جمال الدين الأفغاني والإيكولوجيا العميقة هل يمكن وصف (الشيخ) بأنّه إيكولوجي عميق؟!
فئة : أبحاث محكمة
ملخّص:
تبدو المقابلة بين أفكار جمال الدين الأفغاني وتيار الإيكولوجيا العميقة مقابلة غريبة إلى حدّ ما؛ فالأفغاني معروف بنزعته الدينية ومشروعه الإسلامي الثوري، أمّا الإيكولوجيا العميقة فتميل، كتيّار فلسفي بيئي، إلى الوقوف على الطرف المقابل للتوجّهات الدينية بشكل عام؛ فهي ترفض مركزية الإنسان كما ترسّخها الأديان، وترى أنّ الكائن البشري ما هو إلاّ جزء في كلّ متناغم؛ فالإيكولوجيا العميقة تؤمن بالمركزية الحيوية التي تضع الطبيعة في قلب مركز القيمة، وتساوي بين كلّ أشكال الحياة، أمّا الأديان فتضع الإنسان في مركز الحياة والقيمة، وتصوّر الطبيعة بوصفها عقابًا للبشر نتيجة للخطيئة في حالة البرارة الأولى؛ فالطبيعة في الأديان هي مرحلة مؤقّتة، وسجن للحياة الروحيّة يجب التحرّر منه.
ووفقًا للنسق الفكري العامّ لجمال الدين الأفغاني، والروح الدينية المسيطرة على مشروعه الإصلاحي؛ تكون المقابلة بينه وبين الإيكولوجيا الضحلة أيسر بكثير من مقابلته بالإيكولوجيا العميقة، ولكن الصفحات القليلة التي صاغ فيها الأفغاني مقالًا بعنوان "المخاطبة بين الإنسان والهرّة"، والآراء التي ذهب إليها، تجعل البحث في تلك المقابلة بحثًا مشروعًا، خاصة وأنّه يرى أن المركزية البشرية المزعومة ليس لها ما يبرّرها، وأنّ منجزات البشر؛ من نظم قانونية وسياسية، وأنساق اجتماعية، بل حتى ونزول الشرائع الدينية بين البشر، لم تكن إلاّ لفساد الطبيعة البشرية، وأخلاقها الدنيئة، وأنّ الحيوانات ليست في حاجة لتلك النظم من الأساس؛ فهي تتمتّع بالشرف والكرامة عكس كثير من بني البشر.
ويعدّ محض طرح التساؤل عن المقابلة بين الأفغاني والإيكولوجيا العميقة مجرّد محاولة لفكّ شيفرة مركزية الغرب في الدراسات البيئية، وهو أيضًا، محاولة لاستكشاف تراثنا القريب، والذهاب لما هو أبعد من فكرة الدفاع عن الدين بالربط بينه وبين البيئة، فضلاً عن أنّه يفتح أشكالًا من القراءة لمشروع الأفغاني تتجاوز القراءة السياسيّة المسيطرة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا