روبرت أوين (Robert Owen)
فئة : أعلام
ولد روبرت أوين في 14 مايو 1771، في نيوتاون (Newtown) بمقاطعة ويلز البريطانيّة، من أسرة متواضعة. انقطع عن الدراسة مبكّرا؛ فقد بدأ حياته العمليّة، وهو في التاسعة من عمره صانعا في دكان بقالة، ثمّ انتقل إلى لندن ليشتغل عند تاجر خردوات، وهو لم يتخطّ بعد عشر سنوات. وكان لزواجه من ابنة أحد كبار رجال الصناعة والمال أثر في تحصيله ثروة مهمة؛ فقد مكّنه حموه من امتلاك مصنع للغزل بنيولونارك، أداره بفضل ذكائه، وارتقى فيه بمستوى عيش عمّاله عبر تحفيزهم بالعناية بأطفالهم، وتخفيض ساعات عملهم، وتوفير مساكن صحّيّة لهم، وإنشاء جمعيّة تعاونيّة استهلاكيّة لفائدتهم، وهو ما جعله يحصد أرباحا هائلة. وبرهن بذلك على إمكانيّة التوفيق بين تحصيل مستوى عال من الإنتاجيّة، وبين تحقيق أسباب الرفاه للعمّال.
وقد عرفت عنه مواقفه المناهضة لسياسة الرأسماليّة الإنجليزيّة في إدارة العمل، إذ انتصر للعمّال ورفض اضطهادهم واستغلالهم، وطالب بتحسين أوضاعهم. وقد سعى إلى إثبات إمكانيّة القضاء على البطالة، حين انتشرت في أوروبا عقب انتهاء الحرب النابوليونيّة في أوروبا، فـ"اقترح تجميع العاطلين عن العمل في قرى تعاونيّة، ثمّ تخيّل بعد ذلك خطوة أشدّ جرأة وشمولا، وهي إمكان وضع نظام شامل للتعاون، يحلّ محلّ نظام الأرباح والتنافس" (الكيالي، 1985، ج1، ص 417)، وهو ما أكسبه شهرة واسعة، جعلته واحدا من أهمّ روّاد الاشتراكيّة في العالم.
وكانت لأوين تجربة اشتراكيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، عبر إنشاء قرية تعاونيّة سنة 1824، إلاّ أنّها تعثّرت نتيجة وجود خلافات شخصيّة حادّة، دفعته إلى العودة إلى إنجلترا، ليهتمّ بالحركة العمّاليّة، ويدعو إلى عالم أخلاقي متحرّر، متعاون بديل، لا مجال فيه للظلم الاجتماعي؛ فقد كان مؤمنا بأهمّيّة المحيط والبيئة الخارجيّة في تحديد طبيعة الكائن البشري، لذا لم يتوان عن المناداة بضرورة إصلاح المنظومة الاقتصاديّة، وقواعد العمل والإنتاج. ونادى بمنع تشغيل الأطفال...
من أهمّ مؤلّفاته نذكر: نظرة جديدة إلى المجتمع، العالم الأخلاقي الجديد، تاريخ حياتي، ثورة في وعي الجنس البشري ونشاطه...
توفّي روبرت أوين في مسقط رأسه في 17 نونبر 1858.
انظر:
الكيالي، عبد الوهاب. (1985). موسوعة السياسة. (ط.2). بيروت-لبنان: المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر.