مفهوم التسامح: صعوبة التعريف وتحوّلات الواقع
فئة : أبحاث محكمة
مفهوم التسامح: صعوبة التعريف وتحوّلات الواقع([1])
ملخص:
سنعمل في هذه الورقة على توضيح وتحليل معضلة التسامح، وسنسعى كذلك إلى فحص مختلف الحلول التي قدّمتها النظريات السياسية والأخلاقية الحديثة والمعاصرة لها حتى يكتسب التسامح معنى ويُعترف له بدور في العلاقات البشرية سواء بين الأفراد أو بين الجماعات والطوائف والملل أو بين الدول كذلك. وسنتطرّق في مرحلة أولى إلى مفهوم التسامح بوصفه قيمة اجتماعية وفضيلة أخلاقية وكذلك استعدادا نفسيّا يرتبط بمشاعر أخلاقية مثل الخوف والتحيّز واللامبالاة والكراهية والاستحسان والاستهجان وبقيم ثقافية مثل التمدين والتحضّر والاحترام والتقدير والسماحة وقبول الاختلاف. كما سنعمل أيضا في هذا الجزء الأول من الورقة على تفسير ما يعنيه الفلاسفة بالحديث عن صعوبة التسامح للنظر في إن كانت هذه الصعوبة تحول دون إمكانه، مثلما يقول الفيلسوف برنارد ويليمز، أم أنه يظل ممكنا رغم صعوبته كما يذهب إلى ذلك الفيلسوف طوماس سكونلن. وفي مرحلة ثانية سننظر في التطوّر التاريخي لمفهوم التسامح من العصر القديم الذي كان فيه مجرّد فضيلة شخصية تحلى بها بعض رجال الدين أو الحُكام ودافعوا عنها أو مارسوها في مناخ فكري وسياسيّ اتسم بالتعصّب الديني والانغلاق الفكري إلى عصر ما بعد الإصلاح الديني في أوروبا حيث وجد التسامح طريقه إلى التحقق عبر التشريعات والمعاهدات بين الدول ومن خلال المؤسّسات وإعلانات حقوق الإنسان. وبطبيعة الحال كانت لأفكار اللاهوتيين والفلاسفة والأدباء التي سنعرضها أهمية بالغة في ترسيخ الإيمان بالتسامح وفي تجذير الحركة السياسة والثقافية المناصرة له والتي انطلقت من أوروبا وشملت فيما بعد أرجاء واسعة من العالم. وفي مرحلة أخيرة سنحاول فحص أهم الحجج التي قدّمت وتقدّم اليوم للدفاع عن التسامح للوقوف على مدى اتساقها.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1] نشر هذا البحث ضمن كتاب "التسامح في الثقافة العربيّة: دراسة نقديّة" الجزء الأول، إشراف ناجية الوريمي، مؤسسة مؤمنون بلا حدود.