منظار غاليلي والكون اللامتناهي


فئة :  مقالات

منظار غاليلي والكون اللامتناهي

منظار غاليلي والكون اللامتناهي

الملخص:

تتحدث هذه الورقة البحثية عن ذلك التحول الكبير الذي حصل في الفكر العلمي والفلسفي بأوروبا مطلع القرنين السادس عشر والسابع عشر، والذي بمقتضاه تغيرت نظرة الإنسان لذاته وللعالم الجديد الذي أفرزته الثورة العلمية بقيادة كوبرنيك، وتهدف هاته الورقة بالأساس إلى إبراز الدور المحوري الذي لعبه الإيطالي غاليليو غاليلي في التأسيس للكون اللامتناهي، من خلال سلسلة البحوث وعمليات الرصد التي قام بها بالمنظار للقمر والنجوم على مدار سنوات متعددة.

المقدمة:

يتحدد الموضوع الأساسي الذي نحن بصدد دراسته في ذلك الانقلاب الكبير الذي أحدثه غاليليو غاليلي في مجال العلم، متبعين في ذلك إشكالية فهم وجه الجدة في أبحاث غاليلي بخصوص القمر والنجوم، مسلطين الضوء بذلك على أداة علمية رصينة متمثلة أساسا في المنظار، الذي مكن العالم الإيطالي من سبر أغوار السماء، وتحطيم كل تفاضل عمل السابقون على بسطه وتأكيده، ومستفيدين في ذات الوقت من الأعمال المتميزة المنجزة من قبل الباحثين والإبستيمولوجيين حول الموضوع. إذن، هاته الورقة البحثية هي محاولة تحليلية لمضامين ونصوص علمية وفلسفية للبحوث التي قام بها غاليليو غاليلي، على أمل تحصيل فهم موضوعي للدور الذي لعبه المنظار في التأسيس للعالم الجديد.

العرض:

قدم غاليليو غاليلي Galileo Galilei (1646-1564) خدمة جليلة للإنسانية مطلع المرحلة الحديثة، تمثلت في إخضاع الأبحاث والأرصاد الخاصة بالكواكب والنجوم، وكل ما يرتبط بالسماء إلى أدوات وتقنيات دقيقة. وإذ نشير إلى هاته النقلة الجديدة التي أحدثها غاليليو غاليلي في تاريخ الفكر البشري، فإننا سنرتبط بشكل كبير برسالته الفلكية التي ساهمت في تحطيم ذلك التفاضل بين عالم السماء وعالم الأرض، أو لنقل بين عالم ما فوق القمر وعالم ما تحت القمر على حد تعبير أرسطو.

أثناء توليه مهام تدريس الرياضيات بجامعة بادوا، وجه غاليلي منظاره إلى السماء سنة 1609 ليفتح بذلك بابا جديدا على كل ناظر في الطبيعة، بموجب هذا الأمر تم اكتشاف سلسلة من الموضوعات الجديدة التي لم يكن النسق النظري قادرا على إظهارها. ولم يكن لعالم إيطاليا أن يصل إلى هذه المرحلة لولا وجود نسق فكري جديد في الساحة النظرية، والمتمثل في الفلسفة الجديدة[1]، على اعتبار أن العدسات المكبرة للأشياء التي طورها غاليلي في منظاره كانت موجودة قبله في أنحاء أوروبا بشكل عام وهولندا بشكل خاص، لكنها كانت تستعمل لأغراض عسكرية وطبية فقط. أما غاليلي، فجعل من المنظار الأداة الأساسية لفهم ما يقع في السماء لمعرفته أن البنية الجديدة للعالم قد تغيرت.

وصلت أنباء جهاز التليسكوب إلى البندقية سنة 1608. أما غاليلي، فيعترف أنه سمع بوجوده سنة 1609 كما أكد على ذلك في رسالة Badovere’s. وعليه، فالإيطالي يعرف بوجود هولندي قام بصنع منظار يقرب الأشياء البعيدة من أعين الملاحظ، ويجعلها أكثر وضوحا. بعدها بأيام تلقى غاليليو غاليلي رسالة من الفرنسي النبيل جاك بادوفيري[2] يخبره من خلالها بوجود المنظار في هولندا فعلا. نجح غاليلي في صنع أداته الخاصة، المنظار، عن طريق وضع عدستين من الزجاج إحداهما محدبة والأخرى مقعرة في أنبوب من الرصاص، وبعد ذلك عاود صنع منظار خاص يحوز من الدقة ما يمكنه من تكبير الأشياء أكثر من ستين مرة مما تبدو عليه في الواقع. وعليه فهو يعترف، بنوع من الفخر، أنه صنع أداة تفوق قوة العين بحوالي ثلاثين مرة. وعليه، فمن المجحف أن يتم توظيف المنظار لمراقبة ما يحدث في الأرض والبحر، بل يجب توجيه عدساته إلى السماء لرؤية جسد القمر والكواكب والنجوم الجديدة.

أطل الإيطالي على العالم بكتاب موسوم بعنوان رسالة النجوم Sidereus Nuncuis[3] عام 1610 قدم فيه سلسلة من البحوث والاكتشافات الجديدة انطلاقا من نظرية فكرية رصينة، وأداة علمية جديدة متمثلة في المنظار، ولا يسعنا في هذا الصدد إلا استحضار كلام إدوارد كارلوس، أحد أبرز مترجمي أعمال غاليلي، القائل إنه أول كتاب فلكي مبني على ملاحظات أساسها المنظار، حيث شملت هذه العملية القمر ومئات النجوم التي لم يتم رصدها سابقا.

جاءت الرسالة الفلكية لتقدم توضيحات وملاحظات بواسطة الاكتشاف الجديد، المنظار، لسطح القمر ودرب التبانة والنجوم المخفية، إضافة لعدد لا يحصى من النجوم الثابتة، ولأربعة كواكب لم تر قبلا.[4] على هذا الأساس يقر غاليلي في هذا العمل، رسالة النجوم، أنه قد وضح أمورا جليلة لكل ملاحظ ومتمعن لما يحدث في الطبيعة من خلال إظهار عدد كبير من النجوم الجديدة التي لم يكن في استطاعة الملاحظ رؤيتها بواسطة الحواس (العين المجردة)، ويسترسل بعد ذلك بالقول مرة أخرى. إنه لمشهد رائع أن نرى جسم القمر الذي يبعد عنا كما لو كان قريبا منا، حيث يظهر هذا القمر نفسه أكبر بحوالي 30 مرة، وسطحه حوالي 900 مرة وكتلته الصلبة أكبر بحوالي 27000 مرة مما كانت عليه بالعين المجردة. إنه لمن اليقين أن سطح هذا القمر ليس أملسا ومصقولا، بل خشن ومليء بالتصدعات والحفر شأنه في ذلك شأن سطح الأرض.[5]

تتجلى أصالة الإيطالي إذن في تحطيم الفكرة السائدة بخصوص القمر والعالم السماوي الذي وصفه أرسطو بالكامل والتام، وفي إظهار أربعة كواكب لم يتم التوصل إليها من لدن الفلاسفة والعلماء قبله. يقول بنوع من الفخر الآن اسمحوا لي أن أعرض الملاحظات التي قدمتها خلال الشهرين الماضيين، مرة أخرى لجذب انتباه جميع الذين يتوقون إلى الفلسفة الحقيقية، وإلى البدايات التي أدت إلى رؤية أهم الظواهر.[6]

إن سلسلة الملاحظات التي أجراها غاليليو بواسطة المنظار مكنته من الوصول إلى النتيجة التالية: إن القمر تشوبه النتوءات والبقع السوداء القاتمة والمظلمة التي لم يقم برصدها أي شخص قبله كما جاء على لسانه، وعليه فالقمر ليس أملسا وكرويا وتاما، وإنما هو مثل كوكب الأرض غير متساو ومليء بالتشوهات والحفر والوديان والجبال.

مكنت عمليات الرصد غاليليو غاليلي من الوصول إلى سلسلة من الاكتشافات الجديدة بخصوص كوكب القمر، هاته الملاحظات أفرزت وجود خط متعرج وغير مستقيم يمر من وسط القمر، حيث يفصله إلى قسمين؛ الأول مظلم والثاني مستنير. كما توصل الرجل إلى أن الجزء المظلم به الكثير من النقط المضيئة، والجزء المستنير ينطوي على بعض من النقط القاتمة والمظلمة، والملاحظ بخصوص هاته البقع هو أنها تزداد توهجا كلما كانت قريبة من الخط الفاصل بين الجانبين المضيء والمستنير. وعليه، فالقول بالكمال والتناغم والسطح المستوي للقمر أصبح مضروبا عرض الحائط بفعل هاته الآلة الجديدة، المنظار، التي حطمت العراقيل التي وضعتها الطبيعة في وجه الحواس؛ ذلك أن ما يحدث في القمر، السماء، شبيه لما يقع على سطح الأرض من تبدل وتغير في الأحوال، وربما أكثر مما عليه في الأرض كما سيبين ذلك فيما بعد. يمكن الوقوف على شكل القمر من خلال الرسم التوضيحي الذي أنجزه غاليلي في عمله رسالة النجوم.

توجد اختلافات على سطح القمر. إنه شيء أكيد، حسب ما يظهر باستعمال المنظار. بفعل أشعة الشمس تصبح المساحات، إما مظلمة إن هي كانت بعيدة عن الشمس ومضيئة كلما كانت مواجهة لها، زد على ذلك أن الجزء المقابل للشمس يظهر عليه التشوه والنتوءات وعدم الكمال كما أقر بذلك غاليليو غاليلي منذ بداية مراقبة السماء، وهي نتيجة جرت الرجل إلى الكثير من المساءلة والتهديد كون ما يظهر للحواس هو أن القمر يمتاز بالكمال والسطح الأملس والخالي من أي تشوه، ويبدو أن الجبال والنتوءات والحفر الموجودة على سطح القمر أكثر من تلك الموجودة على الأرض كما بينت ذلك الملاحظات؛ ذلك أنه يحيط بجسم القمر، تماما مثل جسم الأرض، غلاف من مادة أكثر كثافة من الأثير.

إن النتيجة أعلاه كافية لتحطيم ذلك التفاضل الأرسطي بين عالم ما فوق القمر وعالم ما تحت القمر الذي ظل مسيطرا لقرون وقرون[7]، لدرجة أصبح بمثابة عقيدة راسخة في مجال العلم، فذلك العنصر الأثيري الذي يميز عالم ما فوق القمر لم يعد له أي معنى بعد سلسلة الأرصاد التي قام بها غاليلي لسطح القمر بواسطة المنظار، والتي توصل من خلالها إلى أن ما يحيط بالقمر ليس الأثير، وإنما مادة صلبة شبيهة بالمادة التي تحيط بجسم الأرض.

يظهر التشابه الحاصل بين الأرض والقمر بشكل واضح، عندما يكون هذا الأخير قريبا من أشعة الشمس، والمنظار يظهر هذا التشابه بشكل جيد للملاحظ. فقوة أشعة الشمس تخترق الحاجز المحيط بجسم القمر، والذي سبق وأن قلنا إنه شبيه لذلك الذي يحيط بجسم الأرض، ويبدو أن النتيجة التي لا مفر منها هي أن القمر لا يحوز أي خصوصية متفردة كما كان يدعي السابقون.

بعد توضيح الاختلافات والملاحظات بخصوص جسم القمر انتقل غاليليو غاليلي إلى توضيح طبيعة النجوم الثابتة the fixed stars التي يرى أنها لا تزيد من حجمها حينما يتم النظر إليها بواسطة المنظار، مقارنة مع باقي الأجسام الأخرى (مثل الكواكب والقمر) فزيادة أحجامها تبدو أقل بكثير لدرجة يمكن القول إن المنظار حينما يكبر الأجسام الأخرى بنسبة مائة مرة، فإنه لا يكبر النجوم إلا بنسبة أربع أو خمس مرات؛ والسبب في ذلك راجع إلى أن النجوم لا تظهر حقيقتها بالنظر إليها عن طريق العين المجردة؛ إذ تبدو محاطة بهالة من الأشعة البراقة والمشعة في جميع الاتجاهات. وعليه يصبح دور المنظار متمثلا في تحييد تلك الأشعة وإظهار الطبيعة الحقيقية للنجوم إن صح القول. وإذا كان القمر يظهر بنفس الحجم سواء في واضحة النهار أو في عتمة الليل، فإن النجوم الثابتة يختلف معها الأمر؛ إذ تبدو صغيرة وبأطراف أقل في النهار ومشعة بشكل مذهل عند الليل.

ينبه غاليليو غاليلي إلى وجود اختلاف بين ملاحظة الكواكب وملاحظة النجوم. فالكواكب تظهر للعيان حقيقة مثل أكر مستديرة تمام الاستدارة وواضحة الحدود، كما تظهر مثل أقمار صغيرة مضاءة وكروية تماما. أما النجوم، فلا تظهر محدودة بمحيط دائري، وإنما شبيهة بنواة ضوء تشع وتبرق في جميع الاتجاهات[8]، ولتوضيح شكل النجوم نورد الرسم التوضيحي التالي:

ولعل الحدث البارز في سيرة غاليليو غاليلي العلمية متمثل في اكتشاف أقمار المشتري يوم السابع من شهر يناير عام 1610، حيث كان الرجل يراقب النجوم الموجودة قرب المشتري، ورأى أنها لا تظهر كلها ففي العاشر من شهر يناير لم تظهر سوى نجمتين من أصل أربع، وكنتيجة لهذه التغيرات قرر غاليليو مراقبتها بشكل متتابع من 11 يناير إلى 7 فبراير ليتوصل إلى نتيجة مفادها أن تلك النجوم تعرف تحولات جمة من يوم لآخر.

على هذا الأساس، استهل فان هيلدن فصله المعنون بغاليليو غاليلي والمنظار (من رسالة النجوم لغاليلي) بالقول إن اكتشاف المنظار قد شكل حدثا بارزا في تاريخ علم الفلك إبان القرن السابع عشر بمقتضاه تغيرت الأفكار الغربية حول الأحجام والمسافات؛ فمنذ أن وجه غاليلي أداته نحو السماء والشكوك تتسلل إلى النظام الفلكي القديم وتنخره من الداخل. وللتذكير ففي عام 1610 رأى غاليليو غاليلي أربعة أقمار تدور حول كوكب المشتري[9]، وهو اكتشاف غير مسبوق سيساهم في تحطيم النظرة الأرسطية لعالم ما فوق القمر.

يرى فان هيلدن أن رسالة النجوم Sidereus Nuncius تتكون من أربعة أجزاء نضعها على النحو الآتي:

  • وصف الأداة الجديدة (المنظار).
  • اكتشاف طبيعة القمر.
  • ملاحظات حول الكواكب الجديدة والنجوم الثابتة.
  • وصف الأقمار الجديدة التي تدور حول المشتري.

الخاتمة:

يظهر بشكل جلي أن غاليليو غاليلي قد قدم للحضارة الغربية بشكل خاص والإنسانية بشكل عام، طفرة مهمة ومتفردة على مستوى الفكر النظري، تمثلت في توجيه عدسات المنظار للسماء للكشف عن بنيتها ومكوناتها، وإسقاط كل التفسيرات اللاعلمية التي كانت مسيطرة على تاريخ الفكر الإنساني، والتي كانت تقيم تمييزا بين عالم السماء والأرض، حيث كانت الأرض بمكوناتها وعناصرها متغيرة وفاسدة، والسماء ثابتة وكاملة.

أظهر المنظار أن السماء تعج بالفوضى والتغير، وحالها أكثر تبدلا من الأرض نفسها.

 

المراجع:

كويريه ألكسندر، من العالم المغلق إلى الكون اللامتناهي، ترجمة يوسف بن عثمان ومراجعة محمد بن ساسي، دار سيناترا، معهد تونس للترجمة، الطبعة الأولى 2017

Alexandre Koyré, from the closed world to the infinite Universe, Johns Hopkins Press, 1957

Albert Van Helden, measuring the universe cosmic dimensions from Aristarchus to Hally, the University of Chicago Press, 1985

Galileo Galilei, Sidereus Nuncius or the Sidereal messenger, translated with introduction, conclusion, and note by Albert Van Helden.

Galileo Galilei, The Sidereal messenger, translation by E. S. Carlos, London, 1880

Samuel Sambursky, The Physical world of the Greeks, Translated from the Hebrew by Merton Dagut, Princeton University Press, 2014

[1] يطلق الإبستيمولوجي الفرنسي ألكسندر كويريه لفظ الفلسفة الجديدة على الثورة الكوبرنيكية.

[2] جاك بادوفيري Jaques Badovere (1620-1575)

[3] توجد ترجمة بالإنجليزية للرسالة قام بها إدوارد كارلوس:

(E.S. Carlos, The sidereal messenger, London, 1880)

أجزاء كبيرة من هذه الترجمة أعيد طبعها من قبل شابلي وهورات:

Harlow Shaply and E. Howarth, A source book in astronomy, New York, 1929.

وظف غاليليو غاليلي sidereus nuncuis ليعني بها رسالة النجوم، رغم أن كبلر kepler قد فهم أنها تعني رسول النجوم، ولم يتم تدارك هذا الخلط إلا في الطبعة الحديثة للرسالة التي قامت بها السيدة ماريا تيبنارو كارديني: Mrs. M, Timpanaro-Cardini, florence, 1948 لمعرفة هاته التفاصيل انظر:

Alexandre Koyré, from the closed world to the infinite Universe, Johns Hopkins Press, 1957. P. 288.

كما توجد للرسالة ترجمة متميزة قام بها فان هيلدن، والتي جاءت بعنوان:

Galileo Galilei, Sidereus Nuncuis or the sidereal messenger, translated with introduction, conclusion, and note by Albert Van Helden, the university of Chicago Press Chicago and London, 1989.

توجد ترجمة للرسالة بالفرنسية قام بها فيرناند هالين عن الأصل اللاتيني مباشرة بعنوان:

Galileo Galilei, le messager des étoiles, traduit du latin, présenté et annoté par Fernand Hallyn, 1992.

[4] Galileo Galilei, Sidereus Nuncuis or the sidereal messenger, translated with introduction, conclusion, and note by Albert Van Helden. P. 35

[5] Galileo Galilei, The sidereal messenger, translation by E. S. Carlos, London, 1880. P. 28.

[6] Galileo Galilei, The sidereal messenger, P. 31

- تم أخذ الرسم التوضيحي من:

Galileo Galilei, The sidereal messenger, translation by E. S. Carlos, London, 1880. P.17

[7] استطاع أرسطو السيطرة على تاريخ الفكر النظري لما يقارب السبعة عشر قرنا من الزمن، وهو ما لم يقدر عليه أي شخص في تاريخ العلم. أنظر:

Samuel Sambursky, The Physical world of the Greeks, Translated from the Hebrew by Merton Dagut, Princeton University Press, 2014. P. 80.

[8] ألكسندر كويريه، من العالم المغلق إلى الكون اللامتناهي، ترجمة يوسف بن عثمان ومراجعة محمد بن ساسي، دار سيناترا، معهد تونس للترجمة، الطبعة الأولى 2017. ص. 140

[9] Albert Van Helden, measuring the universe cosmic dimensions from Aristarchus to Hally, the University of Chicago Press, 1985. P. 66

- تم أخذ الرسم التوضيحي من:

Galileo Galilei, The Sidereal messenger, translation by E. S. Carlos, London, 1880. P.42.