جدلية الدين والدولة في الفضاء العمومي التونسي: قراءة تحليلية لأحداث جامع سيدي اللخمي بمدينة صفاقس (2015م)
فئة : أبحاث محكمة
جدلية الدين والدولة في الفضاء العمومي التونسي
قراءة تحليلية لأحداث جامع سيدي اللخمي بمدينة صفاقس (2015م)([1])
ملخص:
لا يمكن أن نستبعد، في تناولنا مسألة الدّين والدولة في الفضاء العمومي التّونسي، تلك المرحلة التاريخية التي غُيبت فيها المؤسّسة الدّينية من الفعل فيه، فظهرت بعد أحداث الحركة الثّورية في كانون الثاني/جانفي 2011م، بخطاب مضطرب ضعف أمام فصاحة الخطاب السّلفي الجهادي الذي قدّم البدائل الرّوحية والرّمزية لمجموع الفاعلين المهشمين اجتماعياً واقتصادياً، وتمكّن من أن يستغل هشاشة ثقافتهم الدّينية، وأن يصنع منهم فاعلين يتوقون لممارسة العنف بدعوى الجهاد.
وأمام انهيار منظومة الرّقابة على المساجد، التي كان يحكم بها نظام بن علي، تمكّن الخطاب الدّيني الجديد من أن يتموقع ويفتكّ الفضاء -مثلما حدث في جامع اللخمي في مدينة صفاقس- ويضرب حضور الدولة الرّمزي داخل المساجد. وتبدأ مرحلة من الصراعات التي تبدو في ظاهرها صراعات دينية، ولكنها ليست كذلك في جوهرها، حيث تمّ تعريف الصراعات السياسيَّة على أنها دينيَّة...على رأي هابرماس.
في هذا السياق، تندرج دراستنا التي نعدّها إحدى محاولات فهم الظّاهرة الدّينية في المجتمع التونسي وعلاقتها بالفضاء العمومي في محيط اجتماعي يعيش ويتفاعل فيه مختلف المشاركين في الحياة الاجتماعية، لذلك سنولي تلك الميكنزمات، التي تربط تفاعلات الأفراد في ما بينهم وتعبر عن ذاتيتهم، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى حدّ التّناقض والتّوتر، ولكنها تشترك في بنائها لمختلف التّصورات والمواقف، اهتماماً.
ولقد اعتمدنا في تحليلنا على المنهج الكيفي، مستأنسين بالملاحظة بالمشاركة التي ساعدتنا في رصد أنماط الفعل الموجّه بين أطراف الصراع وعلى تقنية المقابلة التي أسهمت في تفكيك خصوصيات الإطار التضامني الذي تشكّل داخل حقل الصراع، والذي أدارته مجموعة مركّبة من الأئمة الجدد، معتمدين على وسائل جديدة في بثّ الخطاب الدعوي.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1] نشر هذا البحث في الكتاب الإلكتروني "التعصب والتطرف والعنف، مقاربات في المجتمع والدولة والدين"، إشراف منير السعيداني، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2019