سِتُةُ تَعرِيفَاتٍ حَدِيثَةٍ للهيرمينُوتِيقَا


فئة :  ترجمات

سِتُةُ تَعرِيفَاتٍ حَدِيثَةٍ للهيرمينُوتِيقَا

سِتُةُ تَعرِيفَاتٍ حَدِيثَةٍ للهيرمينُوتِيقَا

تقديم:

صدر كتاب: "الهيرمينوتيقا: نظرية التأويل عند شلايرماخر، ودلتاي، وهيدغر، وغادامير" للفيلسوف والباحث الأمريكي ريتشارد إ. بالمر Richard E. Palmer سنة 1969، ضمن سلسلة دراسات حول الفلسفة الظاهراتية والفلسفة الوجودية، التي تشرف عليها لجنة من الباحثين بجامعة نورثويسترن. عدد صفحات الكتاب جملة 300 صفحة، وتتألف مضامينه من: تقديم، وثلاثة أبواب، وأربعة عشر فصلا، ولائحة شاملة للمصادر والمراجع أغلبها بالألمانية والإنجليزية، وثبت للمصطلحات مع إدراج صفحات ورودها في الكتاب. يمكن تقديم أبواب الكتاب وفصوله كالآتي:

الباب الأول: عنوانه، حول تعريف، وأفق، ودلالة الهيرمينوتيقا. يتألف هذا الباب من: مدخل، وأربعة فصول. الفصل الأول: فعل hermēneuien، واسم hermēneia، الدلالة الحديثة لاستعمالهما القديم. الفصل الثاني: ستة تعريفات حديثة للهيرمينوتيقا. الفصل الثالث: المعركة المعاصرة حول الهيرمينوتيقا: إميليو بيتي في مواجهة غادامير. الفصل الرابع: معنى وأفق الهيرمينوتيقا.

الباب الثاني: عنوانه، أربع نظريات كبرى. يتألف من سبعة فصول؛ الفصل الأول: رائدان من رواد شلايرماخر. الفصل الثاني: مشروع شلايرماخر في الهيرمينوتيقا العامة. الفصل الثالث: دلتاي، الهيرمينوتيقا كأساس للعلوم الإنسانية. الفصل الرابع: مساهمة هيدغر في هيرمينوتيقا الكينونة والزمان. الفصل الخامس: مساهمة هيدغر المتأخرة في نظرية الهيرمينوتيقا. الفصل السادس: نقد غادامير للوعي الجمالي والتاريخي الحديثين. الفصل السابع: الهيرمينوتيقا الجدلية عند غادامير.

الباب الثالث: عنوانه، الهيرمينوتيقا في تأويل الأدب الأمريكي. يتألف من فصلين. الفصل الأول: نحو إعادة طرح السؤال: ما التأويل؟ الفصل الثاني: ثلاثون أطروحة حول التأويل.

يعدّ هذا الكتاب من أهم الكتب المعرفة بالهيرمينوتيقا، فصاحبه أستاذ جامعي، وباحث متخصص في الفكر المعاصر، وبالخصوص في الفلسفة التفكيكية، والفلسفة الوجودية، والفلسفة الظاهراتية، وفي الهيرمينوتيقا، ومطلع أشد الاطلاع على الفلسفة الألمانية؛ لأنه متقن للغة الألمانية. لذلك، لا أرى، في نظري، أن يستغني أي باحث مهتم بقضايا الهيرمينوتيقا عن الاطلاع على مضامينه؛ لأنه يتوفر على كل الشروط البحثية الأكاديمية، وعلى الدقة العلمية.

لقد تصفحت جل مضامين هذا الكتاب، وتمنيت لو ترجمته إلى اللغة العربية، لكن الترجمة مضنية وتستغرق وقتا طويلا لإتمامه. لذلك، آثرت أن اختار فصلا منه، يكون مهما في تقديم مفهوم الهيرمينوتيقا، فتبين لي أن الفصل الثاني من الباب الأول، الذي عنوانه "ستة تعريفات حديثة للهيرمينوتيقا" مفيد جدا، وبإمكانه أن يقدم للقارئ تصورا عن أهم المحطات التي عرفتها الهيرمينوتيقا، منذ نشأتها في العصر الحديث، وتطورها في الفكر الغربي المعاصر.

لكن، لما أنهيت ترجمة هذا الفصل، والذي أقدم نصه إلى القراء بأمانة الآن، كنت أبحث عما إذا قام أحد من الباحثين العرب بترجمة هذا الكتاب، أو بعض فصوله، وبينما كنت أتصفح كتابا عنوانه: "فهم الفهم: مدخل إلى الهيرمينوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامير" لصاحبه الدكتور عادل مصطفى، الكاتب والمترجم المصري المعروف في الساحة الثقافية العربية، فإذا بي أجد نفس الفصل لريتشارد بالمر المكتوب بالإنجليزية هو نفسه الفصل الثالث من كتاب عادل مصطفى، سوى أنه مكتوب بالعربية، مع بعض التصرف الذي لا يزيد عن حذف بعض الفقرات، وحذف كل الإحالات، التي هي في غاية الأهمية، وإقحام بعض الأفكار والأشعار التي تبدو لا علاقة لها بالموضوع. كيف يحدث هذا؟ هل المسألة مصادفة أم انتحال فكري؟

لكن لما قارنت الكتابين، وتتبعت فصولهما، وعناوين الفصول، والعناوين الفرعية، والفقرات، وجدث أن الكاتب عادل مصطفى قام بانتحال مضامين ومحتويات كتاب ريتشارد بالمر، ونسبها إلى نفسه، والدليل القاطع الذي لا مجال للشك فيه أن عادل مصطفى وإن كان قد أشار إلى صاحب الكتاب الأصلي هنا وهناك في عدد قليل جدا في هوامش من كتابه، وبطريقة مختزلة، فإنه تجاوز الحد في الاقتباس، فاقتبس منهجية الكتاب الأصلي، واقتبس جل عناوين فصوله، والعناوين الفرعية، وقام بترجمة جل فقراته، وهذا يتعارض وأدبيات وأخلاقيات وضوابط البحث العلمي الرصين. أما ما أقحمه من أفكار في الكتاب، فلا يعدو أن يكون مجرد تمويه غرضه إخفاء معالم الانتحال.

أرجو من القارئ اللبيب الذي له عناية بالإنجليزية أن يطلع على الكتاب الأصلي لريتشارد بالمر الذي صدر سنة 1969، (وهو متوفر على شبكة الإنترنيت) ويقارن ما ورد فيه بكتاب عادل مصطفى الذي صدرت له ثلاث طبعات (الأولى سنة 2003، والثانية سنة 2007، والثالثة سنة 2018). إن ما حملني على كتابة هذا التنبيه، هو التشابه (التطابق) بين ما ورد في هذا الفصل الذي قمت بترجمته من كتاب ريتشارد بالمر وما ورد في الفصل الثالث من كتاب عادل مصطفى المذكور، وحتى لا يفهم أني انتحلت أفكاره.

قبل تقديم الفصل المترجم، حاولت التعريف بالهيرمينوتيقا، وببعض المفاهيم المرتبطة بها، كما أشرت إلى معنى "التأويل القرآني" القديم والحديث، محاولا الإجابة عن سؤال: إمكانية وجود هيرمينوتيقا قرآنية أو عربية. ثم بعد ذلك، قمت بتلخيص مضامين الفصل المترجم.