حوار مع الدكتور حسام الدين درويش: الفلسفة في الحياة اليومية


فئة :  حوارات

حوار مع الدكتور حسام الدين درويش: الفلسفة في الحياة اليومية

حوار مع الدكتور حسام الدين درويش:

الفلسفة في الحياة اليومية

"الفلسفة انفتاح دائم على الاختلاف وإقرار مبدئيّ كامل بالتعددية، من حيث الوجود المشروعية"

صدر للكاتب السوري الدكتور حسام الدين درويش كتاب جديد عنونه بـ: "منمنماتٌ فكرية وحوارية: في الفلسفة والحياة اليومية والقضية الفلسطينية"، وهو كتاب شمل بين دفتيه حوالي 428 صفحة، وصدر عن مؤسسة ميسلون للثقافة والترجمة والنشر خلال هذا العام 2024.

حرص د. حسام الدين درويش أن يقدم في هذا الكتاب رؤى توزعت بين اليومي وتحدياته في أسلوب حواري بين من خلاله شغفه بالفلسفة وأثرها في حياته اليومية، ومناقشة الراهن والمعيش، بما في ذلك ملامسته للقضية الفلسطينية.

عبد السلام شرماط: الدكتور حسام، أهنئك على إصدارك الجديد، وأتمنى لك مزيدا من التوفيق. جاء كتابك موسوما بمنمنمات فكرية وحوارية، والمنمنمة تعني الرسم الدقيق والمفصَّل لصورة أو رسم أو حرف زينيّ على مخطوطة مزخرفة، وقد اشتهرت بها المخطوطات في الثقافات البيزنطية والفارسية والإسلامية وغيرها. ما علاقة المنمنمة بالملامح الفلسفية الرئيسة في هذا الكتاب؟

حسام الدين درويش: تتألف نصوص كتابي الأخير من مقالاتٍ أو مقاطع أقصر من النصوص الفلسفية التقليدية، وأطول من أن تكون شذراتٍ (فلسفيةً) على الطريقة النيتشوية. وحتى الحوارات الطويلة التي يتضمنها الكتاب تنقسم إلى أجزاءٍ ومقاطع لا يتجاوز طول أكبرها بضع صفحاتٍ. ولهذا السبب، أسميت تلك النصوص الأجزاء منمنماتٍ، لتمييزها عن الشذرات والنصوص الطويلة، ورأيت ضرورة إضافة الصفة "فكرية" لتمييزها عن المنمنمات الفنية التقليدية. وكما هو حال المنمنمات الفنية التي تسعى إلى التمثيل المكثف والمصغر لفكرةٍ أو نصٍّ ما، تسعى هذه المنمنمات الفكرية إلى تقديم صورةٍ فكريةٍ مكثفةٍ ومصغرةٍ لما كان ويمكن أن يكون أفكارًا ونصوصًا طويلةً.

(كان) اللقاء بين الفلسفة والمنمنمات النصية فرصة لتكثيف الأفكار (الفلسفية)، وتبسيطها، في الوقت نفسه. فالحجم الصغير للنصوص يمنع أيّ إسهابٍ، ولا يسمح (كثيرًا) بالاستطراد أو الشروحات المطولة والمناقشات المفاهيمية المفصلة. وتسمح المنمنمات بحجمها الصغير ومضمونها المبسَّط بإظهار إمكانية اتسام الفلسفة بالمرونة وقابلية الوصول، من حيث المبدأ والفعل، إلى كل القادرات والقادرين على القراءة والمهتمات والمهتمين بالفكر والثقافة، بغض النظر عن تحصيلهم المعرفي السابق.

عبد السلام شرماط: حاولت إظهار كيفية انخراط الفكر، وخاصة الفلسفة، في مناقشة القضايا الراهنة والمباشرة دون فقدان شموليته. وفي كتابك وردت نصوص قصيرة تناولت مواضيع فلسفية وحياتية، كيف يرتبط الفكر بالحياة اليومية في كتاب حسام الدين درويش؟ وكيف تلعب الفلسفة دورًا حيويًّا في تحسين حياة الناس اليومية من خلال تعزيز التفكير النقدي والقدرة على فهم المعاني العميقة للأشياء؟

حسام الدين درويش: تتناول كل منمنمةٍ من منمنمات الكتاب فكرةً أو أفكارًا (فلسفيةً) قليلةً مع ربطها أو إطهار ارتباطها على أن تكون مرتبطةً بخبرةٍ أو أكثر من حياتنا اليومية عمومًا، ومن خبراتنا الحية والراهنة خصوصًا. وبعيدًا عن الفكرة، المزعومة أو المحقة، القائلة بعاجية برج الفلسفة وبابتعادها عن هموم "الناس العاديين"، (كانت) المنمنمات تتبنى رؤية مضادة وتحاجج، صراحةً حينًا، وضمنًا أحيانًا، أن التجريد الذي يتطلبه الخطاب الفلسفي يمكن أن يتساوق ويتقاطع ويتكامل مع التعيين والتحديد والتخصيص الذي يتطلبه الخطاب الذي تناول المتعين والمحدد والجزئي. وفي ذلك استعادة جزئية ومعدَّلة للجدل الأفلاطوني الصاعد والهابط، وصعود بالعمق إلى السطح وإظهار عمق السطح وارتباطه العضوي بالعمق. ويتضمن ذلك تذكيرًا بالرؤية الأرسطية بأن الجوهر الأساسي والأهم أو الجوهر الأول هو الجوهر الجزئي أو الجوهر المتعين وليس الجوهر المجرد أو العام، فسقراط هو الجوهر الأول والإنسان هو "مجرد" مفهوم أو مفهوم مجرد.

الفلسفة في الكتاب ليست موضوعًا فقط، ولا صيغة رؤيةٍ ومقاربةٍ فحسب، ولا مجرد تنظيرٍ انطلاقًا من الفلسفة أو الفلسفات السابقة، بل هي كل ذلك معًا، ومحاولةٌ لأن تكون أكثر من ذلك أيضًا. وقد أشرت في مقدمة الكتاب إلى أن الفلسفة لا تحضر، في نصوص الكتاب، إلا "لتغيب، ولتكون وسيلةً لتحقيق غايةٍ أهم. وفي مثل هذه السياقات، "تنجح" الفلسفة، مثل فن التمثيل عندما لا تثير الضوضاء، ولا تلفت الانتباه إلى كونها فلسفة. فالممثل (للفلسفة) يكون أو يبقى ممثلًا بائسًا، عندما يستمر في تذكير الناس، بقصدٍ أو من دونه، أو عندما يظل الناس يتذكرون، في أثناء التمثيل، أنه ممثلٌ". وحضور الغياب أو التغييب أو الحضور عبر الغياب والتغييب لا يقل أهميةً او حتى حضورًا عن "الحضور المحض" أو الحضور المباشر. وهو، في كثيرٍ من السياقات، الحضور الأهم، ومنها سياق تناول مسائل حياتية أو فلسفيةٍ بطريقةٍ فلسفيةٍ تبسيطيةٍ تحاول الحفاظ على فلسفية الفلسفة، من دون أن يكون الثمن نخبويتها؛ بمعنى انحسار تداولها في المجال العام، وانحصاره في ثلةٍ من المتخصصين فيها.

وانطلاقًا مما سبق، لم تنبع الرغبة في حضور الفلسفة عبر الغياب والتغييب والعمل على تنفيذ تلك الرغبة، من خوف من السمعة الفلسفة للسيئة في بعض الأوساط، أو من نفورٍ من الفلسفة بحد ذاتها، بل إن تلك الرغبة وذلك العمل ينطلقان من أن التفلسف، مهما عظم وجلَّ شأنه، ليس إلا وسيلةً لغايةٍ أهم منه. وفي كل الأحوال، هذا هو تفضيلي الشخصي للفلسفة. وهذا التفضيل ليس (مجرد) نتاج مزاجٍ خاصٍّ ولا ذائقة فردية، بل إنه يزعم الاستناد إلى رؤيةٍ نظريةٍ وتوجهاتٍ عملية، ويستند إلى رؤيةٍ فلسفيةٍ للفلسفة شائعةٍ بين فلاسفةٍ كثر، وإن كانت ضعيفة الحضور أو القيمة في النتاج الفلسفي العربي، حيث يُفرط في ملأكة الفلسفة كرد فعلٍ "ساذجٍ" على انتشار عمليات شيطنتها.

لا تتمتع الفلسفة بسمعة تقديم الفائدة المباشرة والمحسوسة. فالفلسفة تنزع إلى أشكلة البديهيات، أكثر من سعيها إلى حل المشاكل. لكن الفلسفة بوصفها انفتاحًا دائمًا على الاختلاف وإقرارًا مبدئيًّا كاملًا بالتعددية، من حيث الوجود والمشروعية، و(إعادة) تفكيرٍ جذريٍّ ونقديٍّ ومفارق للآراء المتكلسة والمتجمدة التي يُفكَّر بها أكثر مما يفكر فيها، يمكن أن يتضمن حضورها الكثير من المعارف والقيم التي يحتاج إليها البشر، من المنظور الأخلاقي والمعرفي والسياسي والاجتماعي أيضًا.

عبد السلام شرماط: أنت ترى أن القضية الفلسطينية لا تزال قضية الشارع العربي، رغم الخذلان السياسي؛ كيف تناولت القضية الفلسطينية في إصدارك الجديد؟

حسام الدين درويش: على الرغم من أنني حاولت في كتابي تخصيصٍ بابٍ أولٍ للمواضيع المتعلقة ﺑ "الفلسفة والحياة (اليومية)"، وبابٍ ثانٍ للمواضيع المتعلقة ﺑ "الفلسفة والقضية الفلسطينية "، فقد شددت في عددٍ من نصوص الكتاب، وفي المقدمة خصوصًا، على شكلية، بل شكلانية، هذا الفصل لأن القضية الفلسطينية (أصبحت) محايثة أو ملازمة للحياة اليومية لكثيرين، من العرب غير العرب، وليس للفلسطينيين (في فلسطين) فحسب. وقد حاولت تناول القضية من منظورٍ أوسع من التناول الأيديولوجي الضيِّق الذي يناصر طرفًا (سياسيًّا) وينتقد الأطراف الأخرى المختلفة معه والمخالفة له. وكان من الضروري التمييز بين الشعب الفلسطيني والجهات السياسية او غير السياسية التي تدَّعي، بحقٍّ أو من دون حقٍّ، تمثيله واحتكار (تمثيل) القضية. على الرغم من تفهمي لشيوع نقد الآخر، الصهيوني أو الغربي المؤيد للصهيوني، فقد شددت على ضرورة أن يترافق ذلك النقد مع نقدٍ ذاتيٍّ لما وصلت إليه القضية بفعل مواقف وممارسات ليس الآخرين عمومًا أو أعدائها خصوصًا، بل بفعل مواقف وممارسات الفصائل والجهات التي يبدو، ظنًّا أو زعمًا او فعلًا أو وهمًا، أنها تناصرها وتعمل على تحقيق الحقوق التي تتضمنها. وعلى هذا الأساس، رأيت ان حق تقرير المصير للفلسطينيين، لا يعني تحررهم من الاحتلال الإسرائيلي ونتائج هذا الاحتلال فحسب، بل يعني أيضًا، ويقتضي خصوصًا، تحررهم من هيمنة القوى الفلسطينية التي تحرمهم من أبسط حقوقهم السياسية وغير السياسية. وفي هذا الإطار، انتقدت بشدة شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، الذي تبناه كثيرون، صراحةً او ضمنًا، ورأيت أنه، من حيث المبدأ، من حق كل الأصوات أن توجد، ومن الضروري التنوع في الأصوات والأفكار قبل أثناء المعركة، وليس قبلها أو بعدها فقط، وأن كتم الأصوات النقدية او المختلفة، لن يسهم إلى في مزيدٍ من النكسات والنكبات في "المعركة" وخارجها، وفي كل المعارك، التي تخاض تحت مثل هذا الشعار.

حاولت، في الكتاب، تناول القضية الفلسطينية من منظوراتٍ متعددةٍ، بعضها على الأقل غير مألوفٍ وضعيف الحضور باللغة العربية، وأقصد بذلك ما أسميته المنظور الألماني/ الإسرائيلي. وكان هذا المنظور محور نقاشي مع صديقةٍ ألمانيةٍ، حاولت فيه الوصول معها إلى قواسم إنسانيةٍ واخلاقيةٍ مشتركةٍ، تؤسس لموقفٍ سياسيٍّ متقاربٍ. وبغض النظر عن مدى (عدم) نجاحنا في تحلق التفاهم والفهم المتبادل، أعتقد أنه من المهم مناقشة أشد خلافاتنا السياسية بهذه الطريقة الحوارية المنفتحة على الآخر واختلافه، قدر المستطاع. وفي السياق ذاته، يتضمن الكتاب محاولةً لفهم التابوهات الألمانية/ الغربية والتابوهات العربية/ الفلسطينية في خصوص المسألة اليهودية والقضية الفلسطينية، ومناقشةً لإمكانية مناقشتها بعقلانية معرفية ومبدئية أخلاقية ومرونة سياسية. كما يتضمن الكتاب اهتمامًا خاصًّا بمواقف الفلاسفة المعاصرين، الغربيين وغير الغربيين، بعد السابع من أكتوبر وخلال العقود السبعة أيضًا. وتتبنى نصوص الكتاب، في هذا الخصوص، موقفًا نقديًّا صريحًا وواضحًا، من النزعة الاستغرابية التي تتبنى تقسيم الاستشراق العالم إلى مثنوياتٍ أو ثنائياتٍ متناحرةٍ/ مثل شرق وغرب، هم ونحن، إسلام وعلمانية ... إلخ. وبينت، كما فعل صادق جلال العظم سابقًا، أن الاستغراب الذي استحل وجوده في الجسم الفكري العربي، الشعبي والنخبوي، الفكري عمومًا، وحتى الفلسفي أيضًا، ليس سوى استشراقٍ معكوسٍ، وأنه، لهذا السبب ولغيره، يستحق النقد بقدر استحقاق الاستشراق بالمعنى الازدرائي والمبتذل للكلمة، للنقد وربما أكثر.

عبد السلام شرماط: ذكرت أن الفلسفة ليست مجرد تأملات نظرية بعيدة عن الواقع، بل يجب أن تتفاعل مع الحياة اليومية والمشكلات المعاشة. وقد حاولت في كتابك استثمار الخلفية المعرفية الفلسفية لمناقشة مسائل متنوعة تتعلق بالقضية الفلسطينية، مما يعكس التداخل بين الفلسفة والواقع الاجتماعي والسياسي، كيف يرى حسام الدين درويش دور الفكر والفلسفة في مناقشة القضايا المعاصرة؟

حسام الدين درويش: على العكس مما هو شائعٌ لم تكن الفلسفة منفصلة عن الواقع الاجتماعي والسياسي الذي توجد فيه. ويظهر ذلك بوضوحٍ، في نشأة الفلسفة اليونانية عند اليونان. فالسفسطائية كانت حركةً سياسيةً واجتماعيةً، بقدر ما كانت حركةً فلسفيةً، وربما أكثر. ويُظهر إعدام سقراط، والتُهم التي أُعدم على أساسها، أن رؤيته الفلسفية كانت رؤيةً سياسيةً واجتماعيةً بامتيازٍ. أما أرسطو، المعلم الأول، فقد كان أستاذ الاسكندر الأكبر، وكان البعد الفلسفي لفلسفته واضحًا وقويًّا أيضًا. والامر ذاته ينطبق على الفلسفة الوسيطة، العربية الإسلامية، والأوروبية المسيحية. ففي الجانب العربي الإسلامي، نجد أن الفارابي كانت لديه رؤية فلسفية أمكن لليو شتراوس أن يبين أنها لم تكن إلا رؤيةً سياسيةً، أيضًا، لكنها تمارس التقية. وابن سينا كان سياسيًّا ولوحق وسجن بسبب ذلك. أما ابن رشد، فقد كان وثيق الصلة بالسياسة والسياسيين في عصره، ومهتمًّا بالسياسة إلى درجة اضطراره إلى تقديم شرحٍ لجمهورية أفلاطون (الفلسفية/ السياسية)، حين عجز عن العثور على كتاب أرسطو في السياسة.

وبدت صلة الفلسفة بالسياسة قويةً وواضحةً بعد هجمات السابع من أكتوبر، فقد أصدر مئات الفلاسفة بينات كثيرةً وكتبوا عددًا أكبر من النصوص وشاركوا في ندواتٍ وفعالياتٍ كثيرةٍ للتعبير عن مواقفهم من القضية الفلسطينية ورؤيتهم لأسباب الصراع وحيثياته ونتائجه. وكانت موافق أغلبية الأصوات الفلسفية منصفةً جدًّا للقضية الفلسطينية.

لأسبابٍ كثيرةٍ، رأى بعض الفلاسفة آنفًا، ومنهم غادامر أن الفلسفة تموت حين تنخرط في النقاش السياسي أو تستبطنه. في المقابل، يرى كثيرون، وأنا منهم، أن السياسة أو الأيديولوجيا بالمعنى العام غير الازدرائي للكلمة، حاضرةٌ في كل فلسفةٍ، بل في كل معرفةٍ. وقد بينت في كتابٍ سابقٍ لي أن "المعرفة من دون الأيديولوجيا عمياء والأيديولوجيا من دون المعرفة جوفاء". والسؤال الأساسي، في هذا الخصوص، لا يتعلق بحضور أو غياب الأيديولوجيا في المعرفة أو الفلسفة، وإنما يتعلق بطبيعة هذا الحضور أو محاولة تغييبه.

على الرغم من المزاعم القائلة بموت الفلسفة أو بمواتها وبانتفاء الحاجة إليها في العالم العلمي والتقني المعاصر، ما زالت الفلسفة حاضرةً بقوةٍ أكبر مما يريد المزدرين لها وأكبر، مما يظن الكثيرون من المناصرين لها ولحضورها. ولا يقتصر حضورها على كونها مادةً دراسيةً أو قسمًا أكاديميًّا أو فرعًا معرفيًّا تخصصيًّا، بل هي مستمرةٌ في الحضور، في المجال العام، بوصفها رؤيةً إنسانيةً شاملةً، تحاول تجاوز التشظي والتفتت الذي يشهده الواقع المعرفي والعلمي المعاصر. كما أنها حاضرةٌ بوصفها رؤيةً أخلاقيةً او معياريةً لما ينبغي أن يكون، في مواجهة المعارف والعلوم التي تزعم انها مختصة بوصف وتحليل ما هو كائنٌ بالفعل، أو ما يمكن أن يكون في المستقبل، فقط. والفلسفة رؤيةً نقديةٌ لكل هيمنةٍ معرفيةٍ تحاول أن تفرض رؤيتها بوصفها رؤيةً أحاديةً واحدةً لا شريك لها.