مفهوم النهضة الأوروبيّـة عند ميشله
فئة : مقالات
مفهوم النهضة الأوروبيّـة عند ميشله([1])
إنّ حرص ميشله على تأسيس مجتمع حداثي فرنسي، جعله يكرّس مساره كمؤرخ وأستاذ بكوليج دو فرانس لتحقيق هذا المسعى. أوّلا: عبر كتابة تاريخ الثورة الفرنسية باعتبارها "مؤسسة"[2] يتعيّن أن تُسْتَلْهَمَ منها المبادئ والمكتسبات الحداثية. وثانيا: بتلقين طلبته الفكر الحداثي، وإصدار مؤلفات تتوخّى إشاعة المبدأ الحديث بفرنسا، وهو التوجّه الذي قاده ابتداء من سنة 1840 إلى إعطاء مفهوم جديد للنهضة الأوربية لم يسبقه إليه غيره [3]. فما هو هذا المفهوم؟
من جهة، يتحدّد مفهوم النهضة الأوربية عند هذا المؤرخ في أنّ أوروبا القرن 16 لم تعرف ولادة جديدة للفنون والآداب فقط، بل شهدت أيضا اكتشافا للعالم والإنسان[4]. ومن جهة أخرى، في القطيعة مع التقليد ومع الطرق الوسيطية في التفكير والإحساس[5]، والهروب بعيدا عن الدناءة والحقارة وفقر العصر الوسيط المنتهي[6]. فما الدوافع التي حفزت ميشله على إعطاء هذا المفهوم الجديد للنهضة الأوربية؟
يُفَسَّرُ ذلك بعاملين رئيسين، يتصل أولهما، بالمتغيرات التي عرفتها حياته ابتداء من سنة 1839، والمتمثلة في فقدانه هذا العام لزوجته بولين روسو Pauline Rousseau [7] التي تزوّجها دون أن يحبّها، وأنجب منها ابنته أديلAdèle[8] وابنه شارل Charles[9]، والتي اعتبرها رفيقة سنواتــه الصعبة[10]. لذلك كان بديهيا أن تُحْدِثَ وفاتها انكسارا معنويا لديه، سرعان ما تجاوزه بعد أن تعرّف سنة 1840على السيدة ديميسنيل Dumesnil [11] وأحبها، والتي بادلته نفس المشاعر[12].
ثانيهما، يتحدّد في أنّ ميشله الذي كان سنة 1840 بصدد كتابة الجزء السادس من كتابه: تاريخ فرنسا: "لويس11 XI Louis"[13]-[14] الصادر سنة 1844[15] ظل غير راض عن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي ساد فرنسا خلال هذا القرن. فلما تطرّق في كتابه هذا إلى حكم شارل الثامن VIII Charles [16] لإيطاليا، لاح أمامه هذا البلد بمدنه المثقلة بالتاريخ وبحياته السعيدة[17]، في وقت انتقل فيه هذا المؤرخ ابتداء من سنة 1840 من التعاطف مع العصر الوسيط إلى انتقاده بشكل لاذع [18]. لاسيما بعد أن وظّف اليسوعيون ورجال الدين الإرث الثقافي لهذا العصر في معارضة التوجّه الحداثي بفرنسا [19].
في هذه الفترة بالتحديد، أغرت ميشله كلمة "النهضة Renaissance" - التي ذكرهـا في حديثه عن النهضة الأدبية بأوروبّا خلال القرن 16 فـي الصفحة 87 من كُتَيِّبِهِ: الجدول الكرونولوجي للتاريـخ المعاصـرTableau chronologique de l’histoire moderne[20] الصادر سنة 1825[21] - وَشَدَّتْهُ، فارتأى أن يوظّفها في آفاق أوسع[22].
يرى هذا المؤرّخ أنّ النهضة الأوربية لم تحدث بفعل هجرة علماء بيزنطة من القسطنطينية إلى إيطاليا بعد سنة 1453، إذ إن مفهوم النهضة لديه لن يبقى حبيس التطور الذي عرفته الفنون والآداب بأوروبا خلال القرن 16[23]، وهو ما يفصح عنه في كتيبه هذا، وبالتحديد في الفصل الخامس عشر منه، الذي عنوانه: الآداب والفنون والعلوم خـلال القرن 16 حينما يقول: "كان القرن 16 قرن التضلّع، بعد أن تَرَكَتْ حماسة التاريخ القديم الطريق التي فُتِحَتْ بشكل مفيد من طرف دانـتـي Danté[24] وبوكاس Boccace [25] وبيترارك Pétrarque[26]."[27]. مما يعني أنّ هذا الطريق الذي فتحه دانتي وبوكاس وبيترارك، حتى وإن لم يأخذ بعدُ لدى ميشله سنة 1825: اسم النهضة، قد أنضج في ذهنه، انطلاقا من هذا العام المفهوم الضمني لنهضة أوروبية أسس لها هؤلاء الإنسيّون الثلاثة.[28]
لقد حدثت النهضة الأوربية في نظر ميشله بفعل اصطدام فرنسا بإيطاليا، إبّان غزو الجيوش الفرنسية بقيادة شارل الثامن لإيطاليا ابتداء من سنة 1494 خلال الحرب الإيطالية الأولى[29] - [30]، وهو حدث كان بمثابة الشرارة والشعلة وعمـود النار الكبير الذي انبثقت منه هذه النهضة [31]. لكن هذا الاصطدام تمّ بين دولتين غير معاصرتين لبعضهما البعض، ففرنسا كان يطغى فيها التقليد والاجترار. أمّا إيطاليا، فكانت بلدا حداثيا ومتجددا[32]، "أن يتصادم عالمان، فهذا يُرَى وَيُفْهَمُ، وأن يجد عصران وقرنان مختلفان ومنفصلان عن طريق الزمن نفسيهما، فجأة، معاصرين لبعضهما البعض، ويتمّ تكذيب التسلسل الزمني، وحذف الزمن، فهذا يبدو أمرا سخيفا ..."[33].
وهي نهضة ارتبطت بإرادة فرنسيّي القرن 51 للتغيير، في ظل عقم الفلسفة اللاّهوتية للكنيسة آنذاك، ولم تكن وليدة تنظيرات فلسفية كما هو الشأن بالنسبة إلى الثورة الفرنسية [34]، "فَلْنَقُلْ أمرا بصراحة، لم نُشِرْ إليه بما فيه الكفاية: وَجَدَتِ الثورة الفرنسية صياغتها جاهزة ومكتوبة من طرف الفلسفة، أما ثورة القرن 16 فلم تَأْتِ إلا بعد مائة سنة ... لِتَجِدَ موتا مستحيلا وَعَدَمًا، ولِتنطلق من لا شيء، مما جعلها منارة بطولية نابعة مـن إرادة كبرى."[35].
ويُرجع ميشله تأخّر فرنسا القرن 15 بالمقارنة مع إيطاليا، ليس إلى حرب المائة سنة أو إلى قمع الكنيسة للفكر المتحرر بهذا البلد إبان القرنين 14 و15، بل إلى تكريس هذه المؤسسة الدينية آنذاك بتواطؤ مع النبلاء مناخا ثقافيا فرنسيا تَبَنَّى فلسفة اللاّهوت وعرقل العلم الحديث[36]، "أَنْجَبَ المبدأ القديم الهَرِمُ، مع الأسف، أبناء هرمين ومرضى وعاجزين وشاحبين، أي أبناء؟... العقم اللاّهوتي، أي أبناء؟ كل العلوم الخاطئة، بعد أن تم اضطهاد العِلْمِ الحقيقي، أي أبناء؟ حقارة البورجوازية، والحذر الصغير... إن العائق لم يتمثل في أننا لم ننجز شيئا خلال قرنين، بل في أننا.... خلقنا وأسَّسْنَا التفاهة والحماقة والضعف في كل شيء."[37].
إنّ ما أهّل فرنسا للنهل من الثقافة الإيطالية إبان الحرب الإيطالية الأولى، هو أن غزوها لإيطاليا لم يكن عسكريا فحسب، في ظل مرافقة الجيش الفرنسي من طرف مدنيين فرنسيين مثلوا مختلف شرائح المجتمع الفرنسي، "انتقلت فرنسا كلها ... إلى إيطاليا، فرأتها وأحست بها واستوعبتها."[38]. لقد تأثر الفرنسيون في هذه الحرب بالفن الإيطالي، ولاسيما بفـن كاتروسينتـو Quathrocento[39]، وأعجبوا بشموخ شخصية الإنسان الإيطالي[40]، "وَجَدَتْ فرنسا البورجوازية والمتدينة والمتواضعة في هذا اللقاء... شيئا من طبيعتها الأصلية، بعد أن استعادت هنا، مَلَكَةَ الشموخ، فلا شيء كان متواضعا أو زقاقيا أو بورجوازيا في إيطاليا القرن 15 التي أصبح فيها البشع والفظيع موضوعين للفن، بعد أن وجد ماكياﭬيللي Machiavel[41] وﭬانسي[42] Vinci متعة في رسم التماسيح والثعابين."[43]..
وبعد نهاية الحرب الإيطالية الأولى، لم يحمل الجيش الفرنسي معه إلى بلده أثاث إيطاليا وزليجها وأثوابها وجلودها وتماثيلها ولوحاتها، بل جلب معه خداع ودهاء ومكر الإيطاليين، وهي طباع لم يألفها الفرنسيون الذين حالت طيبوبتهم دون إدراكهم لها[44]، "كانت هنا (أي في إيطاليا) عظمة في الشر... حَالَ جهل فرنسيينا دون فهمهم لها ... فلقد تَوَهَّجَ العالَم، ليدخل في المعنى الشاعري ومعنى الحقيقة، وفي الحقائق الكبرى والابتكار الكبير."[45].
كما انفتح الفرنسيون في هذه الحرب على القانون والهندسة الرومانيين وعلى سياسة ماكياﭬيللي، واحتكوا بالإنسان الإيطالي الذي كان آنذاك "إنسانا إلها"homme - dieu، وعى أنه يشكّل مركز الكون، بعد أن تحرّر من قيود الدين الذي لطالما خَطَّ أمام عقله حدودا يستحيل اختراقها، "شَكَّلَ اكتشاف إيطاليا من طرف الفرنسيين وحيا لفرنسا التي افتُتِنَتْ في هذا البلد بالقانون والهندسة وسياسة ماكياﭬيللي والحرية، إذ إنّ إيطاليا كانت لا تؤمن كثيرا بالله، بل بالحرية والإنسان."[46].
لكن إذا كانت النهضة الأوربية قد حدثت بفعل اصطدام فرنسا شارل الثامن بإيطاليا آل بورجيا[47]، وتبلورت في فرنسا، فكيف انتقلت مكتسباتها إلى باقي الدول الأوربية؟
يمكن القول، إنّ اقتناع هذا المؤرخ بأن النهضة الأوربية قد نتجت عن اصطدام فرنسا بإيطاليا إبّان الحرب الإيطالية الأولى، قاده إلى التأكيد على أنها وُلِدَتْ بفرنسا التي تظل بامتياز القالب الذي أُعِدَّتْ فيه[48]، لاسيما أنّ هذا البلد كان متحمّسا خلال هذه الحرب للنهل من الثقافة الحداثية لإيطاليا: "وصلت فرنسا.... في ظروف مثالية أهَّلَتْهَا لهذا التلقين، فانطلقت للشرب من هذه الكأس، وأرادت أن تبتلع إيطاليا كلها."[49].
لقد غدا هذا البلد إذن، رائدا للنهضة الأوربية، لن يتوانى في تلقين مبادئها لباقي الشعوب الأوربية، "ستضطلع فرنسا، العضو الرئيس للنهضة، بنشر مكتسباتها لدى باقي الدول الأوربية."[50]. خاصة أنّ الفرنسيين أضحوا بعد الحرب الإيطالية الأولى الممثل الرئيس للإنسان الأوربي، "يظل فرنسي عهد شارل الثامن ولويس 12 XII Louis [51] الإنسان الحقيقي لأوروبا...."[52]، لذلك ناشدهم هذا المؤرخ أن يقدّموا من خلال سلوكهم أنموذجا حداثيا راقيا تسير على نهجه الشعوب الأوربية وتقتدي به [53].
ويرى ميشله أنّ النهضة الأوربية قد عرفت ثلاث مراحل مختلفة:
استمرت النهضة الأوربية الأولى خلال الفترة الممتدّة بين الحملة العسكرية لشارل الثامن على إيطاليا ابتداء من سنة 1494 ومعركة مارينيون Marignan [54] عام 1515. وهي نهضة طبعها التردّد وعدم الوضوح، مادام تأثير نتائجها الكبرى لم يكن قد اتضح بعْدُ [55]، بالرغم من اكتشاف كريستـوف كولـومب Christophe Colombe[56] لأمريكا سنة 1492، وصياغة كوبيرنيك Copernic [57] عام 1507 للنظام الصحيح للعالم؛ غير أنه لم يتمّ خلال هذه المرحلة إدراك المدى البعيد لاكتشاف العالم الجديد، في وقت ظلّ فيه النظام الصحيح للعالم الذي وضعه كوبيرنيك مجهولا [58]. إذن، فما المجال الذي تجلّت فيه النهضة الأوربية، خلال هذه المرحلة؟
تمظهرت النهضة الأوربية في مرحلتها الأولى في الميدان الأدبي، لكنها اقتصرت على بعث الآداب القديمة، وهو معطى يعكسه كتاب: الأمثال Les Adages[59] لمُؤَلِّفِهِ إيرازموسErasmus[60]، في وقت ظلت خلاله مؤلفات ماكياﭬيللي وأرسطوAristote[61] مجهولة، ولم يتم فيه بعد إصدار مُؤَلَّفِ كومينيسCommines[62]: المذكـرات mémoires Les [63] - [64].
كما تجسّدت النهضة الأوربية خلال هذه المرحلة في الميدان الفني، من خلال إبداعات ليونارد دوڨانسي وميشـيل أونـج Michel Ange [65] ورافاييل Raphael [66]، "عَبْرَ أعمال دوڨانسي وأونـج، اللذين كانا رسولين بعـيدين وسابـقين لعصـرهمـا... بالإضافة إلى ملك هذا العصر ׃ رافاييل."[67].
وإذا كانت النهضة الأوربية في مرحلتها الأولى قد تجسدت في آداب إيطاليا وفنونها، فلقد تمظهرت في فرنسا في المجال الفني، وبالتحديد في فن الزخرفة décor، إذ وجد الفنانون الفرنسيون سعادة بالغة في تزيين الخطوط البسيطة والمستقيمة للهندسة الإيطالية القديمة، ورسم الصور المستوحاة من الفن الإيطالي[68]. مما جعل مكتسبات النهضة الأوربية مهدّدة بالتلاشي - على حــد تــعـبـيـر لـوســيــان فــيــبڨر Lucien Febvre[69] - [70] لسببين؛ أولهما: أنّ تنظيرات روّادها، أمثال: إيرازموس وماكياڨيللي ظلت فردية ومعزولة، وثانيهما: أنّ الشعب الفرنسي لم يكن قد وُلِدَ بعد لدعم مكتسباتها[71]..
لقد عرفت النهضة الأوربية في مرحلتها هاته، فترة اضطراب، بعد أن طرح اكتشاف كريستوف كولومب للعالم الجديد قضية العبودية[72]، ولَمَّا أحدثت نظرية كوبيرنيك القائلة: بأنّ الأرض هي مركز الكون وليست الشمس خلطا لدى الإنسان الأوروبي الذي بدأ يبتعد عن التفكير المجرّد ولا يصدق إلاّ ما يشاهده [73].
أمّا المرحلة الثانية من النهضة الأوربية، فلقد جسدها الإصلاح الديني الذي قاده كالڨان Calvin [74]، مما أنقذ مكتسباتها التي كان ملك فرنسا ورجال دينها يعملان على تقويضها بهذا البلد، "كانت النهضة ستموت بالتأكيد، وهي مخدوعة بِصُدْفَةِ الحركيات في فرنسا التي تسـير تبعا للإرادات الضعيفة، وكان العالم سيسقط في شِبَاكِ صيادي الناس... لولا العبقرية الجريئة لكالڨان."[75]. كما أحيـى هذا الإصلاح الآمال في إمكانيّة نجاح النهضة الأوربية، لِمَا ميزّه من تحليل حر للإنجيل وتكوين جديد لرجال الدين، ودعوة إلى تبنّي الأعمال التي يطبعها الإيثار والتضحية [76].
وتمثلت المرحلة الثالثة من النهضة الأوربية في الإصلاح المعاكس الذي تزعّمه إيـﯕناس دو لويولة Ignace de Loyola[77] بإسبانيا، والذي أعقب ذلك الذي تزّعمه كالڨان، "أجابت الروحانية المادية والخيالية للوسط بقواها المكياڨيللية، بعد الروحانية العفوية والروحية والمضيئة للشمال... إذ خرجت الآلة الخطيرة لتمارين إيـﯕناس، منذ وقت مبكّر، بل حتى قبل مدرسة المقاومة التي أسّستها جنيـﭫ..."[78].
لقد أسهم إيـﯕناس دو لويولة بشكل متميز في بلورة المرحلة الثالثة من النهضة الأوربية التي أصبح حدوثها أمرا حتميا. بعد أن غدا من الضروري إحداث قطيعة مع العصر الوسيط، لاسيما في ظلّ ما كان يعرفه من تجاوزات تقودها الملكية والكنيسة: "أمر غريب، لجأت الحرية التي وجدتها فرنسا في إيطاليا إلى إسبانيا بجوار محاكم التفتيش، ورأى الحزب القديم للسلطة الذي يسيطر على هذه الأمة: ســـانت تيريز داﭬيلا Sainte Thérèse d’Avila [79] أن تعاليم المسيح قد غابت عن هذا العالم... فأعطتنا إسبانيا، الكبيرة هذه، بغرابتها وفكرها الإيجابي إيـﯕناس دو لويولة المذهل بشجاعته وسيطرته، في وقت كانت فيه أوربا في عهد هنري الرابع IV Henri[80] ومونتين Montaigne[81]، مُبْيَضَّةً بالعظام، فأصبح لزاما، إذن، أن ينفصل الإنسان عن ماضيه ونَفْسِهِ." [82]
وحتّى يطرح ميشله النهضة الأوربية، بمفهومها الجديد، فلقد أحدث قطيعة مع موقفه السابق المؤيد للعصر الوسيط، والذي عبّر عنه في الأجزاء الستة الأولى[83] من مؤلفه: تاريخ فرنسا، التي أعطاها عنوان: "تاريـــخ فرنســـــــا خــلال العــصــــر الوســـيــط" "Histoire de France au Moyen Age"، وأكد فيها على أنّ الكنيسة في فرنسا الوسيطية كانت رمزا للوطن، "امتزجت حياة الكنيسة خلال العصر الوسيط بحياة الوطن نفسِها، مما يجعل التنكر لها تنكرا لفرنسا."[84]، وهي الأجزاء التي أبدى فيها تعلّقا قويا بهذه المؤسسة الدينية، ولم يجرؤ فيها على انتقادها، بل إنه اعتبر ذلك طعنا في الديانة المسيحية، "يُقْدِمُ على المساس بالمسيحية من يجهل هذه الديانة، أما بالنسبة لي، فإنني أتذكر الليالي التي رأيت فيها امرأة مريضة لا تقوى على الحركة، وهي تطالب بأن نساعدها على تغيير مكانها ... فكيف يجرؤ المرء على المساس بهذه الأعضاء المتألمة؟"[85].
ونلمس لدى هذا المؤرّخ إعجابه بالكنيسة في فرنسا العصر الوسيط من خلال تبيانه في هذه الأجزاء لدورها آنذاك في تكوين العديد من الأبطال الفرنسيين، "من سيعيد لنا هذه الطهارة ولطف الروح هذا، وتلك الرفعة التي رَقَّى بها العصر الوسيط أبطاله؟" [86]، وهو الإعجاب ذاته الذي نرصده لديه، وهو يوضّح الأدوار السياسية والاقتصادية والعسكرية التي اضطلعت بها هذه المؤسسة الدينية في المجتمع الفرنسي الوسيطي، "كانت الكنيسة المسكن الحقيقي للشعب والإنسان، وشكلت آنذاك (أي خلال العصر الوسيط) ملجأ احتضن الحيـاة الاجتماعية بأسرهـــا، بعد أن صلى فيها الرجل وتداول القساوسة، أما جرسها فكان صوتا للمدينة. لقد دعت الناس إلى أعمال الحقول وأشغال المدينة، وأحيانا إلى معارك الحرية. ففي باريس، وحتى عهد قريب، كانت اللحوم المملّحة لباك Pâques[87] تباع بفناء كاتدرائية نوتردام دوباري ... إذ مَثَّلَ الشعب والكنيسة آنذاك نفس الشيء، كما هو الشأن بالنسبة للأم والطفل... فالأم تريد لوحدها أن تلبي حاجيات طفلها، لذلك تُقَبِّلُهُ كله بلا تحفظ."[88].
لم يقتصر إعجاب ميشله بالكنيسة في فرنسا العصر الوسيط على الأدوار التي اضطلعت بها داخل المجتمع الفرنسي، بل امتد إلى ما مثّلته من قيم للصبر وسموّ الأخلاق، "... أَكْرِمُوا أيها الرجال، وقَبِّلوا الرمز الذي تحمله! فهذا الرمز هو الصبر، ورمز انتصار الحرية الأخلاقية... فليكن من الآن فصاعدا، ديانة أو فلسفة، ولينتقل من المعنى الروحاني إلى المعنى العقلاني، إذ يجب أن نحبّ دائما في هذه المآثر، انتصار الأخلاق الإنسانية."[89].
غير أنّ هذا المؤرخ بدأ يرى مع تقدّمه في كتابة مؤلفه: تاريخ فرنسا، أنّ الكنيسة وبعد أن كانت حارسة الحضارة الأوربية ورسولها إبان العصر الوسيط، أصبحت خلال العصر الحديث عدوّة للحرية. مما دفعه إلى الدفاع عن مُضْطَهَدِيهَا وضحاياها بنفس التعاطف الذي دافع به عنها فيما مضى [90]. لذلك، انتقد في الأجزاء اللاّحقة من مؤلفه هذا، وعلى نقيض الأجزاء الستّة الأولى منه العصر الوسيط والقوى الموروثة عن النظام القديم، المتمثلة أساسا في الملكية ورجال الدين. ويوضح ﯕابرييل مونود هذا المعطى بقوله: "تمّت كتابة القسم الثاني من مؤلف: تاريخ فرنسا، بطريقة أخرى غير الطريقة الأولى، طغى فيها رجل الحركة والشاعر والفيلسوف على المؤرخ والناقد، بعد أن هاجم ميشله بعنف...العصر الوسيط والكاثوليكية والمَلكية."[91].
ويرى ميشله ضرورة إحداث هذه القطيعة، "كنت مضطرّا لأقول للعصر الوسيط... الذي أمضيت فيه حياتي ...: إلى الوراء! ..."[92]، وذلك حتّى يتمّ إرساء أسس مجتمع حداثي بفرنسا القرن 19 التي أصبح فيها الموروث الثقافي للعصر الوسيط عائقا يحول دون بلوغ هذه الغاية، "أصبحت تُعِيقُنَا الصناعة التي خلقناها بالأمس... وَجَعَلَنَا التاريخ نَنْحَطُّ، عوض أن يعيد لنا الحياة... فلقد اسْتَحْضَرْنَا التاريخ، وها هو في كل مكان، وها نحن محاصرين ومختنقين ومسحوقين. إننا نمشي منحنين تحت هذا الحِمْلِ، ونحن عاجزين عن التنـفــس والابتكار."[93].
لذلك عدّل هذا المؤرخ طبعات الأجزاء الستة الأولى من مؤلفه: تاريخ فرنسا، التي أصدرها بين عامي 1833 و1843، وأعيد نشرها بدور النشر: لاكروا La Croix وماربون Marpon وهيتزل Hetzel ولومير Lemerre بين سنتي 1871 و1876. فحذف على سبيل المثال: من الجزء الثاني من كتابه: تاريخ فرنسا: "جدول فرنسا، الحروب الصليبية، سان لويس" "Tableau de la France, Les Croisades, Saint louis" الصادر سنة 1833 عن دار النشر هاشيتHachette [94]، فصلا عنوانه: "الصـبر كمــبدأ للفن خلال العـصر الوسـيط"، كي لا يعطي للقارئ انطباعا جيدا عن هذا العصر، ويقنعه بضرورة تبنيه للمبدإ الحديث [95].
لا يتمثل إذن مفهوم النهضة الأوربية عند ميشله في إحياء التراث اليوناني، وإنّما في القطيعة مع الطرق الوسيطية في التفكير والإحساس. إنّها نهضة لا ترتبط بهجرة علماء بيزنطة إلى روما بعد سنة 1453 حاملين معهم التراث اليوناني، بل بغزو فرنسا شارل الثامن إبّان الحرب الإيطالية الأولى لإيطاليا آل بورجيا التي انفتح فيها الفرنسيون على القانون الروماني والهندسة وسياسة ماكياﭬيللي والحرّية التي جسّدها عدم تديّن الإنسان الإيطالي، وهي مكتسبات راكمتها فرنسا واستوعبتها إبان القرن 16، واضطلعت بنشرها على امتداد العصر الحديث داخل أوربا التي ظل فيها هذا البلد آنذاك رائد المبدإ الحديث، تلك الريادة التي كرّستها لديه الثورة الفرنسية لاحقا.
1 - جول ميشله: (1798 – 1874)، مؤرّخ فرنسي، ومن بين أهم مؤلفاته: تاريخ فرنسـا Histoire de Franceالـذي أصدره في سبعة عشر جزءا خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1833 و1869. انظر أطروحتنا لنيل الدكتوراه في التاريخ برسم الموسـم الجـامعي: 2013 - 2014: "منطق الكتابة التاريخية عند المؤرخ جول ميشله "Jules Michelet، جامعة محمد الخامـس أﯖـدال، كليــة الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط.
[2] - للمزيد حول مرجعية موروث الثورة الفرنسية في المشروع الحداثي الذي سطّره ميشله لفرنسا، راجع:
- Paul Viallaneix, Cours au Collège de France par Jules Michelet, Paris, Gallimard, 1995,T.II,1845 - 1851, cours de 1845,L’esprit et la portée de la Révolution, premier semestre: Non pas la Révolution mais la Fondation, pp.9 - 60
[3] - للمزيد حول مفهوم النهضة الأوربية عند ميشله، راجع:
- Gabriel Monod, La Vie et la Pensée de Jules Michelet (1798 - 1852), Paris, Honoré Champion, 1923, réédition, Genève, Slatkine Reprints, 1975,T. II, La crise de la pensée de Michelet , La prédication démocratique, chapitre: V, le cours de 1840 - 1841,Renaissance, p.42 - 54./ P. Viallaneix, Cours au Collège de France…op.cit., T.I,1838 - 1844, cours de 1840,Renaissance, p.341 - 411,et cours de 1841,Éternelle Renaissance, p.413 - 464.
[4] - Francis Haskell, "Michelet et l’utilisation des arts plastiques comme sources historiques", Annales ESC, Vol. 48, Nº 6, 1993,p. 1416 - 1417.
[5] - Lucien Febvre, Michelet et la Renaissance, Paris, Flammarion, 1992, p.227.
[6] - Ibid., p.197.
[7] - بولين روسو: (؟ - 1839)، هي زوجة ميشله الأولى.
[8] - أديل ميشله: (1824 - 1855)، هي ابنة المؤرخ جول ميشله.
[9] - شارل ميشله: (1829 - ؟)، هو ابن المؤرخ جول ميشله.
[10] - L. Febrve, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.157.
[11] - السيدة ديميسنيل: (? - 1842)، كانت احدى عشيقات ميشله خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1840 و1842.
[12] - L. Febrve, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.158.
[13] - لويس 11: (1423 - 1483)، كان ملكا على فرنسا خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1461 و1483.
[14] - يرصد هذا الجزء تاريخ فرنسا خلال القرن 15.
[15] - P. Viallaneix, Michelet, les travaux ... , op. cit.,p.561.
[16] - شارل الثامن: (1470 - 1498)، كان ملكا على فرنسا خلال الفترة الممتدة بين عامي 1483و1498.
[17] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p. 160.
[18] - Ibid., p. 162.
[19] - Jules Michelet, Histoire de France au seizième siècle, t. VII, Renaissance, Paris, Chamerot, 1855, Introduction, p. IV.
[20] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.158.
[21] - P. Viallaneix, Michelet, les travaux …, op.cit., p.559.
[22] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.158
[23] - Ibid., p.174.
[24] - دانــتــي أليـﯕــيــيــري: (1265 - 1321)، رجـل سـيـاسـة وكـاتـب إيـطـالـي، ومــن بـيـن مـؤلفاته: الكوميديا المقدسة la Divine Comédie الذي أصدره سنة 1472.
[25] - جيوﭬاني بوكاسيو: (1313 - 1375)، كاتب إيطالي، ومن بين مؤلفاته: ديكاميرون Décaméron الذي أصدره بين سنتي 1349 و1353.
[26] - فرانسيسكو بيترارك: (1304 - 1374)، مثقف، وشاعر، وإنسي إيطالي، ومن بين مؤلفاته: إفريقيا Africa الذي أصدره سنة 1397.
[27] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.174.
[28] - Ibid.
[29] - Ibid., p.175.
[30] - الحرب الإيطالية الأولى: تندرج هذه الحرب في إطار حروب إيطاليا الأولى، ولقد استمرت خلال الفترة الممتدة بين عامي 1494 و1497، ودارت على الأراضي الإيطالية بين القوات الفرنسية وحلفائها الميلانيين duché de Milan من جهة، وقوات مملكة نابل Royaume de Naples وحلفائها الإيطاليين والإسبان من جهة أخرى. وكان الباعث وراءها مطالبة الملكية الفرنسية بعرش مملكة نابل. ورغم الانتصارات التي حققتها القوات الفرنسية في العديد من المعارك، فإنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها من هذه الحرب التي انتهت بتوقيع هدنة قلعة هِناريس trêve d’Alcalá de Henares، في 24 نونبر 1497 التي أنهت القتال بين الطرفين.
[31] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.180.
[32] - Ibid.
[33] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., t. VII, Renaissance, p.59.
[34] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.235.
[35] - J.Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., t. VII, Renaissance, Introduction, p. IX.
[36] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.175 - 176.
[37] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., t. VII, Renaissance, p.59 - 60.
[38] - Ibid., p.58.
[39] - كاتروسينتو: تطلق هذه التسمية في تاريخ الفن على فترة استمرت في إيطاليا بين سنتي 1420 و1500، ساد خلالها اتجاه فنّي انطلق من مدينة فلورانسا Florence كرّس الفن البيزنطي والقوطي، وقاده كل من: دومينيكــو ﭬينيزيانو Veneziano Domenico (حوالـي 1400 - 1461) وفــيليبـو برينيليـشي Filippo Brunelleshi (1377 - 1441).
[40] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.177.
[41] - ماكياﭭيللي: (1527 - 1649)، مؤرّخ، ومفكّر سياسي إيطالي، ومن بين مؤلفاته: الأمير Le Prince، الذي أصدره سنة 1532.
[42] - ليونارد دوﭬانسي: (1452 - 1519) فنان تشكيلي، وعالم إيطالي، ومن بين أشهر لوحاته La Jocande، التي رسمها بين سنتي 1503 و1506.
[43] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., T. VII, Renaissance, p.60 - 61.
[44] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.178.
[45] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., T. VII, Renaissance, p.62.
[46] - P. Viallaneix , Cours au Collège de France ... op.cit., T. I, 1838 - 1844, cours de 1840, Renaissance, premier semestre, Méthode, mon auditoire, première leçon, lundi 6 janvier 1840, Passage au monde moderne, p.352.
[47] - آل بورجيا: أسرة من النبلاء كان لها نفوذ سياسي واقتصادي كبير في إيطاليا القرن 15، ومن بين أبرز شخصياتها: ألفونسو بورجيا Alfonso Borgia (1378 - 1458) الذي كان بابا للكنيسة الكاثوليكية تحت اسم كاليكست الثالث III Calixte، وجيوﭬاني بورجيا Giovanni Borgia (1474 - 1497) الذي كان واليا على روما.
[48] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.199.
[49] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., T. VII, Renaissance, p.17.
[50] - Ibid., p.63.
[51] - لويس 12: (1462 - 1515)، كان ملكا على فرنسا خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1498 و1515.
[52] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., T. VII, Renaissance, p.64.
[53] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.200.
[54] - معركة مارينيون: تندرج هذه المعركة في إطار الحرب الإيطالية الخامسة (1515 - 1516)، ولقد جرت يومي 13 و14 شتنبر 1515 بالجنوب الشرقي لمدينة ميلان، ودارت بين القوات الفرنسية وحلفائها الـﭭينيسيين من جهة، والمرتزقة السويسريين المدافعين عــن دوقــيــة مــيــلان من جهة أخرى. وانتهت بهزيمة الطرف الثاني وتوقيع اتفاقية ﭭيتيرب Traité de Viterbe في 13 أكتوبر 1525، التي اعترف بموجبها البابا ليون العاشر Léon X (1475 - 1521) بسيادة فرنسا على دوقية ميلان.
[55] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.244.
[56] - كريستوف كولومب: (1451 - 1506)، بحار إيطالي اكتشف العالم الجديد سنة 1492.
[57] - نيكولا كوبيرنيك: (1473 - 1543)، عالم دين وطبيب وعالم فلك بولوني، ومن بين مؤلفاته: ثورات الكرات السماوية révolutions des sphères célestes الذي نشره سنة 1543.
[58] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.200.
[59] - كتاب الأمثال: يتألف هذا الكتاب من مجموعة من الأمثال الإغريقية واللاّتينية، ولقد صدر في نسخته الأولى سنة 1500.
[60] - ديزيديريس إيرازموس رويتروداموس: (469 - 1536)، عالم دين وكاتب وإنسي هولندي، ومن بين مؤلفاته: مدح الجنون Eloge de la folie الذي أصدره سنة 1511.
[61] - أرسطو: (384 قبل الميلاد - 322 قبل الميلاد)، فيلسوف يوناني، ومن بين مؤلفاته: حول الفلسفة Peri philosophias الذي ألفه بين سنتي 348 و345 قبل الميلاد.
[62] - فيليب دوكومينيس: (1447 - 1511)، رجل سياسة وإخباري وكاتب مذكرات فرنسي من أصل فلاماني، يشكل مؤلفه: المذكرات مصدرا مهما لدراسة تاريخ فرنسا وأوروبا خلال العصر الوسيط.
[63] - كتاب المذكرات: أُلِّفَ هذا الكتاب بين عامي 1489 و1498 وضم ثمانية أجزاء، أرّخ الجزآن السابع والثامن منها للحملات العسكرية التي قادها شارل الثامن ضد إيطاليا.
