مجاهد بن جبر
فئة : أعلام
مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكّي الأسود، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، ويقال مولى عبد الله بن السائب القارئ، ويقال أيضاً: مولى قيس بن الحارث المخزومي، وهو تابعيّ وواحد من كبار المفسّرين، ولد سنة 21 هـ/642م. أخذ التفسير عن ابن عبّاس وعرضه عليه ثلاث مرّات، ويذكر أنّه كان يستوقفه عند كلّ آية مستفسراً فيم نزلت وكيف كانت. وفي هذا يذكر شمس الدين الذهبي في سير الأعلام رواية عن ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد أنّه قال: "عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عبّاس، أقفه عند كلّ آية، أسأله فيمَ نزلت، وكيف كانت" (الذهبي، 1996، ج4، ص 450). ارتحل كثيراً واستقرّ في الكوفة. ومن أسباب كثرة رحلاته أنّه لا يسمع بأعجوبة إلاّ قصد موطنها، ليتثبّت من حقيقتها وينظر في شأنها، لذا قصد بابل بحثاً عن هاروت وماروت، واتّجه إلى بئر برهوت بحضرموت. ولم يكن في تفسيره يستثني سؤال اليهود والنصارى ويدوّن ما يأخذه عنهم، ولهذا ربّما كان بعض المفسّرين يتّقون تفسيره، وهو ما أشار إليه الذهبي في حكاية عن أبي بكر بن عيّاش أنّه قال: "قلت للأعمش: ما بالهم يتّقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنّه يسأل أهل الكتاب" (الذهبي، 1996، ج4، ص 451). ولم يكن هذا ليقلّل من شأنه فقد عُدّ حجّة وثقة، وفيه يقول سفيان الثوري مثلاً: "خذوا التفسير من أربعة: مجاهد، وسعيد ابن جُبير، وعكرمة والضحّاك" (الذهبي، 1996، ج4، ص 451). وإلى المعنى ذاته ذهب خُصيف في قوله: "كان مجاهد أعلمهم بالتفسير" (الذهبي، 1996، ج4، ص 451).
توفّي حوالي سنة 104هـ/722م. وقد اختلف المؤرّخون في تاريخ وفاته، ومنهم من ذهب إلى أنّها كانت سنة 100هـ، أو 102هـ.
انظر:
- الذهبي، شمس الدين. (1996). سير أعلام النبلاء. (ط.11). بيروت: مؤسّسة الرسالة. ج4، ص ص 449-457
- الزركلي، خير الدين. (2002). الأعلام. (ط.5). بيروت- لبنان: دار العلم للملايين. ج5، ص 278
