مقاربة في المشروع الثقافي والحضاري الإسلامي: تحدّيات الحاضر وآفاق المستقبل
فئة : أبحاث محكمة
مقاربة في المشروع الثقافي والحضاري الإسلامي:
تحدّيات الحاضر وآفاق المستقبل
محاور الدراسة:
- مقدمة
أولاً– تحدي العولمة
ثانياً– تحدي الهويات الثقافية (العولمة في بعدها الثقافي)
ثالثاً– تحدي ثورة المعلومات العولمية (آلياتها وقواها والمستفيدون منها)
ملخص الدراسة:
تواجه الفكر الإسلامي المعاصر تحديات مصيرية جمّة، على صعيد وجوده واستمرارية زخمه الهادف، كونه فكراً يستند على رسالة إنسانية صاحبة مشروع حضاري وإنساني كبير، وينطلق من موقع الثقافة والفكر ليصل إلى مواقع السياسة والاجتماع، وباقي مواقع المجتمع الإنساني الخاصة والعامة.
ولكي يواجه هذا الفكر التحدّيات المتمثلة أساساً في ذلك الكم الهائل من مستجدات وتغيرات العصر المتسارعة على كل الصعد والمستويات، والتي تجاوزت آليات وأفكار الزمن القديم بأزمان طويلة، لا بد له من إعادة تغيير بنيته العقلية السائدة تاريخياً، وبوصلة اتجاهاته الراهنة، على طريق التواصل والاحتكاك ـ وربما الاشتباك والمساجلة ـ مع باقي الحضارات والمذاهب والأفكار المتوازية معه، أو حتى المناقضة له.
وتتمثل أهم التحديات الأساسية الحاضرة التي تواجه الفكر الإسلامي المعاصر في ثلاثة مظاهر أو تحديات حضارية روحية ومادية؛ هي العولمة، والهويات الثقافية، ومجتمع الثورة المعرفية والمعلوماتية.
هذه التحديات لا تواجه بالانغلاق، بل بالانفتاح بعد إحداث التغييرات الثقافية المعرفية، لأنها قاعدة أيّ تطور حضاري عربي وإسلامي علمي ومدني مأمول، من خلال إعادة التوازن الثقافي الإسلامي إلى فاعليته الحقيقية نقداً وتشريحاً وتفكيكاً وإعادة بناء.
أي لابد من الاستمرار في المراجعات النقدية الشاملة والواعية لمنظومات القيم والمعايير الناظمة لحركة هذه الثقافة، وإعادة ضبطها أو صياغتها على ضوء معطيات الواقع المعاصر، وطبيعة التغيرات المتسارعة الحاصلة في القاعدة الاجتماعية، أعني بها: نمو التقنيات والمعارف العلمية الجديدة، والقوى الاجتماعية والاقتصادية.
إنّ المبادرة الأساسية ـ في عملية مواجهة مخاطر تلك التحديات، وإنجاز البناء الحضاري العربي والإسلامي المتين ـ يجب أن تنطلق أساساً من خلال إيجاد علاج نهائي فعّال لأزمات واقعنا العربي المقيمة قبل الحديث النقدي عن آخر متآمر أو متربص أو غير ذلك. وعلى رأس تلك التحديات بناء واقع سياسي عربي جديد يقوم على وجود فرد عربي حر سليم معافى، من خلال بناء دول ديمقراطية مدنية، دول مؤسسات وقانون قبل أي شيء آخر.
وبداية، علينا أن نعترف ونقرّ بأن تحقيق النهضة المنشودة للمجتمعات العربية والإسلامية ـ طبعاً بعد وعي أزماتها ومشاكلها الحقيقية وانخراطها في العالم الحديث (المعولم سياسياً وإعلامياً وسياسياً)ـ لا يمكن أن تتحرك مفاعيلها الصحيحة من دون العمل على وعي التراث الإسلامي من داخل بنيته الحقيقية، وإعادة النظر فيه، وصياغته بصورة تناسب منطق التطور ودينامية الإبداع البشري فيه. وهنا بالذات علينا جميعاً ـ بصفتنا نخباً واعية ومفكرةـ ألا نهرب من تحمل مسؤولياتنا التاريخية الحاضرة والمستقبلية، وألا ننكص إلى الوراء لنتهم العقل الإسلامي هنا (والعقل العربي هناك) بالاستقالة والعجز، ونجلس لنبحث في جنس الملائكة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا