محمد أركون منطق الضرورة إلى علم كلام إسلامي جديد
فئة : مقالات
محمد أركون
منطق الضرورة إلى علم كلام إسلامي جديد[1]
تروم هذه المقالة مُقاربة أطروحة أركون حول اقتراحه المتضمن التفكير بأُسس معرفية جديدة في حقل الفكر الإسلامي المعاصر، على أساس النهوض بتفكير اجتهادي جديد أو مجدد في أرض الإسلام، يكون جديراً باللحظة التي يعيشها العالم وبضمنه المجتمعات المسلمة. فبما أن الأطر الاجتماعية والمعرفية التي يعيشها المسلمون اليوم قد تغيرت بدرجات غير مسبوقة، فكيف يمكن لخطاب الفكر الديني الإسلامي مساوقة متطلبات العصر الكبرى، فضلاً عن مجاراة إكراهاته الثقافية وغير الثقافية من لدن الحداثة والعولمة الجارية بوتيرة متصاعدة، حيث لا سبيل إلى تجاهلها أو زحزحتها عن طريق المسلمين.
إن غاية أركون هي الفحص النقدي حيال مسألتين مُلحتيّن؛ أُولهما، التحقق من طبيعة الاشتراطات التاريخية والثقافية والاجتماعية التي حكمت نظام إنتاج المعرفة في الفكر الإسلامي الوسطوي، والكشف عن ماهية المسلمات والمبادئ التي خضع لها هذا النظام طيلة قرون طويلة، من حيث إن هذه المبادئ كانت المسؤولة عن تشكيل المعتقد الإسلامي بتفرعاته المختلفة، وبالتالي عن تأسيس القواعد الناظمة لاشتغال العقل الإسلامي عبر مسيرته الطويلة.
أما ثاني هاتين المسألتين، فهي تخص تحققات أركون لمدى صلاحية التفسيرات والتأويلات سليلة علم الكلام القديم محاكاة أوضاع المجتمعات الإسلامية ومشكلاتها الراهنة في البيئات أو الوضعيات الحداثية المعولمة.
يُقدّر أركون أن فهم أوضاع المجتمعات الإسلامية، هدفه الوصول بالفكر إلى لحظة تأسيسية مُستئنفة تخص قضية العقلانية الإسلامية المعاصرة التي تتطلبها هذه الأوضاع، لأن تتجاوز تعريفها الخاص الضيق، المشدود دائماً إلى موقف المحاكاة الاستنساخية للذات التراثية القديمة؛ فالفكر الإسلامي الذي يعيش وسط بيئات عالمية تشهد تبدلات سريعة، يجب أن يعي جيداً ميكانيزمات الواقع العالمي، من جهة تحديد مضمون الخطاب الذي ينتجه ويتوجّه به سواء للمسلمين أم لغير المسلمين.
تجعل الوضعية الحداثية المعولمة الموصوفة للتو، والتي يعيشها الإسلام المعاصر كثيراً من البدهيات الدينية والقيم الأخلاقية والفقهية ـ القانونية والسياسية موضع امتحان كبير، فهي بنظر جميع أولئك الذين لا ينتمون إلى الفضاء الثقافي نفسه، أو حتى أولئك الوضعيين والعلمانيين الذين يفهمون الدين في سياق تحديداته وتغيراته، تبدو عتيقة وغير ملائمة لشؤون العصر وأَغراضه، أو أنها كفت عن إعطاء إجابات شافية، حول جدل المصائر الدنيوية والمعاشية، وبالتالي فإن الأمر يزداد صعوبة وتعقيداً بالنسبة إلى الفرد المسلم الذي يكتشف أن بدهياته الدينية قد أضحت في كل لحظة محل تساؤل وامتحان كبيرين.
قصارى القول، فإنه بالنسبة إلى أركون، تبدو القضية متعلقة بسؤال كبير، وهو، كيف يمكن للخطاب الإسلامي المعاصر أن يُساجل الحداثة ويجابه تحديات العولمة، بالنسبة إلى موضوع خطير يخص وظائف العامل الديني في السياقات المتغيرة؟ وبمعنى آخر ما هي طبيعة المكانة التي يمكن للدين أن يحتلها في الوضع ما بعد الحداثي المُعلمن بخاصة بعد التحولات الهائلة على كل من المعنى والحقيقة اللذين يجري تفكيكهما وأحياناً استدمارهما، وعلى الأقل زحزحتهما عن مواقعهما الكلاسيكية، من حيث إنهما أصبحا يخضعان للصيرورة والتحول المجدًد، بفعل الثورة المعرفية الملازمة للمنهجيات الحديثة المتعلقة بعلوم الإنسان والمجتمع والطبيعة على حد سواء، وبعد أن أخذ الإنسان الغربي وغير الغربي يعيش شرطه الوضعي المادّي، وأكثر من ذلك بدأ يقطع مع "كل تعالٍ أو تجذّر أنطولوجي أو ميتافيزيقي"([2]) نتيجة إصرار العقل العلمي الوضعي على تأكيد الوظائف الاستلابية للدين، واحتفائه المطلق بالتفسير الوضعي أو المادي للوجود الإنساني، في علاقته مع المعنى والحقيقة.
بالنسبة إلى أركون، فإن الإجابة تتمثل في جزء كبير منها بضرورة خضوع الفكر الإسلامي إلى إعادة "التقييم التاريخي والسوسيولوجي والأنثروبولوجي والفلسفي للبعُد الروحي عند الشخص البشري، على أساس إعادة الاعتبار إلى ذلك النوع من القلق المعرفي ذي السوية العالية الذي اختفى من ساحة الفكر الإسلامي، كما من ساحة الفكر الحديث أيضاً"([3]). إن مقصود أركون، هو التحقق من مدى وجاهة البحث في وظيفة الدين مع التسارع في وتيرة التحول نحو مزيد من العلمنة.
تتطلب المشكلة التي يعشها المسلمون مع تراثهم، إعادة موضعه هذه المشكلة مع التاريخ قبل موضعتها بإزاء مسألة الحداثة. ويبدأ التحديد المعرفي عند أركون من فهم الظاهرة الإسلامية وتجلياتها في التاريخ، وحقيقة تمايزها عن الظاهرة القرآنية، على أساس أن الأولى محاولة غير ناجزة، كما أنها غير مطابقة في الغالب لتحيين وتجسيد المقاصد والمعاني الأولى للظاهرة القرآنية، بعكس ما يتوهم علماء التفسير والشريعة ويطمئنون.
ولا بُدّ ـ بحسب أركون ـ عند دراسة الظاهرة الإسلامية من النظر في ثلاثة أمور، - تجذير الإسلام في التاريخية بدلاً من بقائه مفهوماً مثالياً أو مجرداً خارج الزمان والمكان.
- نقض جميع الخطابات وأنواع الخلط التي لحقت على مرّ القرون بمفهوم الإسلام،
- نزع البداهة العفوية عن مفهوم الإسلام،
إن الإقصاء الممنهج للتاريخية عند دراسة الظاهرة الإسلامية، أفسح المجال لتأبيد معيارية خاصة بالخطابات التيولوجية الإسلامية، أمحيت معه تاريخية القيم الأخلاقية ـ الدينية والأحكام الفقهية، وظهرت كما لو أنها خارج التاريخ ومتجاوزة كل الشروط الاجتماعية، بل أزيد من هذا فقد حُوّلت هذه المعيطات أو الشروط الاجتماعية العابرة (التاريخية) إلى نوعٍ من الأحكام المثالية التي تضمن نمط الإسلام الصحيح الصراطي.
يقترح أركون مساراً يتمثل في ترك مفهوم الدين (الإسلام)، والتراث مفتوحين، على التطور الذي يفرضه التاريخ، وهكذا يتحقق دمج العامل الروحي المحرك للإسلام مع تاريخيته، فإذا نُظر إلى الدين من زاوية التراث الذي يُعبر عنه، فإنه يمكن رؤية إسلام نامٍ متطور، بمعنى حيوي، يُعاد تعريفه وتحديده داخل كل سياق اجتماعي ـ ثقافي، وفي كل مرحلة تاريخية معينة.
السؤال المطروح راهناً، هو كيف نفكر في الإسلام اليوم؟ بالنسبة إلى الخطاب الأُصولي المعاصر، هو يُعاني قطيعة كبرى مع روح الإبداع التي كان الفكر الإسلامي يتمتع بها بالنظر إلى مساحة العقل فيه، وتعدديته اللاهوتية والفقهية، مثلما أنه يصنع قطيعة أخرى مع الفكر العالمي المعاصر، بصورة تُفقده القدرة على مُساجلة تحديات العولمة ومُجابهاتها، وبالتالي، فإنه يعجز عن التحقق من مدى نجاعة خطابه بموازاة هذه التحديات، التي تطرح أسئلتها الصعبة حول الوظائف الراهنة للعامل الديني، بخاصة أن الحركات الأُصولية الإسلامية تنخرط في عملية إعادة تأويل شعبوي للإسلام، المتخذ اليوم ذريعة أو قوة إيديولوجية تعبوية، في مواجهة الخصوم والأعداء الداخليين والخارجيين على حدّ سواء.
بطبيعية الحال، فإن محورية السؤال الذي يطرحه أركون يتعلق بالمكانة المعرفية التي يحتلها الخطاب الإسلامي المعاصر، وما يتطلبه الأمر من تفكيك للنظام الخاص بالتصورات المتعلقة به، والكشف عن مكانته المعرفية على أساس أن المجتمعات العربية الإسلامية بحاجة لأن تستفيد من المعرفة الجديدة التي يتيحها لنا الفكر المعاصر.([4])
لقد مضى زمن، منذ جيل النهضة، وإلى الآن، تغيرت معه حيوات المجتمعات الإسلامية، كثيراً وانقلبت بنياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لكن من جانب آخر بقي اللاهوت الإسلامي (علم الكلام) في أرض الإسلام على حاله التي نشأ عليها في بيئاته المذهبية والفرقية الكلامية. ولم يتغير، حتى أنه يمكن "القول بأن اللاهوت الإسلامي قد توقف منذ القرن الخامس أو السادس، وعلى الرغم من كل هذه المتغيرات، فإننا لا نزال نعيش على فتاوى ابن تيمية مثلاً... وهنا، على هذه الأرضية بالذات تتجلى أزمة الوعي الإسلامي، بشكل حاد وصارخ، وهنا يبدو الصدام مروعاً بيننا وبين العصر".([5])
يهدف الأساس التصوري للفكر الإسلامي عند أركون إلى البحث عن مناطق الالتقاء بين الإسلام والحداثة، كما يهدف إلى إرساء أسس جديدة للاهوت إسلامي يستجيب إلى حاضر المجتمعات الإسلامية، ومثل هذه الأمر يتطلب امتلاك فقه جديد في الإسلام، أو بالأحرى علم كلام جديد ويُبنى عليه مُستجدات الحداثة الأكثر إيجابية([6]). بالنظر إلى أن التفكير اللاهوتي في الإسلام، قد كفّ عن التجديد والعطاء على مثاله في العصر الوسيط.
يذهب أركون في هذا الخصوص، إلى المدى الذي ينادي فيه "بإحداث ثورة تيولوجية في الإسلام، لكي تتطابق أقولنا مع أفعالنا، ولكي نماشي متطلبات هذا العصر [لأنه] لم يحصل أي تأمل تيولوجي في الإسلام منذ الأشعري"([7]). (260-324هـ). ومعنى هذا أن اللاهوت التقليدي لم يعد قادراً على تقديم نفسه بوصفه مستودع المشاكل المثارة اليوم، بسبب قيامه على فكرة أو مفهوم مُبسط من الدين، يفسره بطريقة إنسانية إلى حدّ بعيد، والمشكلة أن هذا اللاهوت يزعم أو يدّعي أنه يتعامل مع المفاهيم المرتبطة بالله. إن ما ينبغي أن يدور حوله هو كيف نرتبط بالله، لا أن يدور حول الله نفسه، فالحديث عن الله ككائن يجمع ما بين الأخلاقي والأنطولوجي أو العلم الوجودي، يعني أن نضع الأسئلة حول الكيفية التي نتصرف بها في نطاق الأسئلة المتعلقة بما هو موجود.([8])
إن اللاهوت الديني المرتبط بالإيمان الخاص بأديان الوحي يقيم خطابه التيولوجي (الكلامي) على فكرة أو ذات الله نفسه، وهكذا فإنه لا ينفك يثير كل المشكلات الإيبستمولوجية العويصة، فضلاً عن المشكلات الأمبريقية، محولاً الصراع بين الفرق والطوائف إلى صراع عقدي ثقافي، ويتسربل بإيديولوجية صريحة أو مضمرة، هذا في الوقت الذي يجب معه تعديل فكرة هذا الخطاب نحو كيف يرتبط المؤمنون بالله؟ فإذا ما نحا اللاهوت هذا المنحى فإنه سوف يجد أرضاً خصبة، يقدم فيها اقتراحاته وحلوله المتجددة للأفراد المؤمنين، تُحِّدث نواحي فهمهم للدين والإيمان في السياقات الحداثية المعولمة والمعلمنة على حدّ سواء.
وبرأي أركون، فإن كلام الله الذي يعبّر عن وصاياه الغيبية، والمُتسم بالإستمرارية، ويفرض نفسه على المؤمنين في صورة تعاليم وعقائد دينية، يطرح اليوم صعوبات جمّة يواجهها اللاهوت الإسلامي التقليدي، من خلال تفكيك مجمل المبادئ والأحكام والقيم الدينية، وتفسيرها، وزحزحتها عن مواقعها القديمة، صوب آفاق جديد للمعنى([9]). من شأنها إدامة استمرارية هذا الكلام، وتغذية الوجدانات الدينية للذوات البشرية، بفكرة الوعد الإلهي المتضمن في وصاياه تلك.
إن اللاهوت الديني، يرتبط، على الدوام، بحالة المجتمع وحاجاته، وكذلك بدرجة تطوره، فإذا ما تغير المجتمع تغير هذا اللاهوت، ولذا فإن البشر يصابون بانفصام كبير في الشخصية، بسبب الهّوة الشاسعة التي تفصل أعمالهم وممارساتهم عن القواعد اللاهوتية، التي ظلت جامدة وتنتمي إلى عصر آخر، وهذا ما يحصل اليوم عند المجتمعات الإسلامية.([10])
التحدّي الأكبر يتمثل بعملية مراجعة للتراث الإسلامي، لغاية الإسهام في بناء اللاهوت الجديد، أو بمعنى آخر "إعادة تأسيس علاقة جديدة بين الله والإنسان، بين المجال المقدّس/ والمجال الدينوي"([11]) إن ما يُعمِّق المشكلة في وجه جميع المجتمعات التي تُفرض عليها الحداثة هو أن الانهيار الذي أصاب كل الإيديولوجيات والأَنساق الشمولية، مُضافاً إليها جملة التحديات التي تطرحها العلوم التجريبية في وجه العقل القانوني والأخلاقي والفلسفي، أدّت إلى زيادة الطلب على اللاهوت الديني التقليدي، الذي يبقى سجيناً لعقلية القرون الوسطى، ولا يمكنه تحمّل مسؤولية الوضع الراهن.([12])
