فردريك نيتشه: عندما يكون الإنسان الأسمى وجودياً ساحراً

فئة :  مقالات

فردريك نيتشه: عندما يكون الإنسان الأسمى وجودياً ساحراً

فردريك نيتشه: عندما يكون الإنسان الأسمى وجودياً ساحراً

"عندما يكون الإنسان الأسمى وجودياً ساحراً من يسبر غور العالم يحزر فعلاً أي حكمة تكمن في سعي البشر إلى السطحية. إنها فطرتهم للبقاء تلك التي تعلمهم أن يكونوا عجلين وخفافاً ومزيفين".

فردريك نيتشه، من كتاب ما وراء الخير والشر، ص92

غريزة الحياة والإنسان الأسمى

لعل ما يميز نيتشه هو صعوبة وضعه في أي خانة من خانات التأويل، من دون أن تسقطنا لغته المراوغة في شباكها وفخاخها، تلك اللغة التي تجمع النقائض في صيرورة متكاملة. إن التخلخل والتناقض في شذرات نيتشه وفلسفته جعله عرضة لأنساق تأويلية جاءت من بعده كالوجودية والعدمية ومناهج التفكيك، لكن لا شيء يعلو عند نيتشه على الحياة وطاقتها المتفجرة، ولا شيء كالفرد الذي يهدم القيم البالية والموروثات التي تنخر العالم المريض، ليقيم على أنقاضها عالماً تحكمه قيم الإنسان المتفوق، لكن الإنسان هنا ليس مركزاً، بل حركة عابرة في براءة الصيرورة يخلق المعاني ويرأب الصدع الذي يصيب الحضارة الإنسانية في كل زمن من الأزمنة.

نيتشه والوجودية

يعد التفكير الوجودي هو الأقرب إلى نيتشه؛ لأن حياته الخاصة كانت مصدراً للكثير من أفكاره، الأمر الذي حدا بنيتشه أن يبث الحياة في الفكر بشحنات لا تخلو من الحدس والعاطفة الشعرية، كما أن أسلوب نيتشه ولغته الصوفية في «هكذا تكلم زارداشت»، تجسدان الرؤية الفردية للعالم، وما يحمله هذا الفرد من إرادة متوقدة تحرر الإنسان من عبوديته، وتسمو به نحو حياة أكثر معنى وفاعلية.

إن وجود الإنسان سابق على ماهيته، وهذا هو المرتكز الأساس الذي تقوم عليه الوجودية برمتها، فليس للإنسان ماهية ثابتة، وهو دائما يخلق ذاته ويجاوز ماهيته في محاولة لا تعرف الثبات ولا تقف عند حد معين. يرى نيتشه أن العالم الذي يوجد وفق إدراكاتنا الحسية وتصوراتنا، هو العالم الذي يصلح لوجودنا، وهو مجال التجربة الإنسانية، لكن عادة ما يكون الإنسان مدفوعاً بالنقص في هذا العالم، وهذا النقص هو الذي يجعل ماهيته غير محددة ولا مستقرة، لكن هذا النقص هو المصدر الأساسي لحرية الإنسان عن طريق خلق ذاته دائماً. إن الإنسان المتفوق عند نيتشه هو إنسان وجودي قبل كل شيء يتصف بالعبقرية والقداسة، ويجعل من إرادة القوة ضرورة لخلق حياة مليئة بالعظمة والمعاني الإنسانية، كما إن فكرة موت الإله، وفكرة العود الأبدي تدلان على مجموعة القوى الخالقة عند الإنسان التي يجاوز فيها ماهيته الثابتة، بل إن إرادته الخالقة تسيطر على الزمان وتعلو عليه[1].

هكذا يبدو لنا نيتشه وجودياً ساحراً وملهماً أكثر من الوجوديين أنفسهم، فمن العدم الذي يجعل الحياة مخلخلة ولا قيمة لها، يخلق نيتشه فردوس الإنسان على هذه الأرض، ويصل به إلى مستوى الألوهية. يرى كولن ولسون أن نيتشه يعد خالقاً للوجودية مع كيركيغورد، غير أن أعماله لم تكتمل أصلاً لإصابته بالجنون الذي أذبل أوراق عقله، ولو لم ينهشه الجنون وتركه سليم العقل لحفر اسمه في الفلسفة كخالق عظيم ووريث حقيقي لهيغل. لقد كان نيتشه الفيلسوف الوحيد الذي بين الضعف الإنساني، وشخص الأمراض والعلل في التفكير المعاصر[2].

فيلسوف المطرقة

بالنظر إلى التاريخ الطويل للفلسفة، نجد أن النسق الفلسفي في بنائه وترابطه يشبه إلى حد كبير النسق الرياضي، من حيث الفكرة التي تربط حولها مجموعة من الأفكار ومن خلال المقدمات والنتائج، الأمر الذي قوضه نيتشه جملة وتفصيلاً، ورفض نظرية المعرفة واعتبرها مجرد لعبة عقلية، وإن الفلسفة مجرد سيرة ذاتية لصاحبها. كما جاء في الشذرة رقم6[3] من كتاب «ما وراء الخير والشر»، رأى نيتشه أن المذاهب الفلسفية وتياراتها تسبغ على العالم تصوراتها ومقولاتها القبلية، ثم وجه أسلحته للحسيين والتجريبيين، الذين جعلوا من العالم آلة صماء ليس فيها روح، وقوض كثيراً من هذه المذاهب الفلسفية، بحجة أنها تغازل الدين عن طريق الميتافيزيقيا والمفاهيم المثالية، وتحديداً الفيلسوف الألماني كانط. في كتاب «ما وراء الخير والشر» يهدم نيتشه كل أساس قامت عليه الفلسفات السابقة، كما أنه يفكك أعظم عقل اشتغالي فلسفي، وهو كانط ويغوص عميقاً في انفعالاته النفسية.

يعزو نيتشه هيمنة ثلاث حالات نفسية على تفكير كانط، جعلت تجربته الفلسفية ضيقة ومحدودة، هذه الحالات هي تعصبه اللاهوتي، ووثوقيته اللاواعية، ومنظوره الأخلاقي. وتأتي الضربة القاصمة التي وجهها نيتشه لكانط عندما استبدل سؤاله كيف يمكن أن تكون الأحكام التركيبية القبلية ممكنة؟ بسؤال يقلب جميع القيم، وهو لماذا يكون الاعتقاد في مثل هذه الأحكام ضرورياً؟ فهي في نظره أحكام خاطئة وغير صحيحة في عالم الظواهر، حيث تكمن حقيقة ما تدعى حقيقة، في عملية التكرار المتواتر للأشياء المتجانسة والمألوفة في طبيعتها المنطقية[4].

ويرى نيتشه أن عالم الظواهر قد أحيط بنظام صارم من المقولات العقلية والمنطقية والأخلاقية، غير أنه افترض أن نقيض عالم الظواهر ليس عالم الحقيقة، بل هو عالم غير متبلور، ولا يخضع لأي من تلك المقولات السابقة، ويتألف من فوضى الأحاسيس التي لا يمكن اختزالها إلى صيغة معروفة للجنس البشري إلى الآن[5].

نيتشه والأخلاق

يعد كتاب «جينالوجيا الأخلاق» (1887) واحداً من أهم الكتب التي قام فيها نيتشه بإعادة التقييم لكل القيم والأفكار التي مرت في العصور البشرية؛ فهو لم يقصد المثالية الكانطية والشوبنهاورية فقط، بل التقاليد المسيحية الأفلاطونية؛ العمود الفقري للثقافة الغربية منذ 2000 سنة، وقد ترك رفضه فراغاً مرعباً، كان يحاول ملأه بإعادة تقييم القيم كلها، الذي بقي غير منتهٍ عند انهياره، فيأخذنا نيتشه إلى أجواء من العدمية الساحرة وإلى عالمه اللامنطقي المفعم بالغرابة والدهشة، وكأنه يكتب بحد السيف، عندما يقول: «لست أحب من الكتابات كلها، إلا ما يكتبه الإنسان بدمه، اكتب بالدم تجد أن الدم روح»[6].

يرى نيتشه أن الأخلاق السائدة في العصر الحديث هي منظومة الأعراف والتقاليد، التي وافق عليها المجتمع وأصبحت بمثابة قوانين تحكم الفرد، ونزوعه السلوكي نحو الخير والشر بوصفهما مفهومين متناقضين. إن نيتشه وبدرايته النفسية يغوص في الأعماق ويفككها، قاصداً البحث عن الأصل الذي نشأت منه الأخلاق، محتذياً حذو عالم الأحياء تشارلز داروين في البحث عن أصل الإنسان والكائن الحي الذي انبثق من خلية الأميبيا الأحادية.

لقد هدم نيتشه كل ما تعارف عليه الفكر البشري من قوانين وأخلاق وأعراف، ورأى في فضائل مثل العدالة والتسامح والشفقة والمساواة، رذائل أنتجتها الأخلاق المسيحية، ومن قبلها الأخلاق الأفلاطونية، حيث يواصل حفره في أصل المفاهيم ومنشأها ليتوصل إلى أن الميتافيزيقيا هي منبع كل شر، ولكنه ليس الشر المتعارف عليه والسائد عند البشر، وإنما الشر الذي يحتقر الجسد والغرائز وينأى بالإنسان عن طبيعته وسجيته التي خلق عليها. يقسم نيتشه الأخلاق إلى قسمين: وهي أخلاق السادة التي تتصف بالشجاعة والجمال والقسوة والصدق، وأخلاق العبيد التي تتصف بالمكر والحيلة والغدر، والتي تخفيها تحت عدة مسميات وأقنعة أخلاقية للانتقام من السادة. لذا، يرى نيتشه أن العصور التي تسودها أخلاق العبيد والمثل الدينية، هي عصور انحطاط للبشرية، فالسادة هم من يصنعون القيم الأصيلة والأخلاق الحقيقية، التي تعتبر وليدة النزعة السوية في علاقة الإنسان مع الطبيعة. رفض نيتشه الاشتراكية والفوضوية واعتبرها أحد أشكال المسيحية الوضعية المعلمنة، لقد مقت روسو والثوريين الفرنسيين، ومقت أفكارهم السامة عن المساواة، وقد أعلن أن الأخلاقيات اليهودية والمسيحية هي بشكل جوهري أخلاقيات العبد، ويصف العبيد بأنهم مسلوبو الإرادة، غير قادرين على التصرف أو مواجهة النبلاء. لذا يستخدمون الانتقام المتخيل؛ وذلك بالعقاب في الجحيم[7]. إن الإنسان المتفوق الذي يبشر به نيتشه، هو نتيجة شبه حتمية للحياة في تطورها وتشكلها الجديد. الإنسان الأسمى هو الذي تتشكل جيناته من أخلاق المحاربين القدامى وقسوتهم، إنه روح الطبيعة، وابنها الضال، ذلك الذي ولد ليصنع قيماً جديدة تنقذ البشرية من الانحطاط والعبودية.

موت الإله.. وتحطيم المركزيات

ورد في الشذرة 125 من كتاب «العلم الجذل» على لسان المجنون الذي يشعل فانوسه بحثاً عن الله وسط حيرة وسخرية الجموع الملتفة حوله، ليصرخ أخيراً في وجههم: «أين الله؟ سأقول لكم لقد قتلناه أنتم وأنا، نحن كلنا قتلناه، ولكن كيف فعلنا ذلك؟ من ذا الذي أعطانا الإسفنجة لكي نمحو الأفق؟ ما الذي فعلناه لنحرر هذه الأرض من شمسها؟»[8].

لعل القارئ يتساءل هنا أي إله يقصد نيتشه؛ إله المسيحية واليهودية أم جميع الآلهة؟ هل قتل نيتشه الإله؟ أم حاول استئصال فكرة الإله من أعماق الجذور الإنسانية؟ لم يقصد نيتشه إله الأديان فقط، وإنما موت جميع عوالم الميتافيزيقيا، عوالم السببية والبواعث والغايات، ليس موتها، وإنما تحللها أيضا. تبقى عبارة موت الإله مفتوحة على مسارات التأويل المتشعبة حتى وقتنا الحاضر؛ فالبعض يرى أن أوروبا في تلك الحقبة تقدمت علمياً ومعرفياً، ولم يعد الكون ضحية التأويلات اليقينية للدين واللاهوت، وإنما هو محكوم بمجموعة من القوانين الفيزيائية التي تنظم مساره وأحداثه، حتى أخلاقياً وسياسياً ظهرت دساتير العقد الاجتماعي ولوائح حقوق الإنسان، لتلغي دور الدين والكنيسة في شرعية الأخلاق المستمدة منهما.

أراد نيتشه بقتله الإله أن يبزغ فجر جديد لمستقبل الحضارة البشرية مستمد من قوة الإنسان المتحرر من عالم الخرافة، الذي جعل الإنسان عبداً ذليلاً طيلة هذه القرون من العذاب. وربما أراد نيتشه بعبارة موت الإله أن يقتل الإنسان في داخله كل المعتقدات القديمة، وطرائق التفكير المستمدة من خوف جمعي لا واعٍ زرعته الأخلاق الدينية والميتافيزيقية، لكن يبقى نيتشه في عبارة موت الإله محاطاً ومحاصراً بالميتافزيقيا، على حد تعبير مارتن هايدغر، فعندما يموت المعنى في أذهان الناس ستظهر العدمية المخيفة، وستبزغ إرادة العدم إلى الوجود.

وهم الثقافة...وغريزة الحياة

إن الجزء الحيواني عند الإنسان هو جزء جوهري وأصيل في تكوينه ولا يمكن الاستغناء عنه، لأنه يربط الإنسان بالطبيعة وبحقيقته العارية الأولى، بلا تزويق ولا تجميل. لقد حاولت الأديان والحضارات وجميع المعارف كبت هذا الجزء الحيواني عند الإنسان بل وقتله أيضاً، الأمر الذي جعل الإنسان ينحرف عن حقيقته ويستبدلها بحقائق وهمية أنتجت أخلاقاً مريضة وعاجزة عن الارتقاء بالحياة، وهذه الأخلاق وإن كانت تحت مسميات لامعة وبراقة، إلا أنها تخفي في أعماقها أرذل الصفات وأكثرها انحطاطاً؛ فالإنسان الذي يتسم بالمكر والخداع والكذب والانتقام وغيرها من الصفات هو إنسان تجري إرادته الزائفة عكس مجرى الطبيعة، وهذه الصفات لا تحركها الرغبات بقدر ما يحركها الصراع الداخلي بين الجزء المدني المتحضر عند الإنسان، وبين جزئه الحيواني الذي يحاول أن يطفو إلى السطح، فيدفنه الإنسان في الأعماق السحيقة، أو يحاول قتله بقرار لا واعٍ، وهذه الازدواجية هي أساس كل صراع وكل انحطاط بشري.

لكن متى يكون الإنسان على حقيقته الأصيلة، ومتى يصغي بصفاء تام لصوته الأول الضارب في القدم؟

يعتقد نيتشه أن الإنسان لا يكون صادقاً إلا في أحلامه؛ فالإنسان الذي يحلم يكون أقرب إلى أسلافه البدائيين، وهذا العقل الغريزي الذي يفترضه نيتشه هو أكثر انسجاماً وتوازناً مع الطبيعة؛ لأنه يعرف كيف يرتقي بغريزة الحياة التي يجب أن تسود كل الغرائز.

وعلى هذا الأساس، إذا كان الجسد سالماً ومتصالحاً مع الحياة، فإن العقل يشتغل في اتجاه طبيعي، ويكون نتاج العقل مطابقاً لأهداف الحياة، والإنسان قبل كل شيء ليس عقلاً يتحكم في جسم، بل جسم يستعمل العقل كأداة طيعة للوصول إلى أهداف غريزية[9]. وقمة هذه الأهداف هي الحياة بكامل سموها.

إن كل ما أنتجه العقل البشري من ثقافة ومعرفة وعلوم يجب أن يخضع للحياة وقانونها في الاستمرار والبقاء؛ فما تعيشه البشرية منذ ألفي عام عبارة عن قيم فاسدة منحطة تنكر الحياة؛ لأنها نتاج عقل عاجز لم يستطع أن يخلق أي قيمة حقيقية على هذه الأرض، فلجأ إلى قيم زائفة تمجد الحياة في عالم وهمي وخيالي، وهذا الوهم لم يكن سوى موروثات العقل المريض الذي خلقه عجز المستضعفين وهم ينحدرون إلى المراتب السفلى في الحياة، وتحذوهم الرغبة في الانتقام من فرسان الحياة وصانعي مجدها الخلّاق.

إن الإيمان بالتوازن الذي تقتضيه الطبيعة بين غريزتي الحياة والموت، سيمنحنا تكيفاً صلباً للبقاء ومنسجماً مع كل التغيرات لنفسية التي تطرأ في حياة الإنسان، بهذا نستطيع أن ننفصل عن أوهام العقل ونستقل جزئياً عن حاجات العالم الخارجي وإكراهاته.

العود الأبدي.. ودوائر الوجود

أراد نيتشه للإنسان أن يبقى في لعب حر بين المخيلة وتوقها الغامض إلى اللانهائي، ومتع الجسد ومباهج الحياة، لذلك أكد على فكرة العود الأبدي التي كانت فكرة محورية في فلسفته، وهي أن جميع الأحداث والموجودات ومن ضمنها حياة الإنسان الفردية وما فيها من حزن وسعادة ستعاود التكرار والحدوث في عدد لانهائي من المرات، كل شيء يموت وكل شيء يعود، ودوائر الوجود لا انتهاء لها. لذا، جعل نيتشه الحياة كرنفالاً للاحتفاء بالوجود على الطريقة الدينوسوسية، من خلال العودة الفطرية والغريزية، إلى أصل الأصول في الطبيعة، وتقتضي هذه الحياة العارمة وقوفاً على حافة الخطر، وتجاوز المفاهيم الثنائية التي يكونها العقل البشري عن الألم واللذة، والسعادة الحقيقية في نظر نيتشه هي تعاظم القوة وتناميها داخل الفرد. يضفي نيتشه على المرض هالة من القدسية؛ وذلك لأنه يحفز الألم القادر على اختراق سرائرنا الخفية، فتعطينا هذا الكم الهائل من قوى الخلق والإبداع المتفجرة من أعماقنا.

«كذلك يعتبر نيتشه الجنون حالة طبيعية اقترنت بمصائر العباقرة والقديسين والأنبياء، ولا يمكن النيل من مكانة الجنون كونه حالة مرضية ونفسية»[10].

يقول نيتشه: ..«إن أعظم البشر الروحانيين يختبرون أعظم المآسي، وهم يحترمون الحياة لهذا السبب تحديداً، لأنها وجهت إليهم أعظم أسلحتها قوة»[11].

يعلمنا نيتشه أن نرحب بالحياة دائماً بخيرها وشرها، وأن نقول لها نعم مع كل الآلام والمصائب.

[1] - فؤاد زكريا، نيتشه، دار المعارف بمصر، ط2، 1966، ص 40 -43 -44 (بتصرف).

[2] - كولن ولسون، ما بعد اللامنتمي (فلسفة المستقبل)، نقلها إلى العربية يوسف شرورو وعمر يمق، منشورات دار الآداب، بيروت، ط5، 1981، ص74

[3] - ورد في الفصل الأول من تحكيمات الفلاسفة في الشذرة رقم6: «في ذاتية الفلسفات: اكتشفت شيئاً فشيئاً ما كانت عليه كل فلسفة كبيرة حتى الآن: أعني أنها اعتراف ذاتي لصاحبها، ونوع من المذكرات من غير أن يقصد أو يلاحظ». ينظر: فردريك نيتشه، ما وراء الخير والشر (تباشير فلسفة المستقبل)، ترجمة جيزيلا فالور حجار، دار الفارابي، بيروت لبنان، ط1، 2003، ص27

[4] - ينظر: عدنان فالح دخيل، دوائر نيتشه (جينيالوجيا المفاهيم)، جامعة الكوفة، سلسلة دراسات فكرية، بيروت، ط1، 2019، ص135-136

[5] - المرجع السابق نفسه، ص139

[6] - ينظر: نايجل رودجرز-ميل ثومبتون، جنون الفلاسفة، ترجمة متيم الضايع، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، ط1، 2015، ص 90

[7] - ينظر: نايجل رودجرز-ميل ثومبتون، جنون الفلاسفة، مرجع سابق، ص116

[8] - وردت الشذرة 125 في كتاب «العلم الجذل» بعنوان الأخرق: «ألم تسمعوا بذلك الرجل الأخرق، الذي كان مشعلاً فانوسه في وضح النهار، يركض في ساحة السوق ويصرخ بدون انقطاع ! إني أبحث عن الله.. أني ابحث عن الله!'...سأقول لكم لقد قتلناه- انتم وأنا، نحن كلنا قتلته! ولكن كيف فعلنا ذلك؟ كيف أمكننا أن نفرغ البحر؟ من الذي أعطانا الإسفنجة لكي نمحو الأفق بكامله؟» ينظر: فردريك نيتشه، العلم الجذل، ترجمة د. سعاد حرب، دار المنتخب العربي، بيروت-لبنان، ط1، 2001، ص 11

[9] - عبد الله العروي، مفهوم الأيدولوجيا، المركز الثقافي العربي، بيروت، الدار البيضاء، ط4، 1988، ص38

[10] - عدنان فالح دخيل، دوائر نيتشه (جينيالوجيا المفاهيم)، مرجع سابق، ص147

[11] - نايجل رودجرز-ميل ثومثون، جنون الفلاسفة، مرجع سابق، ص87 ھ       

حاول برديائيف التوفيق بين الفلسفة الوجودية وبعض المذاهب الباطنية والغنوصية. ورأى أن الإنسان بإمكانه أن يبلغ مراتب عليا ومجهولة من الوجود عن طريق الحرية والتحقيق الكامل للروح الإنسانية.