ثلاثة أبعاد لفلسفة الإسلام السياسيّة الصاعدة
فئة : ترجمات
ثلاثة أبعاد لفلسفة الإسلام السياسيّة الصاعدة([1])
تعريب: عبد المجيد يوسف([2])
ملخص:
يبذل المنظّرون السّياسيّون المسلمون التقدّميّون جهداً عسيراً لإيجاد مخرج من ضيق الآراء الفقهيّة والنظريّات السّياسيّة المتشدّدة التي يتبنّاها الإسلام السّياسيّ، والقائلة بمبدأ "الشريعة لا تغيير فيها" وبمبدأ الحاكميّة، ممّا يناقض مبدأ إرادة الشّعب -الشّرط المركزيّ لإرساء ديمقراطيّة حقيقيّة- والشّرط الأساسيّ أيضاً للانخراط في الحداثة السّياسيّة.
وربّما لم تكن هذه المحاولات جديدة، ولعلّها مواصلة لجهود التّحديث السّياسيّ ذي الطابع الإصلاحيّ الذي لمسناه لدى من يمكن تسميتهم بفلاسفة التّنوير الإسلاميّ في القرن التّاسع عشر مثل الكواكبي، والطهطاوي، وابن أبي الضّياف وخير الدّين التّونسيّين.
بيد أنّ الرّهان اليوم، أصبح أشدّ عسراً؛ لأنّ الأمر لا يُكتفى فيه بمقاومة الاستبداد وتحقيق العدل بأيّة طريقة كانت (وهو مطلب فلاسفة التّنوير المسلمين)، ولكنّه متعلّق بنقل السّيادة من الحاكم المطلق، ومن سلطة الفقيه إلى سلطة الشّعب عن طريق الاقتراع. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإنّ التّعدّد في نماذج الحكم الإسلاميّ بين التّجربة الإيرانيّة المازجة مزجاً عجيباً بين ولاية الفقيه ومظاهر الدّيمقراطيّة من أحزاب سياسيّة نشطة وانتخابات حرّة وحياة برلمانيّة، والتّجربة التّركية التي يتنامى فيها المدّ الإسلاموي في ظلّ ملامح من علمانيّة في طريقها إلى الانقراض، والتّجربة الباكستانيّة... كلّ هذا يضلّل الطريق أمام نظريّة سياسيّة إسلاميّة، ويعسّر التّقييم لهذه التّجارب مع تصلّب الفقهاء وتمترسهم وراء مبدأيْ علويّة الشّريعة والحاكميّة شرطاً أساسيّاً ينطلق منه كلّ تفكير في دمقرطة الحياة السياسيّة.
ونظراً لما ظلّ قائماً من هيمنة الشّعور الدّينيّ لدى العامّة، ورسوخ المقولات الدّينيّة وتمكّنها من الفكر، فإنّه ليس من الهيّن إرساء سلطان العقل الفلسفيّ المُتسائل النّاقد والمؤاخاة بينه وبين العقل النّقليّ حتى لدى مفكّرين مشهود لهم بالتّميّز، حيث يقارب بعضهم المسألة فلسفيّاً، وينتهي بها فقهيّاً... فتصبح العمليّة شبيهة بالخيمياء السّياسيّة التي لا تفضي إلى شيء. مثل هذه المسائل الشائكة يخوض فيها المقال الذي نحن بصدده.
وقد حاولنا في هذه التّرجمة، أن نعرّف ببعض المفكّرين ممّن اهتدينا إلى سيرهم، وأهملنا سير من عرف منهم لدى الجميع مثل الفارابي والمودودي وقطب...، وحافظنا على المراجع في لغتها الأصليّة؛ لأنّ ترجمتها تبطل إمكانيّة مراجعتها.
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
[1] هذا المقال ترجمة عربيّة:
M.A. Muqtedar Khan, three dimensions of the emerging political philosophy of Islam, in Chahram Akbar zadeh (edited by), Routledge handbook of political Islam, 2012, p27-35
[2] باحث تونسي، أستاذ اللغة والآداب العربيّة، له العديد من المؤلفات المهتمّة بظاهرة التناص.
