عمليّات الذئب المنفرد: إثبات للقوّة أم تماهٍ مع الهزيمة؟
فئة : مقالات
تقديم
وُصفت عدّة عمليّات إرهابيّة مؤخّراً بأنّها من تنفيذ ذئاب منفردة، وهي ظاهرة جديدة-قديمة توسّلتها الحركات المتطرّفة في حربها ضدّ دول العالم، وقد ارتفع عددها بعد تبنّي "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (المعروف اختصارا بتنظيم داعش) لهذا الخيار كاستراتيجية قتالية بعد اشتداد الحصار والمواجهات بالمناطق التابعة له، والإجهاز على التنظيمات التابعة له في ليبيا وأفغانستان ونيجيريا (...)، إنهّا بديل لأتباعه عن الهجرة إلى أراضيها، وسَقفُ توقّعاته استمرار مقاربة التوحّش بكافة أنحاء العالم.
لقد أضحت هذه العمليات الإرهابية المنفردة في تصاعد لاعتبارات عديدة؛ كمسارعة "تنظيم داعش" لمباركتها وتشجيعه لها، ومسارعة وسائل الإعلام الغربية لنسبة كلّ العمليات بالدول الغربية لهذه الظاهرة، وانتهاء بترويج المتطرّفين لهذه الجرائم الإرهابية بأنّها مقاربة قتالية دفاعية بعد انتهاء مرحلة العمليّات الإرهابية الكبرى، وكَخيار تكتيكي في بيئة أمنية معقدة.
وتبقى هذه الاعتبارات متباينة وغير متأصّلة، ولكنّ التأويل الأساسي لتصاعد هذه العمليات هو افتراض أنّها تفضح ضعف التنظيمات، إذ لا تعدو هذه العمليات الانفرادية أن تكون خطوات انتحارية يقوم بها الأتباع قبل انكشافهم، كما تُظهر محدودية وفشل هذه الحركات في القيام بعمليات إرهابية كبرى، وتكون الحاجة إلى أشباه تلك العمليات الانفرادية لضمان استمرارية ظاهرة الحركات المتطرّفة بالعالم، فما هي أبعاد تزايد عمليات الذئاب المنفردة؟
أوّلا: الذئب المنفرد وليد التطرّف:
تُشكّل عمليات الذئاب المنفردة، والتي تسمى أيضا بالإرهاب الفردي تهديدا أمنيا متزايدا، لكون فكرة الذئب المنفرد المتحرك من ذاته وبوسائله وتخطيطه الشخصي (...)، يُوفّر له -للذئب المنفرد- مرونة لتنفيذ عمليته بنجاح، غير أنّ هذه المميزات غير حاسمة لتحديد ماهية عمليته، فمن جهة؛ تُظهر التحليلات أنّ كل العمليات التي نسبت إلى الانفرادية كان تدبيرها وتخطيطها خارجيا وبمشاركة فاعلين آخرين، كما تخفي من جهة ثانية، صِلات مشتركة بين المنفذ والتنظيم المتبني للعملية.
وبتتبُّع خيوط النشأة الأولى للظاهرة نستشف ارتشافها لأفكارها من منابع التطرّف؛ إذ ثبُت تبنّي وتطوير حركات التطرف الراديكالية لها كممارسة، رغم أنّ المفهوم يعُود لستينيات القرن الماضي، ومن أبرزها دعوة المتطرّف لويس بيم[1] Louis Beam 1983 "لمقاومة بلا قيادة" للحكومة الأمريكية الاتحادية[2]، وأعيد استخدامه بقوة في التسعينيات بعد دعوة العنصريان الأمريكيان[3] الكس كيرتس Alex Curtis وتوم متزغر Tom Metzger لتشكيل خلايا فردية وصغيرة والقيام بهجمات عنصرية عبر تشجع الأفراد والجماعات الصغيرة للقيام بعمليات عنف على أساس سياسي للقضاء على جماعات عرقية من غير البيض، ليعود للواجهة في ارتباط بالتطرف الديني.
وعلى صعيد متصل، أضحت ظاهرة التطرف واقعا تُعاني منه أغلب دول العالم، ومشهداً يُؤثّث التطورات المتلاحقة لأحداث العالم الحديث؛ إذ تنامت الحركات المتطرفة باسم الديانات الإبراهيمية، بالتوازي مع تنامي أسهم التيار القومي اليميني الذي يتغذى على كُره الأجانب والإسلاموفوبيا، في انزياح جماعي نحو ترسيخ عولمة التطرف والعنف كَسمة محورية للعلاقات الدولية داخل عالم وحدته التكنولوجيا كقرية صغيرة وفرّقته الإيديولوجيات والمنظّمات والسياسات.
ومن جهة أخرى، اتسعت ظاهرة الإحباط والتهميش بالعالم وقيم الكراهية والعنصرية والصراعات الفكرية والسياسية (...) كخلاصة لأزمة الإنسان المعاصر، فساهمت هذه العوامل النفسية والاجتماعية في خلق بيئة خصبة لتنامي أفكار التطرف والإقصاء[4] في الشرق كَما في الغرب، وتطورت هذه الأفكار فاحتضنتها جماعات وحركات تستغل هذا الواقع الاجتماعي لتعزيز وجودها، ونشر أفكارها وتوسيع قاعدتها، منتظرة المواجهة النهائية أو اليوم الأخير. ومن أجل هذا الهدف، تسعى الحركات المتطرّفة لتطوير أساليب جديدة للمواجهة، فتبنّت تحركات الذئب المنفرد لتثوير وتطوير ساحة العمليات.