[64] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.244.
[65] - ميشيل أونج: (1475 - 1564)، فنان تشكيلي وشاعر ومهندس إيطالي، ومـن بـيـن لــوحــاته: استـشـهـاد سان بـيـيــر Le Martyre de Saint Pierre التي رسمها بين سنتي 1546 و1550.
[66] - رافاييلو سانزيو: (1483 - 1520)، فنان تشكيلي ومهندس معماري إيطالي، ومن بين لوحاته: زواج العذراء Mariage de la Vierge التي رسمها سنة 1504.
[67] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., T. VII, Renaissance, p.308.
[68] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.245.
[69] - Ibid.
[70] - لوسيان بول ﭭيكتور فيبڨر: (1878 - 1956)، مؤرخ فرنسي مختص في التاريخ الحديث، ومن بين مؤلفاته: كلاسيكيو الحرية، ميشله، ولوزان، وتري Les Classiques de la liberté, Michelet, Lausanne, Traits الذي أصدره سنة 1946.
[71] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.245.
[72] - Ibid., p. 246.
[73] - Ibid.
[74] - جـــون كـــالــڨــــان: (1509 - 1564)، رجـــل ديــن فـــرنـــســـي، ومـن بـيـن مـؤلفاته: تعليم الديانة المسيحية religion chrétienne Institution de la الذي أصدره سنة 1536.
[75] - Jules Michelet, Histoire de France au seizième siècle, t. VIII, Réforme, Paris, Chamerot, 1855, p. XIV - XV.
[76] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.247.
[77] - إيـﯕناس دو لويولة: (1491 - 1556)، مصلح ديني إسباني، ومن بين مؤلفاته: تمارين روحيةExercices spirituels الذي أصدره سنة 1548.
[78] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, op.cit., t. VIII, Réforme, p. XIV.
[79] - سان تيريزداﭬيلا: (1515 - 1582)، قديسة، ومصلحة دينية كاثوليكية، ومن بين مؤلفاتها: الدساتيـر Les Constitutions الذي أصدرته سنة 1563.
[80] - هنري الرابع: (1553 - 1610)، كان ملكا على فرنسا خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1589 و1610.
[81]- ميشيل إييكيم دومونتين: (1533 - 1592)، كاتب وفيلسوف وواعظ ورجل سياسة فرنسي، ومن بين مؤلفاته: مقالات Essais الذي أصدره سنة 1580.
[82] - P. Viallaneix, Cours au Collège de France …, op.cit., p.352 - 353.
[83] - تعالج هذه الأجزاء تاريخ فرنسا منذ استيطان هذا البلد من قِبَلِ السلتيينCeltes والإيبيريين والرومان حتى عهد الملك لويس 11.
- فيما يلي عناوين هذه الأجزاء: الجزء الأول: "غاليا، الغزوات، شارلمان invasions,Charlemagne La Gaule,les"، الجزء الثاني: "جدول فرنسا الحروب الصليبية، سان لويس Tableau de la France,Les Croisades,Saint louis "، الجزء الثالث: "فيليب الوسيم وشارل الخامس Philippe - le - Bel,CharlesV"، الجزء الرابع: "شارل السادس Charles VI"، الجزء الخامس: "جان دارك وشارل السابع Charles VII Jeanne d’Arc "، الجزء السادس: "لويس11 LouisXI".
- حول عناوين الأجزاء الثلاثة عشر المتبقية من مؤلف تاريخ فرنسا، راجع:
- P. Viallaneix, Michelet, les travaux et les jours...,op.cit., p.562 - 563.
[84] - Gabriel Monod, Les Maîtres de l’histoire, Renan, Taine, Michelet, Paris,. Calmann Lévy, 1894, p. 243.
[85] - Jules Michelet, Mémoires de Luther écrits par lui - même, Paris, Hachette, 1837, T.I, Préface, p. XV.
[86] - G. Monod, Les Maîtres de l’histoire,...., op.cit., p.244.
[87] - باك: احتفال ديني مسيحي يستمر ثمانية أيام، تخليدا لذكرى بعث المسيح عيسى. ويبدأ يوم أحد باك، الذي يشكل لدى الكاثوليكيين نهاية لصوم أربعين يوما. ويسمى أسبوع باك، أو الأسبوع السعيد، أو أسبوع الأحداد الثمانية.
[88] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.219, in Jules Michelet, Histoire de France, Paris, Hachette, T. II,p.653 - 654.
[89] - Ibid., p.658.
[90] - Gabriel Monod, Les Maîtres de l’histoire, Renan, Taine, Michelet, Paris,. Calmann Lévy, 1894,p.244 - 245.
[91] - Ibid., p.219.
[92] - Jules Michelet, Le Peuple, Paris, Marcel Didier, 1946, p.271.
[93] - J. Michelet, Histoire de France au seizième siècle, t. VII, Renaissance, op.cit., Préface.
[94] - P. Viallaneix, Michelet, les travaux et les jours…op.cit.,p.560.
[95] - L. Febvre, Michelet et la Renaissance, op.cit., p.230.