سوسيولوجيا الإلحاد في العالم العربي
فئة : أبحاث محكمة
ملخص:
باعتباره نفيا لوجود الله (أو ردة)، يشكل الإلحاد في العالم العربي موضوعا شديد الحساسية لأنه يعني بالنسبة للمجتمع العربي الانسلاخ عن الأخلاق العامة ويعني في نظر الحاكم الخروج عن الطاعة الواجبة له. وبالتالي يصبح الإلحاد موضوعا لا تسهل دراسته لأن المجاهرة به مخاطرة في مجتمعات عربية لا تؤمن بحرية الضمير.
هدف هذه الدراسة الجواب على الأسئلة التالية: 1) ما مدى انتشار الإلحاد في العالم العربي؟ 2) كيف يشكل فضاء الإنترنيت مجالا يسمح للملحد بالتعبير عن ذاته ويضمن له في نفس الوقت حماية من أي اعتداء بالنسبة للذين لا يجرؤون على المجاهرة بإلحادهم؟ 3) ما هي الفئات الاجتماعية التي يرتبط بها أكثر من غيرها تبني الاختيار الإلحادي؟ ما هي العوامل التي تؤدي بالبعض إلى تبني الإلحاد كموقف وجودي؟
وتقدم الدراسة بعض الأجوبة عن هذه التساؤلات الكبيرة بحيث أنها تبدأ بالبرهنة على أن الضعف الإحصائي للإلحاد لا يدل على ضعف انتشاره في الواقع العالم العربي، وذلك نظرا لأن النظام العام في العالم العربي لا يزال نظاما دينيا، وإسلاميا بالخصوص. ونظرا للقمع المتعدد المسلط على كل أشكال اللاتدين، فإن الملحد العربي يعثر على منبر حر يمكنه من التعبير عن إلحاده في الإنترنيت إما بفضل الكتابة أو التصوير، إما بشكل جاد نقدي أو بصيغة تهكمية هزلية. في هذا الإطار، تستعرض الدراسة بعض أسماء المواقع الاجتماعية للملحدين العرب وتقوم بتحليل مضامينها. وهنا تثبت الدراسة أن الإلحاد يعبر عن نفسه من خلال إنكار وجود الله ومن خلال نقد الإسلام كدين خرافي يستغل سذاجة الشعوب. ثم تبين الدراسة أن نسبة الإلحاد ترتفع كلما انخفض السن وتنخفض كلما ترتفع نسب الأمية والفقر. ومن العوامل التي تم تشخيص ترابطها مع الإلحاد عوامل الإرهاب والنسائية والمثلية الجنسية وغياب الحرية الدينية. فالإرهاب الإسلامي ينفر الكثيرين من الإسلام، كما أن رفض المساواة بين الجنسين في (الحقوق) من جهة والمثلية الجنسية من جهة ثانية يبعد البعض عن الإيمان بالله وعن التدين. وخلصت الدراسة إلى أن الإسلام المفروض على الفرد من خلال التنئشة الاجتماعية والاستبداد السياسي يؤدي تدريجيا عند البعض إلى رفض عقلاني للإسلام وإلى رفض كل عقائده وشرائعه وإلى تبني أخلاق مدنية. وتنتهي الدراسة بتوصية مفادها ضرورة إحلال مبدأ الحرية الدينية الكفيل لوحده لضمان إيمان حقيقي وصادق.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