وحتى لا نضيع في متاهات الحركات الراديكالية بحكم اتساع ظاهرتها وقواعدها التنظيمية والإيديولوجية، سنرُكّز على الجانب العنيف للتطرف الديني منها. وللإشارة، فإنّ كلّ الأديان يُخفى سَماحتها مُتطرّفون يتحدثون باسمها، وفي الإسلام كانت "الحركات المتطرفة الجهادية السلفية" أبرزها، وتبنّت فكرة الجهاد وحمل السلاح من أجل الدفاع عن المسلمين وإقامة دولة الشريعة ومحاربة الكفار حسب زعمها، في قراءة محدودة للفكر الإسلامي وتطبيق قاصر لأحكام الشريعة. وتطوّرت هذه الحركات من شكل جنيني استهلته بِتبني خيار الدعوة قبل أن تَقرنه بِخيار القتال-الجهاد، وشكلت الحرب الأفغانية السوفياتية ذروة تطوير قواعدها التنظيمية، وقد أثمرت فكرة تنظيمي القاعدة وطالبان، وقبلها تنظيمات محلية وحركات جهادية بعدة دول عربية كمصر والجزائر وغيرها، لتُتوج بالحركات الجهادية العابرة للحدود وبأجيالها المتعاقبة وأخرها تنظيم الدولة.
وفي هذا السياق، تطوّرت الحركات الجهادية بشكل سريع بعد أحداث 11 شتنبر 2011 التي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عليها، فظهرت أجيال جديدة من المنظّمات المسلّحة الإرهابية العابرة للقارات والجنسيات[5]، حيث شكّلت هذه الأحداث نموذجاً للعمليات الإرهابية الكبرى المنظمة. وبعد انطلاق "الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب"، ظهرت محدودية عمليات هذه الحركات، رغم كثافتها وقدرتها على استهداف كلّ عواصم دول العالم[6] (الدار البيضاء، مدريد، القاهرة ...)، غير أنّ الملاحقات الأمنية والتحقيقات والاعتقالات، ناهيك عن استهداف بؤر هذه الحركات وتضييق الخناق على خلاياها وأفرادها والمتعاطفين معها أدى إلى إضعافها، فَحاولت تكييف وسائلها وتطويرها والتماهي مع السياسات الأمنيّة للدول بتطوير الإهاب الفردي وتشجيع عمليات الذئاب المنفردة.
استمدت فكرة الإرهاب المنفرد من عمليات صيد الذئب في البرية، والذي يقوم بالصيد الفردي للفريسة متجاوزا فكرة الصيد الجماعي، وعليه، يغدو مستوحشاً وفتّاكاً أكثر من غيره
ولئن كان تنظيم القاعدة أول التنظيمات التي تبنّت الخيارات الانفرادية للعمليات الإرهابية وأصّلت لقواعده وخطواته، وكانت عملية الحذاء المفخخ الفاشلة باكورة هذه العمليات، فإنّ تنظيم داعش كان أهمّ الحركات الراديكالية المستثمرة والمحرّضة والمستفيدة منها؛ وقد كيّف هذه الظاهرة في عملياته العسكرية مستفيداً من تدفّق المقاتلين إليه من كل دول العالم، كما مكّنته آليّاته الدعائية الإعلامية المحترفة من التواصل معهم -المقاتلين الأجانب- ومع المتعاطفين معه بعد تَوقف تجنيدهم وتسفيرهم لدولة الخلافة كما أعلنها أبو بكر البغدادي[7]. فتضييق الخناق على أراضي الخلافة بالعراق والشام وتجريم واعتقال المقاتلين المهاجرين لمناطق النزاع فَرض تبنّي هذه العمليات الانفرادية. ومع تكثيف الضربات الجوية والخناق على جبهاته القتالية وخلاياه الخارجية، وانتهاء بالقضاء على دولته بتحرير أغلب الأراضي التابعة له في العراق كما في سوريا، جعل منها التنظيم استراتيجية المستقبل لما بقي من عناصر التنظيم.
ثانيا: لماذا تكتيك الذئاب المنفردة؟
تأسّست أغلب الحركات الجهاديّة على خيار تنظيمي هيكلي أساسه السريّة وبنية القيادة الهرميّة؛ فعلى قمّة الهرم يتربّع (الخليفة، الأمير، الشيخ ...)، وبتراتبيّة هيكليّة تتفرّع المناصب والألقاب، كما تتوزّع المسؤوليات إلى أدنى شبكات التجنيد والدعوة، وحافظت الحركات الجهادية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة على هذه القاعدة التنظيمية، غير أنّ فقدانها لملاذها الآمن بأفغانستان أثمر فكرة لا مركزية التنظيم[8]، ملحقة بدعوات لعمليات الذئاب المنفردة.
وعليه، ترتبط فكرة استقلالية الفرد الإرهابي عن الجماعة وإعلانه التحرك فرديا؛ تخطيطا وتمويلا وتنفيذا لعمليته[9]، فيُخفي صِلاته المباشرة مع جماعته خلافا لما كان سابقا خلال العمليات الكبرى.
وقد استمدت فكرة الإرهاب المنفرد من عمليات صيد الذئب في البرية، والذي يقوم بالصيد الفردي للفريسة متجاوزا فكرة الصيد الجماعي، وعليه، يغدو منفصلا عن جماعته مستوحشاً وفتّاكاً وخطيراً أكثر من غيره من الحيوانات.
أ - تنظيرات القاعدة للإرهاب الفردي:
من أجل تخفيف حدّة العمليات الأمنية ولتكييفها مع الواقع الجديد -تضييق الخناق على التنظيم- أوجز أبو مصعب السوري في كتاب بعنوان: "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية"[10] لفكرة تجاوز مركزيّة تنظيم القاعدة، مُقترحا أسلوب الجهاد الفردي دلالة على الذئاب المنفردة، مُتوقفا على الضرورات التي تُحتم استخدامه وأسسه العامة وساحاته وأهدافه، كما ربطه بالخلايا الصغيرة؛ وهي استراتيجية تستمد فلسفتها من رؤيته أنّ كُل فرد يجب أن يُشكّل جيشا مستقلّا ومحورا مستقلا بذاته، يستطيع الهجوم والتحرك دون الرجوع لقيادة القاعدة ولرأس التنظيم وقيادته المحلية، ورغم طوباوية هذه الفكرة، يُضيف مُنظر تنظيم القاعدة الذي يُجهل الكثير عن حياته، أن هذه العمليات ستُمكّن أتباع التنظيم من تنفيذ عملياتهم وإرباك عدوّهم.
وقد حاول التنظيم التأسيس لذلك تنظيرا وتطبيقا، غير أنّ اشتداد الضغوط عليه محليّا ودوليّا بعد اعتقال واغتيال قادته أربكه إلى حدّ كبيرٍ، فحتّم عليه إعادة تطوير استراتيجيات للتحرّك وفق الوضع الجديد، فانقسم التنظيم إلى خلايا وتنظيمات صغيرة إقليمية ومحلية (...) أبرزها، تنظيم القاعدة في العراق والشام، والذي أعلن تغيير اسمه إلى تنظيم الدولة فأضحى مُنافسا للقاعدة بعد إعلانه دولة الخلافة، خصوصا بعد ما بايعه أكثر من 40 تنظيم بالعالم[11]، مما جعله الأفضل تمويلا والأغنى قبل انهياره وتراجعه باستعادة القوات الحكومية السيطرة على مدينتي الموصل والرقة أبرز محافظات التنظيم في فترة امتداده وقوته، ليترنّح التنظيم في مرحلة ما بعد الخلافة، والكُل يترقب مُخرجاتها، لأنّ الواقع يؤكد أنّه كلّما تراجعت تجربة جهادية، تتصاعد تجربة أخرى بمقاييس جديدة راديكالية، لتُتيح مُراجعات التجربة السابقة إنتاج جيل جديد[12].
وهكذا، تبنّى تنظيم القاعدة هذه الاستراتيجية –الذئب المنفرد-، ومن أجل تأصيلها ونشر معالمها وحيثياتها، نَشرت مجلات تابعة له باللغة العربية والإنجليزية مقاطع من كتاب أبو مصعب السوري، أبرزها المجلة الإلكترونية [13]Inspire، بهدف تشجيع المقاتلين التابعين له كما المتعاطفين للقيام بعمليات وفق هذا المنظور، كما أصدرت مؤسسة السحاب التابعة له شريطا تحريضيا سنة 2011 تبنى فيه التنظيم هذه الاستراتيجية القتالية. وعادت نفس المجلة -التي أعيد نشرها بعد توقّفها للترويج لفكرة الإرهاب الفردي؛ إذ نشرت في عددها السابع عشر الصادر غشت 2017، دعوة لأنصارها لاستهداف القطارات الأوروبية والأمريكية عبر تخريب المقصورات وخطوط السكك الحديدية والاعتداء على محطات القطارات، وأرفقت ذلك التحريض بدليل لابتكار أداة تُساهم في انحراف القطارات عن سككها، مؤكدة أنها أداة سهلة التصميم، ولن يَكشف هوية المستهدفِ، كما أنها تُتيح خروج القطارات عن مساراها[14]، ويبدو أنّ هذه التوجيهات والتحرّكات يَتوخّى منها تنظيم القاعدة سحب البساط عن تنظيم داعش بعد تراجع زخمه العملياتي والإعلامي.
وتأكيداً لما سبق، ومن أجل حسم معركة التنافس الشّرس على ريادة راية الجهاد بين التنظيمين، أعاد تنظيم القاعدة الدعوة لمثل هذه العمليات في مناسبات كثيرة؛ ففي تسجيل صوتي لحمزة نجل أسامة بن لادن–الذي يُتوقع تقديمه لخلافة والده- دعا إلى تنفيذ عمليات ضد أمريكا ومصالحها والدول الغربية في حلف الناتو وللكيان الصهيونيّ ومصالح روسيا[15]؛ انتقاما لأطفال سوريا وأرامل فلسطين ونساء العراق وأيتام أفغانستان، وقد أُلحقت صور لعدة عمليات للقاعدة بالتسجيل المذكور، تُظهر إعلان منفذيها الولاء للتنظيم، ووجّه حمزة في شريطه بعنوان "وصايا للفدائيين الغربيين" رسالة لوسائل الإعلام تُظهر الهدف من العملية التي يقوم بها الفارس -الذئب المنفرد- ضمن عدة وصايا؛ كحسن اختيار الهدف والكتمان والإتقان والحيطة والتفنن في السلاح الموظف بالعملية، ولم يُفوت الفرصة للتنويه بالاستفادة من نصائح مجلة Inspire للذئاب المنفردة، وربط نجاح هذه العمليات -التي لا يجب الاستهانة بها حسبَه- باليقظة والحذر، مؤكدا أنّ هجمة صغيرة تفوق قيمتها عمليّات كبرى بالشرق.
وفي مناسبة سابقة، أشار زعيم تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية قاسم الريمي في حوار مطول في إحدى المجلات التابعة للتنظيم من بين ما أشار إليه إلى تنفيذ عمليّات للذئاب المنفردة، وذكّر بعمليّة عمر متين[16] داعيا لاستخلاص الدروس منها التي اعتبرها سهلة وبسيطة[17]، مؤكدا أنّه "رسم البسمة على وجه الثكلى ويتامى (...)". وشبّه منفّذيها بالجيش، متسائلا "مجاهد منفرد أم جيش في مجاهد؟"، واعتبر أنّ الذئب ليس منفردا، إنما يُنظر إليه كمجموعة أو سرية بل كجيش، مؤكدا أنّه جزء من الجسد وأنّ تحركاته محورية وأساسية للجهاد وفق تعبيره دائما، فالعملية المنفردة أساسية.
وفي نفس السياق، قدّم التنظيم دليلا للجهاد بعنوان Inspire Guide بتوقيع "فريق التوجيه للجهاد الفردي" باللغتين العربية والإنجليزية، صدرت منه عدة دلائل لتحليل العمليات الفردية بدءًا بعملية عمر-عملية أورلاندو وعملية نيس وعملية البرلمان البريطاني (...)، يُحلل فيها هذه العمليات ويصفها التنظيم "بالمجاهد الوحيد" ويُحرّض على القيام بمثيلاتها.
لا يوجد تعريف واضح لمفهوم الذئاب المنفردة، إنّها باختصار تحرّكات فردية بأهداف وتوقيت ومكان مجهول بعيد عن الالتزام بقيادة مركزية، يراد لها أن تظهر كفكرة عابرة للحدود
وأخيرا، لا يمكن تفسير تبنّي الحركات الإرهابية الجهادية لهذه الاستراتيجية في خطابه التحريضي؛ باعتبارها وسيلة بسيطة وسهلة للتحرّك ضد أعدائها دون الاضطرار للالتحاق بمعسكراتها والتخطيط لها، إنّما هي نتيجة لتراجع قدراتها القتالية وقُدرتِها على تنفيذ عمليّات كبرى.
ب - استراتيجية داعش التوحّشية "للذئاب المنفردة":
لقد ارتفع حجم ومستوى عمليات الذئاب بعد ظهور تنظيم داعش الذي يدعو مقاتليه للتحرّك انطلاقا من بلدانهم، وكانت عملية عمر متين بداية لعمليّات كثيرة ومتنوعة؛ بألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا والكويت والسعودية وتونس والولايات المتحدة وإسبانيا وغيرها كثير، تبنّى تنظيم الدولة مسؤولية أتباعه عن أغلبها.
وتتويجا لتبنّي التنظيم لهذا الخيار الفردي في خطابه لأنصاره والموالين والمتعاطفين معه، ومن أجل تنزيل ذلك على أرض الواقع، سرّع من خطوات الترويج لعمليات الذئاب المنفردة عبر أشرطة فيديو وفي مجلاته وصحفه (كالرومية ودابق والنبأ ...)، وكان التنظيم قد ضمّن في كُتيب باللغة الإنجليزية بعنوان؛ "توجيهات الأمن والسلامة للمجاهدين والخلايا الصغيرة" -تأليف ابو عبيدة عبدالله العدم[18]، كترجمة لدليل أصدره تنظيم القاعدة باللغة العربية- توجيهات للذئاب المنفردة للقيام بعمليات إرهابية، وجرى توزيعه على المواقع التابعة للتنظيم أكتوبر 2015، يدعو فيه لاستهداف أعداء -دولة الخلافة- بعمليات فردية، كما يدعوهم للانخراط في مجتمعاتهم (كالظهور بملابس عادية وحلاقة اللحية...) من أجل تفادي إثارة شكوكهم، وتوخيا لنجاح هذه العمليات وضمانا لاستمراريتها وبقائها.
ومن المفارقة، أنّه لا يوجد تعريف واضح لمفهوم الذئاب المنفردة، إنّها باختصار تحرّكات فردية بأهداف وتوقيت ومكان مجهول بعيد عن الالتزام بقيادة مركزية، يراد لها أن تظهر كفكرة عابرة للحدود، ينطلق الفرد -من إلهامه الشخصي بأساليب الجماعات الإرهابية- بعملية يخطط لها مستقلا ووحيدا، سعيا لتضاؤل فرص كشفها أمنيا[19].
