فريدريك دوجلاس (Frederick Douglass)
فئة : أعلام
ولد الكاتب الأمريكي المناهض للعبودية وأحد كبار المدافعين عن حقوق السود ودعاة التحرّر فريدريك دوغلاس، في مزرعة بولاية ماريلاند في 14 فبراير سنة 1818، وكان معدودا من صنف العبيد. أرسل إلى بالتيمور المتحررة نسبيا عند بلوغه سن الثامنة من عمره للعمل عند أحد أقارب سيده، حيث تعلم القراءة والكتابة بمساعدة زوجة سيّده، واشتغل أيضا في حوض لبناء السفن. ثمّ تمكّن من الفرار إلى مساتشوستس سنة 1838، بمساعدة من الصحفي وليام لويد غاريسون الداعي إلى إلغاء الرق، وسعى إلى العمل في بناء السفن مرّة أخرى، لكنّ زملاءه في العمل رفضوا التعاون معه لكونه من السود؛ فانصرف إلى العمل في مجالات أخرى، مثل حفر الأنفاق وجمع القمامة...
وفي سنة 1841، دعته جمعيّة مساتشوستس لمناهضة الرق قصد إلقاء سلسلة من المحاضرات حول تجربته في العبوديّة، بعد أن حظيت محاضرته الأولى عن معنى الحريّة بإعجاب أعضاء هذه الجمعيّة. ولم تكن مواقفه الرافضة للرق والميز العنصري متقبّلة دائما؛ فقد لقي الطرد والإبعاد نتيجة اعتراضه على الميز العنصري في القطارات، ورفضه تخصيص عربات للسود وأخرى للبيض، وكذلك الشأن أيضا في اعتراضه على التمييز الديني، من خلال مقاطعته لإحدى الكنائس التي تمنع صلاة السود إلى حين انتهاء البيض من صلاتهم.
وفي سنة 1845، نشر قصة حياته وكانت من أكثر قصص الرق شهرة وشعبيّة؛ وكان هذا النوع من القصص رائجا في تلك الفترة، وكانت تصدر في أغلب الأحيان عن سود أميين يتولون إملاءها على أناس بيض يدعون إلى إلغاء الرق وتصلح دعاية لدعوتهم تلك، وذلك في السنوات التي سبقت الحرب الأهلية مباشرة.
هاجر دوغلاس إلى إنجلترا، حيث وجد دعما من عديد أصدقائه، ممّن جمعوا له المال لكفالة حرّيّته، وهو ما أتاح له مواصلة نضاله ضدّ الرقّ ودعوته إلى التحرّر.
وفي سنة 1847، عاد مجدّدا إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وأنشأ صحيفة مناهضة للعبوديّة، مدافعة عن حقوق السود، اختار لها عنوانا "نجم الشمال"، وقاد حملة واسعة النطاق بمدارس روشستر ضدّ الميز العنصري. وكان له خلال الحرب الأهليّة (1861-1865) دور فعّال في تجنيد السود بالجيش الاتّحادي، والمفاوضات مع أبراهام لنكولن حول قضايا الرقّ. وقد نشر دوغلاس طبعتين منقّحتين لقصّة حياته هما: عبوديّتي وحرّيّتي (1855)، وحياة فريدريك دوغلاس ويوميّاته (1881).
توفّي فريدريك دوغلاس في 20 فبراير سنة 1895.