مفهوم الحقيقة عند مارتن هيدغر والقديس توماس الإكويني
فئة : ترجمات
مفهوم الحقيقة عند مارتن هيدغر والقديس توماس الإكويني([1])
ملخص:
هل بالإمكان مواجهة فكرين متباعدين أحدهما عن الآخر؛ فكر القديس توماس الإكويني وفكر مارتن هيدغر؟ من البين أن تباعدهما التاريخي والروحي يخلق هوة سحيقة تبدو غير قابلة للتجاوز. وحتى إن بدا أن هيدغر يرتكز في فلسفته على أسئلة قديمة كسؤال الوجود، فإنما يتم ذلك في صلب فلسفة تسعى بكل جهدها إلى أن تكون مكتملة البنيان في إطار مابعد كانتي. في هذه اللحظة لا يتمثل القانون الأساسي للفكر في التطور الدائم لملكة التفكير بشكل يبدو فيه مذهب لاحق في الزمن متقدما عن آخر في جميع المستويات. إن الترابط الوجودي والخطي للمذاهب ينبغي أن يعمق في إطار مستوى أنطولوجي يسعى بكل جهده إلى الكشف عن الوجود. ومن جهة ما يعطي أهمية للتفكير ذاته، يبدو أن مارتن هيدغر والقديس توماس الإكويني يمثلان أفضلية في التقليد الغربي؛ مجهودهما المشترك، الأكثر وضوحا عند هيدغر والذي لا يقل حضورا عند مفكر العصر الوسيط، في تحديد الوجود فوق مستويات الجوهر والتحديد اللازمني، تشكل الأساس الذي لا نكاد نجده عند أي فيلسوف آخر. ليس مفهوم الحقيقة عند الفيلسوفين نسقا تكوينيا بقدر ما هو "نسق تفكيكي"، وتلك أهميته بالنسبة إلينا؛ نسق تفكيكي للتراث الفلسفي حول الحقيقة الذي نسي الوجود أو جعل نفسه واقعا خارج الوجود يمثله هيدغر الذي يدعو، في مقابل هذا التيه عن الوجود، العودة إلى "كنف الدازين" كسمة لكينونة الإنسان، ومن جهة نسق تفكيكي للاكتمال الأنطولوجي الذي يدعي قدرة الفهم والقصد الإنسانيين، في ارتباطهما بالمنهج الفينومينولوجي، الاحاطة بحقيقة الوجود دون الفهم الإلهي ودون ربط الوجود بالمستوى الروحي، وبالتالي اعتبار ميتافيزيقا ترتكز على الوجود والروح كفيلة باستكمال التفكير في الحقيقة كانكشاف لهذا الوجود ذاته، ويمثل هذا التصور حول الحقيقة القديس توماس الإكويني.
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- Rioux, Bertrand: «La notion de vérité chez Heidegger et Saint Thomas d'Aquin», in Saint Thomas d'Aquin aujourd'hui, Bruges, 1963 (Recherches de Philosophie, 6), p. 197- 217.