وممّا توحي به هذه العمليات أنّها ترتبط باستقلالية المنفّذ في تخطيطه لعمليته عن أيّ تنظيم وحركة راديكالية، وارتباطه الأوحد بها في الجانب الفكري-المذهبي دون التنظيمي، كما أنّ تمويله للعملية ذاتي وبإمكاناته الخاصة، ويُتوخى من كلّ ذلك تجاوز التواصل والدعم والتخطيط من الجماعة المتبنية للعملية[20]، وما يطرحه ذلك من تحدي كشف العناصر الأمنية لها، فيتطلب الأمر ببساطة ورقة أو مقطع تسجيلي يتبنى فيه الفرد العملية ويُعلن ولاءه للتنظيم، ليُسارع الأخير بمباركة عمليته. ورغم أنّ هذه العمليات الإرهابية محدودة النتائج –الخسائر وتنتهي غالبا دون تحقيق أهدافها، وتكُون عملية واحدة، وفي حالات كثيرة بالإجهاز على منفذها وفي استثناءات قليلة بخسائر ثقيلة عندما طوّر المنفذون عميات إرهابية عشوائية؛ كالدهس باستخدام الشاحنات وطعن المواطنين (...)، إلاّ أنّ هذا لا ينفي آثارها غير المباشرة بتهديد أمني وارتفاع مستوى المخاطر وإثارة العدائية ومكاسبها النفسية على أتباع هذه التنظيمات.
وعلى وقع هذه الحقائق، يصعُب الحسم بوصف كلّ هذه العمليات الإرهابية بأنّها من تنفيذ الذئاب، إذ قد تأخذ طابعا تنظيميا تحريضيا غير مكشوف، وهو الأمر الذي تَكشفُه التحريات الأمنية فيما بعد؛ حيث تتضح علاقة منفذ العملية بعناصر خارجية داخل تنظيمات متطرفة، لذلك، يصعب الجزم بتحرّكه المنفرد والمستقل فكثيرة هي العمليات التي وسمت بالانفرادية وأخفت شبكات سرية وراءها. ولكن على كل حال، فإنّ خاصية عدم الارتباط المباشر بالتنظيم يفضحُها حقيقية تَشربه –الذئب المنفرد- من خطابات التحريض والكراهية التي تُروج لها هذه الحركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالمناسبة، لايزال تنظيم داعش يتحرّك بحرفية عالية في هذا الميدان.
وعطفا على ما سبق، لا يمكن تَخطّي محاولات داعش من أجل طمس الحدّ الفاصل بين العمليات التي يُخطط لها أفرادها، والتي يقوم بها المتعاطفون معه[21] لضمان وجوده وسعيا لريادته لراية الجهاد، وإلى ذلك، ولضمان استمراريته كثّف دعاياته لهذه العمليات منذ إعلانه قيام دولة الخلافة؛ ففي رسائل صوتية وجهها أبو محمد العدناني -الناطق الإعلامي لتنظيم الدولة قبل اغتياله- عام 2014 وبعده في مايو 2016 للمتعاطفين، دعاهم لاستهداف دول التحالف الدولي داخل بلدانهم، والقيام بعمليات نوعية تستهدف مصالحهم، وربط هذه التحركات بالفردية وبالحيطة والحذر، وفُهمت حينها هذه الرسائل بأنها استبصار لطبيعة عمليات التنظيم بعد تضييق الخناق عليه.
وبعد الهزائم التي تكبّدها بسورية كما في العراق، وتقهقر الأراضي التابعة له كثّفت حسابات وسائل التواصل التابعة للتنظيم، أو تلك المحسوبة على المتعاطفين معه من الدعوات لتبني هذا الأسلوب، وتصنيفه كبديل عن الهجرة لأرض الخلافة، مع قرنها بتوصية؛ استهداف كلّ دول العالم وبكل الوسائل المتاحة، مُنوعة من أساليب الدعاية لها، ولضمان ذلك، هي تُعيد نشرها بكل اللغات وبلغة حماسية وبصور ملونة وبجودة عالية.
وفي المحصّلة، لقد أضحت استراتيجية الذئاب المنفردة خيارا استراتيجيا ترُكز عليه هذه الحركات الجهادية بمختلف مسمياتها تنظيرا وتوجيها لأتباعها بكل الوسائل، للتحرّك المنفرد وتنفيذ هذه العمليات، أولا، لضمان استمرارية الظاهرة الجهادية، وثانيا، تأكيدا منها على قدرتها على تهديد دول العالم، لاسيما الدول الغربية وأعدائها في الزمان والمكان الذي تحدده، وأخيرا، يأتي ذلك في سياق التنافس بين القاعدة وحلفائها من جهة، وتنظيم الدولة والإمارات التابعة له من جهة ثانية، على الريادة لراية الجهاد، لذلك، يسعى كلاهما لتطوير المناهج الجهادية ووسائلها وغاياتها، وكذا عملياته، وعليه، فالتنافس مُحتدم من أجل تطوير وتشجيع ظاهرة الإرهاب المنفرد، وهو ما سيُشكّل هاجسا أمنيا متزايدا كمسعى لهذه الحركات لإثبات الذات ورفع التحدي الأمني بعد هزائمها.
ثالثا: مواجهة التهديد الأمني للذئب المنفرد:
حتّمت هذه التحولات على الفاعلين الأمنيين المواكبة المستمرة للظاهرة الإرهابية، وتطوير أدواتهم وآلياتهم واستراتيجياتهم لمواجهة التهديدات الأمنية التي تشكلها الحركات الجهادية والمتعاطفين معها، وفروعها ومثيلاتها، فلقد ساهمت ظاهرة الجهاد العالمي في تعزيز خيار المواجهة واليقظة، وشكّلت أجياله وتحولاتِ عمليات تنظيماته الإرهابية كمّا ونوعا هاجسا للفاعلين الأمنيين، ويشكل تحدي الذئاب المنفردة استمرارية لذلك.
إنّ الحركات المتطرفة تنشط بقوة في شبكة الإنترنيت للتواصل مع أتباعها والتفاعل وتوجيههم وتجنيدهم، مستفيدة من صعوبة رقابتها
وهكذا، يستدعي هذا التحول في أساليب وتحركات هذه التنظيمات من الأجهزة الأمنية اليقظة والتعامل مع هذا التحدي بحزم وعقلانية؛ إذ يتطلّب أن تستبق هذه الحركات بخطوات إلى الأمام لِتلافي نجاحها في عملياتها لاستحالة الوصول للأمن النهائي الكامل ضدّ هذا التهديد، فالتّحدي لمنع هذا الإرهاب المنفرد أمر هائل، وحدها الاستجابة الاستباقية يمكن أن تقلّل أو تحد من تأثيره[22]، حيث إنّ هذه الظاهرة بهواجسها ودوافعها تطرح مقاربة صعوبة تحديد وعزل الإرهابي المنفرد.
وعلاوة على ذلك، تسعى الجماعات الإرهابية لتجاوز معطيات ارتبطت بتنظيماتها؛ كالهرمية القيادية وبروفيلات الجهادي بلباسه وعاداته (...)، من خلال إعادة هيكلة ذلك عبر ظاهرة الإرهاب الفردي، ولعل توجيهاتها للمتعاطفين بعدم إظهار أفكارهم وملابسهم (...) وتبنّي خيار الانفراد تتطلب من الجهات الأمنية الحذر من قوائم المشتبه فيهم. ورغم صعوبة حصر وتحديد ملامح وهوية الذئب المنفرد إلاّ أنّ ذلك ليس مستحيلا؛ إذ إنّ اليقظة الأمنية تفلح في توقيف المشتبه بهم قبل إقدامهم على أفعالهم وإحباط هجماتهم، فالعمليات الأمنية الاستباقية والمراقبة اليقظة للمشتبه بهم تساهم في الحيلولة دون تنفيذهم لتهديداتهم.
ويبدو واضحا، أنّ محاربة هذه الظاهرة تستدعي الوقوف على منابعها الفكرية عبر محاصرة فقهاء الفكر المتطرّف ومنصاته وفتاواهم، وإشاعة ثقافة الاحترام والتعايش، ويقتضي ذلك أجندة ممتدة زمنيا. وعلى المدى المتوسط، تتطلّب مراقبة ومحاسبة المقاتلين العائدين من بؤر التوتّر، ومحاصرة منصات التجنيد والتجييش الفكري بالفضاء السيبراني؛ حيث إنّ هذه الحركات المتطرفة تنشط بقوة في شبكة الإنترنيت للتواصل مع أتباعها والتفاعل وتوجيههم وتجنيدهم، مستفيدة من صعوبة رقابتها، فتجاوزت منطق الدعاية والإعلام إلى الاتصالات المشفرة مع المجندين والمتعاطفين وتمويلهم والتخطيط للعمليات والتدريب عليها والتحريض على تنفيذها[23]، كما تجاوزت فضاء شبكات التواصل الاجتماعي إلى العوالم السرية للأنترنيت المظلم والأنترنيت العميق وتوظيف تقنيات التشفير.
وتحت هذا السقف، تتوخى هذه المواجهة حربا مضادة تفرض على الدول والأجهزة الأمنية تجاوز الاستراتيجيات الحالية التي تسعى لملاحقة المشتبه بهم ومصادر التمويلات المالية، وتتعداها لمتابعة ما ينشر على وسائل التواصل وشبكة الإنترنيت من رؤى متطرّفة، فأضحت معه هذه الشبكة ركنا من أركان عملها ومنبرا لها، فأمسى الجهاد الالكتروني أبرز تجلياتها في العالم الافتراضي، وعليه يجب تكثيف الضغوط على شركات التواصل الاجتماعي لمنع انتشار المواد الإرهابية والتحريضية ومراقبة المستخدمين وتعليق الحسابات وتوجيه البيانات والتشويش على تواصلهم، وأخيرا، عرض دعاية مضادة على الشبكة العنكبوتية من مُنطلق أنّ العالم الافتراضي أضحى محطة لتطوير تطرفهم ووسيلة للتسريع بالتخطيط وتنفيذ عملياتهم.
أضحت ظاهرة الذئاب المنفردة من معالم الإرهاب الفردي مُقابل الإرهاب التنظيمي الجماعي، كخيار قتالي ساهمت الحركات الإرهابيّة في تطويره
ومن جهة أخرى، ولأنّ أغلب العمليات التي قام بها الذئاب المنفردة ترتبط بحالات تبّين أنّ منفّذيها كانوا بالسجون في جرائم عادية، وتم تغيير قناعاتهم وأدلجتهم بالدعوة المتطرفة من طرف العناصر الإرهابية داخل السجن -حيث يتم استخدام عمليات الشحن العاطفي وتعبيد الطريق لهم إلى الجنة بأسرع وسيلة عبر مبايعة الأمير على السمع والطاعة وتنفيذ عمليات تخريبية. فتحوّلوا من مجرمين عاديين إلى متطرفين خطيرين[24]، وقد قام بعضهم بتنفيذ عمليات إرهابية انفرادية- يتطلّب الأمر مراقبة السجون وعزل العناصر المتطرفة ومحاربة خطاب الترويج للأفكار المتطرّفة داخل السجون[25].
إضافة إلى ذلك، يجب أن تُوجَه الظاهرة بإجراءات قانونيّة صارمة، عبر تشريعات خاصّة فيما يسمّى بقوانين مكافحة الإرهاب، وتطويرها من أجل الحدّ من تحدّي الذئاب المنفردة، كقرنها بإجراءات احترازية وتدابير وقائية؛ ككشف الحسابات والمنع من السفر والتعقب على المعلومات الإلكترونية (...)، وستتيح هذه الإجراءات الوقائية استباق العمليات الإرهابية. أو عبر التجريم الوقائي؛ كتبني أحكام تجرم بعض الأفعال التي قد يكون لحدوثها انعكاسات على أمن الدول كونها تسهل ارتكاب جرائم ارهابية[26]؛ كالتحريض والإقناع بارتكابها والتواصل مع الحركات، وقد تلجأ الدول لفرض إجراءات لتقييد حرية الأشخاص الذين يشكلون خطورة؛ كالمنع من السفر والمراقبة وتحديد الإقامة ووضع قوائم للتصنيف والمراقبة للمتطرفين ومن لهم علاقة بالإرهاب[27]، رغم أنّ هذه الإجراءات قد تعتبر تضييقا على الحريات وانتقاصا من حقوق الإنسان.
وبالطبع، يجب أن تُواجه الظاهرة بإجراءات أمنية صارمة، وبقدر ما تشكل القبضة الاستخباراتية والمراقبة واليقظة محورها الصلب، فهي تتطلب خطوات ناعمة تتغلغل لأسباب الظاهرة وتصفية أسسها؛ كالتهميش والظلم وعدم الاندماج، ومُقارعة الفكر بالفكر لمحاربة هذه الأفكار الظلامية، وتعزيز ثقافة التسامح والاعتدال، وهي خطوات ستكفل تحصين الشباب الذين يشكلون خزّانا تستهدفه الحركات المتطرفة للتجنيد عبر إغراءات فكريّة تجرهم للسقوط في متاهات التطرّف وحبال التشدّد.
وأخيرا، فإنّ من أركان مكافحة الظاهرة إعادة الاعتبار لمؤسّسات التنشئة الاجتماعية، فالتّطرف كسبب لتنامي الظاهرة وليد محدوديّة تأثير هذه المؤسّسات وقيامها بأدوارها، مما يلقي بهؤلاء الأفراد إلى الانزياح لسلوكيّات نفسيّة خطيرة ولمتاهة التطرّف.
خاتمة:
ختاماً، لقد أضحت ظاهرة الذئاب المنفردة من معالم الإرهاب الفردي مُقابل الإرهاب التنظيمي الجماعي، كخيار قتالي ساهمت الحركات الإرهابيّة في تطويره والدفاع عنه في وسائلها الدعائية، بين رؤية داعش له كإطار استراتيجيتها القتالية بعد تراجع خلافاتها المزعومة، وقد ساهمت دعايتها في التسريع بتنفيذ ذئاب منفردة لعمليّات عدة، يعود الدور المحوري لخلاياه الإعلامية بشبكة الأنترنيت في رعايتها وتوجيه أفرادها، غير أنّها لا تتعدى أن تكون ردود فعل انتقامية.
وفي سياق متّصل، عادت بعض الحركات المتطرّفة القومية لهذا الأسلوب، وللمفارقة، فإنّ العمليّات التي تقوم بها الحركات المتطرفة من الجانبين تَجني ثمارها مثيلاتها على الجانب الآخر؛ فاليمين المتطرّف يستغل هجمات داعش ومثيلاته من أجل تقوية رصيده ومكانته بالغرب والتخويف من المسلمين، أمّا العمليات التي يقوم بها اليمينيون فيُعدّها متعاطفو داعش من تجليات كراهية الغرب للمسلمين.
[1] لويس بيم 1946 – مواطن أمريكي من قومية بيضاء أوّل من أطلق استراتيجية المقاومة بلا قيادة في مقال له صادر فبراير 1992، انظر: http://www.louisbeam.com/leaderless.htm
[2] Edwin Bakker and Beatrice de Graaf, Preventing Lone Wolf Terrorism: some CT Approaches Addressed, PERSPECTIVES ON TERRORISM, Volume 5, Issues 5-6, December 2011, p34
[3]Chris Strohm, Lone-Wolf Terrorism, https://www.bloomberg.com/quicktake/lone-wolf-terrorism
[4]Jen Easterly, The Islamic State and the End of Lone-Wolf Terrorism, http://foreignpolicy.com/2017/05/23/the-islamic-state-and-the-end-of-lone-wolf-terrorism/
[5] محمد المصالحة، التطوّرات في البيئة الدولية وتأثيرها في ظاهرة الإرهاب، المجلة العربية للعلوم السياسية، عدد 21، شتاء 2009، الجمعية العربية للعلوم السياسية، مركز دراسات الوحدة العربية، ص 69
[6] نفس المرجع، ص ص 80-81
[7] فرغم الخلاف بين أجيال التنظيمات حول إنشاء كيان جغرافي محدّد التنظيم تحت مسمّى دولة او إمارة تعلن الخلافة، يرى ابن لادن عدم ضرورة ذلك، أمّا البغدادي فقد كان مُنساقا لفكرة الامارة، إذ سارع لإعلان دولة الخلافة وعيّن نفسه أميرا عليها، للمزيد راجع: أبو بكر الدسوقي، اشكاليات الانتقال في أجيال العنف، السياسة الدولية، عدد 198، اكتوبر 2014
[8] ممدوح الشيخ، أجيال العنف الاستمرار والتغيير، السياسة الدولية، 198، أكتوبر 2014، ص 76
[9] Magnus Ranstorp, "Lone Wolf Terrorism". The Case of Anders Breivik, Sicherheit und Frieden (S+F) / Security and Peace, Vol. 31, No. 2, nomos (2013), p 88
[10] يُقدّم الكتاب بأنّه من تأليف عمر عبد الحكيم المكنّى بأبي مصعب السوري ويعتقد أنّه لمصطفى عبد القادر الرفاعي، ويتكوّن الكتاب من جزأين؛ الأوّل: الجذور والتاريخ والتجارب، والثاني: يتطرّق للدعوة والمنهج والطريقة، ويوجزه صاحبه بأنّه إرساء لأصول الدعوة والعمل بالمقاومة الإسلاميّة العالمية، للمزيد راجع: https://www.goodreads.com/book/show/17375756
[11] عمرو صلاح، إطار تحليلي لجدل الأمن والديمقراطية .. حالة داعش، ملحق اتجاهات نظرية، مجلة السياسة الدولة، عدد 607، يناير 2017، ص 14
[12] أبو بكر الدسوقي، إشكاليات الانتقال في أجيال العنف، السياسة الدولية، عدد 198، اكتوبر 2014، ص 28
[13] مجلة الكترونية معناها باللغة العربية الإلهام تابعة لتنظيم القاعدة تصدر باللغة الإنجليزية عن فرع التنظيم باليمن، ظهر أوّل أعدادها في يوليوز 2010 وتوقّفت بعد اغتيال محرّريها سمير خان وأنور العولقي، وقدّمت المجلّة مواضيع تحريضية موجّهة للشباب الناطق بالإنجليزية وتوجيهات للمتعاطفين مع التنظيم لتنفيذ عمليات إرهابية، وقد صدرت ثمانية أعداد وتوقفت عن الصدور بعد اغتيال العولقي بقصف طائرة مُسيّرة لسيارته 2011، وواصل تنظيم القاعدة إصدار أعداد منها، حافظت على التحريض والتجييش.
[14] Thomas Joscelyn, AQAP publishes guide for derailing trains in the US, Europe
http://www.longwarjournal.org/archives/2017/08/aqap-publishes-guide-for-derailing-trains-in-the-us-europe.php
[15] تسجيل جديد لحمزة بن لادن تمهيدا لخلافة الظواهري،
http://24.ae/article/348278/%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9-%D8%A8%D9%86-%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%86-%D8%AA%D9%85%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A
[16] عمر متين، منفّذ عملية إطلاق النار على ملهى ليلي بأورلاندو يونيو 2016 مخلّفا عشرات القتلى والجرحى قبل أن تطلق عليه الشرطة النار وترديه قتيلا، وتشير معطيات إلى إعلانه البيعة والولاء لداعش، للمزيد راجع:
RUKMINI CALLIMACHI, Was Orlando Shooter..., op.cit.
[17]Thomas Joscelyn, AQAP leader calls for "simple" Attacks in the Wes, http://www.longwarjournal.org/archives/2017/05/aqap-leader-calls-for-simple-attacks-in-the-west.php
[18] محمد البازي، الذئاب المنفردة "الملاذ الأخير لداعش"، مجلة المستقبل العربي، عدد 456، فبراير 2017، ص 108
[19]Daniel L. Byman, How to hunt a lone wolf: Countering terrorists who act on their own, https://www.brookings.edu/opinions/how-to-hunt-a-lone-wolf-countering-terrorists-who-act-on-their-own/
[20] محمد البازي، الذئاب المنفردة ...، مرجع سابق، ص 109
[21]Rukmini Callimachi, Was Orlando Shooter Really Acting for ISIS?, https://www.nytimes.com/2016/06/13/us/orlando-omar-mateen-isis.html?action=click&contentCollection=Politics&module=RelatedCoverage®ion=EndOfArticle&pgtype=article
[22] Edwin Bakker and Beatrice de Graaf, Preventing Lone Wolf Terrorism..., op.cit., p48
[23] فاطمة الزهراء عبد الفتاح، تطوّر توظيف جماعات العنف للإرهاب السيبراني، ملحق اتجاهات نظرية، السياسة الدولية، عدد 208، اأريل 2017
[24] ناهض موسى طلفاح، البعد النفسي للفكر الديني المتطرف قراءات ارتباطية، مجلة حمورابي، عدد 7 السنة الثانية، اكتوبر 2015، ص 157
[25] محمد البازي، الذئاب المنفردة ...، مرجع سابق، ص 124
[26] الاتجاهات السائدة في قوانين مكافحة الإرهاب في العالم، تحرير شادي عبد الوهاب، تقرير المستقل- ملحق دورية اتجاهات الأحدث، عدد 15، يناير-فبراير 2016، ص 6
[27] نفس المرجع، ص 4