إن ما يهم أركون هو معرفة الشروط التي توفر إمكانية تشكيل أو بناء اللاهوت الإسلامي الجديد، على أساس بلورة مفهومه بصورة دقيقة، وتزويده بمتانة علمية يحتاجها في تعامله مع الحداثة، وتبني قدرته على حل مشكلات المجتمعات الإسلامية الحديثة، ومساعدتها على تجاوز أزمة الوعي الذي تعيشه مع هذه الحداثة.([13])
هذه المسألة تقع بنظره على عاتق الإسلاميات التطبيقية، كما أن حل مشكلة التراث مع العصر، يكمن ابتداءً في قدرة الفكر الإسلامي على بلورة الأسس الجديدة للاهوت الخاص بعالم الإسلام، لأن اللاهوت القديم يشكل حجر عثرة أمام تطور المجتمعات الإسلامية([14]). كما أن حالة الصدام مع الحداثة، التي تمثله الحركات الأصولية المعاصرة، تفرض تساؤلات حقيقة وجدّية حول الوظيفة التي يمثلها الدين، علماً بأنها (الحركات) واقعة تحت تأثير قوى العولمة، من جهة، والارتدادات إلى الماضي من جهة أخرى. وهذا الأمر يشكل امتحاناً كبيراً يتعلق بمدى القدرة على بناء هذا اللاهوت المجدد، المأمول منه مساعدة المجتمعات الإسلامية في حل مشكلاتها مع العالم والعصر على حدّ سواء.([15])
قُصارى القول، إن هذا الأمر كله منوط بعملية المراجعة الجذرية لكل الظروف والمعطيات التاريخية التي ساهمت في منح المشروعية للأنظمة اللاهوتية السائدة منذ قرون، وكل ما كان الفاعلون الاجتماعيون في الإسلام قد انجزوه من أعمال تفسيرية، لكي يحل مكانها عمل اجتهادي إنساني آخر، والوصول إلى فهم حديث للدين ولأصوله ولوظائفه الأساسية في حياة المسلمين في كل وقت من الأوقات.
[1]- ذوات 45
(([2] أركون، محمد، (2009)، قضايا في نقد العقل الديني، كيف نفهم الإسلام اليوم، ط4، ترجمة وتعليق هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، ص194
(([3] أركون، (1999)، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، ترجمة وتعليق هاشم صالح، دار الساقي، بيروت، ص 213
(([4] أركون، (1987)، الفكر الإسلامي، قراءة علمية، ط1، ترجمة هاشم صالح مركز الإنماء القومي، بيروت، ص68
(([5] أركون (1995)، الإسلام، أوروبا والغرب، ط1، ترجمة هاشم صالح، دار الساقي، بيروت، ص185
(([6] أركون، ()2009)، نحو نقد العقل الإسلامي، ط1، ترجمة وتقديم هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، ص12-13
(([7] أركون، (1987)، من أجل مقاربة نقدية للواقع (مقابلة)، ترجمة هاشم صالح، مجلة المستقبل العربي، عدد 101، تموز، بيروت، ص9
(([8] ليمان، أوليفر (محرر) (2004)، مستقبل الفلسفة في القرن الواحد والعشرين، ترجمة مصطفى محمود، سلسلة عالم المعرفة، عدد30، ص208-209، الكويت.
(([9] أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، ص116
(([10] أركون، الإسلام أوروبا الغرب، ص185
(([11] أركون، قضايا في نقد العقل الديني، ص281
(([13] أركون، (1990) الإسلام، الأخلاق، السياسة، ط1، ترجمة هاشم صالح، مركز الإنماء القومي ـ اليونسكو ـ بيروت، باريس، ص274
(([14] أركون، قضايا في نقد، ص194
(([15] أركون، الفكر الأصولي، ص115