نظريّة مسكويه في الخوف والحزن
فئة : أبحاث محكمة
الملخص:
نعالج في هذا المقال، إشكالًا نفسانيًّا وأخلاقيًّا في الوقت نفسه؛ إذ لا يخفى كون كلّ من الخوف والحزن أمراض تصيب النفس، وتقلق مضجع الإنسان، وبما أنهما كذلك، فإنّه يتعيّن النظر في كيفيّة التخلّص منهما ومعالجتهما، ولمّا امتنعت معالجة أيّ مرض دون تشخيصه والعلم بأسبابه، فإنّ ذلك من الأسباب التي دفعت مسكويه إلى النظر فيهما وتحديد ماهيتهما، من خلال الالتزام بتعاليم الفلسفة والمنطق، باعتبارهما شرط إمكان التخلّص منهما؛ إذ لا مجال لفهم معالجة مسكويه دون تحديد ماهية كلّ من؛ الضروري، والممكن، والمتناقضات، والأمور الحادثة في المستقبل. (وهذه كلّها، كما هو معلوم، مصطلحات أثيرت في كتب المنطق).
ننبّه، بادئ الأمر، إلى أنّ الحزن ناتجٌ عن الخوف، لكن دون أن يتوقّف عليه؛ إذ إن للحزن أسبابًا أخرى، ويعود جمعنا للخوف والحزن في مقال واحد إلى محاولة النظر في الإشكال برمته؛ وذلك لنتمكّن من تبيّن أهمّ الحلول التي يعتمدها مسكويه للتخلّص منهما، ونعتقد أنّ التخلّص من الجهل كفيل للتخلص من الخوف والحزن، على حدّ سواء، أو على الأقل التقليص من حدّتهما.
لا تخلو معالجة مسكويه للمسألة من طرافة، وذلك لا يعني، في حقيقة الأمر، أنّ له السبق في إثارتها؛ إذ لا يخفى ما وجدناه في نظريته من تقاطعات مع الفلسفة الأبيقوريّة، وكذلك بما جاء لدى الكندي في "رسالة في الحيلة لدفع الأحزان"؛ إذ نعتقد أنّ نظرة مسكويه، لا تختلف في خطوطها العريضة عن نظرة الكندي، لاسيما فيما يتعلّق بالجزء الثاني من البحث ونقصد "الحزن"، إلاّ أنّ ذلك لا ينفي، في حقيقة الأمر، خصوصيّة تناول مسكويه، وإن لم تحظ هذه المسألة عند مسكويه بالقيمة نفسها التي حظيت بها عند الكندي، فقد عملنا في هذا البحث على النظر في هذا الإشكال، وإيلائه ما يستحق من التعمّق.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا