فلسفة التعليل والتعبّد في فكر الإمامين الشاطبي والدهلوي


فئة :  أبحاث عامة

فلسفة التعليل والتعبّد في فكر الإمامين الشاطبي والدهلوي

ملخص:

إنّ الحديث عن فلسفة التعليل هو حديث عن ذلك التأسيس المقاصدي الذي يعتمد على مساطر علمية تشكّل فسيفاء من اللغة وعرفها، والمعاني وسياقاتها. يناقش البحث المقاصدي ثنائية التعليل والتعبّد لينفذ إلى عمق العملية المقاصدية في قراءة النصوص وتأويلها.

لقد اهتمّ البحث المقاصدي بالتعليل لكونه يشكّل الطريق نحو استجلاء مقاصد النصوص وحكمها، ولكونه يعبّر عن معقولية التشريع وفلسفته التي يعبّر بها عن حكم الأحكام وغاياتها وأهدافها ومناطاتها، ويأتي في مقابل ذلك التعبّد، الذي يقف مع حدود النصوص ورسومها يعبّر عن صيغة تأسيسية لتوقف العقل أمام البحث عن خلفيات التشريع القارّة في غضون أركان النصوص ومنطوقاتها.

نقف في هذا البحث أمام مفكرين يعتبران من قامات الفكر المقاصدي: الإمام الشاطبي المؤسّس للمقاصد، والإمام الدهلوي حامل راية الإصلاح بخلفية مقاصدية أيضاً.

سوف نوضح منهاجية التفكير المقاصدي لدى كلٍّ منهما في ضوء نظريتي التعليل والتعبّد، لنستجلي كيفية التوظيف المعرفي لهذه الفلسفة المقاصدية، وما هي خلفية التأسيس لدى كلٍّ منهما.

إنّ وعي اللحظة الحضارية لدى كلٍّ من الشاطبي والدهلوي يجعلنا نقف على خلفية الطرح الفكري الذي استند إليه كلٌّ منهما، وهو يستحضر منظومة التشريع المقاصدية.

فالإمام الدهلوي أعلن في مشروعه المقاصدي "حجّة الله البالغة" عن مقاصد الدين أصولاً وفروعاً، واستند على التعليل من أجل صدّ الفلسفات الوثنية العدمية، ومن أجل صدّ العرفان الهرمسي السلبي، الذي يقوم على تغييب العقل تماماً.

فكانت معقولية التشريع تحمل صفات إظهار تعليل الأحكام والنصوص وتعقيلها، أمّا الإمام الشاطبي فخلفيته الصوفية العرفانية جعلته ينتصر كثيراً للتعبّد، انطلاقاً من مسلمة الاستسلام والانقياد التي هي معنى تربوي في العرفان والتزكية.

يقف بحثنا معرّفاً فلسفة التعليل والتعبد عند هذين المفكرين في سياق فكري مختلف، أثر حقيقة على المخيال المعرفي في تأسيس المقاصد لكلٍّ منها.

وهذا ما سنوليه بحثاً وبياناً في دراستنا التي ندعي أنّها تقف على الجوانب المعرفية والفلسفية للتعليل والتعبّد في الفكر المقاصدي.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا