عقيدة الانتظار بين الواقع والتمنّي: نزول عيسى أنموذجًا
فئة : أبحاث عامة
الملخّص:
لم تخرج عقيدة نزول المسيح على فكرة الانتظار التّوراتية، أو الإنسانية بشكل عام، على اعتبار فكرة الانتظار هي هاجس الشّعوب المقهورة والمستضعفة. ولم يلجأ إليها الإنسان إلاّ تعبيرًا عن هذا الحلم بعالم مثالي، يقوده المخلِّص أو المنقذ أو المهدي أو المسيح. ذلك العالم المملوء بالخير والعدل والحقّ، والذي ستتغيّر فيه معالم هذا الكون، حيث ينمحي من هذا الوجود أيّ دين غير الإسلام، في تعبيرات توضّح هاجس العقل المتدين، الذي لا يطيق أصالة الاختلاف. ويسعى عبر مخياله الجمعي إلى الظّفر بعالم تنتهي فيه كلّ الخصوصيات، ولا يبقى هناك أثر إلا لنمطية المذهب أو العقيدة أو الدين.
إنّ كلّ شعْب أو جماعة، ينتظرون مخلّصهم أو مهديهم، أو منقذهم، بمواصفات تكاد تتشابه في الصّورة، وتختلف في الشّكل. حيث يتأطر هذا العقل الجمعي بما تنسجه خيوط الأسطورة، أو تؤسّس له نصوص مختلفة، وكتابات متباينة، وتأريخات رسمية وغير رسمية. لقد شكّلت هذه الكتب والوثائق التاريخية إحدى المحددات الأساسية، والموجّهات المركزية للعقل المتدين، وساهمت في تشكيل هذه الذهنية الانتظارية في بعدها اليهودي والمسيحي، أو في طابعها الإسلامي، حيث ستأخذ أبعادًا أخرى، وتتحول إلى أدلوجة تعتمدها طوائف ومذاهب تحمل الدين نفسه، وتتباين وجهات نظرها في سياقات تشكّل هذا الوعي.
وللخوض في هذا الموضوع اخترنا تتبع عقيدة الانتظار، باعتبارها واحدةً من العقائد التي برز فيها مفهوم التثاقف بشكل جلي، حيث اعتمدنا على المقارنة بين نظرة اليهودية، والمسيحية، ثم الإسلام. وقبلهما الديانة الزرادشتية، بوصفها مصدرًا لهذه العقيدة. كما حاولنا ولو بشكل موجز قراءة هذه العقيدة في أبعادها السيكولوجية، حيث لم تخرج عن هذا البعد الإنساني التواق إلى الخلاص، حينما تعوزه الحيلة، أو تتكالب عليه المحن. فكلما تعرض الإنسان، أو المجتمعات إلى نكسات أو إحباطات، اشتغل هذا العقل ليؤسس له مخلصه، ومنقذه. وكأنّ قدر هذا الإنسان الوجودي، يحتم عليه البحث عن آفاق من الآمال، كلما حاصرته الآلام.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا