّة لهؤلاء الناس، وتبدّل مقولاتهم الفكريّة والسياسيّة التي تحكم عالمهم ...
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- من أشهر الباحثين الذين تأثّروا بمقولات دوركهايم عن الأفعال الاجتماعيّة عالم الاجتماع الأمريكيّ بيتر لودفيق برجر (Peter Ludwig Berger) الذي يقول إنّ "التمييز بين الدين والإيمان لا معنى له في علم الاجتماع". انظر كتابه:
Peter Berger, the sacred canopy: elements of a sociological theory of religion, Garden city, (NY), Doubleday, 1967, p 18
[2]- Durkheim, Émile. Les formes élémentaires de la vie religieuse, CHAPITRE V: Origines de ces croyances I. - Examen critique des théories, Presses Universitaires de France, 5 ème édition, 2003, p 327